عرض مشاركة واحدة

قديم 29-05-21, 06:33 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الطائرة الأولى
منذ عام 1975، كان لتركيا علاقة غير مريحة مع الولايات المتحدة إثر قيام الأخيرة بفرض عقوبات على تصدير الأسلحة إلى أنقرة بعد غزوها لقبرص ردا على الانقلاب العسكري المدعوم من اليونان في الجزيرة، وكان لهذا التوتر مع الولايات المتحدة تأثير طويل الأمد على سلوك تركيا التي أصبحت أقل ثقة في الدعم العسكري الأمريكي، ونتيجة لذلك، وعلى مدار العقد التالي، قامت البلاد بتأسيس عدد من الشركات المحلية للصناعات الدفاعية ركز معظمها على إنتاج الذخائر والأسلحة الصغيرة، في حين عمل بعضها – مثل الشركة التركية لصناعات الفضاء (TAI) – على مشروعات أكبر مثل إنتاج الصواريخ الموجهة والطائرات.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الطائرة بدون طيار "أنكا" (رويترز)

ورغم ذلك، وبفعل القيود المشددة التي فرضتها واشنطن على تصدير تكنولوجيا الطائرات بدون طيار على وجه الخصوص، فإن أنقرة دخلت عصر الدرونز للمرة الأولى من ذات الباب التقليدي حين قامت في عام 1996 بشراء 6 طائرات بدون طيار من طراز (GNAT 750 s) التي تنتجها شركة جنرال أوتوميكس الأمريكية، وهي طائرات محدودة الإمكانات تستخدم لأغراض الاستطلاع وجمع المعلومات وظفتها أنقرة لجمع المعلومات عن مقاتلي حزب العمال الكردستاني في محافظات جنوب شرق تركيا، حيث كان المتمردون يستغلون الممرات الجبلية الوعرة للتهرب من قوات الأمن التركية، ورغم ذلك، كانت استفادة تركيا من المعلومات التي تقدمها الطائرات الأمريكية محدودة جدا بسبب الزمن الذي يستغرقه نقل البيانات من الطائرة إلى مراكز العمليات وتقييم هذه المعلومات قبل اتخاذ قرار بتوجيه ضربة جوية باستخدام الطائرات المقاتلة.
لاحقا في عام 2006، طلبت تركيا الحصول على طائرات بدون طيار مسلحة من طراز "هيرون" من إسرائيل التي كانت تستخدم الطائرات العسكرية بدون طيار منذ السبعينيات، لكن الأمر استغرق خمس سنوات كي تقوم إسرائيل بتقديم الطائرات إلى تركيا، قبل أن تتهم أنقرة الإسرائيليين بتخريب محركات الطائرة وأنظمة التصوير عن بعد وتعيدها من أجل عملية إصلاح استغرقت هي الأخرى بضع سنوات، وحتى بعد أن استعادة تركيا الطائرات – التي كان يتم تشغيلها بالاستعانة بفنيين إسرائيليين – ظل المسؤولون الأتراك متشككين في أن اللقطات التي يتم جمعها من هذه الطائرات تجد طريقها سرا إلى الأيدي المخابرات الإسرائيلية، وهي شكوك تفاقمت بشكل خاص بعد القطيعة الدبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب في أعقاب أحداث السفينة "مرمرة" عام 2010 حين قامت إسرائيل بقتل تسعة مواطنين أتراك على متن السفينة التي كانت تحاول كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
ومع إدراك أنقرة لهذه الحقائق، فإنها بذلت جهودا مبكرة لتدشين برنامج محلي لصناعة الطائرات بدون طيار، وتشير التقديرات أن أنقرة بدأت في العمل على تصميم هيكل الطائرات والبرمجيات والأنظمة الاتصالات منذ أوائل التسعينيات، لكن البداية الفعلية لهذا المسار حدثت في عام 2004 حين طرح الجيش التركي مناقصة حكومية لتصميم وتطوير طائرة بدون طيار متوسطة الارتفاع عالية التحمل (MALE) فازت بها الشركة التركية لصناعات الفضاء (تاي) التي أطلقت في ذلك الحين طائرة بدون طيار باسم "أنكا"، يقال إنها كانت قادرة على الطيران على ارتفاع يصل إلى 30 ألف قدم لمدة تصل إلى 24 ساعة، لكن أول رحلة لـ"أنكا" في عام 2010 لم تسر بشكل جيد على ما يبدو حيث تحطمت الطائرة بعد مرور عشر دقائق من إقلاعها، وبخلاف ذلك كانت الطائرة تعتمد على موجات الراديو في نظام الاتصال الخاص بها، وهو ما يقلل من مدى الاتصال ويحد من معدل نقل البيانات، ما يقلص من فائدة الطائرة بشكل عام.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كانت المشكلة الرئيسة بالنسبة لتركيا في أن "أنكا" مثلها مثل "هيرون" لم تكن درونز مسلحة

بالتزامن مع ذلك، واجهت تركيا مشكلات لا تقل تعقيدا في استيراد المحركات والقطع التقنية اللازمة لصناعة طائراتها الخاصة بعد توقف شركة "Thielert" الألمانية التي كانت تورد المحركات إلى أنقرة عن العمل وإيقاف شركة المشتريات الصينية "AVIC International" هي الأخرى تصدير المحركات العسكرية، وهو مع ما دفع لأنقرة لإطلاق برنامج لتصنيع محرك محلي، لكن هذه المشكلات لم توقف جهود تطوير "أنكا" بشكل كامل، حيث نجحت الطائرة التركية في القيام بأول رحلة ناجحة لها قبل نهاية عام 2011، وبحلول عام 2013 كانت طائرات "أنكا" قد تم قبولها للعمل من قبل القوات الجوية التركية


يتبع

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس