مناطق خفض التصعيد في سوريا
حولت موسكو اتفاقية خفض التصعيد التي ابتدعتها إلى وسيلة لإنهاء وجود المعارضة المسلحة، وإعادة فرض سيطرة النظام على المناطق التي خسرها بالتدريج. وفي حين أوكلت لمركز حميميم ولشرطتها العسكرية رسم بنود التسوية أو المصالحة الملائمة لكل منطقة؛ دخلت روسيا في سباق مع الأميركيين للسيطرة على الأراضي التي كان يحتلها تنظيم الدولة الإسلامية.
ففي حين سيطرت واشنطن عبر حلفائها الأكراد على مناطق شرق الفرات، تمكنت موسكو من انتزاع أغلب مناطق نفوذ تنظيم الدولة في البادية السورية وغرب الفرات وصولا إلى دير الزور.
كما توصلت روسيا إلى اتفاق غير معلن مع إسرائيل يسمح للنظام باستعادة السيطرة على المنطقة الجنوبية، شريطة إبعاد المليشيات التابعة لإيران من المناطق الحدودية الواقعة بين سوريا والجولان المحتل.

أماكن تمركز القوات الأجنبية في سوريا (مركز جسور للدراسات)
في الوقت الراهن ينحصر حاليا وجود المعارضة المسلحة في محافظة إدلب وأريافها، حيث السيطرة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، إلى جانب تواجد في ريف اللاذقية وأرياف حلب والرقة غربي نهر الفرات حيث تتواجد القوات التركية.
وتفتقر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المسيطر عليها من قبل الأكراد للسيطرة على محافظات بكاملها، بل على مدن في محافظات حلب، والرقة، والحسكة، ودير الزور، حيث يسيطر النظام على مراكز مدن دير الزور، والميادين، والبوكمال، والقورية، والعشارة، وموحسن. في حين تسيطر "قسد" على 3 أرياف: الغربي، والشمالي، والشرقي، وتضم أكثر من 35 بلدة وقرية ومدينة.
وفي ما يخص وجود تنظيم الدولة في سوريا، فلم تعد له سيطرة فعلية على أي منطقة في الجغرافيا السورية، وليس لديه انتشار حقيقي على الأرض، وإنما تقوم بقايا خلاياه بتنفيذ هجمات ضد قوات النظام والمليشيات الإيرانية.
وتتركز هجمات التنظيم في مناطق البادية السورية بريف السويداء الشمالي الشرقي وبريف حمص الشرقي (قرب منطقة السخنة) وفي ريف حلب الشرقي (قرب مناطق خناصر ومسكنة) وفي ريف دير الزور الجنوبي الشرقي وبريف الرقة الجنوبي.
أما النظام فبقي محتفظا بسيطرته على طرطوس واللاذقية والسويداء، وضم إليها باقي محافظات الوسط والجنوب.

خارطة انتشار القوى المحلية بعد انتهاء المصالحات برعاية روسيا في محافظات الوسط والجنوب (الجزيرة)
فريق العمل:
محررون : محمد العلي، وعمر يوسف، وزهير حمداني
خرائط وتصاميم: قسم الملتيميديا
المصدر : الجزيرة نت