وأضاف في رسالته أن "البلدان الأوروبية الثلاثة ومن خلال انتهاك التزاماتها بموجب الاتفاق النووي وقرار 2231، واستنادها إلي آلية إعادة العقوبات الملغاة، تشكل استغلالا سافرا للعملية المتوقعة في الاتفاق النووي".
كما اعتبر أن مسودة القرار المقدمة من قبل رئيس مجلس الأمن في 19 سبتمبر/أيلول الجاري للتصويت "لا تفي بمتطلبات القرار 2231 ولا يمكنه إعادة فرض العقوبات التي أنهيت بالفعل"، مضيفا أن إجراءات البلدان الأوروبية الثلاثة وأميرکا لإعادة العقوبات الملغاة تفتقد للمصداقية".
وحسب ما جاء في الرسالة، "فإنه ينبغي أن ينتهي العمل بالقرار 2231 كما تم الاتفاق عليه، وستنتهي کل القيود المتصلة بالملف النووي بموجب قرار 2231 في 18 أکتوبر/تشرين الأول المقبل بشكل دائم، والجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تعترف بأي محاولة لتجديد أو تفعيل أو تنفيذ القرارات بعد هذا التاريخ".
وتابع "بناء علي ذلك، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترفض بشكل حازم إعادة القرارات الملغاة بموجب قرار 2231 لعام (2015) ولا تلتزم إيران ولا أي دولة عضو في الأمم المتحدة بالامتثال لمثل هذه الإجراءات غير القانونية".
ودعا عراقجي غوتيريش إلي الحيلولة دون أي محاولة لتفعيل آليات العقوبات، ومن بينها لجنة العقوبات ووفد الخبراء وعدم تخصيص أي من موارد الأمم المتحدة لمثل هذه الإجراءات غير القانونية أو استخدامها في دعم هذه الإجراءات.
وحسب عراقجي، فإن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية أظهرت دائما استعدادها للدبلوماسية بهدف التوصل إلي حل عادل ومتوازن ومستدام. وللأسف، اختارت الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة الأميرکية مسار المواجهة ظنا منها أن إيران تستسلم أمام الضغوط والترهيب. التاريخ أثبت بطلان هذا الظن وسيثبت من جديد".
كما أكد الوزير الإيراني أن بلاده "ستواصل الدفاع عن حقوقها السيادية ومصالحها بشکل حازم، وکل محاولة لإلحاق الضرر بإيران ستقابل بردود مناسبة، ومسؤولية ذلك تقع علي عاتق الأطراف التي فضلت المواجهة والضغوط علي التعاون".
واختتم عراقجي رسالته إلى غوتيريتش بالقول: "انطلاقا من شعوركم بالمسؤولية، نتوقع منكم ضمان عدم تمكن بعض الحكومات الغربية التي تتصرف خارج إطار القانون وبدوافع سياسية ضيقة، من استغلال الأمانة العامة إلى الضغط السياسي على إيران. فهذا الاستغلال يقوض مصداقية الأمم المتحدة وحيادها، ويضعف سلطة مجلس الأمن".
وفي حديث سابق إلى التلفزيون الرسمي الإيراني قبل فرض العقوبات مساء أمس، سعى عراقجي إلى التقليل من شأن تأثير عقوبات الأمم المتحدة على البلاد.
وقال "سيكون له بعض الأضرار وبعض الخسائر لنا، ومع ذلك فقد صوّروه في وسائل إعلامهم على أنه أمر أعظم وأعظم بكثير مما هو عليه في الواقع، وسعوا إلى خلق وحش لتخويف الشعب الإيراني، ثم إجبار حكومتنا وسياستنا الخارجية على تقديم تنازلات ودفع ثمن في هذا الصدد".
من جهته، أشاد وزير الخارجية الأميركي
ماركو روبيو بالترويكا الأوروبية لـ"قيادتها العالمية الحاسمة" بفرض العقوبات على إيران، مضيفا أن "الدبلوماسية لا تزال خيارا. ولكي يحدث ذلك، يجب على إيران قبول المحادثات المباشرة".