عرض مشاركة واحدة

قديم 10-09-10, 08:45 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي واشنطن تستبدل خدعة «تحرير العراق» ب «الفجر الجديد»



 

أوهام النصر تبددت ولكن التمسك بالنفط يقود إلى نهاية على الشاكلة الفيتنامية واشنطن تستبدل خدعة «تحرير العراق» ب «الفجر الجديد»


المقدمة.
تحت وهج أضواء كشافات أجهزة التصوير وفي ظل أجواء مشابهة لحفلات تسليم جوائز الأوسكار في عاصمة السينما الأمريكية هوليود وبحضور نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايك مولن، اقيمت يوم الأربعاء الأول من سبتمبر 2010 في قصر الفاو الذي أصبح بعد احتلال العراق مركز قاعدة أمريكية قرب مطار بغداد، مراسم ما دعي بإحتفال نهاية المهمة القتالية للقوات الأمريكية في العراق. وتم تسليم مهام قائد القوات الأمريكية المنتهية ولايته ريموند أوديرنو الذي امضى حوالى 56 شهرا في العراق،
للقائد الجديد الجنرال لويد أوستن.
وقال نائب الرئيس الأمريكي إن نهاية المهام القتالية لقوات بلاده في العراق تمثل مرحلة جديدة في العلاقات مع العراق بعد سنوات من العمل العسكري المشترك لتثبيت الاستقرار في بلدهم. واضاف بايدن قائلا: «عملية تحرير العراق انتهت، ولكن الدور الأمريكي في العراق سيستمر مع المهمة الجديدة التي تبدأ اليوم، وهي عملية الفجر الجديد».
من جانبه قال غيتس، انه يجب التعامل مع الجنود الأمريكيين الذين خاضوا المعارك القاسية التي شهدتها هذه المدينة في غضون السنوات السبع والنصف الاخيرة كمقاتلين. واضاف غيتس وان التاريخ هو الذي سيحدد ما اذا كان التدخل العسكري الأمريكي يستحق العناء ام لا.
واعترف غيتس بأن «مشكلة الحرب بالنسبة للأمريكيين تكمن في أن الأسباب التي قدمت لتبريرها لم تكن صالحة»، وذلك في إشارة إلى كذبة وجود أسلحة دمار شامل في العراق. وفي رده على سؤال من الصحفيين حول ما اذا كانت الحرب مجدية وتستحق، قال غيتس «إن هذا الامر يعتمد على امكانية ان ينهض العراق دولة ديمقراطية تكون ركيزة لنشر الديمقراطية في الشرق الاوسط».
الولايات المتحدة لم تربح الحرب.
وفي إقرار جديد بأن الولايات المتحدة لم تربح الحرب قال غيتس: «رجالنا ونساؤنا الذين يرتدون الزي العسكري الرسمي... أنجزوا أمرا فريدا. لكن لم يتضح بعد ثقله الحقيقي خلال الفترة المقبلة».
لا يمكن بجمل قليلة وصف هذه المغالطة، ولكن غيتس تناسى بكل بساطة أن أكثر من مليون عراقي قتلوا في أكبر مجزرة جماعية في تاريخ العراق بسبب الغزو الامريكي، وطبقة وسطى كانت مضرب المثل في المنطقة انهارت بالكامل، وخمسة ملايين يتيم عراقي، يهيمون على وجوههم في العراق الجديد دون عائل.
الامريكيون جعلوا العراق مدمرا بعد أن كان قوة إقليمية بارزة، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا خدمات صحية او تعليمية، وقد استنزفته الحروب الطائفية التي صنعوها وحرضوا عليها مع حلفائهم العمليين في إيران، ومزقوا نسيجه الاجتماعي والسياسي، واغرقوه في مسلسل من الكوارث.
ويسود تشاؤم كبير في أوساط اتخاذ القرارت بالعاصمة واشنطن بشأن مستقبل الحرب خاصة على ضوء التساؤلات التي تجابه ادارة البيت الأبيض حول ما إذا كان الكونغرس سيوقع مشروع قانون يقر جهود إعادة بناء الدولة في العراق بقيادة مدنية. ورغم أن المشرعين اتسموا بالتردد حيال تقليص التمويل الموجه إلى القوات الأمريكية المقاتلة، فإنهم يبدون استعدادا أكبر بكثير لقطع المساعدات عن حلفاء أمريكا في بغداد. وقد خفض مجلس الشيوخ الميزانية التي طلبتها إدارة أوباما لتدريب وتجهيز الجيش والشرطة العراقيين بقيمة ملياري دولار، إلى النصف. ويتم ذلك رغم تحذيرات البيت الأبيض من تهديد ذلك لمصالح أمريكا خاصة النفطية.
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد أعلن ليلة الثلاثاء الأربعاء 1 سبتمبر عن انتهاء مهمة القوات الأمريكية في العراق، إلا أنه شدد، في كلمته التي استغرقت 15 دقيقة، على استمرار واشنطن في تقديم الدعم للحكومة العراقية، وأكد أن تركيز إدارته في الوقت الراهن ينصب على تحسين أداء الاقتصاد الأمريكي، وحسم الحرب في أفغانستان.
وقال الرئيس الأمريكي، في خطاب تلفزيوني من مكتبه البيضاوي في البيت الأبيض، إن «الولايات المتحدة دفعت ثمنا باهظا لوضع مستقبل العراق بين أيدي أبنائه».
وأشاد أوباما بـ»التضحيات الهائلة» التي قدمها الجنود الأمريكيون خلال عملهم بالعراق، كما أشار إلى أن الولايات المتحدة «أنفقت جزءا كبيرا من موازنتها في عمليات خارجية، في الوقت الذي كان يعاني فيه الداخل من عجز بالموازنة».
واكد في هذا السياق ان «مهمتنا الاكثر الحاحا هي اعادة بناء اقتصادنا واعادة ملايين الامريكين الذين فقدوا وظائفهم الى العمل»، مشيرا الى ان غزو العراق «ادى الى انفاق موارد هائلة في الخارج اثناء فترات ميزانيات تقشف».
أمن أقل.
صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية قالت ان أوباما أعلن عن انتهاء العلميات القتالية في الحرب على العراق دون أن تكون مهمة الولايات المتحدة في بلاد الرافدين قد اكتملت أو أن تكون قد انتصرت. وأوضحت أن الولايات المتحدة تسببت في تمزيق العراق وأنها تتحمل المسؤولية المترتبة إزاء ذلك، وهي المسؤولية المتمثلة في ضرورة إصلاح البلاد التي مزقتها الحرب، وأن ذلك يعني استمرار التورط الأمريكي المكلف.
من جانبها قالت صحيفة نيويورك تايمز إن حرب العراق جعلت الأمريكيين أقل أمانا، وخلقت تنظيما إرهابيا جديدا، واستنفدت موارد الولايات المتحدة العسكرية وصرفت الانتباه عن أفغانستان، واصفة الحرب التي شنتها الولايات المتحدة هناك بأنها «مأساوية وعبثية». وأشادت الصحيفة في افتتاحيتها بإعلان الرئيس أوباما رسميا نهاية العمليات القتالية في العراق.
غير أن منتقدي أوباما يتهمونه بالخداع والتمويه ويؤكدون أنه لا يزال يحاول تحقيق الأهداف الأمريكية التي وضعها سلفه بوش وأنصاره من المحافظين الجدد، وهي أساسا التحكم في ثروات العراق النفطية المقدرة حاليا بأكثر من 520 مليار برميل، وتقسيم بلاد الرافدين عمليا إلى ثلاث كيانات، ومنع العراق من العودة إلى لعب دوره على الصعيد العربي وخاصة فيما يخص تهديد إسرائيل.
ويضيف هؤلاء أن أوباما وطاقمه يستخدمون ألفاظا جديدة للتأكيد على التمسك بإستمرار إحتلال بلاد الرافدين.
جنود ومرتزقة.
رغم اللغط حول الإنسحاب وإنتهاء المهام القتالية، من المقرر أن تبقي الولايات المتحدة على 50 ألف جندي من قواتها في العراق موزعين على تسعين قاعدة عسكرية منتشرة على طول البلاد وعرضها، ويضاف إلى هؤلاء أكثر من 140 ألف من مسلحي شركات الأمن الخاصة حسب التسمية الأمريكية والمرتزقة حسب مفهوم القانون الدولي. وزارة الخارجية الأمريكية وحدها أجرت رسميا خدمات أكثر من 5500 مسلح من شركات الأمن الخاصة لحماية موظفيها وسفارتها في بغداد التي هي بالمناسبة الأكبر في العالم.
وهكذا فإن ما يقال عن الانسحاب هو مجرد تمويه لحكم العراق من وراء ستار وتخفيض كلفة احتلاله، كما أنه ثمرة وعد اوباما الناخبين الامريكيين وهذا ما اكده قائلا: وفيت بالتزاماتي، موجها كلامه للشعب الامريكي وليس الشعب العراقي او المجتمع الدولي».
ويشير الملاحظون إلى أن المؤسسة العسكرية الأمريكية تستخدم ألفاظا ونبرة جديدة مرتبكة في وصف دورها الجديد. ففي البيانات الموجزة، مثلا، تخلى القادة عن لفظ «مقاتل» وأصبحوا يشيرون إلى نشاطات قواتهم باعتبارها عمليات «شراكة».
«ما أشبه اليوم بالبارحة» هو العنوان الذي افتتحت به صحيفة «نيويورك تايمز» من خلال القول أن ثمة دروسا عسيرة أمام الرئيس أوباما مثل تلك التي مر به سلفه جورج دبليو بوش الذي ما إن أعلن عن انتهاء المهمة وإنجازها عام 2003، حتى انزلق العراق في حرب لا نهاية لها.
الآن ومع تبدل طبيعة المهام القتالية لقوات الاحتلال الأمريكي، بدا إن طريق أوباما بشأن العراق لم تزل محفوفة بالمخاطر التي يتمثل بعضها في كونه لا يستطيع الإعلان عن أن الولايات المتحدة انتصرت في الحرب بل هو تجنب عبارات سلفه بوش «المهمة أنجزت».
ويشار إلى أنه في الأول من مايو 2003 وقف بوش على متن حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لنكولن معلنا أن «المهمة أنجزت» وأن الولايات المتحدة وحلفاءها قد «انتصروا في معركة العراق».
وتقول نيويورك تايمز إنه بعد سبع سنوات من إعلان بوش الحرب على العراق بناء على معلومات خاطئة ومغلوطة، فإن الحرب باتت مجددا تثير جدلا بالأوساط السياسية الأمريكية، في ظل إنفاق واشنطن مئات المليارات وتكبدها أكثر من 4400 قتيل وعشرات آلاف الجرحى، متسائلة عن جدوى الحرب برمتها ؟.
غير ان البيت الأبيض يحاول إيجاد طريقة للاحتفاء باللحظة التاريخية المتمثلة في انتهاء «المهمة القتالية» لتذكير الناخب الأمريكي قبل شهرين من الانتخابات النصفية بكون أوباما وفى بوعده بسحب القوات وإعادتها للوطن.
حرب لم تنته.
يقول الخبير العسكري البروفسور أنتوني كوردسون من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن «الحرب على العراق لم تنته» مضيفا أنه لا منتصر فيها وأنها تمر بمرحلة خطيرة تشبه وضعها الحرج والخطر كأي مرحلة مرت بها منذ 2003.
ويوضح الخبير العسكري بجامعة بوسطن أندرو باسيفيتش الذي فقد ابنه بالعراق وألف كتابا جديدا بعنوان «قوانين واشنطن» بشأن ما وصفها بطريق أمريكا للحرب الدائمة، أنه لا يبدو أن أحدا سيقدم استنتاجات بشأن الحرب على العراق، وأنه يبدو «أننا سنمضي هكذا بشكل حزين».
لا شك ان تبدل «المهمات» القتالية يستدعي التساؤل عما أنجز وما لم ينجز من خلال هذا الاحتلال الذي تحول بسرعة إلى حرب واشنطن المنسية، وفي هذه المناسبة يسلط مدير مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط بمؤسسة بروكينكز كينيث أم بولاك، الضوء على خمس
«أساطير» جوهرية تتعلق بهذه القضية:

1-إن غالبية الـ 50 ألف جندي المخلفين في العراق هم من القوات المقاتلة ولم يتغير سوى الاسم المطلق عليهم.
2- ما هو مدى الأمن الذي جلبته إستراتيجية «تعزيز» القوات الأمريكية، وعما إذا كانت تلك الإستراتيجية قد نجحت في جعل العراق محصنا ضد العودة من جديد للحرب الأهلية مع انسحاب قوات الاحتلال؟
3 - إن واشنطن تخلف وراءها في العراق نظاما سياسيا مهدما.
4 - ارغام العراقيين على تبني الديمقراطية بشكلها الأمريكي في كثير من الأحيان على مضض، ولكن إذا كانت القوات الأمريكية ساهمت في ذلك فهل يود العراقيون بقاءها بينهم أم يرغبون في سحبها؟
5- أما القضية الأخيرة فيمكن ربطها بتصريح أوباما أمام عدد من المحاربين القدامى في وقت سابق من هذا شهر أغسطس بأن الحرب في العراق ستنتهي في «موعدها المحدد غير ان مثل هذا التصريح قد يعني التسليم بأن الحرب على العراق ستنتهي بطريقة تراجيدية شبيهة بنهاية الفصل الأول من إحدى مسرحيات سوفوكليس اليونانية.
ويضيف الكاتب إن أوباما كان محقا عندما حذر كذلك من أن أمريكا ستظل متورطة في العراق بشكل عميق وربما يسقط لها ضحايا هناك في السنوات القادمة، وذلك بغض النظر عن التسمية التي «نطلقها على مهمتنا في هذا البلد». وهذا ما يفسر تصريح قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ريموند اوديرنو إن الولايات المتحدة قد تعود إلى العمليات القتالية إذا دعت الضرورة. وأوضح أن القوات الأمريكية قد تعود إلى القيام بدور قتالي إذا حدث «انهيار تام لقوات الأمن» أو اذ أدت الخلافات السياسية إلى انقسام قوات الأمن العراقية.
مفاوضات مع المقاومة.
ويقول محللون ألمان أن الوضع في العراق في الشهر التاسع من سنة 2010 يشابه إلى حد كبير الوضع في الفيتنام خلال سنة 1974 أي قبل سنة تقريبا من الإنهيار الأمريكي والإنسحاب المهين صيف 1975 أمام تقدم قوات الثوار الفيتنامية. ويضيف هؤلاء المحللين أن الفرق بين الفيتنام والعراق أنه كانت هناك مفاوضات علنية بين واشنطن وهانوي في باريس قبل الهزيمة الأمريكية، أما فيما يخص العراق فهناك إتصالات سرية متعددة بين الأجهزة الأمريكية والمقاومة العراقية، حيث يصر الساسة الأمريكيون على مواصلة تطبيق تكتيك فرق تسد بالإتصال والتحادث وتقديم الإغراءات في نفس الوقت مع أجنحة مختلفة من مكونات المقاومة العراقية. ويصر صقور البيت الأبيض والبنتاغون على متابعة محاولاتهم تهميش الفرع الرئيسي من المقاومة الذي انطلق في عملياته حتى قبل أن تسقط عاصمة بلاد الرافدين يوم 9 أبريل 2003 تحت الإحتلال.
ما يسميه البيت الأبيض بالمأزق السياسي في بغداد ليس في الواقع أكثر من تكتيك أمريكي للإغراء وللتفاوض مع أطراف من المقاومة العراقية قد يجذبها إلى تسوية مع المحتل إمكانية وصولها إلى السلطة في المنطقة الخضراء بواسطة إنقلاب عسكري يمكن تبريره لدعاة الدفاع عن الديمقراطية بطرازها الغربي بأنه مخرج لعجز الطبقة السياسية التي برزت بعد الغزو عن التوصل إلى تشكيل حكومة. كما تأمل الإدارة الأمريكية أن يكون الحكام القادمون مقبولين من طرف العراقيين وأن يكونوا مستعدين لقبول سيطرة الشركات الامريكية على بحر النفط العراقي.
في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» في 31 أغسطس 2010 أعرب قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي أوديرنوالذي غادر منصبه في مطلع سبتمبرعن قلقه من الوضع العسكري، وأضاف في حديثه حول الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003: «لقد كنا كلنا سذجا حول العراق». وتابع «هناك أمور كثيرة لم نكن نفهمها وكان علينا أن نتعلمها، ربما أدى هذا إلى تدهورها»، إلا أنه رفض الإجابة على سؤال حول ما إذا كان الغزو زاد من الانقسام بين العراقيين، قائلا :» لا أعرف».
ورغم أن أوديرنو لم يفسر صراحة المقصود من كلمة «سذج»، إلا أنها تؤكد بوضوح أن واشنطن خسرت في العراق ولم تحقق أي إنجاز، بل إن الهدف الأساسي من الغزو وهو نهب ثروات بلاد الرافدين النفطية لم يتحقق أيضا مثلما كانت تتوقع إدارة جورج بوش الابن السابقة ولذا فإن الحديث عن انسحاب أمريكا نهائيا من العراق اواخر 2011 هو خدعة كبرى، فهي أعادت فقط تسمية مهمتها لتحقيق ما عجزت عنه عسكريا بسبب هجمات المقاومة العراقية.

 

 


 

المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس