عرض مشاركة واحدة

قديم 14-02-09, 07:38 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مصادر العقيدة القتالية الشرقية

13. انتهجت العقيدة العسكرية الروسية في العهود القيصرية النهج العدواني نفسه الذي اختطته الدول ألاستعمارية لنفسها في العالم . وظلت العقيدة القيصرية مهيمنة على الفكر والممارسة في روسيا ، حتى قيام الثورة ألاشتراكية في روسيا وتحقيقها ألانتصار على القوى المعادية وتمكنت من إقامة أول دولة ذات عقيدة وأفكار اشتراكية ، تأسس على ذلك تطورات كبيرة انتابت العديد من مجالات الحياة وأصبحت العقيدة العسكرية السوفيتية سابقاً تعرف بأنها هي منظومة من المباديء ووجهات نظر الحزب الشيوعي والحكومة الروسية المعللة علمياً ، حول جوهر خوض الحرب وطبيعتها والطرق التي يمكن أن يفرضها الإمبرياليون على ألاتحاد السوفيتي سابقاً وكذلك البناء العسكري وإعداد القوات المسلحة والبلاد من أجل سحق المعتدي .

14. تنطلق الأفكار العملية والنظرية كافة لعقيدة السوفيتية سابقاً من ألإطار الفكري الذي ارتضته الدولة طيلة العقود الماضية من سيطرة الحزب الشيوعي ، وحتى أواخر الثمانينات من هذا القرن ، حيث أخذت تتهاوى قواعد هذا الحزب حتى وصل به الأمر في النهاية إلى أن أصبح غريباً محروماً مطارداً ممنوعاً في عقر داره .

15. تقوم العقيدة العسكرية السوفيتية سابقاً في أساسها على مجموعة من القوانين والقواعد المادية والتاريخية والجدلية والنظرية الماركسية حول الحرب والجيش واستنتاجات العلم العسكري السوفيتي السابق ، ومن هنا نخلص أن العقيدة العسكرية للاتحاد السوفيتي سابقاً والدول ألاشتراكية الأخرى تقوم على ألأفكار التقدمية العادلة التي تقضي الدفاع عن ألإنجازات والمكاسب الاشتراكية للكادحين وعن السلام وأمن الشعوب .

16. تركز العقيدة العسكرية أيضاً على وضع حد للحرب وليس العمل من أجلها وفي الوقت ذاته تعمل على بناء قوات مسلحة قادرة على الوقوف في وجه المعتدين ، يوضح ذلك مقولة لينين التي كانت تشكل ركيزة أساسية من ركائز العقيدة العسكرية ومقوماتها "إن سياستنا كلها ودعايتنا وإعلامنا كل ذلك موجه ليس إلى دفع الشعوب نحو الحرب بل إلى وضع حد لهذه الحرب .

17. انتابت العقيدة العسكرية السوفيتية السابقة وعلى مر العقود الماضية العديد من التحويلات وذلك بما ينسجم ويتلاءم والظروف المحلية والدولية التي كانت تستدعي تلك التطورات فعلى سبيل المثال ، أبان السنوات الأولى من قيام الثورة الاشتراكية والتدخل ألا جنبي العسكري في شؤون الدولة من قيام الثورة الروسية وقتذاك .

18. كانت العقيدة السوفيتية السابقة منصبة على العمل وبأفضلية أولى ، العمل جاد لحماية المكتسبات الثورية التي ما زالت في طور الولادة حديثة العهد وتحقيق استقلال أول دولة في العالم للعمال والفلاحين وفي نفس الوقت العمل أيضاً من أجل سلامة حدود الدولة من أخطار الاعتداءات الخارجية المهددة للثورة والدولة ومكتسباتها وترافق ذلك مع اسمرار العمل للبناء ألاقتصادي والاجتماعي للدولة الجديدة في فكرها وأسلوبها وتنظيمها .

19. تم خلال هذه المرحلة وضع الأسس الأولية للفن العسكري السوفيتي السابق والعلم العسكري بوجه عام ، ومن ثم تشكيل جيش من نوع جديد وتعزيزه لم يكن ألوفاً من قبل في العالم وهو (الجيش ألأحمر ) وفقاً للأسس النظرية المستندة لأراء لينين والحزب الشيوعي حينذاك ، وقد تمكن الجيش والأسطول من سحق قوى الثورة المضادة داخلياً وخارجياً ، وبالتالي ترسيخ جذور الوجود القوي لتلك الدولة الــتي تمكنت من ألاستمرار طيلة عقود طويلة صامدة وراسخة في وجه الهجمات المباشرة وغير المباشرة من خلال الهجوم ألأعلامي والاقتصادي والفكري الذي كانت تشنــه الدوائر الإمبريالية ضد الدولة والفكر ألاشتراكي والهجمات العسكرية والحرب الباردة وغير ذلك .

20. استمرت أعمال التطوير والتطور في العقيدة العسكرية السوفيتية الســـابقة وحصل بذلك الكثير والمزيد من التطورات خلال سنوات السلم الذي قامت به وبشكل جاد مجموعات الدول التي انضوت تحت لواء اتحاد الجمهوريات السوفيتية السـابقة وخاصة أبان الفترة الواقعة ما بين (1921 ـ 1941) والتي شهدت نهاية الحــرب العالمية الأولى وفترة الحرب العالمية الثانية والتي خاضت غمارها الدولة السوفيتية السابقة وتحملت جرائها الكير من الويلات والمـحن ودفعت ثمناً بشرياً يزيد عــلى عشرين مليوناً من القتلى ، ناهيك عن العدد المماثل من الجرحى وتدمير الآلاف من المدن والقرى والمصانع والجسور والطرق ، وغير ذلك من الخسائر التي حلت بهذه الدولة جراء هذه الحرب في إطار هذه التجــارب الدالية والخارجية ووفقاً لللأراء والأسس النظرية للحزب الشيوعي .

21. تم وضع عقيدة عسكرية في العام 1921 موحدة انطلاقاً من الواقع السوفيتي السابق المبني على النقاط الثلاث التالية :
أ. على أساس التطور الواضح والدقيق لطبيعة الحرب المقبلة .
ب. على ألاعتبارات الصحيحة والدقيقة لتك القوى والوسائط التي ستكون في
حوزة الأعداء المتوقعين .
جـ. الذاتية على ضوء ألامكانات والموارد.

22. تواصلت التعديلات والتطويرات التي وجدت الدولة السوفيتية السـابقة أنها ضرورية لمواجهة توقعات الحرب التي أخذت تلوح بوارقها في ألأفق في الثلاثينات من القرن الماضي وخاصة بعد وصول الحزب النازي الألماني تولي مقاليد الحكم وشروعه في تحويل الدولة والشعب الألماني إلى دولة عسكرية وبناء قـوات مســلحة كبيرة ومتــطورة لذا كان لا بد من مجارة الموقف ، ومن هنا كان من الضروري العمل على تدقيق الجانب العسكري التقني للعقيدة العسكــرية السوفيتية السابقة ومن ثم استخلاص التوصيات المناسبة لتطوير القوات المســـلحة وتحديثها لتتمكن من الوقوف في وجه ألاعتداءات المتوقعة والوشيكة الوقوع على الدولة السوفيتية السابقة وانصهارها وكذلك تطرقت التعديلات للأسس النظرية لطريقة خوض الصراع المسلح فتولدت عند ذلك فكرة ونظرية (العملية والمعركة العميقتين) حيث وضعت هذه النظرية من قبل المفكرين العسكريين وأولتها ألاهتمام المناسب في هذا المضمار .

23. مع اندلاع الحرب وفي أكثر من جبهة وعلى الجبهة الألمانية والتي أطلق عليها السوفيت سنوات الحرب الوطنية العظمى ما بين (1941ـ1945) والمعارك التي دارت ضد الصينيين عام 1929 م وضد اليابانيين عام 1938 م وعام 1939 م وغير ذلك كل هذه التجارب العملية أثبتت فعالية العقيدة السوفيتية وقوتها وإمكانيتها للاستجابة للمتطلبات الوقتية والضرورية لحماية الدولة .

24. تتناول العقيدة الشرقية في بعض جوانبها المضمون ألاجتماعي السياسي والمرتكز أساساً على النظرية الماركسية اللينية ونظام الدولة السوفيتية وطبيعتها وكذلك البناء ألاجتماعي للدولة وسياسة الحزب الشيوعي والمصالح الجوهـرية للشعب.

25. كانت تتبع الأطر العامة لبناء القوات المسلحة السوفيتية الخطوط العريضة والسياسة المرسومة من قبل الدولة والحزب الشيوعي في الميدان العسكري ، مع الأخذ بالحسبان التطورات الاقتصادية والعملية والمعنوية والسياسية للبلاد والمستوى الثقافي لهذا الشعب وتقاليده وعادته حيث كان يتمثل جوهر العقيدة العسكرية يتمثل في سد الطريق أمام محاولات القوى الإمبريالية وإيقاف سباق التسلح وتوفير الحياة السلمية لشعوب ألأرض قاطبة ، وقد عبر عن هذه التطلعات جميع قادة الحكم في الدولة .

26. كان من أولوليات العقيدة السوفيتية السابقة التي تبنتها القوات المسلحة هي الدفاع وعلى قيام المساواة وعن حرية الدول الاشتراكية واستقلالها ، والتي كانت ترتبط بمعاهدات واتفاقيات دفاعية لذا فقد كانت العقيدة العسكرية تدخل في حساباتها ألإمكانيات المتوفرة لدى هذه الدول ألاشتراكية سواء كانت منها البشرية والاقتصادية والعسكرية وغيرها .

27. المحافظة وبشكل دائم على القوات المسلحة السوفيتية السابقة في حالة الجاهزية القتالية الدائمة ، تحسباً لأي عدوان مرتقب من القوى ألإمبريالية والإمكانية الفورية لتوجيه الضربات على هذه الاعتداءات أينما كان مصدرها ومكانها ، وكذلك إلى زيادة القدرة والإمكانيات الواجب توفرها للرد والتصدي بفاعلية وتأثير كبيرين .

خصائص ومميزات العقيدة القتالية الشرقية

28. كان تركيز الاتحاد السوفيتي السابق من خلال عقيدته العسكرية هذه على الاستمرار في العمل الجاد والد ؤوب لتطوير ألته وتحديثها لتكون على قدم المساواة أو تفوق الآلة الحربية للمعسكر الإمبريالي ، فهي تعمل وبشكل مستمر على :
أ. الاهتمام الكبير بتحديث البنية التنظيمية للقوات المسلحة وتطويرها .
ب. إيجاد التناسب الأفضل بين أنواع القوات وصنوفها تبعاً للحاجة .
ج. استكمال القوات بالقوى الحية .
د. العمل الدائم على التدريب وإعداد الكوادر القتالية اللازمة .
هـ. تحديث أجهزة القيادة والاتصال وأنظمتها وأليتها .
و. الإعداد الاقتصادي المستمر للبلاد وتوفر الظروف والشروط الملائمة لانتقال البلاد من حالة السلم إلى الحرب .
ز. تطوير طرق خوض الصراع المسلح وتعديلها وفق المستجدات الطارئه على الساحة من حيث الأسلحة وألا فكار وغير ذلك من الهامة .

المهام الرئيسية للقوات العسكرية الشرقية

29. الأهداف والمهام التي يمكن أن تسند للقوات المسلحة :
أ. أسلوب تجهيز القوات التقني والتطويرات الواجب إدخالها وتنفيذها .
ب. تطوير فن الحرب .
جـ. أساليب خوض الحرب وأشكالها و ألأعمال القتالية .
د. أمور أخرى ممكن أن تطالها العقيدة العسكرية وتحددها ضمن أهدافها ومخططاتها ومن هنا فأن الاستراتيجية العسكرية للدول تسترشد وعلى الدوام خلال أداء مهامها العملية التطبيقية بأسس العقيدة العسكرية ومنطلاقاتها ، ومن ثم فأن المبادىء والقواعد الأساسية للاستراتيجية العسكرية تستخدم لتدقيق أسس العقيدة العسكرية ومبادئها وذلك على ضوء وجهات النظر المتطورة والاتجاهات الجديدة في العمل العسكري .

الخاتمة
30. إن العقيدة انعكاس لواقع بشري تحياه أمة من ألأمم ومجتمع من المجتمعات تصوغ فيها ومن خلالها تصوراتها حول الحرب وطرق خوضها وبنية القوات المسلحة وتشكيلها ، ونجد مقولة الكاتب العسكري البلجيكي (وانتي) معبرة عن ذلك أصدق تعبير فهو يقول "أن الحرب واقع اجتماعي يستمد قواعده العميقة من طبائع الشعوب نفسها ومن بنيتها السياسية وتنظيمها الاجتماعي والاقتصادي " .

31. يلاحظ من النظر إلى تاريخ المجتمعات البشرية والقبائل والمدن المستقلة والدول إنها تنظم جيوشها وتديرها في ساحات المعارك بموجب القواعد التي ليست سوى انعكاسا أمنياً لتنظيمها الاجتماعي والسياسي ، وبما يتلاءم مع امكانتها الاقتصادية كما تبين لنا وجود العلاقات والارتباطات المتباينة التأثير داخل المجتمعات تتفاعل مع بعضها لتؤثر بمجملها على الدولة بشكل كامل ، لكن تبعاً لأثر كل منها فأحياناً يكون التأثير الاجتماعي ابرز من الاقتصادي أو العكس ومن ثم تؤدي هذه دورها الفعال في العقيدة العسكرية لهذه الدولة أو تلك ، وغير ذلك من الأمور تبدت لنا من خلال وقوفنا على بعض هذه العقائد العسكرية للعديد من الدول .

32. تتناول العقيدة العسكرية الشرقية في بعض جوانبها المضمون الاجتماعي والسياسي والمرتكز أساساً على النظرية الماركسية اللينينة ونظام الدولة الشرقية وطبيعتها وكذلك طبيعة البناء الاجتماعي للدولة وسياسة الحزب الشيوعي والدولة وقتذاك والمصالح الجوهرية للشعب .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس