إحدى تلك الشركات هي "دِف سِك إنتِل" (DefSecIntel)، التي تتخصص في أمن الحدود، بما في ذلك أجهزة الاستشعار، وبرامج دمج بيانات المُستشعرات، والمُسيَّرات.
وفي أثناء جولة في أحد مصانع الشركة في سبتمبر/أيلول، قال يانوس تام، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة الناشئة التي يبلغ عمرها سبع سنوات، إن الشركة عقدت شراكة مع أوكرانيا لمساعدتها في الدفاع عن نفسها بوجه الهجمات الروسية، وقد منحت الشراكة مع الأوكرانيين الشركة فهما مباشرا للتهديدات المتعلقة بالمُسيَّرات من جبهات القتال مباشرة.
تعتمد إستراتيجية "دِف سِك إنتِل" الخاصة بجدار المُسيَّرات على مستشعرات سريعة الحركة وذات مناورة عالية تُركَّب على شاحنات ومُسيَّرات أخرى، بل وحتى قوارب مأهولة وغير مأهولة. وتُضاف إلى تلك المستشعرات المتحركة تقنيات كشف جديدة مُخصَّصة للمُسيَّرات، مثل المستشعرات الصوتية التي يُمكن تثبيتها في مكانها.
ويمكن للمستشعرات المتحركة والثابتة معا اكتشاف المُسيَّرات التي تفلت من نظم الرادار الكبيرة والمكلفة، كما تعمل الشركة على أنظمة تهدف إلى اعتراض المُسيَّرات بتكلفة أقل من الاعتراضات التي تُكلف ملايين الدولارات.
ففي سبتمبر/أيلول الماضي، وقَّعت شركة "دِف سِك إنتل" صفقة مع شركة "أوريجين روبوتيكس" من دولة لاتفيا، التي تصنع مُسيَّرات "تعقُّبية"، تلك التي تُطارد مُسيَّرات أخرى، بالإضافة إلى مُسدَّسات التشويش الإلكتروني التي تُركَّب على شاحنات وتستهدف المُسيَّرات.
تمتلك شركة "ميلرِم روبوتيكس"، صانعة المركبات الروبوتية، والمشاركة بقوة في جهود الدفاع ضد المُسيَّرات في أوكرانيا، عقدا آخر مع الحكومة الإستونية ضمن المجموعة نفسها، لتعديل مركباتها الروبوتية المُتعقَّبة لأدوار دفاعية ضد المُسيَّرات. يمكن لذلك أن يزيد عدد الأجهزة المُتنقِّلة للكشف عن المُسيَّرات على الحدود.
وقد ردَّت روسيا على نجاح أوكرانيا في تتبُّع مُسيَّرات "شاهد" بإطلاق المزيد منها، مُستخدمة تكتيكات القصف المتتالي المشابهة لتلك التي دفعت إسرائيل إلى تطوير نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية". وقد صُمِّم هذا النظام ليكتشف ويُطلِق النار تلقائيا على وابل كبير من صواريخ المدفعية قصيرة المدى، وهي مشكلة مختلفة تماما عن تتبُّع صاروخ أو اثنين بعيدَيْ المدى عبر الرادار.
في المسار نفسه، طوَّرت شركة "فرانكِنبورغ تِكنولوجيز"، ثالث شركة ذُكرت ضمن الصفقة الإستونية، نظام اعتراض أرخص كُلفة، يعتمد أيضا إلى حدٍّ كبير على الخبرات المكتسبة من مساعدة أوكرانيا.
ويُدعَى نظام الصواريخ الصغيرة هذا "مارك 1″، وهو مشابه في المفهوم لصاروخ "ستينغر" لكنه مزوَّد بجهاز تعقُّب (seeker) وبرمجيات ذكية تستجيب تحديدا لتهديد المُسيَّرات. ويتيح ذلك لمُشغِّل واحد أن يتعامل مع مُسيَّرات متعددة بالتزامن وبسرعة أكبر من الأنظمة الأقدم، التي تتطلَّب مُشغلا واحدا لكل مُسيَّرة.