عرض مشاركة واحدة

قديم 31-10-09, 01:33 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي دراسة الملف النووي الإيراني وأثاره الإقليمية والدولية



 

دراسة الملف النووي الإيراني وأثاره الإقليمية والدولية



المقدمة.
لم يثر ملف أو قضية دولية جدلاً مثلما أثارته قضية ملف إيران النووي... ففي الوقت الذي يندد الغرب بنووي إيران ويعقد المؤتمرات تلو الأخرى لبحث القضية، فإن محصلة القرارات تكاد تكون معدومة إلا من بعض أشكال المقاطعة الاقتصادية، وفي الوقت الذي يشعر به المحيط الإقليمي من الدول العربية بخطر إيران النووي على مستقبل المنطقة ككل، يظهر من يؤيد طهران في مساعيها ويدعم حصولها على نووي بحجة أن موجه نحو إسرائيل..ومع تقدم طهران في برنامجها النووي يومًا بعد يوم فإن خطر النووي الإيراني يلقي بآثاره على المنطقة بأكملها.

القصد. أن القصد من هذه الدراسة هل هناك استفادت من الدرس الايرانى فئ المجال النوؤى أو انتظار النتيجة .

نشأة وتاريخ النووي الإيراني.
بعد سقوط نظام الشاه في إيران توقف البرنامج النووي الإيراني ـ الذي كان قد بدأه الشاة في أواخر خمسينات القرن الماضي ـ من عام 1979 إلى عام 1984 نتيجة للحرب العراقية – الإيرانية (1980-1988).

وكان من أول أولويات الدولة الإيرانية بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية البحث عن العقود السابقة مع الدول الأوربية لبناء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية.

وكانت حكومة رفسنجاني ترى أن توليد الطاقة الكهربائية يعد أساساً في إعادة تشغيل المعامل التي أغلقت منذ زمن الشاه بعد تحسينها لإعادة بناء إيران.

ومع بدء الشعور بأن قدرات العراق النووية كانت آخذة في التصاعد حينها وبروز حلفاء لإيران كالصين وكوريا الشمالية وليبيا وسوريا كلاعبين مهمين في تزويد إيران بالأسلحة والإمدادات المؤثرة والنوعية، شجعت هذه الأمور إيران على العودة إلى ملفها النووي، فكانت المبادرة الأولى في إعادة تصليح وتأهيل مفاعلي بوشهر تلاها في أواخر الثمانينات ظهور العديد من المصدرين والمتعاونين في المجال النووي مع إيران .

ولعل أكثر اتفاقيات التعاون النووي أثراً هما الاتفاقيتان اللتان أبرمتهما إيران مع كل من الصين وباكستان (1987و1990) واشتملتا على تدريب العاملين وتبادل الخبرات . وفي إطار اتفاقية الصين اشتمل العقد على تزويد إيران بمفاعل نيوترون (mnsr) بقدرة 27 كيلوواط ومفاعلين نوع 'كونيشان' قدرة 300 كيلوواط . لقد اعتقدت دوائر المخابرات الغربية أن باكستان التي امتلكت السلاح النووي سنة 1986 زودت إيران بمساعدات نووية قيمة منها تدريب العلماء الإيرانيين في مجال استخلاص البلوتونيوم وفي أبحاث التخصيب باستخدام الليزرات وأن التدريب جرى في مختبرات الدكتور عبدالقدير خان في (كاهوتا) حيث جرت أبحاث التخصيب وتركيب القنبلة.

خلال هذه الفترة أظهر الاتحاد السوفياتي ، رغبة في التعاون نووياً مع إيران . وفي سنة 1990 بدأ مباحثات معها لإكمال مفاعلي بوشهر وتزويدها بمزيد من المفاعلات .

وقد أذاعت الحكومة الروسية في يناير 1995 رسميًا أنها ستكمل بناء وتأهيل مفاعلي بوشهر وبناء ثلاثة مفاعلات أخرى في الموقع نفسه . ومنذ هذا التاريخ والولايات المتحدة تبدي الاعتراض تلو الآخر حول الصفقة الروسية وبإنها ستزود الإيرانيين بالمعرفة التقنية لتعضيد المشروع التسليحي . وعلى الرغم من بروز عدة إشكالات تقنية سببها عدم موائمة المعدات الألمانية مع مثيلاتها الروسية

وفي عام 1995 بدا واضحاً ، من وجهة نظر أمريكية ، إن إيران ستحاول الحصول على أسلحة نووية بطريقة أخرى وذلك من خلال شراء مواد مزدوجة الاستخدام من جهات ومصادر غربية . وازداد الخوف من احتمال تصنيع وسائل محلية (كالتخصيب بالطرد المركزي) لإنتاج وقود القنبلة .

مرحلة بدء الشكوك الدولية.

في أواسط عام 2002 كشفت مجموعة معارضة تقيم في فرنسا (المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية ncri) عن وجود منشأتين سريتين لتخصيب اليورانيوم في موقع 'ناتانز' ومصنع للماء الثقيل في 'آراك'وبعد اكتشاف خزين من خامة اليورانيوم في ساجاد (مقاطعة يزد) أعلنت إيران أنها تطور استخدام مفاعل نووي صغير يعتمد على المصادر والقدرات الذاتية . لقد قرع هذان الحدثان جرس الإنذار في أوساط السياسة والمخابرات الغربية ، فالتخصيب وإنتاج الماء الثقيل ، واستخراج الوقود النووي من مصادر محلية يعني بمفهومهم إن ذلك سيساهم بشكل فاعل في تطوير دورة وقود محلية ومن ثم سلاح نووي في وقت لاحق.

وبعد توقيع البروتوكول الذي أعطى للوكالة حق التفتيش الاستثنائي اعتبرت إيران متعاونة بحسب الوكالة ولكن ليس بالمطلق.

وفي 18 يونيو 2004 صوت أعضاء مجلس أمناء الوكالة الدولية، بوجوب إشعار إيران بأنها لا تقدم دعماً كاملاً للبروتوكول لاسيما بعد تأجيلها لزيارة وفد من الوكالة لعدد من مواقع أجهزة الطرد المركزي p2 وعدم تسليمها مخططات وتصاميم هذه الأجهزة وكذلك نتائج أبحاث أجرتها حول تحويل واختبار مواد نووية .

نتيجة لذلك ، طلبت الوكالة من إيران أن تكون 'متعاونة' في تنفيذ بنود البروتوكول وحل المشاكل القائمة بينهما ومن ضمنها قضية تلوث أجهزة الطرد المركزي بيورانيوم عالي التخصيب (الذي بررته إيران بأن سبب التلوث أجزاء من الأجهزة المستوردة) ، وتحديد إنتاج البلوتونيوم 210 .

وفي ديسمبر 2004 تمكن مفتشو الوكالة الدولية من الوصول إلى موقعين عسكريين إيرانيين هما بارجين ولافيزان . وقد تبين أن الموقعين معدان لاختبار المتفجرات التقليدية وخزن عدد ومواد نقلت إليهما من مواقع أخرى كانت قد صنفت بأنها ذات طبيعة نووية .

وفي مارس 2005 رفضت إيران الزيارة الثانية لموقع بارجين من قبل مفتشي الوكالة على أساس أنها غير مسوغة .

وهذا ما دعا الوكالة إلى القول بأن هذا الرفض عطل جهد المنظمة الدولية في التحري عن أجهزة الطرد ومصدر التلوث باليورانيوم عالي التخصيب الذي كشفته في أحد المواقع فيما لم تظهر تحاليلهم في مواقع خمسة أخرى أي شيء يدعو للشك .

في أغسطس 2005 قامت السلطات الإيرانية بفك أختام الوكالة ووسائل مراقبتها على منشآت نووية يعتقد بأنها تعمل بأجهزة التخصيب بالطرد المركزي في محاولة سياسية لقطع دابر أي تدخل أجنبي متواصل لا حدود له في مشروع لا يخلو من طموح ولكنه لا يزال وليداً ، وفي مراحل نشأته الأولى .

تحويل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن.
في أوائل العام 2006 رفضت إيران المقترح الروسي بنقل عمليات التخصيب إلى الأراضي الروسية ضماناً لعدم لجوء الإيرانيين لاستخدامه في أغراض تصنيع سلاح نووي وقوبل الرفض الإيراني باتفاق في وجهات النظر الأوروبية والأمريكية ودعم روسيا والصين على ضرورة أن توقف إيران برنامجها النووي بشكل كامل ، ومن ثم توحدت المواقف الدولية وصدر قرار مجلس محافظي الوكالة ليقضي بإحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن من دون اتخاذ إجراءات عقابية في هذه المرحلة ، حيث لا يزال الأمر متعلقاً بالشك في طبيعة هذا البرنامج ، وبذلك أصبحت إيران في مرمى فرض عقوبات عليها ما لم تمتثل لقائمة الطلبات التي احتواها قرار مجلس محافظي الوكالة .

خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة من 2006 ظلت إيران تلعب على عنصر كسب الوقت مع الترديد الرسمي المستمر من قبل قادة إيران على أن البرنامج النووي الإيراني لن يتوقف تحت أي ظرف ومهما كانت العقوبات وأنه موجه لخدمة الأغراض السلمية للطاقة.

الخطر النووي الإيراني والخطر النووي الصهيوني.
شكل إعلان إيران عن دخولها مرحلة متقدمة في سعيها للحصول على الطاقة النووية للاستخدامات السلمية، والتي يتشكك الغرب أنها خطوة لامتلاك السلاح النووي، شكل إرباكاً لرد الفعل العربي، سواءً على المستوى الشعبي أو على المستوى الرسمي.

فهناك قطاع شعبي كبير في العالم العربي، ومعه كتاب ومثقفون، يرى أن من حق إيران أن تمتلك السلاح النووي، لأن في هذا إضافة لقوة المسلمين، التي عن طريقها يمكن تحييد إمكانات وقدرات الأعداء، وعلى رأسهم إمكانات العدو الصهيوني.

ويساند هؤلاء الموقف الإيراني على اعتبار أن إيران دولة إسلامية، فلماذا لا يسمح لها بامتلاك السلاح النووي، في الوقت الذي يتم السماح لدولة الكيان الصهيوني بامتلاك ترسانة نووية تهدد العرب والمسلمين.

ويعتقد هؤلاء أن القنبلة النووية الإيرانية سترعب الصهاينة، وستعيد توازن القوى في المنطقة العربية، وستجعل الصهاينة يفكرون جيداً قبل استهداف الداخل الفلسطيني واللبناني أو أية دولة عربية.

ويقول هؤلاء إن إيران لها مواقف مسبقة في دعم الجهاد الفلسطيني بالمال والسلاح، وكذلك دعم حزب الله في صراعه مع الصهاينة، فلماذا نستكثر عليها أن تكون قنبلتها النووية في صالح القضايا العربية والإسلامية.

وقد بنى هؤلاء موقفهم على أساس أن كل ما هو ضد الكيان الصهيوني فإنهم يؤيدونه ويدعمونه ويقفون بجانبه، لأن أي نجاح لإيران سيعتبر خصماً من إمكانات بني صهيون ومن يواليهم ويدعمهم بكل أشكال الدعم.

ولهؤلاء نقول إنه ليس بمجرد صخب الشعارات وجزالة الجمل الإنشائية، لا نلتفت إلى من يهدد أمننا ومن يدخل مع الأميركيين في صفقة تاريخية على حسابنا وعلى حساب قضايانا الأمنية. ونهدي لهؤلاء الموقف الإيراني مما يحدث في العراق، حيث لم يعد خافياً الدعم اللا محدود الذي يقدمه الإيرانيون لشيعة العراق في مواجهة السنة.

فغالبية، إن لم يكن كل، المليشيات العراقية الشيعية التي ذبحت من أهل السنة حتى الآن أكثر من مائة ألف كلها تأسست في إيران، ودربها إيرانيون، وتسلحت بأسلحة إيرانية، وتمول بتمويل إيراني.

كما نهدي لهؤلاء التحليلات الموثقة المنشورة في كبريات الصحف العالمية والتي تؤكد أن الجنوب العراقي، الذي يسكنه الشيعة، قد بات مرتعاً خصباً ومأوي لعشرات الآلاف من عناصر المخابرات الإيرانية.

ونهدي هؤلاء أيضاً التحليلات الرصينة التي فضحت أهداف إيران وشيعة العراق في إقامة الهلال الشيعي، الذي يبدأ من إيران، ويمر بالعراق، ولبنان، ويتصل بشكل أو آخر بالشيعة في دول الخليج.

ونقول لهؤلاء أيضاً إن الدور الخطير الذي تلعبه إيران في العراق الآن بات نموذجاً لما يمكن أن يكون بالنسبة للعديد من الدول العربية المجاورة والبعيدة.

ونقول لهم كذلك إن إيران- لو نجحت نووياً- فلن تقبل بأقل من أن تكون رقماً رئيسياً في القضية الفلسطينية وفي العراق ولبنان ولاعباً أساسياً في معادلات المنطقة كلها من تطوان في الغرب وحتى البصرة في الشرق.

إن هدف الإيرانيين النووي ليس إسرائيل، وإنما فرض أنفسهم على هذه المنطقة بالقوة، وهو أيضاً تحويل الدول العربية إلى مجرد أجرام صغيرة تدور بحركة منضبطة حول الفلك الإيراني الذي مـن المستبعد أن يتخذ مساراً تصادمياً مع الفلك الإسرائيلي.

وفي هذا الاتجاه فإن هناك من الكتاب والمحللين من يعتقد أن الخطر النووي الإيراني ربما أصبح أكبر من الخطر النووي الصهيوني على الأمن القومي العربي، لأسباب قد يكون من بينها الاعتقاد السائد بأن الصراع مع إسرائيل قد رسم إطاره وإن لم يحسم في الواقع، كما أن المعادلة السياسية مستقرة في تل أبيب، في حين لم تجد الملفات الإيرانية ـ العربية المعقدة طريقها للحل، أي مشكلة الجزر الإماراتية الثلاث والمشاكل المتولدة عن الوضع العراقي الجديد.

 

 


 

المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس