عرض مشاركة واحدة

قديم 17-09-10, 10:17 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جمال عبدالناصر
مشرف قسم الإتفاقيات العسكرية

الصورة الرمزية جمال عبدالناصر

إحصائية العضو





جمال عبدالناصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

محاولات الإصلاح في الحركة

في الفترة الأخيرة من عمر الجماعة أي منذ منتصف السبعينات وحتى الآن كانت هناك محاولات للإصلاح إما من أفراد وإما من مجموعات.

محاولات إصلاحية من أفراد
هذه المحاولات من أفراد علماء أو مفكرين أو حركيين بعضهم كانت له صلة بالجماعة ثم انقطعت وبعضهم كانت له صلة واستمرت, وكانت أغلب هذه المحاولات الإصلاحية بالكتابة والتعبير عنها في كتب أو دراسات أو مقالات.


رفضت قيادات الإخوان التي كان أغلبها من النظام الخاص عرض السادات لهم بتأسيس حزب سياسي شريطة تغيير اسم الإخوان المسلمين وإبعاد أعضاء الجهاز الخاص من الجماعة.


من هؤلاء فضيلة الشيخ المرحوم محمد الغزالي وفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي والمرحوم الأستاذ عمر التلمساني والمرحوم الأستاذ صلاح شادي والمرحوم الأستاذ جابر رزق، وكذلك كتابات الدكتور عبد الله النفيسي (الكويت) والأستاذ فريد عبد الخالق (مصر) والمرحوم الشيخ سعيد حوى (سوريا) -وخاصة كتاباته الأخيرة- والأستاذ كمال الهلباوي والشيخ راشد الغنوشي (تونس), والمرحوم الأستاذ عبد الحليم أبو شقة والأستاذ فتحي يكن والشيخ فيصل مولوي (لبنان)، كذلك كتابات مجموعة من المفكرين المستقلين أمثال المستشار طارق البشري والدكتورأحمد كمال أبو المجد والدكتور محمد سليم العوا والدكتور محمد عمارة والدكتور جمال عطية والدكتور سيد دسوقي.

محاولات إصلاحية من مجموعات

من أهم المجموعات التي حاولت القيام بدور إصلاحي للحركة سواء على مستوى الرؤى الفكرية أو الإصلاح الحركي:
  1. جناح د. حسن الترابي في السودان
    والذي قدم رؤى إصلاحية واصطدم بفكرة البيعة للقيادة في مصر والارتباط الوثيق معها ثم التنظيم الدولي، والذي أدى إلى خروج الجسم الرئيسي للحركة في السودان عن حركة الإخوان في مصر، وبقى جناح ضعيف جدا تمسك باسم الإخوان وبالارتباط بالجماعة في مصر.
  2. مجموعة حركة النهضة في تونس
    وهي الحركة التي كان لها رؤى أكثر استنارة ونضجا واختلفت كثيرا عن رؤى الجماعة الأم في مصر، وإن ظلت جزءا من الحركة ولم تنفصل عنها.
  3. الجناح الإصلاحي في جماعة الإخوان المسلمين بالأردن
    والذي تزعمه المراقب الحالي للجماعة بالأردن الأستاذ عبد المجيد ذنيبات والتي انتهت محاولاته الإصلاحية بتغيير القيادة القديمة والتاريخية للجماعة بالأردن، وعلى رأسهم الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة (أبو ماجد). وهناك كثير من العناصر المتشددة في الجماعة، وهناك تجديد لجزء كبير من الرؤى الفكرية والسياسية للجماعة.
  4. حركة حماس في فلسطين
    وهي وبالرغم من ارتباطها بالجماعة فإنها استطاعت أن تطور خطابها السياسي وخاصة فيما يتعلق بعلاقاتها مع الأنظمة العربية, ولم ترتبط بنظرة الحركة الأم أو حركة الإخوان بالأقطار التي بينها وبين أنظمة الحكم فيها مشاكل وصدام مثل سوريا ومصر وغيرها.
  5. الجناح الإصلاحي داخل الجماعة في مصر
    وهو الجناح الذي يتكون من قيادات وسيطة جزء كبير منها كانوا قادة للحركة الطلابية الإسلامية بالجامعات قبل انضمامهم للإخوان وكذلك جزء آخر لم يكن ذا صلة بهذه الفترة, وبدأ دور هذا الجناح بالإصلاح بعد غياب المرشد الأسبق المرحوم الأستاذ عمر التلمساني في عام 1986 واستمر بدوره في محاولات تجديد الرؤى الفكرية والسياسية وكذلك محاولات تصحيح أسلوب الإدارة, حتى خرجت مجموعة منه بسبب تكوين حزب الوسط عام 1996 بعد اليأس من الاستجابة للتغيير وبقي جزء آخر مستمرا في دوره الإصلاحي داخل الجماعة.
ويتبقى هنا سؤال هل هناك صراعات أجنحة؟
بالطبع حركة الإخوان كحركة بشرية إنسانية تخضع لما تخضع له الحركات البشرية من وجود رؤى مختلفة ومن تشكيل أجنحة وفق هذه الرؤى وبالتالي فهناك صراع مكتوم, وإن كان من أدبيات الحركات الإسلامية عموما إخفاء الصراع ونفيه وعدم الرغبة في إشراك أطراف خارجية في متابعة هذا الصراع, لكن هذا النفي لا يلغي وجوده داخل الجماعة.

المستقبل التنظيمي للإخوان
على المستويين القطري والدولي:

المستوى القطري في مصر

أمام الضغوط المحلية على الجماعة وتوافقها مع الضغوط الإقليمية والدولية ضد أغلب المجموعات الإسلامية الراديكالية هناك احتمالان للمستقبل:
  1. إما إحداث تطوير وتغيير كبير في الجماعة على مستوى الفكر والهيكل والتعامل مع السلطة والأطراف السياسية الأخرى وإجراء مصالحة تاريخية, وحل إشكالية الوجود القانوني فتنجو بها الجماعة وتتطور وتستمر وتعطي فرصة تاريخية لقيادات جديدة أصغر سنا من القيادات الحالية التي تدور أعمارها حول الثمانين عاما, وهي (أي القيادات الجديدة) أكثر كفاءة وإدراكا للوضع المحلي والإقليمي والدولي.
  2. أو استمرار الحال على ما هو عليه واستمرار حالة الجمود في الأوضاع الفكرية والتنظيمية والقانونية, وبالتالي استمرار حالة الصدام مع السلطة وحالة الخروج لأعداد مؤثرة عن الجماعة وخاصة من الأجيال الناضجة والواعية, وبالتالي استمرار الجماعة في حالة ضعف مستمر وحالة حصار ووضعها تحت السيطرة مما يؤدي إلى مستقبل مجهول وغير محمود العواقب.
المستوى الدولي:

أعتقد أنه ليس أمام قيادات الجماعة على مستوى كل قطر والمستوى الدولي سوى واحد من احتمالين:
  1. إما حالة كمون كما هو الوضع الآن وانتظار انفراج الأوضاع الإقليمية والدولية غير المواتية لاستمرار فكرة تنظيم دولي إسلامي راديكالي, على أمل العودة إلى تنشيط دور التنظيم الدولي للإخوان في حالة حدوث هذا التحسن والانفراج.
  2. أو التخلي بشكل نهائي وشجاع عن فكرة التنظيم وإحياء شكل التنسيق وتبادل الأفكار مثل فكرة المؤتمر القومي العربي الذي ينظمه مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت.
متطلبات الإصلاح في المستقبل


من أدبيات الإخوان المسلمين عموما إخفاء الصراع ونفيه وعدم الرغبة في إشراك أطراف خارجية في متابعة هذا الصراع, لكن هذا النفي لا يلغي وجوده داخل الجماعة.

أرى من وجهة نظري أن متطلبات الإصلاح على المستويين القطري والدولي كالآتي:

المستوى القطري بشكل عام:
واجب تجديد الخطاب والرؤى الفكرية والسياسية والتخلي عن فكرة الهيمنة والتفرد والسعي إليها والتعامل كأحد مكونات المجتمع, وإدراك المخاطر المحيطة بالأمة وكل قواها بما فيها الأنظمة الحاكمة والانحياز لمصلحة الأمة وتقديمها على مصلحة التنظيم والجماعة.

المستوى المصري بشكل خاص
يجب حسم الإشكاليات الخاصة بطبيعة الجماعة أي الاختيار بين إما حزب سياسي وإما جمعية دعوية إصلاحية تربوية وفق القانون ويجب قبلها حسم مسألة التصالح مع الدستور والقانون وقبول النزول عندهما مثل مقولات المرحوم الأستاذ عمر التلمساني, ويجب التخلص من فكرة الثأر من النظام الذي بدأ بالنظام الناصري وورثت هذه الروح لأجيال جديدة وانتقلت حالة العداء لأصل النظام رغم تغير الحكم ثلاث مرات.
كما يجب العمل على صياغة لوائح أكثر شورية وديمقراطية والالتزام بها وعدم الخروج عليها والأخذ بأساليب الإدارة الحديثة والمشاركة في صنع قرار.

المستوى الدولي
التخلي عن فكرة التنظيم الدولي لأنها فكرة انتهى زمانها ويترتب عليها من الأخطار والأضرار أكثر مما يترتب عليها من الفوائد والإيجابيات كما ذكرنا, أو تستبدل بها فكرة مثل المؤتمرات الفكرية التنسيقية التي تنظمها بعض التيارات الفكرية مثل التيار القومي, من وجوب الالتقاء على تبادل الأفكار والآراء دون التزام تنظيمي والعودة إلى الإخوان كمدرسة ناجحة والتخلي عن فكرة التنظيم الدولي غير الناجحة.
______________
** وهو جهاز أنشأه الأستاذ البنا عام 1939 كجناح عسكري للجماعة واختلف في الغرض من إنشائه, فيقول قادة الجماعة إنه من أجل مقاومة الاحتلال الإنجليزي في القناة والمشاركة في الجهاد الفلسطيني, كما أن بعضا من قيادات الجهاز الذين تركوه يقولون -وكذلك خصوم الجماعة- إنه أنشئ ليكون الجناح العسكري للوصول للسلطة.

المصدر:الجزيرة نت

 

 


جمال عبدالناصر

ليس القوي من يكسب الحرب دائما
وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما



   

رد مع اقتباس