مدفيديف وأوباما يعلنان تجاوز حقبة الحرب الباردة
اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما في مؤتمر صحفي مع نظيره دميتري مدفيديف عقد يوم 24 يونيو/حزيران بواشنطن ان روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على تشديد العقوبات المفروضة على كل من كوريا الشمالية وايران بقوله" لقد عرضنا على ايران في البداية فرصة الحصول على مستقبل أفضل، ولكن رفضهم دفعنا مع روسيا وبقية شركائنا في مجلس الأمن لفرض عقوبات هي الأكثر شدة حتى الآن بحق الحكومة الايرانية".
كما اعلن الرئيس الأمريكي ان الجانبين تجاوزا حقبة الحرب الباردة. وهنا قال مدفيديف من جانبه في هذا السياق أن موسكو وواشنطن تقدمتا بخطوات كبيرة ومؤثرة في تعزيز الثقة المتبادلة بين البلدين وأضاف " لقد جعلنا العالم بشكل ما أكثر أمنا ، ولكننا لم نفعل الكثير لتغيير علاقاتنا الاقتصادية من الشكل الذي تقف عليه الآن نحن جاهزون للبدء بهذا المنحى وشركاؤنا الامريكان جاهزون أيضا".
وقد تم تبني 9 بيانات مشتركة هي : الاستقرار الاستراتيجي، والتعاون في مجال محاربة الارهاب، وبيانان متعلقان بالوضع في قرغيزستان وأفغانستان، فاعلية الطاقة، والتعاون المشترك في مضمار المبتكرات،وتفعيل الانفتاح في الادارة الحكومية، وبيان عن التواصل بخصوص مسائل التبني.
روسيا ستدعم جهود الولايات المتحدة الرامية الى اعادة الاستقرار لافغانستان
وفي موضوع آخر اكد الرئيس الامريكي باراك اوباما خلال المؤتمر الصحفي عزم بلاده سحب قواتها من افغانستان.
وقال اوباما:" سنبدأ في يوليو/تموز عام 2011 سحب قواتنا، ولكن هذا الامر لا يعني ان اراضي هذه الدولة ستخلو من جنود الولايات المتحدة وحلفائها. في طبيعة الحال فان هذه العملية ستستمر. الا ان الامر الاهم من ذلك هو تولي الحكومة الافغانية مسؤولية اكبر في اتخاذ القرارات".
و اضاف الرئيس الامريكي قائلا:" اريد التذكير بأن مسألة الجنرال ماكريستال ومشكلته الشخصية ليست لها اية علاقة باستراتيجية الولايات المتحدة في افغانستان، وهو كان ينفذ بدقة كل الاوامر التي كنت اصدرها طيلة السنة الماضية".
اما الرئيس مدفيديف فاعلن دعمه لجهود الولايات المتحدة الرامية الى اعادة بناء افغانستان. واشاد بالمساعدة الامريكية للشعب الافغاني.
وقال الرئيس الروسي:" اننا نعتبر ان الولايات المتحدة وبعض الدول الاخرى تساعد الشعب الافغاني في استعادة السيادة القانونية وانعاش اسس الدولة الفعالة والمجتمع المدني والاقتصاد. وسندعم جهود الولايات المتحدة في هذا المضمار".
توسيع التعاون في مجال الترانزيت الى افغانستان
وجاء في البيان المشترك ان رئيسي البلدين اعربا عن عزمهما تطوير التعاون المتبادل بشتى الاتجاهات الخاصة بافغانستان. ويشير البيان الى ان التعاون بين روسيا والولايات المتحدة وبين روسيا والناتو في مجال الترانزيت الجوي والبحري اسهم كثيرا في تعزيز الاستقرار بهذا البلد. ويؤكد البيان ان الجانبين يدرسان امكانية توسيع هذا التعاون عن طريق الزيادة من حجم النقل البري.
ويركز البيان بصورة خاصة على موضوع مكافحة المخدرات مشيرا الى نية الجانبين دراسة امكانية التعاون في هذا المجال بين منظمة معاهدة الامن الجماعي وقوات التحالف الدولي في افغانستان.
وبالاضافة الى ذلك يؤكد البيان دعم خطط حكومة افغانستان في سعيها لمقايضة المقاتلين الذين قرروا قطع علاقاتهم بالقاعدة وغيرها من التنظيمات الارهابية على ان يشغلوا مكانة جديرة في المجتمع الافغاني . وذلك في اطار برنامج الوفاق الوطني واعادة التكامل. كما يدور الحديث في البيان حول تفعيل التعاون الروسي الامريكي في مجال دعم التنمية الاقتصادية لافغانستان.
ويؤكد الجانبان على ضرورة الدعم الدولي المقدم من اجل تعزيز مقدرات قوات الامن الافغانية. وفي هذا السياق فان الجانبين يعملان على تزويد قوات الامن الافغانية بالمروحيات وقطع الغيار الروسية الصنع.
مناورات عسكرية مشتركة في مجال محاربة الارهاب
وجاء في البيان المشترك الخاص بالتعاون في مجال مكافحة الارهاب ان القوات المسلحة الروسية والامريكية تدرس امكانية اجراء مناورات مشتركة بهذا الخصوص.
وجاء في البيان ان مدفيديف واوباما اتفقا على اتخاذ اجراءات اضافية بغية ضمان امن مواطني البلدين وحماية حقوقهم وحرياتهم الاساسية. وسيجري هذا العمل استنادا الى الشراكة القائمة بين الدولتين في مجال مكافحة الارهاب، الامر الذي انعكس على نتائج اجتماع فريق مواجهة الارهاب لدى اللجنة الرئاسية المشتركة الذي عقد يوم 29 مايو/آيار الماضي.
ويشير الرئيسان الى ان المؤسسات العسكرية للبلدين تدرسان في الوقت الحاضر امكانية اجراء المناورات المشتركة لمكافحة الارهاب. وبالاضافة الى ذلك فان روسيا والولايات المتحدة ستواصلان العمل الرامي الى تبني مذكرات التفاهم في مجال الامن الجوي بغية تبادل المعلومات حول النقل الجوي وتفتيش الركاب والشحنات في المطارات وتفقد الطائرات وتبادل الخبرات في مجال امن النقل الجوي.
ولدى ذلك فان موسكو وواشنطن قد توصلتا الى التفاهم المبدئي حول نظام حضور حراسة مسلحة في الرحلات الجوية المحققة بين البلدين.
وبالاضافة الى ذلك فان روسيا والولايات المتحدة تسعيان الى تولي الزعامة ضمن مجموعة الثماني الكبار فيما يتعلق بضحايا الارهاب ومن بقي على قيد الحياة ويواصلان العمل المشترك في اطار المبادرة العالمية الشاملة على مكافحة الارهاب النووي بصفتها مشروعا روسيا امريكيا ناجحا انطلق عام 2006.
واكد الرئيسان الفهم المشترك للخطر الذي تشكله القاعدة على الامن العالمي. ويدعوان الى مواصلة التعاون الرامي الى الحيلولة دون نشاط التتنظيم الارهابي وتفكيك بنيته التحتية وتدميره التام.
روسيا لا تخطط لارسال قوات حفظ السلام الى قرغيزيا
واعلن الرئيس دميتري مدفيديف في المؤتمر الصحفي ان روسيا ودولا اعضاء في منظمة معاهدة الامن الجماعي لا تنوي ارسال قوات حفظ سلام خاصة الى قرغيزيا.
وقال مدفيديف:" فيما يتعلق بامكانية استخدام القوة لبسط الاستقرار فانني ارى ان قرغيزيا يحب ان تحل بنفسها هذه المشاكل. اما روسيا فلم ولن تخطط لتوجيه قوات حفظ السلام الى هناك".
وأكد مدفيديف انه جرت مشاورات في هذه المسألة وانه تلقى طلبا من القائمة باعمال رئيس الجمهورية (اوتونبايفا) بهذا الشأن.
واضاف مدفيديف ان مسؤولي مجلس الامن ببلدان منظمة معاهدة الامن الجماعي بحثوا مسألة توجيه القوات.
وقال مدفيديف:" لم يتم التوصل الى ضرورة ارسال قوات، لكن الأمر قد يتطور".
وأضاف :" ان منظمة معاهدة الامن الجماعي ستواجه بالطبع هذه المشاكل. وبصفتي رئيسا للمنظمة يمكنني ان ادعو لعقد اجتماع لامانة المنظمة او قمتها على مستوى رؤساء البلدان الاعضاء في المنظمة اذا اقتضى الامر بذلك".
وقال مدفيديف:" نحن نعول على ان تتفهم الولايات المتحدة بدورها الوضع".
واضاف مدفيديف قائلا:" ان قرغيزيا يجب ان تشهد تشكيل سلطة شرعية بوسعها ضمان الامن ومراعاة الحقوق المدنية لسكان البلاد. والا يمكن ان تشهد تدهورا وانقساما للاسف الشديد. وكلنا قلقون بان تصعد قوى راديكالية الى السلطة في هذا البلد. وسنضطر في هذه الحالة الى حل مهام يتم حلها في مناطق اخرى. واوضح مدفيديف انه يقصد بافغانستان.
واشار الرئيس الامريكي من جهته ان الوضع في قرغيزيا يجب ان تتم تسويته ببذل جهود دولية وليس تحت علم دولة واحدة.
واكد اوباما انه يتابع بانتباه بالغ الوضع في قرغيزيا وقال:" ثمة تنسيق ممتاز بين بلدينا فيما يتعلق بتقديم المساعدات الانسانية". واضاف قائلا انهما تعتزمان مواصلة التعاون في هذا الموضوع.
وجاء في البيان المشترك الصادر عن الرئيسين في مسألة وضع قرغيزيا ان روسيا والولايات المتحدة تؤكدان اهتمامهما بتطبيع الوضع في قرغيزيا. وقال الرئيسان ان موسكو وواشنطن تؤيدان رد الفعل الدولي المتناغم بخصوص هذه الازمة. كما انهما تدعمان هيئة الامم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية وجيران واصدقاء قرغيزيا في جهودهم الرامية الى المساعدة في تطبيع الوضع في هذا البلد بما فيها تقديم المساعدات الانسانية.
واشار مدفيديف واوباما انهما مصممان على مواصلة الجهود المشتركة مع بشكيك بهدف مواجهة الاخطار التي تشكلها تجارة المخدرات والارهاب، وستعملان على مساعدة التنمية الاقتصادية لقرغيزيا المستقرة.
ووصف الرئيسان الاشتباكات العرقية في قرغيزيا بانها مواجهة مأساوية وقدما تعازيهما الصادقة لعائلات فقدت ذويها نتيجة انفجار العنف. ودعا الرئيسان الى استخدام طرق سلمية لحل المشاكل القائمة واستعادة النظام الاجتماعي والسلام المدني والوفاق بين القوميات.
الاستقرار الاستراتيجي بين البلدين
وفي بيان مشترك يخص قضايا الاستقرار الاستراتيجي اكد مدفيديف واوباما في اعقاب المحادثات تصميمهما على مواصلة تطوير العلاقات الاستراتيجية الجديدة المبنية على اساس الثقة المتبادلة والانفتاح والتعاون بين البلدين.
واعرب الزعيمان عن تصميمهما تطوير هذه العلاقات عن طريق اتخاذ خطوات تعقب المحادثات الناجحة التي اسفرت عن عقد معاهدة التقليص والحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية يوم 8 ابريل/نيسان الماضي في براغ. ولا تقضي هذه المعاهدة بمواصلة عملية نزع السلاح من قبل كلا الجانبين فحسب، بل وتشكل اساسا للنظر في اتخاذ خطوات اضافية ذات منفعة متبادلة.
وذكر الرئيسان انهما قدما المعاهدة لابرامها في برلماني روسيا والولايات المتحدة. وتعهدا بتنسيق جهودهما الرامية الى ابرام المعاهدة وسريان مفعولها في اسرع وقت ممكن.
هذا واعرب الرئيس الروسي دميتري مدفيديف في مؤتمر صحفي عقد في اعقاب المحادثات عن امله بان يبرم نواب البرلمانين الروسي والامريكي معاهدة تقليص الاسلحة الاستراتيجية النووية في الوقت القريب. وقال:" انا آمل بان يتم ذلك عما قريب". واشار مدفيديف في الوقت نفسه الى ان كلا الرئيسين يفكران في اتخاذ خطوات لاحقة في مجال نزع السلاح النووي، وذلك بعد ابرام المعاهدة في البرلمانين.
وبالاضافة الى ذلك مضى زعيما الدولتين قولهما ان فريق العمل الخاص بالرقابة على الاسلحة والامن لدى اللجنة الرئاسية المشتركة ينوي بحث طرق محتملة لتعزيز الاستقرار الاستراتيجي واقامة علاقات استراتيجية اكثر شفافية.
كما اوضح الجانبان ان موسكو وواشنطن تنويان مواصلة التعاون في مجال تشكيل آلية لتبادل المعلومات حول اطلاق الصواريخ البالستية والصواريخ الفضائية التي سيم تلقيها عن طريق الوسائل القومية للانذار الراداري المبكر.
وجاء في البيان ان هدف هذا التعاون هو تشكيل منظومة دولية للرقابة على اطلاقات الصواريخ البالستية والفضائية وتبادل المعلومات عنها.
واكد الرئيسان ان الخبراء الروس والامريكيين سيلتقون عما قريب لاطلاق هذه العملية.
واخيرا، اعلن الرئيسان ان روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الامريكية مصممتان في السنة الجارية على التعاون مع شركائهما في مجال تعزيز نظام الرقابة على الاسلحة التقليدية في اوروبا وتحديثها وفقا لمقتضيات القرن الحادي والعشرين.
الزعيمان يؤكدان ان المسألة الجورجية لا تمنعهما من مناقشة المستقبل
واعلن باراك اوباما انه بقيت لدى موسكو وواشنطن بعض الاختلافات في وجهات النظر حول الوضع في جورجيا ، الا ان العاصمتين متفقتان حول وجود آفاق للمحافظة على وضع الاستقرار في هذا البلد.
وقال اوباما "بغض النظر عن وجود بعض وجهات النظر المختلفة حول المسألة الجورجية، الا اننا نرى وجود آفاق امام ابقاء الوضع مستقرا في هذا البلد، ويعتبر هذا احد مناهج علاقات الشراكة التي تجمع بيننا".
واضاف الرئيس الروسي بدوره ان الاختلاف في وجهات النظر بين الجانبين حول نتائج الازمة في القوقاز لا تشكل عائقا امام الحديث حول المستقبل وبدء تنفيذ آليات جديدة للعلاقات بين الجانبين.
وقال مدفيديف "نحن نتشاطر موقفا موحدا بالنسبة لان يكون لدى اوروبا نظام امني موحد. ونملك اختلاف في وجهات النظر حول نتائج الازمة التي انتجتها القيادة الجورجية في عام 2008 الا ان هذا لا يمنعنا من مناقشة المستقبل.."