تحذيرا لواشنطن.. الجيش الصيني يجري مناورات حول تايوان
جنود الجيش الصيني يطلقون قذيفة هاون خلال مناورة عسكرية سابقة (رويترز)
نقلت وسائل إعلام رسمية صينية عن الجيش الصيني قوله اليوم الأربعاء إنه أجرى مؤخرا تدريبا عسكريا حول تايوان "كتحذير جاد" في مواجهة التنسيق الأميركي التايواني.
وقال مراسل الجزيرة في بكين ناصر عبد الحق إن هذه المناورات تم الإعلان عنها صباح اليوم الأربعاء من قبل الناطق الرسمي باسم ما تسمى قيادة المسرح الشرقي في جيش التحرير الشعبي الصيني.
ونقل عن المصدر ذاته قوله إن قوات الجيش الصيني قامت مؤخرا بتدريبات بحرية وجوية بالقرب من جزيرة تايوان؛ ردا على ما وصفه بتواطؤ الولايات المتحدة وتايوان في تدعيم نزعة الاستقلال لدى تايبيه.
وهاجم المسؤول العسكري الولايات المتحدة بقوله إنها تقول شيئا وتفعل شيئا آخر، وذلك في إشارة إلى مواقف واشنطن وتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الأخيرة.
كما نقل مراسل الجزيرة عن المتحدث ذاته تأكيده أن جنود جيش التحرير الشعبي الصيني على استعداد تام لحماية التراب الوطني والدفاع عن مصالح الصين، وفق تعبيره.
رد عسكري
وقبل يومين، أكد بايدن -خلال مباحثات في طوكيو- أن الإدارة الأميركية سترد عسكريا إذا هاجمت الصين تايوان، في أول تلويح أميركي باستخدام القوة ضد بكين.
وتعد تصريحات بايدن -التي أدلى بها أمس الأول الاثنين- الأقوى حتى الآن بشأن قضية تايوان، وتأتي وسط توترات متزايدة حول نفوذ الصين الاقتصادي والعسكري المتنامي.
وسارعت تايوان إلى الإعراب عن ترحيبها بتصريحات بايدن، وتجديد ما سمته الالتزام الأميركي الراسخ تجاهها، لكن وكالة رويترز نقلت في وقت لاحق عن مسؤول في البيت الأبيض أنه لا تغيير في سياسة واشنطن تجاه تايوان، مؤكدا -في الوقت نفسه- حرص بايدن على تزويد تايوان بالوسائل العسكرية للدفاع عن نفسها.
من ناحية أخرى، أطلقت الصين وروسيا أمس الثلاثاء طائرات مقاتلة فوق المياه القريبة من اليابان، وهو ما وصفته وزارة الخارجية الأميركية بأنه دليل على شراكة "بلا حدود" بين بكين وموسكو.
دورية إستراتيجية
وأكدت وزارة الدفاع الصينية اليوم أنها أجرت "دورية إستراتيجية جوية مشتركة" فوق بحر اليابان وبحر شرق الصين والمحيط الهادي وفقا لخطة موسكو وبكين السنوية للتعاون العسكري.
وقالت الوزارة إن الدوريات الصينية الروسية الإستراتيجية لا تستهدف أي طرف ثالث.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن قاذفات صواريخ إستراتيجية روسية من طراز "تو إم إس 95″، وقاذفات إستراتيجية صينية؛ حلّقت لنحو 13 ساعة فوق بحر اليابان وبحر شرق الصين في إطار دوريات مشتركة.
وأوضحت الوزارة أن الطائرات الروسية والصينية لم تنتهك -خلال الدوريات الجوية المخطط لها مسبقا- المجال الجوي لدول أجنبية.
كما أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن طائرات يابانية وكورية جنوبية رافقت الطائرات الروسية والصينية في بعض مراحل التحليق.
عمل استعراضي
وقال وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي إن القاذفات كانت تحلق من الصباح إلى بعد الظهر، وإن هذه الخطوة تبدو "عملا استعراضيا" خلال اجتماع مجموعة "كواد" في طوكيو بين الرئيس الأميركي ورؤساء وزراء اليابان وأستراليا والهند.
وقال كيشي إن تحرك بكين المشترك مع روسيا وسط "عدوانها" على أوكرانيا "سيرفع مستوى الاستفزاز"، حسب ما ذكرته وكالة أنباء كيودو اليابانية.
وعلى خلفية طموحات الصين السياسية المتنامية في المنطقة، أصدر القادة الأربعة لـ"كواد" بيانا مشتركا بعد قمتهم في طوكيو يعارضون فيه بشدة أي "إجراءات قسرية أو استفزازية أو أحادية الجانب تسعى إلى تغيير الوضع الراهن وزيادة التوترات في المنطقة".
وفي تعليقه على هذه التطورات، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن المناورات العسكرية التي أجرتها الصين وروسيا مؤخرا ربما تم التخطيط لها مسبقا.
ووصف برايس إجراء الصين هذه المناورات مع روسيا في الوقت الذي تغزو فيه الأخيرة أوكرانيا بأنه دلالة على أن العلاقات الصينية الروسية لا حدود لها.
الجزيرة نت