ناميبيا دولة أفريقية في أقدم صحاري العالم
العاصمة ويندهوك تعد من أنظف المدن في القارة الأفريقية (شترستوك)
22/3/2025
جمهورية ناميبيا دولة تقع في جنوب غرب أفريقيا، تشتهر بتنوع طبيعتها واحتوائها على إحدى أقدم صحاري العالم، تأسست دولة مستقلة عام 1990، وتعد رابع أكبر مصدر للمعادن غير الوقود في أفريقيا، وخامس أكبر منتج لليورانيوم في العالم.
المعلومات الأساسية
- الاسم الرسمي: جمهورية ناميبيا
- العاصمة: ويندهوك
- النظام السياسي: جمهوري
- تاريخ الاستقلال: 21 مارس/آذار 1990 (عن جنوب أفريقيا)
- العملة: دولار ناميبي.
- المساحة: تبلغ مساحتها 825.418 كيلومترا مربعا مع ساحل بطول 1572 كم.
أصل التسمية
اسم ناميبيا مشتق من صحراء الناميب أقدم صحاري العالم، التي تتميز بخاصية جيولوجية فريدة من نوعها وتشتهر بمناظرها الطبيعية البكر ونوعية الصيد فيها.
الموقع
تقع في الجنوب الغربي للقارة الأفريقية، تحدها شمالا أنغولا وزامبيا، وجنوبا
جنوب أفريقياوشرقا بوتسوانا وجنوب أفريقيا وغربا
المحيط الأطلسي.
مبنى كنيسة المسيح في العاصمة ويندهوك (شترستوك)
التقسيمات الإدارية
تنقسم ناميبيا إلى 14 إقليما هي:
كونيني – أوموساتي – أوشانا – أوهانغوينا – أوشيكوتو – أوكافانغو الغربي – أوكافانغو الشرقي – كابريفي – إيرونغو – أوتجوزوندجوبا – أوماهيكي – خوماس – هارداب – كاراس.
الجغرافيا
يتكون المشهد الطبيعي الناميبي من 5 مناطق جغرافية، تتميز كل منها بظروف خصة ومميزة، مع بعض التباين والتداخل فيما بينها، وهي:
الهضبة الوسطى
تمتد المنطقة من الشمال إلى الجنوب، ويحدها ساحل الهيكل العظمي من الشمال الغربي، وصحراء ناميب وسهولها الساحلية من الجنوب الغربي، ونهر أورانج من الجنوب، وصحراء كالاهاري من الشرق. تعد موطنا لأعلى نقطة في ناميبيا في كونيغشتاين بارتفاع 2606 أمتار (8411 قدما).
ضمن هذه المنطقة الواسعة والمسطحة يعيش غالبية سكان ناميبيا ويتركز نشاطها الاقتصادي، إذ تقع فيها عاصمة البلاد ويندهوك، إضافة إلى معظم الأراضي الصالحة للزراعة.
صحراء ناميب (الناميب)
صحراء ناميب (الناميب) هي صحراء ساحلية في جنوب أفريقيا، وهي واحدة من أقدم الصحاري، إذ تعود إلى نحو 43 مليون سنة.
وهي مساحة ضخمة تتكون من سهول وكثبان رملية بأشكال متنوعة تمتد على طول الساحل بأكمله.
الجزء الغربي الكامل من ناميبيا يتألف من الناميب، ويمتد إلى ما وراء حدود البلاد وإلى جنوب أنغولا ومقاطعة كيب الشمالية في جنوب أفريقيا. وبها
البحر الميت، وهو حفرة تعدين قديمة بتركيز عال جدا من المعادن والملح، ويعد أحد أهم أماكن الزيارة في ناميبيا.
صحراء ناميب يعود تاريخها إلى نحو 43 مليون عام (شترستوك)
الجرف
على الرغم من أن المنطقة صخرية وتتمتع بتربة غير متطورة، إلا أنها أكثر إنتاجية من الصحراء الناميبية. تحتوي على مجموعة واسعة من الكائنات الحية، مع تنوع الغابات الكثيفة، توجد بها عدة أنواع من الأكاسيا، إضافة إلى عدد من الأعشاب والنباتات الأخرى الصغيرة.
بوشفيلد
منطقة في شمال شرق ناميبيا على طول الحدود الأنغولية، تتميز بالأراضي المستوية والتربة الرملية، مما يقلل من قدرتها على احتجاز الماء. وتقع بالقرب منها واحدة من أروع معالم الطبيعة وهي "مستنقع إتوشا".
في معظم العام تعاني المنطقة من جفاف ملحي، ولكن في موسم الأمطار تتشكل بحيرة ضحلة تغطي أكثر من 6000 كيلومتر مربع، وتعتبر المنطقة مهمة بيئيا وحيوية لأعداد هائلة من الطيور والحيوانات.
صحراء كالاهاري
قد تكون هي الميزة الجغرافية الأكثر شهرة في ناميبيا. تتقاسمها مع جنوب أفريقيا وبوتسوانا، وبها مجموعة متنوعة من البيئات المحلية، إحدى هذه المناطق معروفة باسم سوكلنت كارو، وهي موطن لأكثر من 5 آلاف نوع من النباتات، نحو نصفها يوجد في هذه المنطقة فقط.
المناخ
قاحل وشبه قاحل، وشبه استوائي في الشمال الشرقي. الأشهر الأكثر سخونة هي بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، إذ يتراوح متوسط درجات الحرارة القصوى في النهار بين 20 و36 درجة مئوية.
ويتراوح متوسط درجات الحرارة الدنيا في فصل الشتاء بين 6 و10 درجات مئوية، ومتوسط درجات الحرارة في النهار بين 18 و22 درجة مئوية.
الموارد الطبيعية
أبرز
الموارد الطبيعية في ناميبيا هي الماس والنحاس واليورانيوم والذهب والرصاص والقصدير والليثيوم والكادميوم والزنك والملح والطاقة الكهرومائية والأسماك.
التركيبة السكانية
بلغ عدد سكان ناميبا 2.53 مليون نسمة (2021)، ويبلغ المعدل السنوي للنمو السكاني فيها حوالي 2٪ ومتوسط العمر حوالي 63 عاما.
تتميز البلاد بسكانها الشباب، فنحو خمسي السكان تحت سن 15 عاما وأكثر من ربعهم تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما.
أكثر من نصف سكان ناميبيا يعيشون في المناطق الريفية، لكن نشطت هجرة السكان الداخلية بشكل أساسي من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، نتيجة للفقر في المناطق الريفية، والصراعات المسلحة وإزالة قيود الإقامة.
عاد العديد من المنفيين إلى البلاد بعد الاستقلال، في حين غادر حوالي 10 آلاف أوروبي ومثلهم من القوات المستأجرة والمساعدين.
التكوين العرقي واللغوي
حوالي 85٪ من الناميبيين هم من السود، و5٪ من أصل أوروبي، و10٪ من عرقيات أخرى مختلفة.
من بين الأغلبية السوداء، حوالي الثلثين هم من" أوفامبو"، يليهم "كافانغو"، و"هيريرو"، و"دامارا"، وشعوب "كابريفيان" من حيث الحجم السكاني.
المجموعات العرقية الأخرى يقل قليلا عما سبق ذكره عدد السكان المنحدرين منها، ومعظم أصحاب العرق الأوروبي هم مواطنون ناميبيون، على الرغم من أن بعضهم احتفظ بجنسية جنوب أفريقيا.
اللغة
اللغة الإنجليزية هي اللغة الوطنية، على الرغم من أن حوالي 3% فقط من السكان هم من يستخدمونها في بيوتهم.
وبالمقابل يتحدث لغات أوفامبو أكثر من 80٪ من السكان، تليها لغة الناما دامارا بحوالي 6٪. ويتحدث لغات كافانغووكابريفيان وهيريرو والأفريكانية، حوالي 4٪ من السكان.
يتحدث عدد من الناميبيين لغتين أو أكثر من لغات السكان الأصليين، وعلى الأقل القليل من اثنتين من اللغات الأوروبية الثلاث شائعة الاستخدام (الإنجليزية والأفريكانية والألمانية).
أكثر من 80% من السكان يتحدثون لغات الأوفامبو (غيتي)
الديانة
ناميبيا دولة علمانية بموجب الدستور، وتعد حرية الدين فيها إحدى الحريات الأساسية المعترف بها في الفصل الثالث من الدستور. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 90٪ من السكان يدينون بالمسيحية، في حين يدين 10٪ بديانات أخرى.
الصحة والخدمات الاجتماعية
معظم الناميبيين فقراء، ونصف السكان يقعون تحت خط الفقر، كما أن معايير التغذية منخفضة، إذ يمثل نقص التغذية وسوء التغذية مشكلة كبيرة، لا سيما بين الأطفال، وترتفع معدلات البطالة.
ويتجلى من ماضي ناميبيا الاستعماري التفاوت في الدخل بين السود والبيض، الذين يتجاوز متوسط دخلهم دخل الناميبيين السود بعدة أضعاف.
لكن الدولة تتمتع بواحد من أفضل أنظمة الرعاية الصحية في أفريقيا، إذا قيس بنسبة عدد السكان إلى عدد الأطباء وعدد السكان إلى عدد أسرة المستشفيات.
ويمثل وباء الإيدز مشكلة خطيرة في ناميبيا، وتشهد البلاد واحدا من أعلى معدلات الإصابة بالمرض في العالم: فبحلول عام 2000، كانت نسبة الإصابات واحدا من كل 5 بالغين، وكان عدد حالات الإصابة بالإيدز يفوق نظام الرعاية الصحية الحكومي.
وللحد من انتشار المرض، طورت الحكومة إستراتيجيات للوقاية والعلاج، وبدأت في عام 2003 في تقديم العلاج المضاد للفيروسات القهرية مجانا.
الاقتصاد
رُبع سكان ناميبيا ونحو سدس السكان السود يمتلكون دخلا كافيا؛ إذ تصل نسبة الفقر المدقع لنحو ثلثي السكان مع الوصول المحدود إلى الخدمات العامة.
النمو الاقتصادي يظل مشكلة بسبب انكماش القطاع الإنتاجي، ونقص رأس المال، ومشاكل حادة في السوق العالمية للمعادن الأساسية وأكسيد اليورانيوم.
ناميبيا هي رابع أكبر مصدر للمعادن غير الوقود في أفريقيا، وخامس أكبر منتج لليورانيوم في العالم، ومنتج لكميات كبيرة من الرصاص والزنك والقصدير والفضة والتنغستن، وتملك منجمين لليورانيوم يمكنهما توفير 10٪ من إنتاج التعدين العالمي.
ناميبيا من أوائل الدول التي أدرجت حماية البيئة والاستخدام المستدام للحياة البرية في دستورها (شترستوك)
ويشغل قطاع التعدين نسبة تقدر بنحو 3٪ فقط من السكان بينما يعتمد نصف السكان تقريبا على الزراعة لتوفير معيشتهم.
ولقطاع صيد الأسماك أيض دور هام من حيث الإنتاج والتوظيف وكسب العملات الأجنبية وإيرادات الحكومة، إذ يوفر حوالي 16800 وظيفة مباشرة، ومتوسط نحو 10 مليارات دولار ناميبي من الأرباح بالعملة الأجنبية في الفترة من عام 2012 إلى عام 2016 سنويا، مما يجعل القطاع ثاني أهم منتج للعملة الأجنبية لناميبيا بعد التعدين.
السياحة في ناميبيا
تم التصويت على عاصمة ناميبيا ويندهوك عدة مرات باعتبارها أنظف مدينة في القارة الأفريقية، كما كانت ناميبيا من أوائل الدول في العالم التي أدرجت حماية البيئة والاستخدام المستدام للحياة البرية في دستورها.
وعلى مر السنين أصبحت وجهة شعبية للسياح من جميع أنحاء العالم، بفضل العجائب الطبيعية الجذابة، والتنوع الفريد من الحياة البرية، والمناظر الطبيعية الجميلة.
تم تخصيص حوالي 15.5% من مساحة البلاد لمتنزهات وطنية حفظت فيها أنواع نادرة ومهددة بالانقراض من الحيوانات والطيور والحياة النباتية. ومن هذه المناطق:
حديقة إيتوشا الوطنية: وهي واحدة من أكبر محميات الألعاب في أفريقيا، وموطن لمجموعة متنوعة من الحيوانات والطيور، بما في ذلك عدة أنواع مهددة بالانقراض.
متنزه "ناميب نوكلوفت": وهي منطقة برية شاسعة ورابع أكبر منطقة محمية طبيعية في العالم.
وادي نهر السمك: وهو الأكبر في العالم بعد غراند كانيون في
الولايات المتحدة الأميركية.
التاريخ
يعد أفراد قبيلة الناما أول الملونين القادمين إلى أراضي ناميبيا من جنوب أفريقيا، ويؤكد تاريخهم وقوع حروب دموية بينهم وبين قبائل الهريرو والدامارا، أما آخر الموجات المهاجرة إلى ناميبيا فجاءت منذ 1883، وتمثلت بالقوات الألمانية، التي مهدت الطريق أمام الأوربيين مثل البرتغاليين والهولنديين والبريطانيين للاستقرار في اللمنطقة.
الحكم الألماني
مع بداية عام 1868 سيطرت ألمانيا على شواطئ ناميبيا وبدأت الحملات التبشيرية والعسكرية عملها، وفي عام 1884 أعلنت ألمانيا ضم ناميبيا وأصبحت تحمل اسم جنوب غرب أفريقيا الألمانية.
وفي التسعينيات من القرن الـ18 الميلادي أجبرت ألمانيا بوحشية قبائل الدامارا والهيريرو على النزوح من منطقة وندهوك، وقد أثار هذا الإجراء سخط قبائل الهيريرو التي بدأت الثورة والتمرد عام 1904.
وواجهت ألمانيا هذه الحركة بشراسة إلى أن أخمدتها في عام 1907 وكان الثمن باهظا، إذ قتل نحو 65 ألفا من جماعات الهيريرو وارتكبت بذلك
إبادة جماعية لسكان ناميبيا.
وفي عام 1915 هاجمت قوات جنوب أفريقيا القوات الألمانية المتمركزة في ناميبيا وهزمتها، ومنذ ذلك الحين أعلنت جنوب أفريقيا سيطرتها على ناميبيا، وحاولت ضمها إلا أن هذا الإجراء قوبل بمعارضة الولايات المتحدة وبعض الحلفاء.
وعام 1920 منحت
عصبة الأمم جنوب أفريقيا الحق في فرض الوصاية على ناميبيا، ومنذ ذلك الحين ظلت تتعامل معها وكأنها مقاطعة تابعة لها.
ألمانيا سيطرت مطلع عام 1868 على شواطئ ناميبيا وبدأت الحملات التبشيرية (شترستوك)
الحكم الجنوب أفريقي والنضال من أجل الاستقلال
في عام 1945 طالبت
الأمم المتحدة جنوب أفريقيا بالتخلي عن ناميبيا ووضعها تحت وصاية الهيئة الدولية، لكن بريتوريا رفضت هذا الطلب بشدة، واتخذت المنظمة الأمميية عدة إجراءات لإنهاء هذه السيطرة.
ففي عام 1966 صوتت
الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح إنهاء وصاية جنوب أفريقيا على ناميبيا، وفي عام 1971 أعلنت
محكمة العدل الدولية أن سيطرة جنوب أفريقيا على ناميبيا غير قانونية.
وفي عام 1960 كونت الأغلبية السوداء في ناميبيا المنظمة الشعبية لجنوب غربي أفريقيا (سُوابو)، وحاولت هذه المنظمة إقناع حكومة جنوب أفريقيا بضرورة منح ناميبيا استقلالها، وعمدت إلى استخدام حرب العصابات لتحقيق أهدافها.
ولمحاصرة سوابو عملت جنوب أفريقيا على تشكيل قوة عسكرية على امتداد حدود ناميبيا مع كل من أنغولا وزامبيا. واستمر الصراع المسلح بين سوابو وجنوب أفريقيا حتى عام 1989.
وفي عام 1977 أعدت جنوب أفريقيا خطة لمنح ناميبيا نوعا من الاستقلال، وتتمثل في إنشاء مجلس تشريعي تُشارك فيه القيادات السياسية المحلية من السود في ناميبيا، إلا أن هذا المجلس المقترح يخضع لسيطرة الأقلية البيضاء في البلاد. وقد عارضت الأمم المتحدة بشدة سيطرة الأقلية البيضاء وفقا لهذه الخطة.
وعملت كل من بريطانيا والولايات المتحدة و
فرنسا و
كندا على إقناع جنوب أفريقيا بضرورة العمل على وضع خطة جديدة يتم بموجبها الاستجابة لمطالب الأمم المتحدة.
وبدأت المفاوضات من أجل استقلال ناميبيا في أواخر السبعينيات من القرن العشرين واستمرت على امتداد الثمانينيات، وفي نهاية عام 1988 وافقت جنوب أفريقيا على خطة عمل يتم بموجبها منح ناميبيا استقلالها التام بحلول شهر أبريل/نيسان 1990.
رؤساء جمهورية ناميبيا منذ استقلالها عام 1990
سام نجوما أصبح أول رئيس لناميبيا بعد استقلالها (رويترز)
- سام نجوما: أول رئيس لناميبيا (1990-2005).
- هيفيكيبوني بوهامبا: الرئيس الثاني لناميبيا (2005-2015).
- حاجي جينجوب: الرئيس الثالث لناميبيا: )2015 حتى وفاته في 2024)، وهو أول رئيس وزراء لناميبيا بعد نيلها الاستقلال في 1990.
- نانغو لومبومبا: الرئيس الرابع لناميبيا (2024).
المصدر : الجزيرة نت + مواقع إلكترونية
جمهورية ناميبيا
