عرض مشاركة واحدة

قديم 20-08-10, 11:51 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي القوات المسلحة والأمن الإنساني



 

القوات المسلحة والأمن الإنساني

اللواء الدكتور/ جمال مظلـــوم
الأمن الإنساني هو اصطلاح قديم جديد عرفته ونظّمته المجتمعات المتقدمة منذ زمن طويل، ومع التطوّر والتقدّم وانتشار العولمة اهتمت به مجتمعات الدول النامية في الوقت الحاضر؛ وأبسط تعريف يمكن أن نعرّفه به هو أنه: مفهوم في مستوى جامع وشامل للإنسان، لكي يعيش ويشعر بإنسانيته، ويأتي ذلك من تعريف كلمة (الإنساني)، فهي تشمل كل ما يرتبط بشخص الإنسان من مفاهيم ـــ كحق الحياة، والحرية، والمعاملة بما يناسب تلك الصفة التي خصَّ الخالق بها الإنسان دون غيره ــــ مع ما تتضمنه تلك المفاهيم من وجوب الحفاظ على سلامة الإنسان البدنية والامتناع عن كل ما يؤذيه.

تحاول الإنسانية جمعاء ــ منذ انبعاثها وخلال مسيرتها الطويلة والمتواصلة ـــ أن تفرض متطلبات وجودها وأمنها، وتحقيق حياة كريمة آمنة للمواطنين. ويمكن القول إن المجتمع الدولي بدأ الاهتمام بالأمن الإنساني في العصر الحديث مع نهاية الحرب العالمية الثانية، حينما شاهد الآثار المدمّرة التي حدثت لليابان مع قصفها بالقنابل الذرية على بلدتي (هيروشيما)، و (ناجازاكي) ، والدمار الشامل الذي نتج عن هذالقصف وبشاعته، مما دفع إلى النظر للمآسي التي ترتبت على الدمار، والمعاناة التي ظهرت آثارها على أجيال عديدة من اليابانيين الذين يعانون منها حتى الآن .

وقد تزايد الاهتمام بالأمن الإنساني بعد انتهاء الحرب الباردة وطرح العديد من المفاهيم الأمنية المختلفة عن المفهوم التقليدي للأمن والذي كان يتركّز على أمن الدولة بالأساس.
إن قدوم النظام الجمهوري برئاسة (جورج دبليو بوش) ــ الرئيس الأمريكي السابق ــ وأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، والحملة الأمريكية ضد الإرهاب، وانتشار الحروب في أفغانستان وباكستان، وحملة تغيير النظام العراقي، والاحتلال الأمريكي للعراق ... وغيرها من الأحداث الدامية في المنطقة العربية، وما نتج عنها من احتدام الحروب والتوتّر في أنحاء مختلفة من العالم ؛ كل ذلك زاد من الاهتمام بالأمن الإنساني.

كما كان لانتشار هذه الحروب والأحداث الجارية ـــ مثل الأزمة المالية العالمية أيضاً ــ تداعيات عديدة على المجتمعات المختلفة، حتى المتقدمة منها، والتي مازالت تعاني من هذه الأحداث، مثل إفلاس الشركات والبنوك وما نتج عنه من آثار مالية، وغلق للمنشآت، وانتشار للبطالة في العديد من المجتمعات، وانعكاسات ذلك أيضاً على المجتمعات الأخرى، وبخاصة النامية منها، ومن ضمنها الدول العربية التي هي في أشد الحاجة لتفعيل الاهتمام بهذا السلوك، خصوصاً وأن مجتمعاتنا تعاني من مظاهر خلل عديدة تهدد الأمن الإنساني، على مستوى الأسرة أو المرأة أو الطفل الذين تزداد معاناتهم، سواء من الظروف التي يعيشونها، أو من انعكاس سياسات المجتمع والتهديدات من الدول الكبرى في الحياة اليومية لهم.

فالأحداث الجارية في العالم حالياً، سواء كانت بفعل الإنسان أو بفعل الطبيعة، دعت إلى انتشار مفهوم الأمن الإنساني، لمحاولة تخفيف معاناة المجتمعات من تداعيات اختراقه، الذي تنشده كافة الدول لمواطنيها، وأصبح يمثّل دوراً رئيساً في الحياة اليومية لمواطنيها، سواء بقدرات الدولة ذاتها، أو بدعم من الدول الأخرى التي تنشد وترعى الأمن الإنساني على مستوى العالم .

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس