الموضوع: معركة ميدوي
عرض مشاركة واحدة

قديم 18-02-11, 11:20 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مقارنة القوى

28. يتألف الأسطول الياباني في معركة ميدوي البحرية من 11 مدمرة و 8 حاملات طائرات و 22 سفينة عبارة (جوالة) و65 طراداً بالإضافة إلى 700 طائرة وهذه القوات موزعة على النحو التالي:
أ . قوة مقاتلة مؤلفة من 4 حاملات طائرات بقيادة ناكومو.
ب. قوة احتلال بقيادة نائب الأدميرال كوندو.
جـ . قوة منطقة اليوشين بقيادة الأدميرال بوشيروا هوزوغايا.
د . أسطول الغواصات بقيادة الأدميرال كوماتسو.
هـ . القوة الرئيسية بقيادة قائد البحرية الإمبراطورية الأدميرال ايزوروكو ياماموتو.

29. القوات الأمريكية. أما قوات البحرية الأمريكية التي كانت بقيادة الأدميرال نيميتز لصد هجوم الأسطول اليابني على جزر ميدوي في المحيط الهادي فتتألف من الآتي:
أ . الأسطول السادس عشر بقيادة الأدميرال سبروبانس والمؤلف من حاملتي الطائرات انتريرايزو هورنت و6 سفن جوالة و9 طرادات و 19 غواصة.
ب‌. الأسطول السابع عشر ومكون من الحاملة (يورك تاون). وسفينتين مقاتلتين و 6 قاذفات بقيادة الأدميرال فليتشر.

سير المعركة

33. في الساعة 0245 4 يونيو 1942 كانت كل قطعة بحرية يابانية في موقعها المحدد لها ضمن خطة الانفتاح ،وأطلقت الموجة الأولى من الطائرات في الساعة 0430، وبعد (15) دقيقة كانت (108) طائرة تحلق على بعد (240) كيلومتراً إلى الغرب من (ميدوي) وبنفس الوقت أقلعت (7) طائرات جو/ مائية لاستطلاع عمق وأجنحة العدو، وفي الساعة 0552 لاحظ مشغلو الرادارات الأمريكيون وجود مجموعات من الطائرات على بعد (150) كيلومتراً غرب الجزيرة، فانطلقت (26) طائرة أمريكية من مدارج (ميدوي) فوراً، ولكن عندما اشتبكت مع طائرات (زيرو) المقاتلة اليابانية، احترقت (17) منها خلال (14) دقيقة، وعادت الـ (9) الباقية إلى القاعدة بينها طائرتان فقط غير مصابتين، وفي الساعة 0613 قصفت الموجات الولى من أسراب الطائرات اليابانية قاعدة (ميدوي) الجوية، وتلتها أسراب أخرى لتدمير المنشآت الحيوية للقاعدة، وفي الساعة 0710 حددت طائرات الاستطلاع الجو/ مائية الأمريكية مواقع حاملات الطائرات اليابانية ، فتوجهت (10) طائرات هجومية إليها، أسقطت منها (7) وأصابت طائرة ثامنة.. وبالساعة 0755 اقتربت (16) طائرة أمريكية أخرى من الحاملات، دمرت (8) منها في الجو دون أن تستطيع الثماني الأخرى إصابة أي هدف. بعد ذلك مباشرة حلّقت تشكيلة مؤلفة من (15) قاصفة أمريكية ضخمة (ب-17) على ارتفاع عالٍ فوق الحاملات اليابانية استطاعت من إلقاء كامل حمولتها من القنابل الثقيلة على أهدافها، فتصاعدت من البحر مياه هائلة، فاستبشر الطيارون الأمريكيون وأخبروا قاعدة (ميدوي) بأنهم أصابوا أسطول العدو.

34. نتائج المعارك الأولى . في الساعة 0825 يوم 4 يونيو ، لم تكن أية قطعة بحرية يابانية أصيبت، بالوقت الذي دمرت فيه معظم الطائرات الأمريكية في قاعدة ميدوي الجوية أو أصيبت أو تضررت سواء من جراء قصف اليابانيين لأرض المطار أو من خلال المعارك الجوية العنيفة.. في حين لم يُشرك الأميرال (ناكومو) أكثر من ثلث طائرات قوته الضاربة، وعندما قدر الموقف أبرق إلى قائده الأعلى (الأميرال ياماموتو) الرسالة التأريخية (لقد أصبحنا سادة الجو في المحيط الهادي)، حيث كان على قناعة تامة بأن الطائرات الموجودة في قاعدة (ميدوي) هي التي يمتلكها الأمريكيون فقط.

35. تحركات الأسطول الأمريكي . في الساعة 0702 وصلتا حاملتا الطائرات (هورنيت وانتربرايز) إلى بعد (250) كيلومتراً من (ميدوي) وأصبحتا بأمرة (الأدميرال فليتشر) وفي الساعة 0806 كانت (119) طائرة متنوعة قد شكلت مجموعات قتالية متوجهة إلى (ميدوي).. وبالساعة 0838 أطلقت الحاملة (بورك تاون) (41) طائرة متنوعة أخرى ليصبح المجموع (160) طائرة محلقة في الجو. واستطاعت البعض منها التقرب إلى حاملات الطائرات اليابانية في ثلاث غارات دون أن تستطيع إصابة أي منها إلا إنه في الساعة 1000 يوم 4 يونيو حزيران لم تكن أية قطعة بحرية ضمن الأسطول الياباني قد أصيبت، ولكن الأميرال (ناكومو) كان قد أدرك بعد تقديره لعدد الطائرات التي ظهرت في سماء المعركة إن أمامه حاملتي طائرات معاديتين على الأقل، ولكنه استبشر خيراً وتفاءل لكون موقفهما قد أصبح مفجعاً بعد استنفادهما لقواهما في غارات رئيسية ثلاث غير مجدية، تكبدت طائراتها خسائر جسيمة..

37. المفاجأة الكبرى وكارثة الدقائق الخمس . بالساعة 1005 كانت الطائرات اليابانية قد أصبحت جاهزة على متن حاملتي الطائرات (سوريو وهيرويو)بعد الضربة الأولى، إلا أن الأميرال (ناكومو) كان قد قرر شن الهجوم بجميع طائرات الموجودة على الحاملات الأربع في آن واحد... فظل ينتظر الخبر النهائي من الحاملتين الأخريين (كاغا وآكاغي).. وفي الساعة 1020 أصدر أوامره بالإقلاع ، ولكن في تلك اللحظة الحرجة أطلقت مكبرات الصوت إنذاراً بقدوم طائرات أمريكية كانت في مجموعات كبيرة من طائرات (دانتلس) الهجومية الأمريكية متجهة نحو حاملات الطائرات اليابانية، وفي خلال خمس دقائق فقط (بين الساعة 1024 وحتى 1029) استطاعت إصابة ثلاث منها (كاغا، أكاغي، سوريو) بالقنابل في أمكان حساسة أدت إلى اشتعال النيران فيها واحتراق طائراتها وانفجار مستودعاتها شيئاً فشيئاً. فكانت خمس دقائق من صباح يوم 4 يونيو حزيران 1942م كافية لتحويل النصر الياباني الكبير الذي رفرف رايته منذ الفجر وحتى الساعة 1024 إلى كارثة غيرت ميزان القوى البحري في المحيط الهادي لصالح الولايات المتحدة،

38. اليابانيون يحاولون الثأر . أصاب الذهول والانهيار شخص الأميرال (ناكومو) عندما شاهد أعمدة الدخان تتصاعد من حاملات طائراته الثلاث في وقت واحد، وتم تعيين الأميرال (ياماكوشي) قائد الحاملة (هيريو) بدلاً منه، فقدّر أن لديه من البوارج والمدمرات ما تكفي لمواصلة القتال إضافة لحاملة الطائرات الضخمة، فخطط فوراً للثأر، ففي الساعة 1330 من نفس اليوم انطلقت (48) طائرة متنوعة من سطح الحاملة المذكورة، وفي الساعة 1435 كانت حاملة الطائرات الأمريكية (يورك تاون) قد أصيبت بأربع إصابات مباشرة واحترقت، ولكن كانت المقاتلات (زيرو) قد أبيدت سواء بأسلحة م ط أو أثناء القتال الجوي مع الطائرات الأمريكية.

39. الأمريكيون ينهون معركة (ميدوي) . بقيت لدى الأمريكيين حاملتا طائرات، ولكن على متنها ما مجموعه (24) طائرة هجومية فقط، وهي كل ما سلمت من مجموع (210) طائرة متنوعة، ففي الساعة 1700 أصدر الأدميرال (فليتشر) بإطلاقها نحو الحاملة اليابانية (هيريو) التي كان عليها أن تدافع عن نفسها بمدفعيتها فقط حيث لم تبق لديها (كما ذكرنا) أية طائرة مقاتلة، ولكن المدفعية بدون طائرات لم تكن فعالة بدرجة كافية تستطيع منع اقتراب طائرات هجومية من الحاملة التي أصيبت بالساعة 1803 بأربع قنابل مؤججة فيها النيران، في حين أبرق (فليتشر) إلى قائده الأعلى (نيميتز) تقرير النصر النهائي: (لقد غدوت سيّد الجو في المحيط الهادي).

40. الجميع يعود إلى اليابان . عقد الأميرال (ياماماتو) اجتماعاً مع هيئة ركنه ليلة 4/5/ يونيو حزيران، فكان من رأي الأكثرية متابعة العمليات وشن هجوم بري كاسح على جزيرة (ميدوي)، وبحري واسع على الأسطول الأمريكي "مهما كلّف الأمر) وأن ينقض الأسطول الياباني ببوارجه ومدمراته على الأمريكيين ويحطمهم ثأراً لفقدان السيطرة على الجو، ولكن القائد الياباني ذا الخبرة العريقة والإدراك الواسع فـي شؤون الحرب والحياة، كان يدرك أكثر من الضباط الشبان إن السفن العائمة تعتبر عاجزة إذا ما أصبـحـت تحت رحمة الطائرات المعادية، وإن ما تقترحه هيئة الأركان سيؤول إلى خسائر أكبر وإلى مزيد من الضعف الذي يحل باليابان، سيما وإنما على طريق حرب طويلة مع الأعداء، وإن شجاعة القائد تكمن فـــي اتخـاذه لقــرارات صائبة بعد تقدير للموقف وليس في مجرد المجازفة وتقبل الخسائر، ففي الساعة 0200 يوم 5 يونيو حزيران 1942 أصدر الأميرال (ياماموتو) قراره: "الجميع يعود إلى اليابان".

نتئاج المعركة

41. تعتبر معركة (ميدوي) التي دارت في المنطقة المسماة باسم جزيرة (ميدوي) نفسها خلال نهار واحد من يوم 4 يونيو حزيران 1942 معركة فاصلة حاسمة غيرت وجه تأريخ الحرب في المحيط الهادي، أوسع محيطات العالم السبعة، بين أسطولين ضخمين عدداً وعدة، وتمخضت نتائجها في تغيير ميزان القوى الجوي/ البحري خلال سنتي الحرب التي تواصلت بين اليابان و الولايات المتحدة الأمريكية، وانتهت هذه الحرب البحرية الشهيرة في التأريخ فقد خسر اليابانيون فيها 3500 رجل و 4 حاملة طائرات وسفينة مقاتلة و 332 طائرة ونسبة عالية جداً من أمهر وأجدر الطيارين، أما الأمريكيون فقد خسروا 307 رجل وحاملة طائرات واحدة 220 طائرة لكنهم بدأوا يشعرون بالاعتزاز إذ أن معركة ميدوي غيرت من مسار الحرب في المحيط الهادي.

الدروس المستفادة

42. هناك العديد من الدروس التي يمكن الاستفادة منها والمتمثلة في العديد من الأمور والقرارات والإجراءات التي ساهمت كثيرا في تغيير مجريات المعركة ونذكر بعضا منها:
أ. كانت القوات اليابانية تشن أكثر من حرب في مناطق بعيدة ومختلفة وفي نفس الوقت أشتبكت مع القوات الأمريكية في ميدوي ويعتبر ذلك تشتيت للجهد.
ب. أخطأ قائد الأسطول الياباني (ناكومو) عدة أخطاء من أهمها عدم الإلتزام بالوقت المتفق علية مع قائد حاملات الطائرات الأخرى وإطلاق طائراته للإغارة على ميدوي قبل الوقت المتفق عليه لأكثر من عشرون دقيقة .
جـ.. قدرة الأمريكيين على فك رموز الشيفرة اليابانية وتحليلها جيداً ومعرفة نواياهم ومعرفة التشكيلات اليابانية وتوقيتاتهم .
د. كانت جميع التحركات والاتصالات اليابانية مكشوفة من قبل الأمريكيين والذي كان له الأثر السلبي على المباغتة التي كان ينوي اليابانيين شنها ضد الأمريكيين.
هـ. ركزت الإستخبارات اليابانية على جزيرة ميدوي فقط وتجاهلت القوات الأمريكية الأخرى المنتشرة في المحيط وما هو مدى سرعة استجابتها.
و. الخلط لدى اليابانيين بين الغايات والأهداف والأولويات في معركة ميدوي هل هو تدمير الأسطول الأمريكي هناك أو إحتلال الجزيرة والسيطرة عليها؟
ز. عدم تغيير خطط وتكتيكات القتال اليابانية المتبعة مما ساعد الأمريكيين في اختيار الفرص المناسبة لهم ومهاجمة اليابانيين وتكبيدهم خسائر كبيرة.
ح. إن معرفة المنطقة وحالة الطقس كان سبب لكبير في تفوق الأمريكيين.

ط.كان سبب تفوق الأمريكيين على اليابانيين هو معرفتهم بالمنطقة وحالة الطقس فيها مما جعلهم يتصنتون على كل بث من السفن .وكان ذلك من صالحهم.

الخلاصة

44. من خلال ما تم استعراضه نستخلص ما هو مدى أهمية البحار والمحيطات لدى العالم وكيف كان التسابق المحموم بين الجميع كلا حسب إمكانياته وقدراته لتأمين سيطرة فعالة ومؤثرة على أعالي البحار ، والمتمثل في بناء وامتلاك قوات بحرية مؤهلة ، وتأمين عدة قواعد وموانئ يمكن من خلالها تأمين السيطرة ، والانتشار السريع ، وتنفيذ جميع المخططات والاستراتيجيات المختلفة .

45. معركة ( ميدوي ) تعتبر من المعارك الفاصلة في التاريخ العسكري بشكل خاص ، ففي صباح يوم 4 يونيو حزيران 1942م كانت القوات اليابانية تتمتع بتفوق جوي وبحري كبير في المحيط الهادي مؤمنة لنفسها حرية الحركة الكاملة في المحيط ، عندما مالت إحدى كفتي الميزان لصالح أمريكا في خمس دقائق نهاراً ذلك اليوم وكانت القوات اليابانية اقرب من أي وقت لتحقيق النصر الكبير والنهائي والقضاء على أهم القواعد الأمريكية في المحيط الباسيفيكي إلا إن ذلك لم يحصل واستطاع الأمريكيين تدمير وإغراق جزء كبير من القوات اليابانية وانسحاب ما تبقى من الأسطول الياباني بعيدا عن مسرح العمليات باتجاه اليابان مخلفين ورآهم العديد من الخسائر والقتلى وكان ذلك بسبب ضعف الإستخبارات التي أدت إلىضياع الإستراتيجية اليابانية في المنعرجات، فقد تبين أنها غير صالحة لتركيز الجهود الذي قوم عليه جوهر الفن العسكري، فلم تكن حملة الجزر في الواقع سوى إضعاف للمخطط الرئيسي ألا وهو إحتلال ميدوي. كما أصيب الجانب الأمريكي أيضا بالعديد من الأضرار والخسائر .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس