حجب الثقة.. "التشريعية" (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أنطونيو تاياني - سياسي إيطالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مارتن شولتس - سياسي ألماني (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          المفوضية الأوروبية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تعرف على الاتحاد الأوروبي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ماذا تعرف عن البرلمان الأوروبي؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الادعاء الإيطالي: المصريون اعتقدوا أن ريجيني جاسوس بريطاني (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 17 )           »          كل ما يخص إنتخابات الرئاسة الأمريكية ( المزمع في 05 من نوفمبر/ تشرين الثاني 2024م) (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 4 - عددالزوار : 165 )           »          البحرية الهندية تعترض سفينة اختطفها قراصنة صوماليون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          مجزرة كبكب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          محمد مصطفى - سياسي فلسطيني (رئيس الحكومة الفلسطينية الـ19) (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          "الكتاب الأحمر".. الدستور السري للدولة التركية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          الجيش الأميركي يرسل تعزيزات عسكرية لقواعده في سوريا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          كيف أطاحت البروباغندا البريطانية بالرئيس الغاني كوامي نكروما؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          نظام الحكم في روسيا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح المعرفـــة > قســـم الثقافة الـعــامــــة
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


فوز العالم السويدي سفانتي بابو بجائزة نوبل 2022 في الطب

قســـم الثقافة الـعــامــــة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 03-10-22, 07:28 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي فوز العالم السويدي سفانتي بابو بجائزة نوبل 2022 في الطب



 

فوز العالم السويدي سفانتي بابو بجائزة نوبل 2022 في الطب






3/10/2022


أعلن معهد "كارولينسكا" (Karolinska) في ستوكهولم اليوم الاثنين منح جائزة نوبل في الطب هذا العام للسويدي سفانتي بابو، الباحث في مدينة لايبتسيج الألمانية، عن النتائج التي توصل إليها حول التطور البشري.
وبابو هو مدير وعضو علمي في معهد "ماكس بلانك" (Max Planck) الألماني للأنثروبولوجيا التطورية، وفقا لما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةواعتبرت لجنة اختيار الفائزين أن اكتشافات سفانتي بابو "أرست الأساس لاستكشاف ما يجعل البشر كائنات فريدة من نوعها، من خلال إظهار الاختلافات الجينية التي تميز جميع البشر الأحياء عن البشر المنقرضين"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وبابو هو أول باحث يقوم -من بين أمور أخرى- بوضع تسلسل لجينوم الإنسان البدائي.

وذهبت الجائزة العام الماضي إلى الباحثين ديفيد جوليوس وأردم باتابوتيان، مكتشفي مستقبلات الخلايا التي يستخدمها البشر لاستشعار درجة الحرارة واللمس.
وتمنح جوائز نوبل 10 ملايين كرونة سويدية (900 ألف دولار) لكل فئة.


ويجري بشكل تقليدي افتتاح الإعلان السنوي عن جوائز نوبل بالإعلان عن جائزة نوبل في الطب في بداية أكتوبر/تشرين الأول.
وسيجري الإعلان عن جائزتي نوبل في الفيزياء والكيمياء غدا الثلاثاء وبعده الأربعاء، بينما ستعلن الأكاديمية الخميس والجمعة عن الفائزين بجائزتي الأدب والسلام على التوالي.

وفي النهاية سيجري الإعلان عن جائزة الاقتصاد الاثنين المقبل.
وسيجري تسليم الجوائز في ذكرى وفاة نوبل في العاشر من ديسمبر/كانون الأول المقبل.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات






 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 04-10-22, 10:43 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي نوبل للطب 2022.. أشباه البشر يعلموننا التاريخ



 

نوبل للطب 2022.. أشباه البشر يعلموننا التاريخ

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
شادي عبد الحافظ


4/10/2022

في صباح معتدل الطقس من شهر أغسطس/آب عام 1856، قام عاملان إيطاليان بتوسيع أحد مداخل وادي "نياندر" المجاور لنهر "دوسيل" في ولاية "شمال الراين-وستفاليا" الألمانية، كان الهدف إزالة طبقات الطين المتكلِّسة في الجوانب وعلى الأرض، وبالتالي الحصول على الحجر الجيري، حيث كانت هذه المنطقة مصدرا لهذا النوع من الصخور على مدى قرون. عند إزالة الرواسب، اكتشف العاملان عددا كبيرا من العظام المتحجرة على عمق 60 سم، اعتقدا أنها عظام عادية، فألقياها جانبا واستمرا في عملهما.
لكن مالك المكان، وسُمِّي "فيلهلم بيكرشوف"، افترض أنها بقايا دب الكهوف، فأهداها إلى جامع حفريات يعرفه، الذي مرَّرها إلى إحدى الصحف، ومرَّ عام كامل من تلك النقطة حتى وصلنا إلى مفاجأة كانت لا شك الأكبر وقت صدورها، حيث أكَّد العلماء أنهم لم يروا أبدا عينة مثل تلك: كانت تشبه البشر، لكن مع جمجمة بيضاوية الشكل ذات جبهتين منخفضتين وجبينين متميزين جدا إلى جانب عظام جسم سميكة وقوية، هذا -كما يبدو- ليس بشرا من الأساس.

بعد عشرة أعوام تقريبا أصبحت هذه هي أول حفرية تُسمى من حفريات أشباه البشر، وبالطبع أخذت اسمها من منطقة اكتشافها، نحن الآن أمام "إنسان نياندرتال" (Homo neanderthalensis)، هذه الحفريات وغيرها مما ظهر بكثافة في سنوات تالية كان بداية لتاريخ طويل سيصل بنا إلى الأمس، الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2022، عندما حصل العالم السويدي "سفانتَ بابو" (Svante Pääbo) الباحث الكبير من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية على جائزة نوبل في الطب والفسيولوجيا عن "اكتشافاته المتعلقة بجينومات أشباه البشر المنقرضة، وتطور الإنسان"، بحسب بيان لجنة نوبل الرسمي.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سفانت بابو الحاصل على نوبل في الطب والفسيولوجيا 2022. (رويترز)


تاريخ قصير للجنس الإنساني

حسنا، الأمر معقد، ومليء بالاصطلاحات التي تستدعي الحيرة، ولذلك دعنا نبدأ بالتعرف إلى جنس "الهومو" (Homo) الذي يعني -ببساطة- الجنس الإنساني، فكلمة هومو بالأساس تعني "إنسانا" باللغة اللاتينية. وفقا لعلم الأحياء التطوري، لم يتبقَّ من هذا الجنس سوى نوع "الإنسان العاقل" (Homo sapiens)، الذي يُمثِّله كل مَن يقرأ هذا التقرير، فكل البشر المعاصرين هم من جنس الإنسان العاقل.
أما باقي أنواع الجنس الإنساني، وهي كثيرة على ما يبدو، فقد انقرضت لأسباب نحاول تبيُّنها إلى الآن، ويُقدَّر عمر هذا الجنس بنحو 2.3 إلى 2.4 مليون سنة مع بداية ظهور ما نُسميه بـ"الإنسان الماهر". تميَّز جنس الهومو بعدة صفات، فمثلا كان حجم جمجمته كبيرا، بما يسمح بحيز كبير للمخ، كذلك فإن هذا الجنس قد تمكَّن من المشي على اثنين فقط من أطرافه مع يدين وأرجل أطول من المعتاد، كما أنه تمكَّن من بناء أدوات معقدة، ويُعَدُّ "إنسان نياندرتال" أحد الأنواع المصنَّفة ضمن "الهومو" أو الجنس الإنساني.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حسنا، يبدأ عمل "بابو" من إنسان نياندرتال. لفترة طويلة من الزمن، اعتمدت دراسات تطور الإنسان على تحليلات بقايا العظام القديمة وخصائصها الظاهرية وفحص الأدوات التي تركها أفراد الجنس الإنساني، وقد أعطتنا الأبحاث الأولى صورة واضحة عن النياندرتاليين، حيث بِتْنا نعرف أنهم عاشوا على الأرض قبل نحو 400 ألف إلى 30 ألف سنة مضت، وانتشروا في شريط ضخم ممتد بين جنوب أوروبا حتى وسط آسيا. وبحسب الحفريات التي وجدناها لهم، فإنهم أقصر منّا مع أجساد ممتلئة نسبيا وصدر أعرض.
في مرحلة ما، أصبح من الواضح أن التحليل الجيني كان مطلوبا لمزيد من الدقة لفحص طبيعة أشباه البشر مثل النياندرتال. بدأ الأمر من آلان ويلسون، الذي عمل أستاذا للكيمياء الحيوية في جامعة كاليفورنيا، بركلي، حيث درس كيفية ارتباط البشر المعاصرين بعضهم ببعض عبر دراسة ما سُمِّي بالحمض النووي المُتَقَدِّرِيّ (mtDNA) من المجموعات السكانية الأفريقية وغير الأفريقية، أشارت نتائجه إلى وجود أصل مشترك في أفريقيا لجميع البشر المعاصرين، الأمر الذي كان بداية تأسيسية لما نعرفه الآن باسم نظرية "الخروج من أفريقيا" (Out of Africa).
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إلى اليسار: النياندرتال، إلى اليمين: الإنسان العاقل. (مواقع التواصل الاجتماعي)


الباحث عن قشّة في جبل قش

في عام 1987، انتقل بابو للعمل على الحمض النووي القديم (للبشر القدامى) بصفته زميل ما بعد الدكتوراه في مختبر آلان ويلسون، لكن بابو رغب في مد الخطوط على استقامتها والعمل على عينات لبني الإنسان الذين ليسوا من البشر المعاصرين، في البداية كان الأمر شبه مستحيل، وقد اتفق الباحثون في هذا النطاق وقتها أن من غير الممكن أبدا أن تستخلص حمضا نوويا من عينات عمرها يتخطى حاجز الـ40 ألف سنة.
لا شك أن هذه العينة ستكون -إلى جانب التلف الشديد مع الزمن- مختلطة مع الحمض النووي لملايين الأنواع من البكتيريا، والكائنات الأخرى مثل البشر وغيرهم ممن مروا على هذا الكهف أو ذاك، نتحدث هنا عن عينة السليم فيها يشغل حيزا قدره أقل بكثير من 1%، أما البقية فهو مجرد تلوث يمكن أن يفسد التجربة، يشبه الأمر هنا أن تبحث عن قشّة في جبل قش!
في تلك النقطة دعنا نتحدث عن الحمض النووي، وهو ببساطة شفرات الحياة التي ترثها عن أبويك، كل خلية في جسمك (التي تُقاس الواحدة منها بمقياس المليون جزء من المتر) تحتوي على نسخة من الحمض النووي الخاص بك، تخيَّل جسمك كفيلم تشاهده على شاشة حاسوبك، حصلت عليه من "فلاش ميموري" خاصة بصديق لك، هذا الفيلم بالأصل يتكوَّن من كمٍّ من المعلومات المشفرة على هذه "الفلاش ميموري".
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
خلايانا البشرية كذلك تحتوي على شريط طويل من الوحدات الكيميائية الممثلة للحمض النووي التي تحمل المعلومات عن كل شيء تقريبا، لون شعرك، لون عينيك، طول عظامك، وصولا إلى أدق التشكلات الجزيئية والتفاعلات الكيميائية في أجسامنا. والأمر كذلك بالنسبة للنياندرتال أو أي كائن آخر.
في عام 1990، انتقل بابو للعمل في جامعة ميونيخ، وهناك حصل على بقايا عظمة من عضد النياندرتال من متحف "راينشيس" في بون بألمانيا، احتوت العظمة على حمض نووي مُتقدِّرِي، وبدأ أبحاثه لاستخلاص أثر الحمض النووي النياندرتالي، أخذ بايو احتياطاته بشكل كامل؛ أُجريت تجارب للتأكد من دقة النتائج، ثم أُعيدت التجارب على قطعة عظم جديدة، وأُرسِلت أيضا قطعة من عظم النياندرتال إلى "مارك ستونكينغ" في مختبر علم الوراثة الأنثروبولوجي بجامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية لتنفيذ التجربة في مختبر مستقل، تكررت التجربة في أكثر من موضع وبأكثر من طريقة، ثم أخيرا وصلنا إلى النتيجة النهائية؛ جينوم النياندرتال قد حضر، والجينوم هو صحيفة المحتوى الوراثي للكائن الحي، أو كتاب صفاته.لكن هناك مشكلة، الحمض النووي المُتَقَدِّرِيّ يوجد فقط في الميتوكوندريا، وهي إحدى عضيات الخلية المسؤولة عن إعطاء خلايانا الطاقة، وعلى الرغم من سهولة استخدامه بالنسبة للعلماء فإنه لا يعطي إلا معلومات محدودة عن الكائن الحي، وهنا تصاعد التحدي لأن من الصعب جدا ابتكار تقنيات لتنقية الحمض النووي الخاص بالنياندرتال، لكن بابو تغلب على الأمر ولم يتمكَّن فقط من دراسة حمض نووي (داخل النواة) من حفريات متنوعة من النياندرتال، بل إنه في مارس/آذار عام 2010 تمكَّن من اكتشاف نوع جديد من بني الإنسان وُجد في كهف دينيسوفا، بجبل ألتاي في سيبيريا (روسيا)، كان كل ما وجده هو طرف إصبع، لكن الحمض النووي الذي استُخلص منه أكَّد أننا أمام نوع جديد من الجنس البشري أصبحنا الآن نعرفه باسم "الدينيسوفان" (Denisovan)، نسبة إلى الكهف الذي اكتُشف فيه.

الرحلة الكبرى

مضت سنوات، أسَّس بابو خلالها علما جديدا بفضل أبحاثه المتتالية هو "علم الجينوم القديم" (Paleogenomics)، من خلال الكشف عن الاختلافات الجينية التي تُميِّز جميع البشر الأحياء عن أشباه البشر المنقرضين، الآن نعرف أن "إنسان نياندرتال" و"إنسان دينيسوفان" هما أقرب أقربائنا كبشر معاصرين من جنس الهومو، وقد عاشا معا حتى 30-40 ألف سنة مضت، وسكنا في أوراسيا (أوروبا وآسيا)، النياندرتاليون في الغرب، والدينيسوفان في الشرق، وفي أفريقيا سكن أجدادنا من جنس الإنسان العاقل، نعرف الآن من آخر الحفريات التي وُجدت في جبل إيغود بالمغرب أن البشر من نوع الإنسان العاقل عاشوا هنا منذ أكثر من 300 ألف سنة مضت.
لكن الأبحاث المتقدمة لبابو ورفاقه أثارت الانتباه إلى ما هو أعمق من ذلك وأهم، فعند مقارنة جينوم كلٍّ من البشر الحاليين (الإنسان العاقل) والنياندرتال والدينيسوفان نجد تشابها مثيرا للانتباه، حيث يحتوي جينوم البشر المعاصرين من أصل أوروبي أو آسيوي على نسبة قدرها 1-4% من جينوم النياندرتال، بينما يحتوي الجينوم الخاص بالبشر المعاصرين من أصول جنوب شرق آسيا أو من غربي المحيط الهادي على ما نسبته 1-6% من جينوم الدينيسوفان.
مع توالي البيانات، رجَّح العلماء في هذا النطاق وعلى رأسهم بابو أن هناك تزاوجا قد حدث بين البشر والنياندرتال والدينيسوفان، وبذلك يُنقِّح بابو نظرية الخروج من أفريقيا، قائلا إنه منذ 70 ألف سنة حينما هاجر البشر من أفريقيا إلى أوروبا وآسيا تزاوجوا مع النياندرتال، وكان أبناء هذا التزاوج بالتبعية يمتلكون بعضا من الحمض النووي لهذه الأنواع. وفي رحلة لاحقة لأفريقيا نقل البشر جزءا من أثر النياندرتال إلى أفريقيا، ولذلك هناك احتمال أن تجد في جينومك -إذا قررت تحليله يوما ما- أثرا للنياندرتال.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن نعرف أن النياندرتاليين كانوا ربما أقل ذكاء من البشر المعاصرين، لكنهم لم يكونوا نسخة همجية من أسلاف البشر كما تصوَّر الباحثون قبل عقود طويلة، حيث ظهرت نتائج بحثية متتالية خلال عقد مضى تقول إنهم كانوا أول مَن أشعل النار، وكانوا أوّل فناني الأرض بعد كشف فاجأ الوسط العلمي في ثلاثة كهوف إسبانية لتركيبة مجردة من الأشكال الهندسية، بالإضافة إلى محاولات بدائية لرسم بعض الحيوانات، كما رجَّحت بعض الدراسات أنهم كانوا أول مَن دفن الموتى.


وفي دراسة صدرت عام 2018، تبيَّن أن الأمر أعقد حتى من ذلك، شارك سفانت في الدراسة التي وجدت حفرية لفتاة في الثالثة عشرة من عمرها ويتساوى الحمض النووي الخاص بها بين الدينيسوفان والنياندرتال تماما، 50% من حمضها النووي دينيسوفان والـ50% الأخرى نياندرتال، يعني ذلك أن هذه الفتاة كانت ابنة لأب وأم كلٌّ من هما من أحد النوعين، كان ذلك دليلا على تزاوج حدث بين أبناء النياندرتال وأبناء الدينيسوفان.


ملوك الهيمالايا

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إلى جانب ذلك، قدمت أعمال بابو أمثلة مذهلة على المتغيرات الجينية القديمة التي تؤثر على فسيولوجيا البشر المعاصرين وهو مجال بحثي شديد الديناميكية حاليا ويؤثر في تطور الطب كله، فهذا الميراث الذي تركه النياندرتال والدينيسوفان للبشر المعاصرين يظهر في جيناتنا وبالتبعية في أجسامنا، يتضح ذلك في أكثر من مثال مثير جدا للانتباه، أولها يتعلق بسكان هضبة التبت.
في عام 2010، وجد فريق دولي من الباحثين أن بعض سكان التبت لديهم تغيرات في عدة جينات، تساعدهم في التعامل الأكثر فاعلية مع المستويات المنخفضة من الأكسجين، وبالتالي يعيشون بسلاسة في مناطق مرتفعة، ويصعدون إلى قمة إيفرست بصعوبات أقل بكثير من تلك التي تواجه بقية البشر. عُثِر على هذه التغيرات الجينية في 87% من التبتيين.
هذه التغيرات الجينية كانت لافتة لدرجة دفعت العلماء إلى عمل فحص أكثر تعمقا، تحديدا لجين سُمِّي "EPAS1″، ظهرت النتائج في 2014 بدورية نيتشر لتقول إن التبتيين كما يبدو قد استفادوا من هدية وراثية جاءت إليهم قبل عشرات الآلاف من السنين حينما تزاوج الإنسان العاقل مع الدينيسوفان. يُعرف عن هذا الجين تحديدا أنه يساعد في تنظيم كيفية استجابة الجسم لمستويات الأكسجين المنخفضة، يُسمى كذلك "الجين الرياضي الخارق" (super athlete gene)، لأننا نعلم أن بعض البشر الذين لديهم بعض النسخ الخاصة من هذا الجين لديهم أداء أفضل في ألعاب القوى.
إلى جانب هذا النوع من الجينات، كشف هذا النطاق عن علاقات متشعبة للإصابة ببعض الأمراض مثل السكري وجينات توارثها بنو البشر مع النياندرتال، العلاقات نفسها ظهرت في اضطرابات النوم، وبعض مشكلات الجهاز المناعي، وفي أوج جائحة "كوفيد-19" ظهرت أبحاث تربط إحصائيا بين الحساسية لفيروس كورونا المستجد، وبالتبعية شدة الأعراض وصولا إلى الوفاة، وجينات ورثها البشر عن النياندرتال كذلك.


المستكشفون

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لكن لا شك أن أهم ما قدَّم بابو ورفاقه في هذا السياق هو محاولات ناجحة للإجابة عن سؤال يشغل بال الكثير من العلماء كما يشغل بال غير العلماء، وهو "كيف أصبحنا ما نحن عليه؟"، عبر مئات الآلاف من السنوات، كيف تكيَّفنا؟ وكيف تطور بنو البشر وتنوعت طرق حياتهم وازدهرت؟ محاولات بابو أجابت عن جزء من السؤال يتعلق بخط سير البشر خلال 70 ألف سنة مضت.
لكن الإجابة الكاملة عن هذا السؤال لا تزال بحاجة إلى المزيد من البحث، خاصة لو قررنا أن نتفحَّص قارة أفريقيا، حيث لا يزال فهم العلماء لجينوم بني الإنسان من أشباه البشر الذين عاشوا هناك، ومَن قبلهم، ضعيف جدا، رغم أنها القارة التي تحتوي على أكبر درجة تنوع جيني على كل الكوكب. ظروف القارة المناخية تتطلب تطوير أدوات جديدة أكثر دقة وقوة، بابو ورفاقه على الطريق لهذا الآن.

ويبقى ما أنجزه بابو مثالا بديعا على دقة العلوم، فمن عينات صغيرة جدا وشبه تالفة بالكامل، عن كائنات عاشت قبل 30-40 ألف سنة، نتمكَّن من الحصول على معلومات يمكن أن تملأ مجلدات كاملة، أقدم عينة تمكَّن العلماء من تحليل حمضها النووي إلى الآن كانت لحصان يبلغ من العمر 700-800 ألف سنة، هل تتخيل ذلك؟! أما بالنسبة للنياندرتال فأقدم العينات عمرها يزيد على 400 ألف سنة!
نشأ الكون -كما نتصور- من انفجار كبير حدث قبل 13.8 مليار سنة، نما ببطء وانخفضت درجات حرارته مع تمدد الزمكان حتّى ظهرت المجرات الأولى بعد فترة قصيرة نسبيا، نحو مليار سنة فقط. بعد ذلك سمحت الظروف للكواكب أن تتكوَّن وتدور حول النجوم، ثم قبل 3.8-4.1 مليارات سنة ظهرت صور الحياة الأولى على كوكبنا بشكل ما زال يدعونا للتساؤل، قبل أن يوجد الإنسان العاقل فقط قبل 300 ألف سنة تقريبا، ثم يظهر العلم بصورته الحديثة قبل عدة مئات من السنوات فقط، فنستخدمه لسبر أغوار كل ذلك التاريخ الكوني المهيب.
قال كارل ساجان ذات مرة:
"نحن الكون وهو يحاول استكشاف ذاته".
______________________________________
مصادر

Scientific Background Discoveries concerning the genomes of extinct hominins and human evolution
المصدر : الجزيرة نت

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع