مدمرات وفرقاطات وغواصات.. روسيا تعزز حضورها في شرق المتوسط وأميركا تعود إليه

طائرة أتلانتيك 2 الفرنسية ترابط في قاعدة لحلف شمال الأطلسي بجزيرة كريت اليونانية لمراقبة الحركة العسكرية بمياه البحر المتوسط (الفرنسية)
21/4/2022
مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، عززت روسيا قدراتها العسكرية في شرق البحر الأبيض المتوسط الذي يُعد قاعدة خلفية للبحر الأسود ومنطقة النزاع، وفق مراقبين عسكريين فرنسيين في اليونان.
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أوضح القبطان والضابط المسؤول عن الاتصالات الإقليمية للجيش الفرنسي في البحر المتوسط تيبو لافيرن أن "هناك حاليا نحو 20 سفينة روسية في البحر الأبيض المتوسط، وضاعفت روسيا قدراتها العسكرية مرتين أو حتى 3 مرات في المنطقة (مدمرات، وفرقاطات، وغواصات، وغيرها)".
وبدأت عودة القوة الروسية في شرق المتوسط تدريجيا منذ اندلاع النزاع في سوريا، عندما باشرت موسكو نشر سفن في ميناء طرطوس السوري؛ المنشأة البحرية الروسية الدائمة الوحيدة خارج حدود الاتحاد السوفياتي السابق.
زحف روسي في الغرب
يقول القبطان الفرنسي إن "الجديد هو الزحف الروسي في الغرب: شمال كريت وكذلك غرب اليونان في شبه جزيرة بلبونس وشمال بحر إيجة قرب البحر الأسود"، ويؤكد أن "السفن الروسية متمركزة لرصد نشاط قوات الحلفاء".
ويرى محللون أن انتشار الأسطول الروسي في المنطقة -الذي بدأ قبل الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي- يمكن استغلاله لإرسال تعزيزات بالعسكريين والأسلحة إلى أوكرانيا، ولكن أيضا لإطلاق صواريخ كروز من السفن لدعم العمليات البرية.
ويشير القبطان لافيرن إلى أنه "أينما يوجد الأميركيون يوجد كذلك الروس". فالقوات الأميركية التي خفضت حضورها في منطقة البحر الأبيض المتوسط لمدة 10 سنوات، تعمل هي الأخرى على تغيير التكتيكات.
ويشدد الضابط في البحرية الفرنسية على أن "أوكرانيا غيّرت اللعبة؛ الأميركيون يجهزون عودة كبيرة غير مسبوقة منذ الحرب الباردة".
ويضيف "أرسل الأميركيون مثلا نحو 10 سفن من المحيط الهندي لمراقبة منطقة البحر المتوسط".
مناورات روسية سابقة في شرق المتوسط (الجزيرة)
طائرة أتلانتيك 2 تتولى المراقبة
في قاعدة حلف شمال الأطلسي في سودا بجزيرة كريت اليونانية، ترابط طائرة ذات قمرة قيادة زجاجية تتيح رؤية بنطاق 180 درجة، والهدف من ذلك هو رسالة للروس "أن شرق البحر المتوسط مساحة نشاط لحلفاء حلف شمال الأطلسي"، وفق عبارات الضابط كوماندر يوهان، الذي لم يكشف عن لقبه العائلي لأسباب أمنية.
ويمكن لطائرة أتلانتيك 2 (من صنع شركة داسو الفرنسية) التحليق حتى ارتفاع 30 مترا فوق سطح البحر، مما يجعلها مثالية للمراقبة الدقيقة لحركة المرور البحرية، كما أن الطائرة مزودة بأجهزة استشعار ورادارات، وكاميرا عالية الأداء مقاس 3200 مم، ونظام للكشف عن المجالات المغناطيسية يفيد في رصد الغواصات، ودعم إلكتروني لرصد الرادارات في الأنحاء.
ويشير لوران -الذي يعمل في التنسيق التكتيكي- إلى أنه "يتم استخدام أتلانتيك 2 بشكل أساسي لتحديد الوضع على السطح" و"رصد كل السفن في المنطقة"، مستعرضا ملفا في صفحته الأولى صورة لسفينة إنزال روسية.
ويضيف العسكري الفرنسي "يمكننا تحديد جنسيات السفن"، لأنه "يجب تسجيل كافة السفن التي يزيد طولها على 12 مترا وتحتوي على صندوق مضيء قابل للرصد".
ويتابع "إذا لم يكن الأمر كذلك، فإننا نرصدها لنرى إذا كانت تتبع متاجرين بالبشر أو تمارس أنشطة غير قانونية"، ثم تتم مشاركة جميع المعلومات مع هيئة الأركان العامة الفرنسية، وأيضا مع قيادة حلف شمال الأطلسي.
رغبة في خفض التوتر
ويضيف قبطان الفرقاطة يوهان "في سياق هجومي، يمكننا أيضا توجيه الهجوم، والعثور على أهداف لضربها، ومساعدة الطائرات المقاتلة"، قبل أن يستدرك "لكننا لسنا في حالة أزمة في هذه المنطقة، والهدف هو ببساطة الحفاظ على أمن أوروبا".
ويعد البحر المتوسط منطقة إستراتيجية لأوروبا وحلف شمال الأطلسي لأن 65% من إمدادات الطاقة في العالم و30% من التجارة العالمية تمر عبره؛ لذلك فإن التمركز في المنطقة هو أيضا وسيلة لحماية المصالح الاقتصادية الغربية.
ومع أن تركيا حظرت على جميع السفن الحربية عبور مضيقي البوسفور والدردنيل؛ فإنه يمكن لطائرة أتلانتيك 2 التحليق فوق البحر الأسود، وهو أمر غير محظور على الحركة الجوية، لكن يوهان يشير إلى أن "الحلفاء لن يذهبوا إلى هناك لأن رغبتنا هي خفض التوتر مع روسيا".
المصدر : الفرنسية