ففي وقت سابق قبيل بدء المباحثات، كتب ترامب على منصة "تروث سوشيال" إن إيران تتحمل مسؤولية إمداد
الحوثيين بالأسلحة، محذرا من أنها "ستواجه عواقب وخيمة" بسبب ذلك، وهذا التصريح كان قبل إطلاق الصاروخ اليمني الأخير الذي استهدف مطار بن غوريون في تل أبيب، والذي ربما سيلقي بظلال كثيفة على مسار الأحداث.
كما كُشف خلال مقطع بثَّته قناة "فوكس بيزنس" الأميركية عن إرسال الإدارة الأميركية رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني
علي خامنئي، تضمنت منح مهلة مدتها شهران فقط للقيادة الإيرانية من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وإلا فإنها ستواجه عملا عسكريا يستهدف منشآتها النووية والعسكرية.
وفي هذا السياق، يبدو أن ثمة نشاطا متزايدا للجيش الإيراني وقوات الحرس الثوري في الآونة الأخيرة، تضمّن اختبارات لأسلحة دفاعية وهجومية خلال مناورات عسكرية واسعة النطاق، منها مناورة "اقتدار" التي صُمِّمت لمحاكاة الدفاع عن منشأتَيْ
"فوردو" و"أراك" النوويتين، وكذلك إجراء تدريبات مفاجئة للدفاع الشامل في محيط مفاعل نطنز النووي بمحافظة أصفهان، فضلا عن مناورة "الحزام الأمني البحري 2025″، بمشاركة روسية صينية، في المنطقة الشمالية من المحيط الهندي، والعمل إجمالا على تعزيز القدرات العسكرية وتطويرها، لا سيما تلك المتعلقة بأنظمة الدفاع الجوي وأسراب المقاتلات.
وكشف الحرس الثوري الإيراني -تباعا خلال الأشهر الأخيرة- عن 3 قواعد عسكرية رئيسية
أُنشئت تحت الأرض، في حين أظهرت لقطات مصوّرة بثها تلفزيون إيران الرسمي عشرات من المقذوفات الباليستية داخل هذه القواعد، كان بعضها محمولا على منصات إطلاق متحركة بغرض نشرها بسرعة عند الضرورة.
ومن المعلوم أن طهران تملك
ترسانة ضخمة ومتطورة من الصواريخ، يتراوح مداها بين قصير ومتوسط وطويل،
وتُعدّ من أكبر ترسانات الصواريخ وأكثرها تنوعا في المنطقة، فضلا عن امتلاكها منظومة الدفاع الصاروخي "إس 300" روسية الصُنع، التي ظهرت مؤخرا خلال تدريبات حية في يناير/كانون الثاني الماضي، بالتزامن مع النسخة المطورة من منظومة الدفاع الصاروخي "باور-373" محلية الصُنع، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الإيرانية، رغم ما زعمته مصادر عسكرية إسرائيلية حول تدمير بطاريات "إس 300" الموجودة على الأراضي الإيرانية بأكملها، وذلك خلال الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران في أكتوبر/تشرين الأول الفائت.
بيد أنه مع هذه الترسانة الصاروخية المميزة، لا تزال قوة إيران الجوية وأصولها من المقاتلات، على وجه الخصوص، هي الحلقة الأكثر ضعفا بين مكونات القوات المسلحة الإيرانية، وهذا بتقدير بعض الخبراء، حيث يعاني سلاحها الجوي بسبب القيود الدولية المفروضة عليها التي منعتها من تحديث معداتها وطائراتها الحربية منذ ثمانينيات القرن الماضي.
ولتعويض جوانب النقص تلك في القدرات العسكرية المحلية، اعتمدت الإستراتيجية الإيرانية على ما يسمى مبدأ "الردع الأمامي"، الذي يرتكز على توسيع نفوذها خارج حدودها لمواجهة خصومها في أبعد مكان ممكن عن أرضها، عن طريق التنسيق مع عدد من الوكلاء والحلفاء.
لكن هذه الإستراتيجية تعرضت لضرر بالغ مؤخرا، بعد الهجمات القاسية التي تعرض لها حزب الله وسقوط النظام السوري، فضلا عن الضغوط التي يتعرض لها حلفاء إيران في العراق واليمن.
ومع الإشارات الحالية التي تلوّح بمعركة محتملة ستكون داخل أجواء طهران -إنْ لم يستطع الطرفان عقلنة توقعاتهما والوصول إلى اتفاق- وغالبا ما سوف تُدار من السماء بالأساس، فهل لدى إيران قوة جوية مستعدة تُمكِّنها من المواجهة حينئذ؟ وما أبرز الخيارات المتاحة لديها لتحسين قدرة سلاحها الجوي في ظل الأوضاع الحالية؟