الثورة السورية
انطلقت الثورة السورية من احتجاجات شعبية عفوية سلمية في المناطق السورية المهمشة عام 2011 تطالب بالحرية والكرامة والانعتاق، ووضع حد للقمع والفساد والدكتاتورية، لكنها سرعان ما عمت معظم مناطق سوريا. قمع نظام الرئيس بشار الأسد بالسلاح المظاهرات السلمية فسقط مئات الآلاف من الضحايا، وتشرد الملايين نزوحا في الداخل السوري ولجوءاً في مختلف بقاع العالم، وتحولت سوريا إلى أزمة دولية وساحة للصراع بين القوى الإقليمية والدولية.
السياق التاريخي
دفع المناخ الثوري الذي تشكل في عدد من الدول العربية أواخر عام 2010 وأطلق عليه الربيع العربي، السوريين إلى السير على هذا الدرب أملا في الخروج من حال الطغيان والفساد واحتكار السلطة، خصوصا بعد نجاح ثورتيْ تونس ومصر وبعدهما ليبياواليمن في الإطاحة برؤوس أنظمة تلك الدول.
فقد حاول بعض النشاطين السوريين تنظيم عدة مظاهرات تضامنية مع ثورة 25 يناير المصرية بدأت في يوم 29 يناير/كانون ثاني 2011 واستمرت حتى 2 فبراير/شباط بشكل يومي في دمشق، إلا أن الأمن السوري اعترض المتظاهرين وسلّط الشبيحة عليهم.
وبدت إرهاصات الثورة السورية في 17 فبراير/شباط 2011 حين أغلق سوق الحريقة في العاصمة دمشق، وتجمهر التجار والأهالي في المناطق المحيطة بعد إهانة رجل أمن لابن أحد التجار، ورددوا لأول مرة هتاف "الشعب السوري ما بينذل".
وبعد خمسة أيام اعتصم عشرات السوريين أمام السفارة الليبية في دمشق تضامنا مع الثورة الليبية، وأطلقوا للمرة الأولى هتاف "خاين إللي بيقتل شعبه"، لكن قوات وأجهزة الأمن السوري سارعت إلى فض الاعتصام بالقوة.
الشرارة من درعا
في 26 فبراير/شباط 2011، بدأ تلامذة درعا احتجاجا عفويا وكتبوا على جدران مدينتهم شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، لكن النظام حول الأمر إلى دوامة من العنف وأطلق اليد الطولى لأجهزته الأمنية التي اعتقلت 15 طفلا.
في هذه الأثناء وسيرا على خطى مصر؛ ظهرت دعوات على موقع فيسبوك للتظاهر احتجاجا على الاستبداد والقمع والفساد وكبت الحريات، ولم يعرف من يقف وراء تلك الدعوات التي استجاب لها مجموعة من الناشطين يوم الثلاثاء 15 مارس/آذار 2011 في مناطق سورية مختلفة مثل حمص.