في 18 مارس/آذار الجاري شنت القوات الإسرائيلية 100 ضربة متزامنة على قطاع غزة، مما أنهى وقف إطلاق النار الذي دام شهرين مع حركة حماس.
وعلى مدى الـ36 ساعة التالية قُتل 436 شخصا، بمن في ذلك ما لا يقل عن 183 طفلا و94 امرأة و34 مسنا و125 رجلا.
من بين الأطفال الذين قُتلوا كان الطفل محمد أبو هلال البالغ من العمر عاما واحدا، والذي قُتل مع والدته أفنان الحامل في شهرها السابع في غارة إسرائيلية على مخيم المواصي، وهو موقع زعمت إسرائيل أنه "منطقة آمنة"، كان والده علاء قد أرسلهما إلى هناك على أمل الحفاظ على سلامتهما.
"يا ولدي الحبيب، اصعد إلى الجنة، ستجد كل ألعابك هناك"، صرخ الأب المكلوم وهو يحمل جثة ابنه الذي فارق الحياة.
كان محمد ضمن 895 طفلا في سن عام واحد، و935 طفلا يحملون اسم "محمد" قُتلوا في الهجمات الإسرائيلية.
3266 حُرموا من فرحة اللعب
لم تكن ريم قد بلغت عامها الثالث عندما قُتلت إلى جانب شقيقها طارق البالغ من العمر 5 سنوات في غارة إسرائيلية على منزل العائلة بمخيم النصيرات للاجئين في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
بعد وفاتها انتشر فيديو لجدّها خالد نبهان وهو يحتضن جسدها الذي فارق الحياة ويناديها "روح الروح"، في تلخيص رمزي للمعاناة الهائلة التي تكبدها سكان غزة.
كان خالد يعتز بحفيدته الحبيبة ويستذكر بحزن كيف كانت تستقبله كل يوم بعناق، وفي 16 ديسمبر/كانون الأول 2024 قُتل خالد أيضا في غارة إسرائيلية أثناء تقديمه المساعدة لفلسطينيين آخرين.
4032 تركوا وراءهم فصولا دراسية فارغة.
قُتلت هند رجب -وهي طفلة في الخامسة من عمرها مليئة بالحياة والفضول وطيبة القلب كما وصفها أفراد عائلتها وجيرانها- في 29 يناير/كانون الثاني 2024، وجدت هند نفسها الناجية الوحيدة داخل سيارة ملطخة بالدماء تتناثر فيها جثث أفراد عائلتها.
استُهدفت السيارة بقذيفة دبابة إسرائيلية فيما كان أفراد العائلة يحاولون الفرار من القصف الإسرائيلي في حي تل الهوى، تُركت هند وحيدة لكنها تمكنت من الاتصال بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
في لحظاتها الأخيرة كانت هند تتوسل للمساعدة عبر الهاتف، وترددت أصداء صرخاتها المذعورة عبر العالم.
قالت مرارا خلال محادثة مفجعة استمرت 3 ساعات مع رجال الإسعاف الذين كانت إسرائيل تمنعهم من الوصول إليها "أنا خائفة جدا، أرجوكم تعالوا، أرجوكم أرسلوا أحدا لينقذني"، عُثر على جثتها بعد 12 يوما إلى جانب جثث عائلتها والمسعفين الذين حاولوا إنقاذها.
تواصل "مؤسسة هند رجب" تكريم ذكراها والسعي لتحقيق العدالة لها ولغيرها ممن تضرروا من حرب إسرائيل على غزة.
3646 قُتلوا قبل أن يكبروا.
في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قتل ما لا يقل عن 18 شخصا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت كنيسة القديس برفيريوس وهي أقدم كنيسة في غزة، وكان من بين القتلى الإخوة سهيل رامز السوري (14 عاما) وجولي (12 عاما) وماجد (10 أعوام).
روى والدهم المكلوم اللحظة المفجعة التي قُتل فيها أطفاله فيما كانوا يحتمون داخل الكنيسة، وقال وهو يبكي "ظننا أن هذا هو ملاذنا الآمن"، مضيفا "ملجؤنا الأخير في بيت الله".وأضاف الأب المكلوم "لقد قصفوا ملائكتي دون إنذار، قتلوا أطفالنا، أطفال الأقارب".
2949 واعدا لم تُتح لهم فرصة لإثبات أنفسهم.
كان محمود يحلم بأن يكون صحفيا، تماما مثل والده، كان يعتزم مشاركة حكايات وطنه مع العالم، بدأ الشاب البالغ من العمر 15 عاما والمعروف باسم "وائل الصغير" مع أخته خلود بتوثيق مقاطع فيديو توضح آثار تصاعد العنف الإسرائيلي على غزة.
قال الثنائي الصغير من عائلة الدحدوح في نداء مؤثر "في غزة، لا يوجد مكان آمن، هذه هي الحرب الأشرس والأعنف التي مررنا بها في غزة، ساعدونا على البقاء أحياء".
في ليلة 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قُتل محمود مع والدته وأخته شام (7 أعوام) وابن أخيه آدم (عام ونصف) و21 آخرين في غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات حيث لجأت العائلة بعد أن طلب منهم الجيش الإسرائيلي الانتقال إلى الجنوب من أجل سلامتهم.
تمثل قصص الأطفال مثل محمد وريم وهند والإخوة السوري ومحمود الطفولات التي سُلبت في غزة تاركة وراءها ذكريات بريئة ومستقبلا لن يتحقق.
فريق العمل :
إعداد : محمد حسين - محمد الحداد
تعريب : محمد العلي