شُيّد "خط بارليف" على امتداد شرق قناة السويس بطول 170 كيلومترا، ابتداء من
البحر الأبيض المتوسط شمالا، وحتى خليج السويس جنوبا، وبلغ اتساعه داخل شبه جزيرة سيناء نحو 12 كيلومترا.
وكانت طليعة التحصينات عبارة عن ساتر ترابي، بلغ ارتفاعه بين 20 و22 مترا أُقيم على حافة القناة مباشرة، وانحدر باتجاهها بزاوية ميل لا تقل عن 45 درجة، وقد بلغت في مواضع حوالي 80 درجة، وزُرِع بالألغام ونصبت شراك خداعية فيه، وهو الأمر الذي شكل عقبة عسيرة أمام عبور العربات والمدرعات، وزاد من مخاطر محاولات تجاوزه.
وخلف الحاجز الترابي تقع التحصينات الرئيسية للخط، وتتكون من سلسلتين من الدشم، ومن قاعدتها تُوَصَّل أنابيب لقذف "النابالم" في القناة مباشرة، مما يؤدي إلى تكوين طبقة من اللهب بارتفاع متر واحد، ورفع حرارة المياه إلى درجة الغليان، لردع أي محاولة إنزال بحري أو عبور لقوات الجيش المصري.
ووُزّع 20 مركز مراقبة على طول الخط، يضم كل منها 15 جنديا، مهمتهم الإبلاغ عن محاولات الاختراق وتوجيه المدفعية نحوها، كما أُعدت منصات خاصة للدبابات كنقاط ثابتة للقصف في حالات الطوارئ.
واستوعبت التحصينات 22 موقعا دفاعيا و36 نقطة حصينة، سُلِّحت بالإسمنت والكتل الخرسانية والقضبان الحديدية، لتقاوم أنواع القصف المختلفة، وكل نقطة عبارة عن منشأة معقدة تتكون من عدة طوابق، لها عمق تحت الأرض تقدر مساحته بـ4 آلاف متر مربع.
وتشتمل كل نقطة حصينة على 26 مكانا لرشاشات المدافع والدبابات، متصل بعضها ببعض عن طريق خنادق عميقة، إضافة إلى حظائر للدبابات والمدفعية، تُحشد فيها المدرعات ومضادات الدبابات ووحدات المدفعية، ومخازن للذخيرة والسلاح.
وتحيط بكل نقطة نطاقات من الأسلاك الشائكة والألغام. وتحرس الخط فرقة مكونة من 3 ألوية مدرعة واثنين من ألوية المشاة، تضم حوالي 260 دبابة و70 قطعة مدفعية وأكثر من 400 جندي.