الموضوع: عالم القنابل
عرض مشاركة واحدة

قديم 01-09-09, 05:54 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مع أم ضد؟


ونعود إلى ما ذكرناه في البداية، وهو إصرار المتحمسين للقنبلة الكهرومغناطيسية على أنها سلاح نظيف لا يقتل البشر ولا يريق الدماء، فشلّ وحدة عسكرية مثلاً وأسرها بسهولة أفضل من خوض معركة طويلة ضدها، وما ينجم عن هذه المعركة من قتل وتدمير وإراقة دماء، وإحساس المقاتلين في مدينة بأنهم أصبحوا عاجزين عن استعمال أي سلاح أو أية أدوات وتقنيات للحضارة سيجعلهم يستسلمون بدلاً من خوض قتال المدن الذي يلحق عادة خسائر تدميرية باهظة في السكان والأبنية.

كما أن القنبلة الكهرومغناطيسية يمكن استعمالها ضد الذين يمتلكون أسلحة دمار شامل ويهددون باستعمالها أو ينوون استعمالها، حيث ستشلّ القنبلة عمل أجهزة إطلاق الأسلحة؛ وهو ما يغني عن خوض معارك مكلِّفة كما حدث في الحرب على العراق، وبالمبدأ نفسه، يمكن استعمال القنبلة ضد اللصوص والإرهابيين، كمحتجزي الرهائن، إذ يمكن بواسطة القنبلة الكهرومغناطيسية شلّ أسلحتهم وأجهزة الاتصال فيما بينهم، وبالتالي أسرهم وإنقاذ الرهائن من بين أيديهم دون التضحية بأي من الرهائن، وفي هذه الحالة تعتبر القنبلة الكهرومغاطيسية أفضل بكثير من استعمال قنابل الغاز التي استعملتها القوات الروسية في عملية تحرير الرهائن من أيدي المتمردين الشيشان في مسرح موسكو عام 2002م ... إلى آخر الحجج التي يقدمها المتحمسون لتعميم استعمال هذه القنبلة بعد استكمال تطويرها.
ولكن في المقابل، يقف عدد كبير من العلماء والعسكريين ضد المضيِّ في تطوير هذه القنبلة، ويطالبون بوقف أي أبحاث حولها، والأسباب التي يقدمونها كثيرة، ومنها على سبيل المثال:

إن هذه القنبلة لا تقتل البشر مباشرة كما تفعل القنابل التقليدية، ولكن استعمالها في أي مكان سينجم عنه موت فوري لكل الذين يستعملون أجهزة داعمة للحياة كبطاريات القلب بالإضافة إلى تعطيلها لعمل أجهزة المشافي والدفاع المدني والمرافق المدنية التي لا علاقة لها بالحرب.

إن استعمال القنبلة الكهرومغناطيسة يعني إعادة البشرية عدة قرون للوراء، فهي تعطِّل بشكل نهائي الأجهزة والحواسيب والمعدات العلمية والسيارات والمصاعد .. إلى أخره، وهذا يعني أن المدينة التي تتعرّض للقنبلة الكهرومغناطيسية سوف تتحوّل إلى مدينة بدائية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وعليها بعد انتهاء الحرب أن تبدأ مع التقنية ومعطيات الثورات الصناعية من نقطة الصفر، ومع تعميم هذه القنابل وحصول الدول عليها، فإن استعمالها سيكون متاحاً لجميع القوى المتحاربة، وسينجم قصف متبادل بها، مما يعني القضاء نهائياً على الحضارة الحديثة والعودة بالبشرية إلى العصور الوسطى.

إن بساطة تقنية القنبلة الكهرومغناطيسية ورِخَص تكاليفها حيث تبلغ الكلفة (400) دولار للقنبلة الواحدة يعني إمكانية حصول العصابات الإرهابية والإجرامية الصغيرة عليها، بل حتى امتلاكها من قِبَل الأفراد كسلاح فردي، وهو ما سيشكِّل ورقة رابحة ووسيلة ابتزاز بيد هذه العصابات والأفراد، وفي حال استعمالها من قِبَلهم فإن الكارثة ستكون كبيرة جداً على المنطقة التي استعملت فيها.

إن القنبلة الكهرومغناطيسية تلغي بشكل نهائي عامل الردع في الحروب، إذ سيكون هناك طرف يمتلك القنابل الكهرومغناطيسية يستعمله ضد قوات طرف آخر، وبالتالي سيسعى الطرف الثاني إلى امتلاك القنابل نفسها واستعمالها، وهو ما سيجعل الطرفين لا يحسبان حساباً للخسائر البشرية والمادية التي تكون في النهاية عامل ردع للطرفين عن المضيّ في الحرب والبحث عن سبل سلمية للمصالحة ووقف الحرب.

في المدى القريب وربما لعقود عديدة ستمتلك القنابل الكهرومغناطيسية الدول الكبيرة، مثل: الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، وهو ما سينجم عنه أمران: الأول: هو سيادة هذه الدول على العالم باعتبارها قادرة على شلّ قوات أي دولة من الدول غير المتقدمة، والأمر الثاني: هو ظهور حرب باردة من نوع جديد، حيث ستتنافس هذه الدول بقوة حول تطوير هذه القنابل وامتلاك طرز متطورة جداً منها، وهنا يكمن الخطر الحقيقي؛ ففي القنابل الذرية والقنابل الأخرى التقليدية يمكن تحديد الجهة التي استعملت هذه القنبلة أو تلك، وبالتالي ظهرت معاهدات واتفاقيات تحدّ أو تمنع استعمال هذه الأسلحة، أما في القنابل الكهرومغناطيسية فإنه لا يمكن تحديد الجهة التي استعملت القنبلة، كما لا يمكن ضبط عدد وحجم القنابل المسموح لكل دولة بامتلاكها، وبالتالي لا يمكن إخضاع هذه القنابل للقانون الدولي أو لاتفاقيات ومعاهدات دولية.

إن الاستعمال المحتمل للقنابل الكهرومغناطيسية سيكون بدرجة أساسية ضد المدنيين، وهو ما يعني أنها ستكون وسيلة قمع بيد الأنظمة الديكتاتورية ضد شعوبها، وهو ما عبّر عنه البروفيسور (دافيد فيدلر) أستاذ القانون في جامعة فلوريدا، وأحد أشهر معارضي القنبلة الكهرومغناطيسية قائلاً: "إن هذه القنابل سوف تستخدم على الأغلب ضد المدنيين، ولن تكون هناك قواعد عالمية تحكم استخدامها في الصراعات المسلحة، وإن استعمال هذه القنابل مع الأسلحة التقليدية ستجعل الحروب أكثر دموية وأشد تدميراً".

نشرت صحيفة اللوموند الفرنسية بتاريخ 12-6-2003م، بحثاً للبروفيسور (برنار فيريه) رئيس معمل تفاعلات الموجات مع المواد بجامعة "بوردو" نفى فيه مقولة إن القنبلة الكهرومغناطيسية لا تؤثر سلباً على البشر، بل أثبت بالبراهين العلمية الدقيقة بأن الأجزاء التي تركّز عليها الطاقة الكهرومغناطيسية في الجسم البشري هي المخ، والرقبة، والصدر، والغدد التناسلية، وتكفي جرعة من الإشعاع المستمر في إحداث ميول اكتئابية واضطرابات في الذاكرة وإصابات جلدية، ونزيف في العين، وأمراض سرطانية كثيرة، وهو ما يعني دخول البشر الذين كانوا ضمن محيط تأثير القنبلة الكهرومغناطيسية بسرعة إلى دوّامة من المعاناة مع سلسلة طويلة من الأمراض النفسية والجسدية المؤلمة، والتي تنتهي بهم إلى الموت المؤلم، أي أن تأثير القنبلة الكهرومغناطيسية على البشر يعادل تأثير اليورانيوم المنضّب إن لم يكن أقوى منه.

والخوف الأكبر يبديه أيضاً العلماء من قناعتهم بأن النجاح في إيجاد أجيال متطورة من القنبلة الكهرومغناطيسية سيؤدي إلى البدء بتطوير القنبلة الميكروية التي تعمل على مبدأ القنبلة الكهرومغناطيسية نفسه، ولكن الإشعاعات التي تطلقها تؤدي إلى قتل البشر هذه المرة ودون أن يعرف البشر من أين يأتيهم الموت، ومن هذا كله يرون أن القنبلة النووية والذرية وحتى الجرثومية أرحم بكثير من القنبلة الكهرومغناطيسية.

ولكن هل سيأخذون بالتحذيرات والأصوات المناهضة لهذه القنابل؟
الجواب بالتأكيد بالنفي، وعندها يعلم الله وحده أي مصير ينتظر العالم والبشرية!!


المصادر:


ذ Military Technology, 6-2001.
ذ International Defense Review, 2-2002.
ذ Military Technology, 6-2004.
ذ Aljazeera.net/health/2003/12/12.
محمد محمود إبراهيم، النيوتروينو، ذلك الشبح، مجلة العربي، العدد (544)، مارس 2004م.
وكالة الأنباء الصينية، عدة تواريخ خلال عام 2004م.
وهبي علي محمود، حروب غير مرئية، جريدة المستقبل، 2-3-003، بيروت.


 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس