أوكرانيا.. واشنطن ترسل أسلحة وتستبعد نشر قواتها والأقمار الصناعية تكشف تحركات عسكرية روسية
جنود أوكرانيون أمام مبان متضررة من قصف روسي سابق في مارينكا بإقليم دونباس الحدودي (غيتي)
9/12/2021
أعلنت واشنطن أنها سترسل أسلحة خفيفة إلى أوكرانيا، لكنها استبعدت نشر قوات هناك، وجددت روسيا نفيها للتحضير للغزو، بينما كشفت الأقمار الصناعية تحرك قوات روسية باتجاه أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إن أوكرانيا ستتلقى هذا الأسبوع أسلحة خفيفة وذخيرة أميركية، ضمن حزمة مساعدات كانت قد أُقرّت سابقًا.
وأضاف كيربي في مؤتمر صحفي أن الولايات المتحدة لم تبلغ بعد مرحلة نشر مزيد من القوات الأميركية والعتاد لتعزيز حلفاء واشنطن ودعمهم في مواجهة روسيا.
ومن جانب آخر، قال وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا "نأمل أن بوتين لا يرغب بالحرب لأنها ستسفر عن قتلى كثر في صفوف الجيش الروسي".
وأضاف كوليبا "لا نريد أن يحارب الناتو إلى جانبنا بل العمل لتعزيز قدراتنا العسكرية".
وذكرت صحيفة واشنطن بوست اليوم أن صور الأقمار الصناعية تظهر تحرك قوات روسية باتجاه أوكرانيا من مناطق بعيدة مثل سيبيريا.
وأضافت "يمكن أن يشمل الهجوم الروسي ما يصل إلى 175 ألف جندي وفق تحليل استخباري أميركي".
وبدورها، نقلت نيويورك تايمز عن رئيس المخابرات الأوكرانية قوله إنه "لا توجد موارد كافية لصد هجوم روسي واسع بدون دعم قوات غربية".
كما نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين بوزارة الدفاع الأميركية أنه يوجد أكثر من 150 مستشارا عسكريا أميركيا في أوكرانيا، مضيفة أن نحو 12 دولة في حلف الناتو لديها مستشارون عسكريون في أوكرانيا الآن.
قمة بايدن وبوتين
وفي السياق نفسه، قال الكرملين إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن وافقا على بحث مسألة الضمانات الأمنية مع دول أخرى.
وأعلن البيت الأبيض أمس الأربعاء أن بايدن سيُطلع الخميس قادة 9 دول في شرق أوروبا أعضاء في الناتو على نتائج المباحثات المغلقة التي عقدها مع بوتين.
وأوضح البيت الأبيض -في بيان- أن بايدن سيستمع لآراء زعماء دول مجموعة بوخارست في الوضع الأمني الحالي، وسيؤكد التزام الولايات المتحدة بالأمن عبر الأطلسي.
وتضمّ مجموعة بوخارست كلا من بلغاريا والتشيك وإستونيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا، وجميعها من حلفاء واشنطن في الجانب الشرقي للناتو.
وعقد بايدن وبوتين قمة افتراضية مغلقة أول أمس الثلاثاء استمرت أكثر من ساعتين، وتمحورت أساسا حول ملف أوكرانيا، وزحف الناتو شرقا، والاتهامات الغربية لروسيا بالتحضير لغزو أوكرانيا.
جون كيربي: الولايات المتحدة لم تبلغ بعد مرحلة نشر مزيد من القوات في أوكرانيا (الجزيرة)
اتصالات دبلوماسية
وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، أجرى وزيرها أنتوني بلينكن اتصالا هاتفيا مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، تناول معه فيه التصعيد الروسي ضد أوكرانيا.
وأوضح البيان أن المسؤولين ناقشا قمة بايدن وبوتين، وخيارات الناتو ردا على العدوان الروسي المتصاعد ضد أوكرانيا.
كما أصدرت الخارجية الأميركية بيانا ذكرت فيه أن بلينكن أجرى مباحثات مماثلة مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، حيث كرر بلينكن وميشال دعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "لسيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة أراضيها".
وتابع البيان "كما شاركا مخاوفهما بخصوص حشد روسيا لقواتها حول أوكرانيا، وشددا على أنه سيكون من الأفضل لموسكو خفض التصعيد، وعودة الدبلوماسية لحل الصراع في دونباس (شرقي أوكرانيا)، بما في ذلك التنفيذ الكامل لاتفاقات مينسك".
وبيّن البيان أن بلينكن وميشال تحدثا أيضا عن أن "روسيا ستدفع ثمنًا سريعًا وجادًّا" إذا صعّدت ضد أوكرانيا.
على الصعيد نفسه، أصدرت رئاسة الأركان العامة الأميركية بيانا ذكرت فيه أن رئيس الأركان الجنرال مارك ميلي تحدث هاتفيًّا وبشكل منفصل مع نظيريه الفرنسي تييري بوركارد، والبولندي راغموند أندرزيجاك.
وأوضح البيان أن ميلي وأندرزيجاك "ناقشا المصالح المشتركة والتقييمات المشتركة للبيئة الأمنية الحالية في أوروبا الشرقية، مشيرين إلى أن بولندا حليف قوي ملتزم بجهود الردع والدفاع التي يبذلها الناتو في أوروبا والجهود الأمنية في جميع أنحاء العالم".
أما الاتصال الآخر مع بوركارد فقد ناقش الأمن الإقليمي.
وشدد البيان على أن "التحالف الطويل الأمد بين الجيشين الأميركي والفرنسي يلعب دورا حاسما في الحفاظ على السلام والاستقرار في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم".
ضغوط أوروبية
واشتدّ الضغط الدبلوماسي على روسيا مع تحذير المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز من "عواقب" على خط أنابيب "نورد ستريم-2″، وهو مشروع روسي ضخم لإيصال الغاز الطبيعي إلى ألمانيا.
وردًّا على سؤال عما إذا كان مستعدًّا لاستخدام أنبوب الغاز كورقة ضغط على موسكو إذا غزت القوات الروسية أوكرانيا، قال شولتز "موقفنا واضح جدا، نريد أن تكون حرمة الحدود محترمة من قبل الجميع، وأن يفهم كل طرف أنه إن لم يحدث ذلك فستكون هناك عواقب".
وكان البيت الأبيض قد أشار بعد اللقاء مع بوتين إلى أن وقف خط الغاز يمكن أن يكون جزءا من الردّ الاقتصادي، رغم أن هذه المسألة مثيرة للجدل في أوروبا التي تعتمد اعتمادا كبيرا على الغاز الروسي.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن روسيا ستواجه "عواقب إستراتيجية وضخمة" عند إقدامها على غزو جارتها.
كما حذرت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس أمس الأربعاء من أن غزو روسيا لأوكرانيا سيكون "خطأ إستراتيجيا"، وأكدت أن بريطانيا "تقف إلى جانب أوكرانيا في مواجهة هذا العدوان".
مخاوف روسيا
بالمقابل، قال رئيس هيئة الأركان الروسي فاليري غيراسيموف إن النشاط العسكري للناتو عند حدود روسيا يتزايد بشكل واضح، معتبرا أن تدهور نظام الرقابة على التسلح يؤثر على حالة الأمن العالمي.
وأضاف أن المعلومات بشأن تحضير روسيا لغزو عسكري لأوكرانيا "كاذبة".
وقال غيراسيموف أيضا "نقوم بزيادة قدرات قوات الإنزال الجوي في ضوء ازدياد بؤر التوتر قرب حدودنا".
وبالأمس، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء اليوناني بمنتجع سوتشي، عن أمل بلاده أن تلقى مخاوف موسكو هذه المرة آذانا مصغية، موضحا اعتقاده بأن أوكرانيا ستنشر أسلحة إضافية في حال انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقال بوتين إن حلف الناتو يتبع نهج مواجهة واضحا مع روسيا، مشددا على أن بلاده لا تسعى للمواجهة.
وأضاف أنه اتفق مع بايدن على الحديث بالتفصيل في المستقبل عن موضوع الأمن.
وفي مقابلة مع الجزيرة، نفى فياتشيسلاف نيكونوف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أي نية لبلاده في غزو أوكرانيا، وقال إن القوات الروسية بعيدة عن الحدود الأوكرانية وليست لأهداف قتالية.
وأضاف "لو أرادت روسيا ذلك لما علم أحد بالأمر، ولما كانت استخدمت في هذه العملية العسكرية دبابات أو قوات أرضية".
وتابع نيكونوف قائلا "إن بايدن بعث خلال القمة برسائل لبوتين، لكنه أيضا تلقى رسائل واضحة من الرئيس الروسي بشأن الأزمة الأوكرانية".
المصدر : الجزيرة + وكالات
أوكرانيا.. واشنطن ترسل أسلحة وتستبعد نشر قواتها والأقمار الصناعية تكشف تحركات عسكرية روسية
