عرض مشاركة واحدة

قديم 07-08-10, 11:01 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البواسل
مشرف قسم العقيدة / والإستراتيجية العسكرية

الصورة الرمزية البواسل

إحصائية العضو





البواسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي شبه الجزيرة الكورية وشبح الحرب



 

شبه الجزيرة الكورية وشبح الحرب



ا
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

انبعث التوتر ولاحت مجددا نذر المواجهة بين شطري كوريا بعدما خلص تحقيق دولي أشرفت عليه كوريا الجنوبية إلى أن غواصة كورية شمالية أطلقت طوربيدا على البارجة الكورية الجنوبية "شيونان" يوم 26 مارس/آذار الماضي بمنطقة الحدود البحرية للبلدين في البحر الأصفر، مما أدى إلى غرقها ومقتل طاقمها المكون من 46 بحارا كانوا على متنها.

ورغم أن بيونغ يانغ تنفي بشدة تورطها في الحادث متهمة سول بتلفيق أسانيد الاتهامات، تعالت نبرة التهديدات وتبودلت الإجراءات التصعيدية بين الكوريتين باتجاه اشتعال الموقف في شبه الجزيرة الكورية، ما بين تجميد لاتفاقات حسن الجوار أو التخلي عن الاتفاقات التي تحول دون وقوع المواجهات البحرية العرضية على طول الحدود البحرية الغربية بين شطري كوريا، أو تلك التي تمنع اندلاع الحرب عن طريق الخطأ بينهما، ولا سيما أن البلدين لا زالا في حالة حرب من الناحية الفنية، منذ الحرب الكورية التي دارت رحاها خلال الفترة من عام 1950 وحتى 1953، استنادا إلى أن تلك الحرب قد وضعت أوزارها في حينها على أثر اتفاق هدنة لا يزال ساريا وليس بموجب اتفاق سلام.

وبينما تصر واشنطن وسول هذه الأيام على المضي قدما في
إجراء مناوراتهما العسكرية المشتركة وسط استياء وغضب بالغين من قبل بيونغ يانغ، التي اعتبرت تلك المناورات بمثابة تهديد مباشر لأمنها الوطني ومن ثم هددت بشن حرب نووية مقدسة ضد واشنطن وسول، وبرغم تصاعد حدة الحرب الكلامية والتهديدات المتبادلة بينهما وبين بيونغ يانغ، يبدو أن هكذا تصعيد للتوتر المزمن بين الكوريتين لم يكن ليطوي بين ثناياه فرصا أكبر لاندلاع أية مواجهة عسكرية شاملة جديدة في شبه الجزيرة الكورية، وإن فتح الباب على مصراعيه أمام حروب كلامية كما جولات جديدة من العقوبات التي تثقل كاهل الدولة الشيوعية.
فثمة مؤشرات عدة تشي بعدم وجود رغبة حقيقية أو نية جادة لدى أي من أطراف الأزمة الراهنة في الزج بتلك المنطقة القلقة والملتهبة إلى هكذا مآل. فبادئ ذي بدء، سبق للجميع أن استوعبوا خطوة كورية شمالية غاية في الإثارة تمثلت في ولوجها النادي النووي قبل سنوات قلائل بعد تحللها من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وتجميد تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإجرائها تفجيرات نووية، إذ لم يكن أمام العالم وقتذاك من خيار ممكن سوى تشديد العقوبات المفروضة أصلا على بيونغ يانغ.

وفي حين دأبت دوائر إعلامية وأمنية غربية على اتهام نظام بيونغ يانغ بالسعي لتفجير الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية بغية ابتزاز القوى الدولية والإقليمية اقتصاديا وسياسيا بما يعين ذلك النظام على التحرر من قبضة الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية المزمنة عبر الخروج من عزلته وعبور نفق الفقر المظلم، لم يتورع النظام ذاته، والذي سبق وأن أعلن تجميد كافة الوشائج التقاربية والخطوات التفاهمية مع الشطر الجنوبي، عن انتهاج سياسات من شأنها تطمين كوريا الجنوبية وحلفائها الغربيين من جانب، كما تتيح مساحة من المناورة التفاوضية والمساومة السياسية لحلفاء بيونغ يانغ في بكين وموسكو إزاء واشنطن في إدارة الأزمة من جانب آخر، حينما أبقى على السماح بدخول العمال والخبراء والمستثمرين الكوريين الجنوبيين إلى المنطقة الصناعية المشتركة، في بلدة كايسونغ الكورية الشمالية التي تحوي عددا من المشاريع الاستثمارية والمصانع الكورية الجنوبية التي تعتبر شريانا حيويا يمد الاقتصاد الكوري الشمالي المتهاوي ببعض مصادر الحياة كما تفتح أبوابها يوميا لما يربو على أربعين ألف عامل كوري شمالي.

وعلى الجبهة الأخرى، بدت ردود أفعال كوريا الجنوبية غير المستعدة أو الراغبة في أية مواجهات عسكرية شاملة مع الشطر الشمالي والتي ما كان لها أن تقدم على أي إجراء مضاد لما أسمته بالاستفزاز الكوري الشمالي، قبل الرجوع إلى حليفها الأميركي الملتزم بأمن الشطر الجنوبى من شبه الجزيرة الكورية والمحتفظ بقرابة ثلاثين ألف جندي أميركي على طول الحد الفاصل بين شطريها، كما لو كانت منحصرة في الفضاء السياسي الأممي.

 

 


 

البواسل

ليس القوي من يكسب الحرب دائما
وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما

   

رد مع اقتباس