ويكيليكس وطموحات لارسن
تيري رود لارسن طلب من الأميركيين دعمه ليصبح خليفة لكوفي أنان
اهتمت وسائل الإعلام النرويجية بما كشفته وثائق ويكيليكس عن الشخصية المثيرة للجدل النرويجي تيري رود لارسن الذي كان مبعوثا شخصيا للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان في لبنان.
فقد كشفت وثائق ويكيليكس أن تيري رود لارسن -الذي يعتبر عراب "اتفاقية أوسلو" التي جمعت منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل- قدم نفسه للأميركيين مرشحا لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة عقب ولاية الأمين العام السابق كوفي أنان.
وبحسب مذكرة رسمية -أرسلتها السفارة الأميركية في بيروت في أغسطس/آب عام 2006 وحصل عليها موقع ويكيليكس- فإن الدبلوماسي النرويجي تيري رود لارسن أعطى إشارة واضحة بأن الأسماء المقترحة لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفاً لكوفي أنان غير جيدة وليست كفؤة لشغل هذا المنصب.
وأعرب لارسن -الذي كان يشغل آنذاك منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى لبنان- بشكل واضح عن أنه الأجدر لذلك المنصب الأممي، وأوضح أنه يأمل دعم الولايات المتحدة لتمكينه من ذلك المنصب.
وأشارت الوثيقة إلى أن ذلك كان أثناء مأدبة عشاء خاصة جمعت بين لارسن والسفير الأميركي ببيروت بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله مباشرة.
كما كشفت الوثائق التي تناولتها وسائل الإعلام النرويجية باهتمام عن أن لارسن قدم خيارا آخر في حال عدم اقتناع الإدارة الأميركية بدعمه في الوصول إلى منصب الأمين العام، وتمثل خياره في أن يصبح الأمير الأردني زيد بن رعد نائبا أول للأمين العام.
طموح مستغرب
وأعرب السفير الأميركي عن استغرابه لطموح الدبلوماسي النرويجي إلى شغل ذلك المنصب، وكانت تلك المعلومات ضمن عدة رسائل صادرة من السفارة الأميركية ببيروت إلى الإدارة الأميركية، وتم تسريبها ضمن عشرات الآلاف من الوثائق الأميركية.
وقالت الوثائق أن السفير الأميركي ذكر في رسائله لواشنطن أن لارسن يزعم بأنه قادر على أن يكون وسيطا لعقد جلسة حوار تضم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والرئيس الإيراني أحمدي نجاد، والتوصل لصفقة بشأن البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف أو رفع العقوبات الأميركية البريطانية على إيران.
وأظهرت الوثائق أن السفير الأميركي ببيروت أبلغ إدارته بأن لارسن بحوزته معلومات مهمة بخصوص سيطرة حزب الله على الجنوب اللبناني، وذلك من خلال خطة سربت إليه، تفيد بأن قوات حزب الله تسعى لتفكيك قوات الجيش اللبناني أو التخلص منها على طول الحدود مع سوريا ووضع قوات حزب الله محلها.
وقد عرف تيري رود لارسن بأنه كان عراب اتفاقية أوسلو، ويتهمه البعض بلعب دور كبير في تمرير الاتفاقية على القيادة الفلسطينية عبر ممارسة الضغط عليها، وأنه قبض ثمن جهوده بمنصب دولي في الأمم المتحدة.
وقد جاء في كتاب "السلام والدبلوماسية للصحفي المخضرم أودفايت كاستن" أن النرويج لعبت دورا غير أخلاقي بالضغط على الفلسطينيين لتمرير الاتفاقية.
المصدر:الجزيرة نت