شروط روسيا لمعاودة التعاون مع الناتو
يعود مجلس روسيا - الناتو اليوم (4/12/2009) لعقد اجتماعاته على مستوى وزراء الخارجية بعد قطيعة استمرت منذ أغسطس 2008 حين أرسلت روسيا قوات إلى جمهورية أوسيتيا الجنوبية لتطرد الغزاة الجورجيين منها.
وأكد مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، دميتري روغوزين، في تصريح لوسائل الإعلام أدلى به قبل أيام أن روسيا غير راضية عن استمرار التعاون بين الناتو وجورجيا، وأشار إلى أن روسيا ستتعاون مع الناتو في مجالات محددة، وخاصة في أفغانستان، ضمن شروط أحدها "استمرارنا في مقاومة سياسة عسكرة جورجيا" حيث أن نظام الحكم الجورجي الذي يديره سآكاشفيلي لا يزال يتطلع إلى استخدام القوة العسكرية ضد أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.
وعن التعامل بين روسيا والناتو أشار المحلل السياسي بوريس ماكارينكو في مقال نشرته صحيفة "كوميرسانت" أن الناتو الذي هو يد الغرب العسكرية، توجه بعد انتهاء الحرب الباردة لضم كل البلدان التابعة للاتحاد السوفيتي سابقا، ثم اتجه فكر الغرب إلى مد يده العسكرية إلى بعض الجمهوريات السوفيتية السابقة كجورجيا وأوكرانيا. غير أن حرب العراق وأفغانستان أجبرت الغرب على التراجع أو إبطاء وتيرة زحف آلته العسكرية على الساحة السوفيتية سابقا، فأدرك الغرب أن الأفضل له أن يتوقف عن الركض وراء المزيد من "الانتصارات".
ويرى المحلل أن ذلك يمثل فرصة هامة لاستئناف التعاون بين روسيا والناتو، فالغرب أصبح يتوجه للتعامل مع روسيا على نحو عقلاني عملي بينما تتوجه روسيا لتعزيز طاقاتها الإبداعية وهو ما يتطلب علاقات بناءة مع الغرب.
(وكالة نوفوستي للأنباء 4/12/2009)