التجربة السياسية
بدأ مون جي إن يمارس النشاط السياسي وهو طالب في المرحلة الجامعية، فقد قاد عام 1974مظاهرات مناهضة لنظام تشونغ، وجرى اعتقاله وقتذاك مرتين. وكان هذا النظام قد حكم البلاد على مدى 18 عاما بيد من حديد، إلى حين اغتيال رأس النظام عام 1979.
وبعد الإفراج عنه التحق بالتجنيد القسري للقوات الخاصة، ثم سُرح من الخدمة العسكرية عام 1978، لكنه اعتقل مرة أخرى بسبب مشاركته في حركات مناهضة للنظام.
كما نشط في مجال حقوق الإنسان، حيث أسس عام 1985 المجلس المدني الديمقراطي في مدينة بوسان، ومقر
الحركة الشعبية لحماية الدستور في بوسان عام 1987.
وعلى المستوى السياسي، ينتمي مون إلى
الحزب الديمقراطي الموحد (يسار الوسط) الذي نجح في ترؤسه عام 2014، وقاده للفوز في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أبريل/نيسان 2016.
ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2012، لكنه هزم أمام الرئيسة المعزولة بسبب تورطها في قضايا فساد.
لم يتخل عن عزمه في الوصول إلى القصر الرئاسي، وعاود الترشح ونجح مون في مايو/أيار 2017 في أن يصبح رئيسا لكوريا الجنوبية إثر فوزه في الانتخابات بعدما حصل على 41.4% من الأصوات.
وقال مباشرة بعد فوزه "سأكون رئيسا لكل الكوريين الجنوبيين"، ووعد "بخدمة حتى الذين لا يؤيدونني"، مضيفا "أريد أن أظهر لشعبنا أننا نتقدم".
يصوّر مون نفسه على أنه الشخص الذي بمقدوره أن ينأى بالبلاد عن فضائح فترة حكم الرئيسة المعزولة، وعبّر أيضا عن مواقف وصفت بالمفاجئة تتعلق بالعلاقات مع الجارة كوريا الشمالية، أبرزها إعلان عزمه زيارة بيونغ يانغ "إذا توفرت الظروف لذلك".
ويؤيد مون جي إن إجراء المزيد من الحوار مع كوريا الشمالية مع مواصلة الضغط والعقوبات، في اختلاف كبير عن الرئيسة المعزولة التي قطعت معظم العلاقات بين البلدين، وفي خطوة تتناقض مع الخطاب الذي اعتمدته إدارة الرئيس الأميركي
دونالد ترمب والذي يتضمن تهديدات لبيونغ يانغ.
وكان نواب الحزب المحافظ "حرية كوريا" المؤيدون لنهج سياسة التشدد مع الجارة الشمالية، قد اتهموا الرئيس الجديد مرات عدة بأنه "سيسلم البلاد بأكملها إلى كوريا الشمالية بعد انتخابه".
أما فيما يخص العلاقات مع
الولايات المتحدة فيتبنى رئيس كوريا الجنوبية الجديد علاقة التوازن وعدم التبعية، وهو من معارضي نظام "
ثاد" الصاروخي الذي نشرته أميركا في بلاده، كما يخطط لإصلاح الشركات العملاقة التي تديرها العائلات، وزيادة الإنفاق المالي لتوفير الوظائف.