تحرير: فرانسيس جالجانو* وإيوجين بالكا**
الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
سنـة النشر: 2014 –
عـدد الصفحـات: 593
الرقم المعياري الدولي للكتاب: 9-972-14-9948-978
عرض: د. مرتضى الجعلي
تسـتخدم المعلومـات الجغرافيـة لدعـم العمليـات العسـكرية منـذ بـدء التاريـخ، وذلـك بسـبب وجـود علاقـة واضحة وأساسـية بين الجغرافيا والعمليات العسـكرية. فالعمليات العسـكرية تجـري في بيئات عملياتية مختلفـة كالأدغـال والصحـارى والمحيطـات والمـدن. كـما تجـري في سـياقات عملياتيـة مختلفـة مثـل العمليات
القتاليـة وعمليـات حفـظ السـلام والإغاثـة من الكـوارث والإجـراءات المدنية.
ومنـذ القـرن التاسـع عـشر أصبـح بالإمـكان تحديـد حقـل الجغرافيـا العسـكرية بوصفهـا فرعـاً معرفيـاً مميـزاً. ومـع تطـور الحـرب وتعقدهـا مـن خلال حربـين عالميتـين، وعدد كبـير من الراعـات الصغـيرة، والنمو الكبـير في التكنولوجيـا العسـكرية، وتكاثـر عمليـات تحقيـق الاسـتقرار والدعـم، والحـرب العالميـة الحالية على الإرهـاب، أصبـح مـن المسـتحيل عـلى قائد واحـد أن يلبي الحاجـة المتزايـدة إلى المعلومات الجغرافيـة الدقيقة فيالوقـتالمناسـب.يعـِّرفالكتـاببتاريـخالجغرافياالعسـكريةونطاقهاوآخـرتطور اتهاوطبيعـةالتحليلات الجغرافيـة ونطاقهـا، بالإضافـة إلى الطـرق الشـائعة التـي يتبعها المختصـون في الجغرافيا. ويركز عـلى تطور هذا الفـرع المعـرفي في الولايـات المتحـدة الأمريكية.
تشـكلا لقضايـا البيئيـة حاليـاًعامـلا رئيسـيا ًفي الاسـتقرارالإقليمـيوالأمـن؛ فقـد ثبـت أنالأمـن البيئ عمليـة يمكـن مـن خلالهـا اسـتخدام المشـكلات البيئية للمسـاهمة في تحقيـق أهـداف الأمن القومي، سـواء في
الحـد مـن التوتـرات بشـأن القضايـا البيئيـة أو باسـتخدام المشـكلات البيئيـة الشـائعة كإجـراءات لبنـاء الثقـة والتوفيـق بـين الـدول التـي قـد يكـون لديها أسـباب أخـرى للتوتر.
إن التغيـيرات الحاصلـة في البيئـة الطبيعيـة يمكـن أن يكـون لهـا آثـار اجتماعيـة وسياسـية واقتصاديـة عميقـة. فالزيـادات الملحوظـة في معـدل درجات حـرارة الهواء والمحيطات حـول العالم وذوبـان الجليد والثلوج عـلى نطـاق واسـع وارتفـاع منسـوب ميـاه البحار عالمياً تشـكل أدلة عـلى تغير المنـاخ العالمـي. إن ارتفاع درجة حـرارة الأرض يمكـن أن يسـهم في فتـح القـارة القطبيـة الشـمالية أمـام المزيد مـن عمليات التنقيـب عن النفط
والغـاز الطبيعي.
ويناقـش الكتـاب أيضـاً مسـألة الأراضي العسـكرية، والتـي تشـمل المنشـآت العسـكرية مثـل الحصـون، والمخافـر، والمعسـكرات، والمحطـات، والقواعد، والمسـتودعات، والملاحـق، والمراكز، ومياديـن التدريب، وغيرها.
ويناقـش الكتـاب الأثـر العميـق الـذي يمكـن أن يخلفـه المرض عـلى القوة العسـكرية. فلجميـع الأمراض أسـبابها المحـددة التـي يمكـن وصفهـا باسـتخدام معيـار جغـرافي طبيعـي أسـاسي. ولذلـك، يجب إيـلاء اهتمام لتحديـد مخاطـر الأمـراض المحتملـة، وبالتـالي حمايـة الجنـود مـن التقـاط الأمراض مـن خلال اتخـاذ مجموعة
واسـعة مـن التدابـيرالوقائيـة.ويقـدم الكتـابت حليـ ًلاجغرافيا ًللعـراق ولــ"عملية حريـةالعراق".
ويؤكـد المؤلـف أن محـاكاة الأماكـن ضروريـة لتدريـب القـوات العسـكرية، إذ تسـعى الولايـات المتحدة
لتوفـير نظائـر مكانيـة تدريبيـة للقوات الأمريكيـة تحاكي البيئات المختلفـة في العالم. ويعتر هذا أمـراً مهماً لأنه مـن المتوقـع نـشر القـوات الأمريكيـة في أي مـكان في العـالم. لذا يتعين عـلى وزارة الدفـاع تحديـد أماكن تكون بمنزلـة نسـخ متماثلـة لبيئـات عمليـات عسـكرية عديـدة مـن أجـل احتـمال تدريـب وحـدات بشـكل صحيح واختبـار معـدات لمواجهـة تحديـات تلـك البيئات.كـما أن عوامـل الريـاح، وبخاصـة حمـل الغبـار ونقلـه، تؤثر بشـكل كبـير في العمليـات العسـكرية في المناطق القاحلة. وعـر التاريخ، كانت العواصف الترابية تشـكل عائقاً، ولاسـيما خلال العمليـات الصحراوية.
إن الجغـرافي العسـكري لـه دور في الاسـتعداد للكـوارث والتعامـل معهـا عـلى نطاق واسـع، وذلك بدمج الموارد العسـكرية في عمليات مسـاعدات إنسـانية. ويسـتند هذا السـيناريو إلى فهم جغرافية الأخطار الطبيعية وآثارهـا الثانويـة، وفهـم مـكان وقـوع الكارثة والخـرة العالميـة العملية الحقيقيـة للتخطيط وتنفيذ الاسـتجابة لخطـر كبـير. وفي حـين أن تكـرار التـدرب عـلى الخطـط واسـعة النطـاق مكلفة من حيـث الوقت والمـال، يمكن للمخططـين اسـتخدام التدريبـات عـلى نمـاذج مصغـرة أو على الخرائـط أو المحاكاة للسـماح لجميع المشـاركين
برؤيـة أنفسـهم وأفعـال الآخريـن، من أجل تنسـيق النشـاطات وعـدم تضاربها في الزمـان والمكان.
ويحلـل الكتـاب في نهايتـه تحديـين عالميين يتمثل أحدهما في تنامي قوة الصين العسـكرية على المسـتوى
العالمـي، بعـد أن نجحـت بتكريـس نفسـها قـوة اقتصاديـة مؤثـرة. أمـا التحـدي الثاني فهـو ظهـور المنطقة غير المحكومـة التـي لا تخضـع لسـلطة دولـة، مثل غرب باكسـتان وعـودة طالبان والقاعـدة إليها.
كتاب :الجغرافيا العسكرية الحديثة
