28/4/2022
في 4 أبريل/نيسان 2015 وبعد مفاوضات ماراثونية دامت 18 شهرا وقع ممثلو مجموعة "5+1" المكونة من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا، بالإضافة إلى ألمانيا) في لوزان بسويسرا على اتفاق نووي مع إيران من 159 صفحة عرف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" "جيه سي بي أو إيه" (JCPOA).
وافقت إيران بموجب الاتفاق على قبول القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم وتخزينه وإغلاق أو تعديل منشآت في عدة مواقع نووية، والسماح بزيارات المفتشين الدوليين لها.
في المقابل، يتم رفع العقوبات المالية والاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من المؤسسات الدولية على شركات وهيئات إيرانية منذ أكثر من عقد.
صدّق مجلس الأمن الدولي في 20 يوليو/تموز 2015 على الاتفاق في قرار حمل رقم 2231، موكلا أمر التحقق من امتثال إيران لأحكام "خطة العمل الشاملة المشتركة" إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأحدث هذا الاتفاق اختراقا مهما في أزمة دولية دامت 12 عاما، وكان محورها برنامج إيران النووي.

دخل الاتفاق حيز التنفيذ مطلع عام 2016، إذ رفعت العديد من العقوبات المالية الدولية المفروضة على إيران، لكن الموقف ما لبث أن تدهور بنهاية عام 2017 مع انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية خلفا للديمقراطي باراك أوباما، ففي 8 مايو/أيار 2018 انقلبت الولايات المتحدة الأميركية رسميا على الاتفاق، وأعلن ترامب انسحاب بلاده منه وأعاد فرض العقوبات على إيران.
وردا على ذلك بدأت إيران بتخصيب اليورانيوم فوق المستويات المسموح بها بموجب الاتفاق، وقلصت تعاونها مع المفتشين الدوليين.
بعد انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة تخلت إدارته عن موقف سلفه دونالد ترامب الرافض لصفقة البرنامج النووي الإيراني.
وأتاح الموقف الأميركي الجديد استئناف مفاوضات إحياء الاتفاق التي اتخذت هذه المرة صيغة "4+1"، إذ تتفاوض إيران مباشرة مع فرنسا وروسيا والصين والمملكة المتحدة وألمانيا وبشكل غير مباشر مع الولايات المتحدة.
يشار إلى أن الرئيس جو بايدن أيد الاتفاق عندما كان نائبا للرئيس أوباما، كما أن معظم مستشاريه الحاليين في الملف الإيراني هم ممن ساعدوا في التفاوض على شروط الاتفاق في عام 2015.
وفرت 6 جولات من المفاوضات بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران 2021 الخطوط العامة العريضة لتسوية مناسبة حول تقليص البرنامج النووي، ورفع العقوبات وتتابعت الخطوات قبل انتهاء مدة إدارة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني التي استثمرت في إنقاذ الاتفاق وإرثه الجوهري.
لكن الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي أجريت في يونيو/حزيران 2021 علقت المحادثات لـ5 أشهر، ومنذ استئنافها في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي صُرف مزيد من الوقت على مراجعة التقدم الذي سبق أن تم إحرازه، بدلا من سد الفجوات المتبقية في الاتفاق.
ويرى مراقبون أن أولوية إيران هي حمل الولايات المتحدة على رفع عقوباتها عليها، فيما تركز واشنطن على دفع طهران للتوقف عن تخصيب اليورانيوم، كل منهما يريد أن يتحرك الطرف الآخر أولا.

حياة الإيرانيين تأثرت بسبب العقوبات التي خلفت أزمة في المشتقات النفطية (الفرنسية)
تأثير العقوبات على إيران