صفقة سلاح إسرائيلية روسية بدعم أميركي //..طائرات إسرائيلية لروسيا مقابل عدم تزويد إيران وسوريا بـ"S- 300"
وقع مسؤولون إسرائيليون وروس يوم الخميس، "صفقة عسكرية نادرة"، بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية، يتم بمقتضاها تزويد موسكو بطائرات إسرائيلية متطورة بدون طيار، مقابل امتناع روسيا عن تزويد كل من إيران وسوريا بمنظومات صواريخ متقدمة، من طراز "s 300"، التي كانت موسكو وقعت عقدا لتوريدها إلى طهران، قبل أن يتم تجميد الصفقة لأسباب غامضة.
وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الجانبين اتفقا على أن تقوم إسرائيل بمساعدة الروس في تحسين قدرات الطائرات الموجهة، التي تعمل بدون طيار، والتي يمتلكها الجيش الروسي، وذلك في مسعى لمنع بيع منظومات أسلحة متقدمة روسية الصنع لكل من سوريا وإيران.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن "هذه الخطوة تجري بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية، حيث أكد مصدر عسكري روسي رفيع المستوى، إن إسرائيل ستجهز روسيا بمجموعة من الطائرات الموجهة خلال العام الجاري، يصل عددها إلى 12 طائرة.
وكان نائب وزير الدفاع الروسي لشؤون التسليح فلاديمير بوبوفكين، أعلن في وقت سابق أن وزارة الدفاع الروسية، وقعت عقداً مع شركة إسرائيلية لشراء مجموعة من الطائرات الموجهة، مؤكداً أن موسكو ستشتري هذه الطائرات للتدريب على مبادئ التعامل معها واستخدامها.
وكان مدير عام مؤسسة "روس اوبورون إكسبورت" الروسية، أناتولي ايسايكين، صرح في 19 يونيو الجاري، بأن "مجموعة الطائرات الموجهة التي تم الاتفاق على شرائها من إسرائيل، هى للتجربة، ولن تستخدم لتسليح الجيش الروسي"، وأضاف أن "تلك المجموعة محدودة جداً".
وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن الصفقة، التي تُعد الأولى من نوعها بين إسرائيل وروسيا، تم توقيعها الشهر الماضي، بالتنسيق مع المسؤولين في الولايات المتحدة، وتتضمن تزويد روسيا بثلاثة أنواع من الطائرات الإسرائيلية بدون طيار، بتكلفة تصل إلى 50 مليون دولار.
وأوضح مدير عام وزارة الجيش الإسرائيلي، بنحاس نوخريس، أن "هذه الصفقة تعد جزءاً أساسيا من المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى الضغط على روسيا، لمنعها من بيع أنظمة صاروخية متطورة إلى إيران وسوريا"، مضيفا أن التوقيع على هذه الصفقة، جاء بعد مناقشات مطولة بين قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية، ومسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، الذين وافقوا على إتمامها مع الجانب الروسي، لأنهم "يدركون أهمية الأمر من الناحية الأمنية بالنسبة لإسرائيل".
ويرى عدد من الخبراء الروس، أن إقدام روسيا على شراء الطائرات الإسرائيلية الموجهة، مرتبط بالتطورات التي شهدتها منطقة "القوقاز" في أغسطس الماضي، حيث دارت معارك بين القوات الروسية والجورجية في أوسيتيا الجنوبية، واستخدمت خلالها القوات الجورجية الطائرات الإسرائيلية الموجهة عن بعد، والتي نجحت في آداء مهامها، رغم هزيمة القوات الجورجية، وهو ما تسبب في توتر العلاقات الروسية الإسرائيلية، قبل ان يسعى الجانبان لتحسين العلاقات بينهما.
ويشير الخبراء إلى المخاوف الإسرائيلية من حصول إيران على أنظمة صواريخ " s 300" الروسية الصنع، وهي صواريخ متطورة يمكنها اعتراض الطائرات الإسرائيلية، في حالة إذا ما لجأت إسرائيل إلى استخدام مقاتلاتها، في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر عسكرية روسية، أن موسكو ودمشق لم تتفقا حول تزويد الأخيرة بمقاتلات "ميج -31 أ"، رغم الاهتمام السوري الكبير بها، مشيرة إلى أن أسباباً سياسية من بين أسباب توقف المحادثات، غير أن مصدراً في وزارة الصناعة الروسية، أعرب عن اعتقاده بأن السبب في تعليق الصفقة، هو افتقار الجانب السوري للموارد المالية المناسبة لسداد قيمتها، وهو ما نفته دمشق