مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2409 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح التــاريخ العسكــري و القيادة > قســـــم التــاريخ العـســــكــري
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


الكتيبة الطلابية.. دوي الثورة الفلسطينية القادم من لبنان

قســـــم التــاريخ العـســــكــري


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 12-09-21, 08:30 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الكتيبة الطلابية.. دوي الثورة الفلسطينية القادم من لبنان



 

الكتيبة الطلابية.. دوي الثورة الفلسطينية القادم من لبنان


13/09/2021

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قلعة شقيف، بوابة لبنان إلى السماء، ومعبر أفئدة العاشقين إلى الأرض المقدسة، ومقبرة الغزاة من شذّاذ الآفاق على مرّ العصور، ومرتقى أرواح الشهداء إلى حواصل طيور الجنة الخُضْر، هنا كُتب الفصل الأبرز من مسيرة ثلة من رجال فلسطين، جمعهم حب الأرض والحلم والإرادة.
في هذا المكان نزل يتباهى رئيس حكومة الكيان الصهيوني "مناحم بيغين" ووزير دفاعه "آرييل شارون"، باندمال جرح كان قد سبّب لكيانهم الهشّ أذى كثيرا، كان يحاول أن يستدرج أحد جنوده الذين دخلوا القلعة، يتمنى أن يسمع منه كلمة تهين الفدائيين، ولكن الجندي الصهيوني أخبره أن هؤلاء الفدائيين قاتلوا بشراسة حتى آخر رصاصة، وكانوا يواجهون العدو بصدورهم العارية وأسلحتهم اليدوية، حتى استشهدوا جميعا.
غادر "بيغين" القلعة، ولم يعلم بعد أن ستة من لواء النخبة الصهيوني "جولاني" قد قتلوا في المكان. لكن الحكاية كانت قد بدأت قبل هذا بسنوات، ففي أعقاب أحداث أيلول/سبتمبر 1970 مع الجيش الأردني، خرج الفدائيون من الأردن مهزومين معنويا ومنهكين عسكريا، وكانت وجهتهم التالية إلى لبنان.
خضع الفعل الفلسطيني المقاوم بعد هذه الأحداث لجملة من عمليات التقييم، وتفسير ما حدث وتحديد المسؤوليات، وتخطى الأمر فصائل المقاومة إلى واقع لبناني يمور بالحركة وتنشط فيه تيارات عدة. هذه الفترة حظيت بالكثير من الأضواء التي سلّطت عليها، وتناولها المفكرون والناشطون بالنقد والتحليل، وسجّلت الجزيرة الوثائقية حضورها في المشهد بأن عرضت فيلما بعنوان "الكتيبة الطلّابية"، وثّق لهذه المرحلة المهمة من محطات النضال الفلسطيني.

عملية اغتيال في بيروت.. وقود الغضب اللبناني المساند للمقاومة
يقول الأستاذ منير شفيق، أحد مؤسسي الكتيبة الطلابية: كان كثير من القيادات الطلابية يقبلون بالنظرية القائلة إن أي مناقشة خارجة عن إطار القتال وبناء تيار مقاتل هي مجرد صراع داخلي لا طائل منه، ونشأ هذا التيار تحت فكرة أنه يمكن التركيز على بناء قوي داخل أروقة الثورة الفلسطينية يلعب دورا بارزا، ويساهم في المحصلة النهائية مبتعدا عن الصراع الداخلي.
في نيسان/أبريل 1973، اغتال الصهاينة كمال عدوان مع اثنين من كبار القادة الفلسطينيين في بيروت، وكان دخول عملاء الموساد وسط العاصمة بيروت وانسحابهم منها بهدوء أثار موجة غضب فلسطينية لبنانية عارمة. قال عنه معين الطاهر، قائد كتيبة الجرمق: كان لكمال عدوان رؤية متكاملة عن طبيعة العمل في الأرض المحتلة، وعمل على تنظيم العمل المقاوم، وعلى توحيد جهود القطاع الغربي، وعيّن الشهيد أبو حسن قاسم قائدا له، والأستاذ منير شفيق مفوضا سياسيا.
أما محمد عرندس، أحد مقاتلي الكتيبة الطلابية، فتحدث عن بدايات العمل الطلابي: في تلك الفترة كان القطاع الطلابي في لبنان يشهد حركة متصاعدة تجمع بين المطالب والعمل الوطني، وتزامن ذلك مع ضغوط على الدولة اللبنانية جراء وجود المقاومة الفلسطينية، وتعاطي زعماء لبنان مع هذا الوضع المتشابك.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كان اغتيال الصهاينة لكمال عدوان في بيروت سنة 1973 سببا رئيسا في ظهور الكتيبة الطلابية

"فوجئنا بدخول مدرعات الجيش".. انقلاب لبنان على فتح
تحدث رضوان الشحيمي -من مؤسسي الكتيبة- عن الأجواء التي نشأت فيها الحركة الطلابية قائلا: كنا في تيار يساري، ورأيناه يدخل مرحلة النضال المطلبي والديمقراطي، وكنا نرى أن المسألة الوطنية هي المركزية، وانضم قسم من هؤلاء الشباب إلى الحركة الواسعة، فتح.
وقالت آمنة القرى، وهي من أفراد الكتيبة: كنت في منظمة عمل شيوعية، وشهدنا في 1973 صراعا حول الأولويات في العمل الفلسطيني، وحدثت انشقاقات عميقة، وكان هنالك مجموعة تبحث عن إطار عمل وطني يخدم القضية المركزية.
أعطى الوجود الكثيف للبنانيين في صفوف فتح وداخل التيار الناشط في الجامعات والمدارس للتحركات التي أعقبت اغتيال القادة الثلاثة؛ أبعادا أشعرت الدولة اللبنانية بالخطر، وبعد تشييع الجنائز وقعت اضطرابات في بيروت تردد أن مصدرها المخيمات ومقرات فتح.
يقول معين الطاهر عن هذه الأحداث: فوجئنا بدخول مدرعات الجيش اللبناني إلى منطقة جامعة بيروت العربية، وبدأت بإطلاق النار عشوائيا، مما أسفر عن استشهاد أحد الطلاب، فنزلنا للشارع وبدأ الصدام مع الجيش وأوقفنا تقدمه باتجاه الجامعة.
ويقول حسن الصالح، من أفراد الكتيبة: بدأت الدبابات تحركها من منطقة مارلياس باتجاه دوار الكولا، فتصدت لها مجموعة من الشباب، أحدهم يدعى "جيفارا"، كان صيادا ماهرا للدبابات، اصطاد الدبابة الأولى، فعادت البقية أدراجها، ومن هنا دوّت سمعة هؤلاء الطلاب في أنحاء بيروت.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
طلاب الجامعات ينتسبون إلى معسكرات التدريب الخاصة بالكتيبة الطلابية

انفجار الحرب الأهلية.. معركة حماية الثورة في لبنان

في أجواء من الحماسة تحولت المبادرة الأولى للدفاع عن المخيمات إلى ظاهرة تنظيمية فريدة، ووسط الاضطرابات ونذر الحرب التقطت القيادات الشابة الفلسطينية واللبنانية الفرصة لتعزيز تيار قتالي وفكري متمايز عن محيطه اللبناني والفلسطيني بأحزابه ومنظماته، دون إهمال العمل في الداخل المحتل.
يقول محمود العالول، مفوض التعبئة في فتح: أدى قيام الطلاب بواجبات أمنية إلى تنظيم هذا القطاع لصناعة تشكيل عسكري بدأ بالسرية الطلابية، ولم يكن هدف السرية حماية الثورة في لبنان فحسب، ولكن لها علاقة بالعمل في الأرض المحتلة بقيادة الشهيدين أبو حسن قاسم وحمدي التميمي.
في نيسان/أبريل 1975 انفجرت الحرب الأهلية اللبنانية، ووجد التيار -الذي بنى قدراته لمواجهة الاحتلال الصهيوني- نفسه في أتون معركة لم يكن يريدها، ورفض علنا الشعارات التي رفعتها المقاومة الفلسطينية والأحزاب اللبنانية المتحالفة معها.
وعن مبررات انخراط الحركة الطلابية في هذه الحرب يقول معين الطاهر: كنا نرى أن عزل الكتائب سيقود إلى تقسيم لبنان، وكنا ضد التقسيم، أما فيما يتعلق بمشاركتنا القتالية فكانت للدفاع عن الثورة الفلسطينية ضد مخططات النيل منها.
وكذلك أكد شفيق على عدم انحراف بوصلة المقاومة قائلا: من ناحية الوعي والإرادة الكامنة كانت الوجهة دائما هي العدو الصهيوني، سواء في الداخل عن طريق أبو حسن والتميمي، أو على الحدود من خلال سعد جرادات.
أما سعد عبد القادر جرادات قائد الكتيبة الطلابية، فيستذكره رفاقه الطلاب بالدموع، كيف لا وهو رمزٌ لطلبة فلسطين، فبعد مقتله عبّر خصومه عن فرحتهم بسحلِ جثته خلف عربة جيب في شوارع الأشرفية بلبنان. بعد هذه الأحداث تحولت السرية إلى وحدة قتالية مميزة في غالبية مناطق الإشتباك، وجرى اختيارها لأصعب المهمات، سواء في بيروت الغربية أو منطقة الجبل أو مرتفعات صنّين.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
سعد جرادات قائد كتيبة الجرمق وأحد مؤسس الكتيبة الطلابية

حرب الجبل.. إعادة توجيه البندقية السورية والفلسطينية

تحدث طراد حمادة، وهو وزير لبناني وأحد أعضاء الكتيبة قائلا: قاتلت الكتيبة الطلابية العدو الصهيوني، وطلبت من الجميع أن يقاتلوا المحتل جبهة واحدة، ووقفت في بعض الأحيان مواقف دفاعية عن الثورة الفلسطينية، ليس هجوما ولا لتحقيق مكاسب سياسية لها علاقة بالحرب الأهلية من قريب أو بعيد.
يُذكر من شهداء الكتيبة الطلابية "كتيبة الجرمق" قائدها سعد جرادات، وأبو الراتب نائب قائد السرية، وطوني النمس وكمال شفيق وأحمد القرى وأبو خالد جورج ونقولا عبود وخالد بشارة ومحمد شبارو. وفي الجبل دارت المعارك العنيفة، وكان المسار المتصل بتدريب مقاتلين لدفعهم إلى الأراضي المحتلة مستمرا، هنا في بيصور معسكرٌ كان يحمل اسم الجغرافيا، فأصبح يحمل اسم الشهيد أبو الراتب.
دارت رحى الحرب بسرعة، ووجد التيار اليساري -القومي التوجه- نفسه في مواجهة الجيش السوري في حرب الجبل. يقول معين الطاهر: عندما خضنا بعض المعارك ضد الجيش السوري، وخصوصا في بحمدون، كان شعارنا واضحا فيها منذ البداية، وهو أننا نسعى لتصحيح اتجاه البنادق الفلسطينية والسورية لتتوجه نحو الصهاينة.
بينما وصف محمد عرندس الحالة قائلا: هي معركة الضرورة، للدفاع عن النفس وإسماع الرأي والضغط على قيادة المقاومة، وليست المعركة الرئيسية.
أما رضوان الشحيمي فقال: كنا نفضل الحل السياسي، واتخذنا القرار على أساس إعاقة تقدم الجيش، وكنا نأمل الضغط على القرار العربي، وبالفعل عقدت قمة عربية، لكن القتال كان بطوليا ومنع التقدم وعدّل ميزان القوى.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
منحوتة في بنت جبيل بلبنان تصور القادة الشهداء الذين دافعوا عن أرضها أمام المحتل الصهيوني

معركة مارون الراس.. انتقال الحرب إلى تخوم فلسطين

جرى توقيع الاتفاق في الرياض، وتوجه الشبّان إلى الجنوب، بدا وكأنهم اختاروا التوقيت المناسب للتحرك، فقد كانت المجموعات التي رعتها إسرائيل بقيادة المنشقّ سعد حداد تتمدد في قرى الجنوب، وبحسب استطلاعات قام بها قادة السرية الطلابية مسبقا، فقد جرى اختيار بنت جبيل والتلال المحيطة مكانا للتمركز الجديد.
في هذه البلدة المتاخمة لفلسطين، نشطت مجموعات شبابية لمواجهة تهديدات سعد حداد باقتحامها وضمها إلى مناطق نفوذه، وكانت الرحلة إلى الجنوب بمثابة انسلاخ عن حالة التورط في الحرب الأهلية، وتوحّد وانسجام مع الهدف الأساسي لنشوء المقاومة، وهو محاربة المحتل الصهيوني الدخيل، وتحرير الأرض المسلوبة.
بالتوازي مع الاشتباك الناري مع قوات سعد حدّاد، سعت السرية إلى تطوير بيئة قوية تحتضن رجال المقاومة، وكانت العمليات الموقعية المحدودة التي نفذتها الكتيبة بمثابة تعبئة واستنهاض الأهالي في بنت جبيل والمناطق المجاورة. لقد تعلّم الشبان الحرب بالحرب، ومثّلت معركة مارون الراس اختبارا لرجال السرية في التخطيط والأداء القتالي، وهذه المرة على تخوم فلسطين بالفعل.
تحكي سردية الأحداث عن إرهاب وتخويف وإطلاق نار قامت بها قوات سعد حداد لأهالي بنت جبيل، فما كان من أفراد السرية الطلابية إلا أن تحركوا مشاة على ثلاثة محاور لاحتلال مرتفعات مارون الراس، حيث تتمركز القوات العميلة، وبالفعل سيطرت على أطراف البلدة، ثم توجهت بواسطة السيارات إلى وسط البلدة وطهّرتها من العملاء.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
دلال المغربي إحدى مقاتلات الكتيبة الطلابية في لبنان

"كتيبة الجرمق".. ضرب سواحل الكيان المحتل
كانت مهمة علي أبو طوق تعبئة وحشد الأنصار من مخيمات الساحل مثل صور والرشيدية والبرج الشمالي، إضافة للمهمات اللوجستية للمعركة، ولم يكن له تميّز تعبوي على غرار الجيوش النظامية، بقدر ما كان يخاطب عواطف الجماهير الجياشة تجاه محاربة العدو ونصر رجال المقاومة.
كانت النقاشات النظرية، وتأصيل خط الجماهير -كما كان يوصف- يشغلان هذه المجموعات المثقفة من المقاتلين الفلسطينيين والعرب وغيرهم، الذين أضحوا وحدة عسكرية أساسية ضمن قوات "العاصفة"، الذراع العسكرية لحركة فتح، وتدعى "كتيبة الجرمق".
تحولت المعسكرات الطلابية إلى مستنبت لظهور كوادر مميزة، وتدريب الشباب الذاهبين إلى الأرض المحتلة، ومن هؤلاء الفدائية دلال المغربي التي قادت عملية اقتحام على الشاطئ الفلسطيني، وردّ عليها الصهاينة بعدوان واسع على الجنوب اللبناني في آذار/مارس 1978، وقابلها رجال المقاومة في مارون الراس بإخلاء مواقعهم، ولكن إلى الأمام باتجاه فلسطين، ولم يصب أيٌّ منهم بأذى.
لكن مواقع أخرى مثل تلة مسعود تعرضت لوابل من نيران المروحيات الصهيونية، سقط على أثرها عدد من الشهداء، منهم: حسان شرارة وزيتون بزي وفؤاد دباجة وآخرون.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
القائد معين الطاهر يقف أمام قلعة شقيف التي دارت فيها معركة الشهداء الـ33

"وغيَّرَ معالمَها علي أبو طوق".. قلعة شقيف
بدأت كتابة فصل جديد من الحكاية، وتمركز رجال الكتيبة في قلعة مدمّرة جرّاء القصف المستمر، فقد كانت موقعا استراتيجيا، ومكانا يستهدفه الطيران والمدفعية الصهيونية يوميا. إنها قلعة شقيف التي بناها القائد الإفرنجي "بوفور"، وحررها القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، ولمّا دخلها رجال المقاومة كتبوا على بابها: "وغيَّرَ معالمَها علي أبو طوق".
قام رجال الكتيبة الطلابية بجهود هائلة في سبيل تحصين القلعة والقرى المجاورة لها، وفتح طرق الإمدادات بينها وبناء الأنفاق، واستمر هذا العمل مدة سنتين، شارك فيه الطلاب والطالبات وطلاب الهندسة من الجامعتين الأمريكية والعربية، وكانت المنطقة خلالها عرضة للهجمات الصهيونية بشكل يومي تقريبا، ولم يستشهد طول المدة سوى شهيدين فقط.
كانت القلعة رمزا للثبات والتحدي، وقد تدفق إليها القادة وآلاف الشبان المتطوعين والمتدربين والراغبين في معاينة تجربة متميزة تمزج بين الفكر والقتال، وتطور نفسها باستمرار، وهي تشهد نقاشا عميقا بتأثير من أحداث المحيط، ومنها الثورة الإيرانية الإسلامية، الأمر الذي انعكس إيجابا على الثورة وطرح الفكرة الإسلامية بقوة لأول مرة كمرادف للثورة والمقاومة.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صورة تجمع ياسر عرفات والخميني بعد الثورة الإيرانية التي أطاحت بملك إيران

الثورة الإيرانية.. رياح التغيير القادمة من الشرق

يصف منير شفيق تأثير الثورة الإيرانية قائلا: كنا في الطريق، وتحدثنا في الإطار الإسلامي للمقاومة الفلسطينية قبل سنتين من ثورة الخميني، ولما حصلت الثورة الإيرانية تعاملنا معها كمحرر للجماهير من الإمبريالية.
وقال الوزير طراد حمادة: كنا علمانيين في بيئة إسلامية، ولما اشتعلت الثورة الإيرانية انتقلنا إلى الإسلام العملي انتقالا سلسا، دون حدوث انفصام.
أما محمود العالول فكان له رأي آخر، إذ يقول: لا لم يكن تغيرا إيجابيا، فقد أصبحت الكتيبة التي كانت متوحدة على فلسطين تعاني اصطفافات جديدة، هذا مسلم وهذا مسيحي، هذا علماني وهذا يساري.
ويعارضه منير شفيق بقوله: لم تتغير المفاهيم بين يوم وليلة، ما زال الجميع متفقين على اتجاه البندقية، لكن الأمر احتاج سنوات حتى تتبلور الاتجاهات الفكرية بين أفراد الكتيبة.
بالمقابل لم يشغل أبو حسن وحمدي التميمي أي شيء عن الهدف الأساس، ونجح القائدان في تثبيت خلية فدائية في جبال الخليل، وفي 1980 مكث الرجال في الانتظار والتهيؤ لتنفيذ واحدة من أشهر العمليات الفدائية في مدينة الخليل وهي عملية الدبّويا التي قام بها مقاتلون من الكتيبة الطلابية، انتقلوا إلى الأراضي المحتلة وعملوا تحت إمرة القائد التميمي.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
جندي يصف لمناحيم بيغن شجاعة الفدائيين في معركة قلعة شقيف حتى أنهم استشهدوا عن آخرهم ولم يهرب منهم أحد

رجال القلعة.. بسالة أفسدت حفل الانتصار الصهيوني

كانت بوادر الحرب الكبرى تلوح في الأفق، إنه حزيران/يونيو الجديد من عام 1982، وفي الرابع منه تحولت نسائم الصبح العليلة إلى عاصفة من نار ودخان، ونالت قلعة شقيف نصيبها من الحمم الصهيونية الحاقدة، كما حل بأخواتها في بيروت والجنوب، بينما أسقطت المقاومة طائرة مقاتلة وأسرت قائدها، ودمرت مروحية وقتلت جميع من فيها.
صدرت الأوامر للرجال في القلعة وعددهم 33 فدائيا بالصمود حتى استشهدوا عن آخرهم، وعلى رأسهم القائد يعقوب سمّور، بينما اعترف العدو بمقتل أكثر من 40 من أفراده، الأمر الذي حاول نفيه قادة العدو في البداية، ولكن بعد زيارة "بيغين" و"شارون" للقلعة وسماعهم شهادات جنودهم أصيبوا بالكآبة والحزن الشديد.
لم تضع الحرب أوزارها بعد، فما زالت عمليات الفدائيين خلف خطوط العدو مستمرة، وقد سقط منهم قتلى وجرحى يفوق عددهم ما خسروه في المعارك الرئيسية، وكانت العملية الأكثر تميزا عندما تمكن رجال الكتيبة من أسر 8 جنود صهاينة في جبل لبنان.
يتذكر محمد ملاعب هذه الحادثة قائلا: كان أحد الإخوة يتردد على أرضه التي اتخذها الصهاينة نقطة مراقبة، وكان في كل مرة يراقب عددهم وعتادهم وتحركاتهم، ثم أوصل هذه المعلومات للفدائيين الذين داهموهم وأسروهم جميعا.
وقد استمر أسرهم حوالي عام كامل، وفي عملية تبادل للأسرى أفرِج عن 5900 أسير فلسطيني ولبناني مقابل ستة من هؤلاء الأسرى.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
القائدان الكبيران الشهيدان "أبو حسن قاسم" وحمدي التميمي"

تشظي الكتيبة.. يد في الأردن وأخرى في لبنان وعمليات في فلسطين

في 1983 وقع الانقسام في حركة فتح، وأخذت الكتيبة الطلابية موقفا محايدا وحاولت رأب الصدع، وانتقلت سراياها من البقاع إلى طرابلس في الشمال اللبناني، وهناك خاضت آخر معاركها كوحدة مقاتلة، ثم انقسمت بعدها الكتيبة إلى جزئين، أحدهما بقي في لبنان، والآخر عاد إلى الأردن.
لكن الواقع كان يعاند الإرادة، ففي لبنان بدأت مرحلة جديدة فرضت وقائع جديدة، وعندما بدأت المقاومة الإسلامية الشيعية في جنوب لبنان انضم إليها الكثير من كوادر الكتيبة الطلابية الفلسطينية، وظهرت كذلك حركة التوحيد الإسلامي، وكان أحد قادتها الدكتور عصمت مراد، وهو أحد مؤسسي الكتيبة الطلابية، وكذلك كان في بيروت سمير الشيخ الذي ما فتئ يحاول جمع الصف الفلسطيني المقاوم.
في الداخل الفلسطيني استمر أبو حسن وحمدي في تجنيد الشباب المقاوم، وهذه المرة كانوا يجمعونهم تحت الشعارات الجهادية الإسلامية، ولكن دون قيادة فكرية إسلامية واضحة، فحماس لم تظهر بعد، وقادة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي ورفاقه في المعتقلات، ونفذت في تلك الفترة عمليات نوعية ضد جنود الاحتلال في الخليل والقدس.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مع انطلاق الانتفاضة الأولى سنة 1987، انخرط أعضاء الكتيبة الطلابية لصفوف حماس والجهاد الإسلامي

استشهاد القادة.. بذرة تنبت حركات المقاومة الإسلامية

في 1987 انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وقد خلقت الأجواء الجديدة فرصة لعمل كبير، فقد التقى في قبرص ثلاثة من القادة، هم أبو حسن قاسم وحمدي التميمي ومروان كيالي، ولكنهم كانوا على موعد مع الشهادة بعد أن وقعوا في كمين للموساد الصهيوني.
وبهذا يكتب الفصل الأخير للكتيبة الطلابية، ومن بعدها سرايا الجهاد، وذلك بظهور قوى جديدة على الساحة الفلسطينية استوعبت العمل الإسلامي ممثلة في حماس والجهاد.
لم تمت تجربة الكتيبة الطلابية، ولكنها انتقلت إلى المقاومة الجديدة على شكل تجارب وخبرات ومعلومات وكوادر انصهرت في البوتقة الجديدة للمقاومة الفلسطينية، ثم إن الشهداء لا يموتون، بل تروي دماؤهم شجرة الحرية التي لن تذبل، وتظهر أشباحهم كوابيس ثقيلة على المحتل الصهيوني المسكون بالهلع من كل ما هو فلسطيني.


المصدر : الجزيرة الوثائقية



 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع