عرض مشاركة واحدة

قديم 18-07-09, 05:17 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مقومات الضبط والربط وأهم مظاهرة



معنى الضبط والربط العسكري.
الضبط والربط العسكري هو: إقامة الأوامر وطاعتها بروح قوية، عن تعود واقتناع. أي الإطاعة والسلوك الغريزي السليم تحت كل الظروف، وتتضمن السيطرة على إرادة الفرد لصالح المجموع. والضبط والربط العسكري، امتداد وتطبيق خاص للنظام، في أي هيئة أو جماعة منظمة. والضبط والربط الحقيقي يتطلب إطاعة القائد، عن تعود وإقناع. هذه الإطاعة التي تؤدي، إذا أحسن ممارستها والتدريب عليها، إلى التصرف السليم حتى في غيبة الأوامر، أو القائد دون أي رقيب.

ونجاح الضبط والربط، يتوقف على فهم القائد لأفراد فريقه أو جماعته، ومعرفة كيفية التعامل معهم، وكيف يكسب ثقتهم، وكيف يعمل على تنمية روح الفريق فيهم، وكيف يغرس الضبط والربط فيهم، وكيف يرفع روحهم المعنوية، وكيف يجعل من أفراد جماعته وحده متماسكة صلبه قوية متعاونة. فإذا وُجد القائد الجيد، زاد الانضباط، وسلِمت روابط الكيان العسكري، وارتفعت، الروح المعنوية. إن من واجب كل قائد أن يغرس في أذهان مرؤوسيه روح الضبط والربط؛ وأن المثل الأعلى، الذي يضربه القادة على اختلاف مستوياتهم بصفة مستمرة، من أهم الوسائل في بناء الضبط والربط.
مقومات الضبط والربط العسكري.

لا يمكن أن يوجد الانضباط بمعناه الصحيح، إلا إذا توفرت المقومات التالية:

الطاعة.
الإطاعة ركن أساسي من أركان الضبط والربط. ويُقْصَدْ بها الإطاعة التامة المبنية على اقتناع الأفراد بالعادات والتقاليد العسكرية، التي تؤدي إلى التصرف السليم. ولا يتأتى ذلك إلا إذا تعود الفرد على أداء هذه العادات، والتقاليد، والتصرفات، بطريقة غريزية صحيحة. ويمكن للقائد أن يغرس في نفوس الأفراد هذه العادات، والتقاليد، بشرح مسبباتها، والدوافع إليها، ثم توضيح أحسن الطرق لأدائها. وبالتكرار الصحيح، ومعالجة أي خطأ في الحال، تصبح هذه العادات والتقاليد غريزة طبيعية، تؤدَى عن اقتناع ورغبة، لا عن خوف ورهبة.
إن نجاح القائد في غرس عادة إطاعة الأوامر العسكرية، في نفوس رجاله، تعتمد على مدى تدريبه وتعليمه لهم. لذا، يجب تعليم الجندي تعليماً وافياً كيف يؤدي عملاً ما، قبل أن يؤمر بأدائه. فالجندي بطبيعته يندفع نحو إطاعة الأمر، الذي يستطيع تنفيذه.
ولأن الجهل بمعرفة الأوامر لا يقُبل عذراً في عدم إطاعتها، ولأنه ليس من المعقول أن نتوقع من الجندي حديث العهد بالخدمة العسكرية، أن يتوصل إلى معرفة كل شيء من تلقاء نفسه؛ لذلك تقع على القادة مسؤولية كبرى، في وصول المعرفة بالأوامر للرجال تحت قيادتهم، ومساعدتهم على تكوين عادة البحث عن الأمور، التي يجب عليهم الإلمام بها.
من غير إطاعة لا توجد قيادة. فالإطاعة أوجب الواجبات، ومن دونها لا تنعقد سلسلة القيادة، ولا يكون هناك ضبط وربط. الإطاعة إذن واجب لا هوادة فيه. وخير مثال على ذلك القائد خالد "ابن الوليد" أمير الجيوش المسلمة التي تأتمر بأمره، يشير إليها فتنهال على العدو، ويظل يتنقل بها من نصر إلى نصر، حتى إذا أتاه أمر الخليفة بأن ينزل عن القيادة، صدع بالأمر في الحال، واتخذ مكانة في الصفوف، تحت إمرة القائد الجديدّ.
القدوة الحسنة.
كيفما يكون القائد يكون الجنود. لذا، يجب أن يتحلى القادة على كافة المستويات بالضبط والربط. فإذا كان القائد قدوة حسنة لرجاله، ويضرب لهم المثل الأعلى في الضبط والربط، فإن رجاله، دون شك، سيقلدونه، ويتخذون منه مثلهم الأعلى، في كل عمل يؤدونه.
المدح والاستحسان وتقدير الفرد.
إن إظهار الاستحسان والمدح من القائد لرجاله، سواء كان فردياً أو جماعياً، لو أُحْسِنَ أداء العمل، يؤثر في تقوية أواصر الضبط والربط. والفرد إذا شعر بأن له قيمته، وأن القائد يقدر شعوره، فإنه يتقبل كل ما يؤمر به، ويشعر بالثقة في نفسه، وفي قادته، وفي الأوامر الصادرة إليه.
الثواب والعقاب.
يتطلب الضبط والربط أن يؤدى كُلٍ واجبه على أحسن وجه، ويمكن أن تغرس الحاجة إلى الضبط والربط في الفرد، بالالتجاء إلى إحساسه وإدراكه، وذلك بأن يكون الضبط والربط مشوقاً إليه. وفي الحالات القليلة التي لا يفلح فيها الالتجاء إلى إدراكه، يكون الالتجاء إلى العقاب، الذي يجعل الفرد يقدّر الحاجة إلى الضبط والربط.
ويجب أن يشعر الجندي دائماً، أنه بمحافظته على الضبط والربط، يكون موضع تقدير ومكافأةً من قائده، وأن إهماله في تنفيذ الضبط والربط يعرضه للعقاب. وهنا يجب أن يقتصر العقاب على من يستحقه فقط، ويجب تجنب المبدأ الخاطئ "الظلم يعم". وفيما يختص بموضوع العقاب (الجزاء)، يجب أن نتذكر أن الأشخاص الذين نقودهم ونتولى تدبير شؤونهم، هم رجال أكتمل نضجهم، وليسوا أطفالاً لم يستتموا نموهم. وإن توقيع العقاب هو أخطر إجراء يقوم به الرجل تجاه رجل آخر، والموضوع يستحق أن يتناوله المرء بالحذر الشديد.
وقد وضع (بكاريا)السنن الآتية عن الجريمة والعقاب، وهي تنطبق مع العصر الذي وضعت فيه، كما أنها تنطبق على العصر الحالي:
إن أضمن رادع للجريمة، هو تأكد المجتمع من توقيع العقاب، وليس مدى شدته.
إن البلاد التي اشتهرت بقسوة العقاب، تكون دائماً البلاد التي تقع فيها أفظع الجرائم الدموية والآثام غير الإنسانية، حيث تكون يد القاتل ويد المشرع كلاهما، مُسَيرَّتَان بالروح الوحشية.
العقاب المعجَّل، هو أنجح القصاص.
كثيراً ما تكون القوانين نفسها، سبباً لارتكاب الجرائم.
إن مكافأة الفضيلة تمنع الجريمة.
تحديد الواجبات والمسؤوليات.
من أهم مقومات الضبط والربط، مراعاة الفروق الفردية عند تصنيف الأفراد وتوزيعهم على المهن المختلفة المطلوبة، وتحديد الواجبات والمسؤوليات، مع عدم تجاوز طاقة الأفراد وقدراتهم.
أهم مظاهر الضبط والربط العسكري.
من أهم مظاهر الضبط والربط العسكري:
السلوك الفردي الصحيح للجنود، داخل وخارج، الثكنات والمعسكرات.
المظهر الحسن للأفراد، والمحافظة على الأوامر والتعليمات الخاصة باللبس، واحترام شعار الجندية وشرفها.
المظهر الحسن للثكنات والمعسكرات.
الإطاعة الغريزية للأوامر، وتجنب التردد في تنفيذها.
كفاءة الجنود في تأدية واجباتهم.
احترام الجنود لرؤسائهم وزملائهم.
المحافظة على الأسلحة والمعدات وصيانتها.
التصرف السليم، وأداء الواجب بإخلاص، في غيبة الرقيب.
تقبل الجنود للتقاليد العسكرية، والابتعاد عن العادات المدنية السابقة.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس