علي لاريجاني.. سياسي إيراني مغرم بفلسفة إيمانويل كانط
علي لاريجاني بعد من أبرز الشخصيات في التاريخ السياسي الإيراني وتولى عدة مناصب (رويترز)
علي لاريجاني شخصية سياسية مؤثرة في النظام الإيراني، وله دور كبير في العديد من القرارات السياسية والإستراتيجية، هو أحد الوجوه المعروفة في المشهد السياسي الإيراني لعقود طويلة، شغل العديد من المناصب الحساسة والمؤثرة في الحكومة الإيرانية وينحدر من عائلة دينية وسياسية عريقة.
المولد والنشأة
ولد علي أردشير لاريجاني في 3 يونيو/حزيران 1958 بمدينة
النجف في العراق، التي هاجر إليها والده في تلك الفترة. وتنحدر أصول عائلته من منطقة لاريجان في مدينة أمل الإيرانية، وتعتبر واحدة من الأسر الثرية.
وتعتبر عائلة لاريجاني ذات نفوذ وتأثير في النظام الديني والسياسي الإيراني، وقد وصفتها مجلة تايم الأميركية عام 2009 بأنها النسخة الإيرانية من عائلة كيندي الأميركية.
تهيمن عائلة علي لاريجاني على مناصب مهمة داخل النظام السياسي في إيران، إذ تولى عدد من إخوته مناصب قيادية عليا في السلطات والمؤسسات الإيرانية، ومن بينهم رئيس مجلس خبراء القيادة صادق لاريجاني، ورئيس هيئة حقوق الإنسان السابق محمد جواد لاريجاني، والأستاذ الجامعي باقر لاريجاني، والدبلوماسي فاضل لاريجاني.
كان والد علي لاريجاني ميرزا هاشمي أملي أحد علماء الحوزة العلمية، وكان يعمل مدرسا فيها، كما كان من أبرز الشخصيات الدينية المعروفة.
عاد علي مع عائلته إلى
إيران في عام 1961، وعندما بلغ العشرين من عمره تزوج من فريدة مطهري (كان عمرها 15 عاما)، وهي ابنة العالم المرجع مرتضى مطهري -أحد المقربين المخلصين لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية
روح الله الخميني– فأنجبت له 4 أبناء، هم سارة وفاطمة ومرتضى ومحمد.
تخرجت ابنته فاطمة في جامعة طهران عام 2012، إذ تخصصت في الطب، ثم ذهبت إلى الولايات المتحدة الأميركية لاستكمال دورة التخصص الطبي في جامعة ولاية كليفلاند في أوهايو، وتعمل باحثة في المركز الطبي بالجامعة نفسها.
أما أختها سارة فهي شخصية عامة وناشطة اجتماعية في إيران، وحصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة خاجة ناصر طوسي.
الدراسة والتكوين
أكمل علي لاريجاني تعليمه الابتدائي والمتوسط في
مدينة قم الإيرانية، ثم أكمل دراسته الثانوية في مدرسة حقاني.
حصل علي لاريجاني على درجة البكالوريوس في الرياضيات وعلوم الحاسوب من جامعة شريف التقنية عام 1979، محققا المركز الأول في تخصصه.
كما نال درجة الماجستير والدكتوراه في الفلسفة الغربية من جامعة طهران، وقدم أطروحته لنيل الدكتوراه عن الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط.
التوجه الفكري
يصنف على أنه براغماتي محافظ، مقرب من المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي ومستشاره في المجلس الأعلى للأمن القومي لفترة ثلاث سنوات بوصفه رئيسا للجهاز الإعلامي الإيراني المرئي والمسموع، ويعتبر من المنظرين الإستراتيجيين للنظام السياسي في إيران.
اختلف سياسيا مع الرئيس
محمود أحمدي نجاد ولا سيما فيما يتعلق بطريقة التعاطي مع مفاوضات الملف النووي، وواجه التيار الإصلاحي وتعرض لانتقاداته بسبب سياسته في إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون التي اعتبروها مسؤولة عن تحول الشباب الإيراني إلى وسائل الإعلام الخارجية.
المناصب والمسؤوليات
بعد
الثورة الإسلامية الإيرانية، انضم علي لاريجاني إلى
الحرس الثوري عام 1982 وتدرج فيه إلى أن تولى عام 1992 منصب نائب قائده، كما تولى التنسيق والإشراف على الأنشطة الإعلامية والثقافية للحرس الثوري، وانتقل بعدها من مواقع المؤسسة العسكرية إلى المناصب الحكومية.
وقد لعب دورا مهما في الحكومة الإيرانية على مدى العقود الماضية، وأسهم بشكل كبير في المفاوضات النووية الإيرانية وفي تشكيل السياسات الداخلية والخارجية للبلاد.
يعد علي لاريجاني من أبرز الشخصيات في التيار المحافظ وتقلد عدة وظائف في الجهاز الحكومي أبرزها:
- رئاسة البرلمان الإيراني من عام 2008 إلى 2020، وكان له تأثير كبير في صياغة السياسة الداخلية والخارجية للبلاد وإقرار القوانين والتشريعات.
- أمين المجلس الأعلى للأمن القومي من 2005 إلى 2007، وكان مسؤولا عن صياغة وتنفيذ السياسات الأمنية الوطنية، كما كان المفاوض الرئيسي في مفاوضات
البرنامج النووي الإيراني مع القوى العالمية.
- رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية بين عام 1997 و2004. وفي هذا المنصب كان له تأثير كبير على السياسات الإعلامية والبث التلفزيوني في البلاد، وسعى إلى تعزيز المحتوى الذي يتماشى مع قيم الثورة الإيرانية.
- وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في حكومة
علي أكبر هاشمي رفسنجاني من عام 1994 إلى1997. حيث كان مسؤولا عن السياسات الثقافية والإعلامية في إيران، وعزز الرقابة على وسائل الإعلام.
الانتخابات الرئاسية
ترشح لاريجاني لانتخابات الرئاسة الايرانية عدة مرات، لكن لم ينجح في الحصول على المنصب.
وعاد اسمه إلى الواجهة مرة أخرى في يونيو/حزيران 2024، إذ قدم طلبا الترشح لمنصب الرئيس في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المبكرة التي تقرر إجراؤها بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي إثر سقوط مروحيته في منطقة جبلية وعرة بمحافظة أذربيجان الشرقية يوم 19 مايو/أيار 2024.
غير أن مجلس صيانة الدستور استبعده من قائمة المرشحين المقبولين للتنافس في السباق الرئاسي، وهو ما انتقده لاريجاني واعتبر أن هذا الاستبعاد "غير شفاف".
المؤلفات
تأثر علي لاريجاني بفكر الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، وكتب عنه عدة كتب منها:
- أسلوب الرياضيات في فلسفة كانط.
- الميتافيزيقا والعلوم الدقيقة في فلسفة كانط.
- الشهود والقضايا التأليفية في فلسفة كانط.
- وإضافة إلى ذلك له مؤلفات بعنوان "الهواء الطلق" و"الحكومة الحديثة: وعد مع الشعب"، كما نشر 15 مقالا بحثيا في مجالات علمية متنوعة.
المصدر : الجزيرة نت