عرض مشاركة واحدة

قديم 26-06-09, 11:12 PM

  رقم المشاركة : 119
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

العد التنازلى.


تبدأ القوات الامريكية بالانسحاب من العراق في الاسبوع المقبل فكيف سيكون حال البلاد التي ما زالت تترنح إثر عقد من الحروب؟
في الثلاثين من شهر حزيران الجاري ستنسحب القوات الامريكية من المدن العراقية، والمغامرة الامريكية الكبرى على وشك الانتهاء.

هناك اليوم عدد محدود من الدوريات الامريكية في شوارع بغداد، والامريكان يسيطرون على المنطقة الخضراء او الفندق الذي كان في اعتقاد سواق سيارات الاجرة مركزا لـ(cia) قد ازيلت عنه الجدران الكونكريتية التي وضعت سابقا لحمايته.

والمعرفة بأن القوات العسكرية الامريكية ستغادر العراق في نهاية 2011، أمر يقلل من التأثير الامريكي في العراق.

والقوات الامريكية ستترك البلاد وهي مجرد حطام سفينة غارقة، لقد تغير اقتصاد البلد وحتى مناظره الطبيعية بفعل الحروب التي تواصلت 30 عاما والعقوبات الاقتصادية والاحتلال اخيرا.

فكم من البلدان في العالم عانت مثل هذه المصاعب والكوارث؟، ورئيس الحكومة العراقية يعلن بفخر ان عدد القتلى العراقيين في شهر آيار كان مجرد 225 شخصا، رقم يقل كثيرا عما سجل في أي شهر من الاعوام الاربعة الاخيرة، وبالتأكيد ان هذا الامر افضل من تلك الارقام من قتلى حوادث العنف الطائفي التي كانت تصل احيانا الى 3000 شهرياً.

ان النفسية العراقية لا تتحكم فيها ارقام القتلى والضحايا في الشهر الواحد بل نفسية الفرد العراقي وموقفه السياسي الجماعي يتقرر بفعل ذكرى المجازر الجماعية للماضي الحديث والخوف من تكرارها ثانية.
ويتساءل احد العراقيين:

كيف تتوقع من اناس يخاف الواحد منهم الاخر ان يعيشوا في شارع واحد والوصول الى تسوية سياسية؟

والناس في بغداد اليوم اقل توترا من السابق واقل خوفا منهم في الاشهر الستة الماضية، ولكنهم مع ذلك فريسة للشكوك يتساءلون فيما ان كان سيتكرر ما حدث في الاعوام الاخيرة.

البيئة العراقية مشبعة ومحملة بالمآسي، ولكل فرد فيها تقريبا قصة ما عن قتل او خطف احد اقاربه او اصدقائه، ولهذا يبدو الامر صعبا بالنسبة للامريكيين الضغط على القادة العراقيين للتوصل الى تسوية سياسية والشلل السياسي يرد في قائمة الموضوعات في العراق.

والخلافات ما بين الطوائف الدينية المختلفة او الصراع ما بين الاعراق لا يعني ابدا ان يحاول الواحد منهم قتل الاخر.

كان العراق قبل 32 عاما في نظر الدبلوماسيين الاجانب الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك الثروة النفطية وايضا الثروة المائية واليوم مع انحسار العنف، ادرك العراقيون ان المصدرين الرئيسين الذين كانا يعتمدان عليهما آخذتان بالنضوب، فمياه نهر دجلة تبدو ضحلة في بغداد:

جزر رمال وقصب، ومعدل ارتفاع الماء فيه لا يتجاوز بضعة امتار فقط، ويعود سبب ذلك الى اعوام من الجفاف وبناء السدود اعالي النهر والمشكلة تبدو أسوأ بالنسبة لنهر الفرات، وكلمة "ميسوبوتاميا" اليونانية والتي تعني بين النهرين، تبدو لا معنى لها اليوم، وتشهد بغداد في كل اسبوع هبوب عواصف ترابية تؤدي في اغلب الاحيان الى غلق المطارات.

ويقول وزير الزراعة العراقي ان نسبة 92.5% من البلاد في الطريق الى التصحر، في حين ان الخصوبة في اعوام السبعينيات كانت بنسبة 40 او 50%.

ان السبب الرئيس لهذه المشكلة هو بناء السدود في تركيا وسوريا وكمية المياه المتدفقة في الفرات قد تتناقص الى الربع مما كانت عليه قبل عشرة اعوام.

وهذا الامر اعاق الفلاحين عن زراعة الرز الذي يحتاج الى كميات كبيرة من المياه. وقد بدأت اعداد كبيرة من المزارعين بهجر اراضيهم والانتقال الى المدن بل ان الافاعي التي كانت تتخذ من قصب الاهوار مأوى لها، بدأت بمغادرة اماكنها لتهاجم سكان المنطقة واما تركيا فهي تعد بالسماح بكميات اكبر من المياه عبر سدودها، ولكن يحدث ذلك لمجرد ايام فقط ثم تغلق السدود ثانية، وميسوبوتاميا الشهيرة بسهلها، موطن الحضارات والزراعة والري، تتحول اليوم الى منطقة جافة تهب عليها العواصف الترابية.

ومن حسن الحظ ان العراق لا يعتمد اليوم كثيرا على زراعته من اجل توفير الغذاء لمواطنيه، فهو بدلا عن ذلك قد اصبح احد اكبر البلدان المستوردة للطعام في العالم.

والميزانية المخصصة لذلك وهي 6 مليارات دولار، تكفي لتقديم طعام رخيص يمنع العراقيين من المجاعة.

وهذه الميزانية تعتمد اصلا على عائدات النفط والتي خضعت هي ايضا للنقصان اخيرا. كما ان انتاج الحقول النفطية الكبرى في العراق بدأ يتناقص بسبب سوء الادارة والاهمال.

وفي العام الماضي وبسبب الزيادة التي طرأت على اسعار النفط، سارعت الحكومة العراقية الى زيادة مرتبات الموظفين والاجور اليومية كما ازداد عدد العاملين في الحكومة الى مليوني شخص أي ضعف عدد الموظفين.

واعلن وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني في مقابلة مؤخرا ان العراق في حاجة الى التكنولوجيا الحديثة وليس الى الاستثمار المركزي، من اجل اصلاح تلك الحقول النفطية الكبرى، وكان الناتج النفطي في نهاية شهر ايار 2.41 مليون برميل أي اقل من 2.58 انتج قبل حرب 2003 او 3.5 مليون انتج عام 1979.

ان هذا الامر يعتبر خلفية اساسية للتغيير في العراق، ففي نهاية هذا الشهر يمنح الشهرستاني عقودا لمدة 20 عاما لشركات نفطية عالمية للعمل وتطوير حقول النفط، اعادة الانتاج الى سابق عهده اولا، وتطويره ثانياً وهناك انتقادات كثيرة لهذه العقود من ان الحكومة تبيع كل شيء.

وأخيرا، لم افكر يوما ان الولايات المتحدة وبريطانيا قامتا بغزو العراق من اجل نفطه، اعتقد ان امريكا قررت غزو العراق عام 2003 للتأكيد على كونها القوة الاعظم في العالم بعد احداث 11/9 وكانت الاطاحة بحكومة صدام حسين طريقة سهلة لاثبات ذلك واظهار قوتها السياسية والعسكرية، وفي الوقت نفسه فان العراق والخليج لهما الاهمية الكبرى على الخارطة الستراتيجية للعالم بسبب الثروة النفطية، وان كان النفط في العراق اقل غزارة فان غزوه عسكريا لم يكن يحتل اهمية بالنسبة لواشنطن او لندن، فالنفط كان الممول الرئيس لجيش صدام وتسليحه والذي اهله لغزو ايران في 1980 من القرن الماضي والكويت بعد عشرة اعوام.

ان قابلية العراق لاستعادة عافيته بعد 30 عاما من الكوارث تعتمد على ما يمتلكه من مال للانفاق واعادة الاستقرار الى البلاد في العامين الاخيرين هو نتيجة منح 600000 من الرجال رواتب خاصة وهم من قوات الامن، والجندي العراقي يمنح اليوم راتب مقداره 600-700 دولار شهريا.

ان استثمار واستغلال الثروة النفطية العراقية الهائلة، ليست الوسيلة الافضل فقط، بل الفرصة الوحيدة لخلق دولة يريد الشعب ان يعيش فيها.

المصدر: الاندبندنت .

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس