أميركا تستضيف مناورات حربية للأوكرانيين وروسيا تتهم الغرب بتخريب اتفاقية "الحبوب"
معارك ضارية بين القوات الروسية والأوكرانية في إقليم دونباس (رويترز)
3/3/2023
نقلت رويترز عن مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة تستضيف تدريبات لعسكريين أوكرانيين على التخطيط في الحروب، في المقابل اتهمت الخارجية الروسية الغرب بتخريب اتفاقية "تصدير الحبوب".
يأتي هذا بينما أضافت أميركا 37 كيانا صينيا وروسيا إلى القائمة السوداء للتجارة، في حين أعلن البيت الأبيض أن مباحثات الرئيس جو بايدن اليوم الجمعة مع المستشار الألماني أولاف شولتز ستركز على الحرب في أوكرانيا.
وكشف مسؤولون أميركيون لرويترز أن الولايات المتحدة تستضيف في قاعدة أميركية بألمانيا تدريبات لعسكريين أوكرانيين على التخطيط في الحروب، وذلك لمساعدتهم على التفكير في القرارات المقبلة في ميدان المعركة قبل المرحلة التالية لحرب روسيا على أوكرانيا.
وأضاف المسؤولون أن التدريبات التي تستمر عدة أيام تجري في منشأة للمناورات الحربية في قاعدة للجيش الأميركي في فيسبادن بألمانيا، زارها رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي الخميس.
وقال ميلي للصحفيين الذين سافروا معه إلى ألمانيا "لا أحد يجلس هناك ويخبر الأوكرانيين، اذهبوا يسارا أو يمينا أو افعلوا هذا أو ذاك. هذه ليست مهمة المجتمع الدولي".
وأضاف "كل ما نقوم به هو إعداد إطار العمل والتكنيك للسماح للأوكرانيين بالتعلم الذاتي، والتعلم فيإزالة الصورة البارزة من المقالة مواجهة المواقف أو السيناريوهات المختلفة".
وأحجم المسؤولون الأميركيون -وفق الوكالة- عن الحديث عن سيناريوهات ساحة المعركة المحتملة التي يختبرها العسكريون الأوكرانيون خلال المناورات، والتي تشمل تدريبات فكرية لتقييم مسارات العمل العسكرية المتاحة.
من جانبه، كشف كبير مستشاري القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية الجنرال فيكتور نازاروف أن الحلفاء الغربيين لبلاده دربوا 50 ألف جندي أوكراني حتى الآن.
وأضاف نازاروف -في مقابلة مع صحيفة ديرشبيغل الألمانية- أن الحديث عن المفاوضات يمكن أن يكون في حال استعادة جيش بلاده بعض المناطق التي تحتلها روسيا، مؤكدا أن الجيش الأوكراني لن يخسر مزيدا من الأراضي وسيتحرك من أجل استعادة ما خسره سابقا.
وأشار إلى أن الجيش الأوكراني حاليا تغير كثيرا مقارنة بما كان عليه عام 2014، فقد ابتعد عن أساليب الحرب السوفياتية وحقق عمليا الكثير من معايير حلف الناتو.
كما أكد نازاروف أن الذخيرة الغربية قوية وفعالة، لكنها أقل بكثير من احتياجات الجيش الأوكراني.
مساعدات وعقوبات أميركية
وفي سياق متصل، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بالبيت الأبيض جون كيربي إن بلاده ستعلن عن حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا تشمل بشكل أساسي ذخيرة لأنظمة يمتلكها الأوكرانيون، وعلى رأسها أنظمة هيمارس الصاروخية.
من جهة أخرى نقلت وكالة رويترز -عن مسؤولين أميركيين- أن قيمة حزمة المساعدات الجديدة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 400 مليون دولار.
بدورها، أعلنت وزارة التجارة الأميركية أنها أضافت 37 كيانا صينيا وروسيا إلى القائمة السوداء للتجارة، بسبب أنشطة تشمل تقديم مساهمات للجيش الروسي ودعم الجيش الصيني وتسهيل انتهاكات حقوق الإنسان في ميانمار والصين أو الانخراطِ فيها.
وقالت ثيا كيندلر مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية، في بيان، إن إدارة الرئيس بايدن تضيف الكيانات التي تمثل مصدر قلق يتعلق بالأمن القومي أو السياسة الخارجية لضمان التمكن من التدقيق في معاملاتها.
مباحثات بايدن وشولتز
وفي واشنطن، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بالبيت الأبيض إن الرئيس بايدن والمستشار الألماني سيبحثان -في البيت الأبيض اليوم- احتياجات أوكرانيا من المساعدات الأسابيع والأشهر المقبلة.
وشدد كيربي على أن الهدف الرئيسي لهذا الاجتماع هو إتاحة فرصة للزعيمين ليتمكنا من التنسيق بشأن أوكرانيا على وجه الخصوص.
وأشار إلى أن الاجتماع قد يتطرق أيضا إلى المخاوف من احتمال تقديم الصين مساعدات عسكرية فتاكة لروسيا.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تر دليلا على تقديم الصين مساعدات فتاكة لروسيا حتى الآن، لكنها تتابع الموقف عن كثب.
من جانبه، قال المستشار الألماني إن بلاده قدمت، في السنة الأولى للحرب الروسية على أوكرانيا، أكثر من 14 مليار يورو.
وأضاف شولتز في خطاب أمام البرلمان الألماني "بوندستاغ" -بمناسبة مرور عام على الحرب- أن بلاده ستزود كييف بدبابات "ليوبارد" وغيرها من الأسلحة.
كما دعا شولتز الصين لاستخدام نفوذها -لدى موسكو- من أجل سحب روسيا قواتها من أوكرانيا.
لقاء سابق بين الرئيس جو بايدن (يسار) والمستشار الألماني أولاف شولتز (غيتي إيميجز)
اتهامات روسية
في المقابل، اتهمت الخارجية الروسية الدول الغربية بأنها "دفنت بلا خجل" اتفاقية "تصدير الحبوب" عبر البحر الأسود.
وقالت الوزارة في بيان "علينا أن نعلن أن الاتفاقات التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووقعت في إسطنبول يوم 22 يوليو/تموز 2022، لا تعمل".
وأضاف البيان أن العقوبات والضغوط الغربية تعيق تصدير الحبوب الروسية على دول العالم.
وأشار إلى أن عدم الامتثال لجميع بنود صفقة الحبوب قد يؤدي إلى تعطيل عمل هذه الآلية، وسيصبح ذلك كارثة للبلدان المحتاجة إلى الغذاء.
غارات روسية
ميدانيا، قالت الشرطة الأوكرانية إن 9 أشخاص أصيبوا بجروح نتيجة قصف روسي استهدف تجمعا من المدنيين كانوا يتلقون مساعدات إنسانية في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا.
وأوضحت الشرطة أن طائرة مسيرة ألقت متفجرات على المدنيين الذين كانوا يقفون في طابور داخل مدرسة لتلقي المساعدات، واصفة جروح 4 من المصابين بالخطيرة.
من جانبها، أعلنت رئاسة هيئة الأركان العامة الأوكرانية تنفيذ القوات الروسية 24 غارة جوية و3 هجمات صاروخية على البلاد خلال آخر 24 ساعة.
وذكرت الأركان الأوكرانية -في بيان مساء الخميس- أن الجيش الروسي استهدف مدينتي تشاسيف يار وزاباروجيا بـ 3 صواريخ.
وأوضح البيان أن القوات الروسية نفذت أيضا 24 غارة جوية على مواقع للجيش الأوكراني، خلال آخر 24 ساعة.
وبشأن الهجمات الروسية في منطقة دونيتسك، قال البيان "العدو يواصل تقدمه باتجاه باخموت ويهاجمها" وأكد أن الجيش الأوكراني تصدى للهجمات.وبين أن سلاح الجو الأوكراني قصف مناطق يتمركز فيها جنود ومعدات روسية 13 مرة.
معارك باخموت
وفي الجبهة الشرقية، قالت القيادة العسكرية في العاصمة الأوكرانية إن المدافعين عن باخموت شرقي البلاد تمكنوا من صد عدة هجمات روسية أمس.
وأفادت هيئة الأركان العامة في كييف -في تقريرها عن الوضع- بأن المدفعية الروسية قصفت عددا من المناطق الصغيرة حول باخموت.
يُشار إلى أن القوات الروسية ومليشيا فاغنر الموالية لها تطبق على المدينة من 3 جهات، وتحاول تطويقها بالكامل منذ أسابيع.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال، الاثنين الماضي، إن الوضع أصبح أكثر تعقيدا للمدافعين الأوكرانيين عن مدينة باخموت المحاصرة.
وعلى مدى الأسابيع الماضية، كان هناك غموض بشأن الوضع في باخموت، حيث تضاربت البيانات من الطرفين بشأن سير المعارك.
في حين أعلنت مليشيا فاغنر عن سيطرة مقاتليها على عدة بلدات وأحياء في محيط باخموت وداخلها، وذلك بعد أشهر من المعارك.
المصدر : الجزيرة + وكالات
أميركا تستضيف مناورات حربية للأوكرانيين وروسيا تتهم الغرب بتخريب اتفاقية "الحبوب"
