اعتقال عشرات الضباط باليمن
ضباط جيش منشقون انضموا للثوار في إحدى المظاهرات
قال مسؤولون عسكريون الجمعة إن أحمد نجل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قاد حملة اعتقالات ضد عشرات من ضباط الجيش معظمهم من قوات الحرس الجمهوري، في حين استمرت مظاهرات الاحتجاج، وسط تهديد اللقاء المشترك باتخاذ خطوات عاجلة لتشكيل مجلس انتقالي.
وتوحي حملة الاعتقالات بتعاظم حالات الانشقاق في صفوف واحدة من الوحدات العسكرية الرئيسة التي كان يعتمد عليها صالح كثيرا للبقاء في سدة الحكم طيلة خمسة أشهر من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتنحيه.
ولم يعط المسؤولون العسكريون تفاصيل عن عدد الضباط الذين اعتقلوا، لكنهم قالوا إنهم يعدون بالعشرات، وإن معظمهم من الحرس الجمهوري وبعضهم من قوى الأمن المركزي.
مظاهرات متواصلة
وفي تطور آخر، تواصلت المظاهرات في اليمن حيث خرج معارضو الرئيس علي صالح في "جمعة الثورة حتى النصر" وقابلهم مؤيدوه في "جمعة الثبات".
وتوافدت حشود غفيرة من اليمنيين على ساحات الحرية والتغيير في صنعاء وتعز وإب للمطالبة بإسقاط النظام اليمني ورموزه جميعا وتشكيل مجلس انتقالي يدير شؤون البلاد في هذه المرحلة.
خروج ملايين اليمنيين في جمعة "ثورة حتى النصر"
في المقابل تجمع آلاف اليمنيين المؤيدين للرئيس في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء في جمعة الثبات.
وفي محافظة لحج إلى الجنوب الشرقي من العاصمة صنعاء، خرج الآلاف في ضاحية كرش في مسيرة حاشدة عقب صلاة الجمعة طافت شوارع المدينة مرددة الهتافات الثورية وحاملة الأعلام الوطنية.
وقال أحمد القاضي -أحد نشطاء الثورة بمخيم كرش- إن المشاركين طالبوا بسرعة تشكيل مجلس انتقالي ورحيل بقايا نظام صالح وأبنائه وأبناء إخوته، وتحقيق ما تبقى من أهداف الثورة.
وأورد مراسل الجزيرة نت في لحج ياسر حسن أن ضاحية دمت بمحافظة الضالع جنوب صنعاء شهدت مسيرة مماثلة شارك فيها عشرات الآلاف مطالبين بالحسم الثوري وتشكيل مجلس انتقالي ورحيل أبناء صالح وأقاربه.
تهديد المشترك
وتتزامن هذه المظاهرات مع تهديد اللقاء المشترك المعارض باتخاذ خطوات في الساعات القادمة لنقل السلطة، حيث قال عضو المجلس الأعلى للقاء المشترك حسن زيد في اتصال مع الجزيرة إنهم في إطار التفكير الجدي لتشكيل مجلس انتقالي.
وأكد على اعتراف اللقاء بأن القيادة فعلا للشباب، وأنهم يسلمون القيادة للشباب والالتزام بفكرها.
في المقابل أكد عبده الجندي نائب وزيرالإعلام اليمني أن المشروع الحضاري لا يمكن أن يتحقق إلا عبر الحوار السياسي، وانتقد عدم احتكام المعارضة للحوار للخروج من الأزمة.
كما اتهم المعارضين بقطع الماء والكهرباء والديزل معتبرا أن هذا دليل على توجههم الذي لا يريد الخير للبلد وأنهم بهذا السلوك يحولون اليمن إلى جهنم.
مؤيدون لصالح يتظاهرون تأييدا لبقائه في السلطة
تضارب
من ناحية اخرى، تضاربت الأنباء فيما يتعلق بصحة الرئيس صالح وإمكانية عودته من السعودية، حيث نفى مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية أمس الخميس ما ذكره عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس من أن إصابة الرئيس اليمني "خطيرة".
وقال المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن نائب الرئيس لم يتحدث لأي وسيلة إعلامية عن أن إصابة الرئيس "خطيرة".
وكان نائب الرئيس منصور قد صرح في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية بثت الخميس بأن قطعة خشبية اخترقت صدر صالح وأنه يعاني من حروق في وجهه وذراعيه والجزء العلوي من جسمه.
وأضاف أنه من المقرر أن يوجه صالح كلمة إلى الأمة، غير أن تقارير ذكرت في وقت لاحق أن حالة الرئيس الصحية تحول دون قيامه بتصوير تلك الكلمة.
وفي هذا الإطار، قال نجل الأخ الشقيق للرئيس اليمني العميد يحيى محمد صالح قائد قوات الأمن المركزي إنه لم يحدد أي موعد رسمي لعودة الرئيس، وإن ذلك قرار يرجع إليه شخصيا وإلى الأطباء حيث ينبغي أن تكون صحته على ما يرام لكي يتمكن من العودة والعمل رئيسا للبلاد
الجزيرة نت