وأعلن "ماسك" لاحقا أن شركته "سبيس إكس" (SpaceX) قبلت إطلاق مهمة فضائية جديدة إلى القمر باسم "دوج-1″، وأن تمويلها بالكامل سيكون عن طريق عملة الدوجكوين، قائلا إن شركته ستضع الدوجكوين -حرفيا- على سطح القمر. (13)وفي منتصف مايو/أيار، أعلن إيلون ماسك مرة أخرى عن قراره المثير للجدل الذي اعتُبِر دفعة أخرى للأمام لعملته المفضلة "دوجكوين"، مُؤكِّدا أن شركته "تيسلا" (Tesla) لصناعة السيارات الكهربائية ستوقف عمليات شراء وحداتها بعملة البيتكوين -العملة الرقمية التي تتصدر المنافسة- بسبب "مخاوف بيئية مرتبطة بعملية تعدين البيتكوين التي تستخدم الوقود الأحفوري خاصة الفحم الذي ينتج عنها انبعاثات ضارة للبيئة". (7)
تسبَّب هذا الإعلان في انخفاض مؤقت لقيمة البيتكوين في سوق العملات الرقمية وارتفاع لقيمة الدوجكوين في المقابل، خصوصا بعدما أطلق ماسك تغريدة لاحقة قال فيها بوضوح إنه يعمل مع مطوري عملة الدوجكوين لتحسين كفاءة النظام في المعاملات. (8
حتى لحظة كتابة هذه السطور، تُقدَّر قيمة وحدة البيتكوين بنحو 50 ألف دولار في المتوسط، بينما تُقدَّر قيمة الدوجكوين بنحو 0.5 دولار. فرق شاسع بدون شك بين الوحدتين، ولكن هذا التركيز الشديد من المستثمرين وكبار رجال الأعمال على دعم وحدة الدوجكوين تحديدا يطرح تساؤلا منطقيا: هل هذه الوحدة لها قدرات تنافسية مهمة بالفعل أمام عملاق العملات الرقمية "بيتكوين"؟
بعيدا عن الاستغراق في التفاصيل الفنية والتقنية، يمكن الإشارة إلى عدة فروق بين الوحدتين تجعل الدوجكوين لها مكانة تنافسية متصاعدة أمام البيتكوين، على رأسها السرعة. فعملة الدوجكوين يتم تعدينها وتداولها بسرعة وسهولة مقارنة بعملة البيتكوين، ففي الوقت الذي تستغرق فيه إنتاج وحدة جديدة لضمها إلى سلسلة البلوك تشين الخاصة بالبيتكوين عشر دقائق تقريبا، تحتاج سلسلة البلوك تشين الخاصة بالدوجكوين إلى دقيقة واحدة فقط لإنتاج الوحدة.
ثانيا، إنتاج عملة البيتكوين محدد سابقا بما يسمى "Lifetime Cap"، الذي يعني أنه لا يمكن أن يتجاوز العدد النهائي للعملات المتداولة حاجز 21 مليون عملة. بمعنى آخر، أقصى عدد ممكن لإنتاج عملة البيتكوين هو 21 مليون عملة، بناء على أسباب فنية وتقنية عديدة. هذا يعني أنه بمرور الوقت تزداد صعوبة تعدين عملة البيتكوين، ويقل عدد العملات التي يحصل عليها الذين يعملون على تعدينها مكافأةً لهم، وتزداد أيضا صعوبة الحصول عليها مع ارتفاع قيمتها.
هذا الأمر لا وجود له في "دوجكوين"، حيث يمكن إنتاج عدد لا نهائي منها يُقدَّر بملايين الوحدات الجديدة التي تضخّ في السوق يوميا، ما يعني حركة تداول كبيرة غير محدودة السقف مع ارتفاع قيمتها أو انخفاضها. (9)
"يتحدث الناس عن أن دوجكوين ستصل إلى دولار واحد، وهذا من شأنه أن يجعل القيمة السوقية لدوجكوين أكبر من الشركات الفعلية التي تُقدِّم خدمات للملايين، مثل بوينغ وستاربكس. هل تستحق دوجكوين ذلك؟ هذا ليس شيئا يمكنني فهمه، ناهيك بتفسيره".
(بيلي ماركوس، مؤسس عملة دوجكوين)
