ضابط سوري سابق يمثل أمام محكمة سويدية بتهمة جرائم حرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الباراسيتامول.. خافض الحرارة والألم وأمير صيدلية المنزل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح - سياسي كويتي (رئيس الوزراء) (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 35 )           »          منظومات القبة الحديدية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 9 - عددالزوار : 15338 )           »          بينها القبة الحديدية ومقلاع داود.. ما منظومات الدفاع الإسرائيلية؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          "الوعد الصادق".. أول هجوم عسكري إيراني مباشر على إسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 3 - عددالزوار : 34 )           »          أبرز الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية في العقدين الأخيرين (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 12 - عددالزوار : 55 )           »          عام على حرب السودان.. صراع سياسي تسبب في كارثة إنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          وزراء إسرائيليون يدعون للرد على إيران "بجنون" (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صحف دولية: تحذيرات من خطر نشوب حرب شاملة بالشرق الأوسط (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الرئيس الإيراني: أي مغامرة إسرائيلية جديدة ستقابل برد أقوى (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          إيران تعلن نجاح نصف صواريخها في إصابة الأهداف (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 40 )           »          إسرائيل أنفقت 1.5 مليار دولار في ليلة واحدة لصد الهجوم الإيراني (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          كيف كان المسلمون يستقبلون شهر رمضان؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          بهجة الأعياد عند المسلمين (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح التــاريخ العسكــري و القيادة > قســـــم التــاريخ العـســــكــري
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


حملة جاليبولي أو حملة الدردنيل أو معركة جناق قلعة

قســـــم التــاريخ العـســــكــري


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 18-03-22, 03:31 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي حملة جاليبولي أو حملة الدردنيل أو معركة جناق قلعة



 


معركة جناق قلعة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
جناق قلعة هي مدينة تركية تقع على مضيق الدردنيل المحوري بين البحر الابيض المتوسط والبحر الأسود. في بداية العقد الثاني من القرن الماضي وتحديدا في عام 1915م خلال الحرب العالمية الأولى عزم كل من بريطانيا، فرنسا، أستراليا ونيوزيلندا على شن حملة عسكرية اسموها بحملة جاليبولي لاحتلال إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك وبطلب روسي للزحف إلى الشمال لمساندة روسيا ضد القوات الألمانية لتكبدها خسائر فادحة خلال الحرب وأيضًا لأن المنطقة ذات طابع جغرافي وعسكري واقتصادي.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


من وجهة نظر بريطانيا فإن إسطنبول وقد كانت تسمى القسطنطينية في العهد القديم هي إرث لهم فإن العثمانيون فتحوها بالتكبير والتهليل على يد السلطان محمد الفاتح ويجب أن تعود مهما كلف الأمر وباحتلال العاصمة فإن الدولة العثمانية تضعُف أكثر فأكثر، فبدأ التحالف بالتجهيز لهذه المعركة بالسفُن والأساطيل التي سوف تغزوا وتدمر كل ما يقف في طريقها وكان من المتوقع أن تكون المعركة سريعة وحاسمة حيث أن الجنود وضباط الجيش كانوا يبعثون بالرسائل إلى أهليهم يبشروهم بعودة المدينة وبالنصر العظيم الذي سوف يحققونه فيها. ومن الجانب العثماني فقد حشدوا كل طاقاتهم وقواتهم لتصدي الهجوم فإن سقطت إسطنبول ستسقط الدولة برمتها فما كان منهم إلا أن حشدوا المدافع والجنود لإستقبال الملحمة التي سوف يتذكرها العالم ويسطرها التاريخ.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
انتهت هذه المعركة التاريخية بانتصار الجيش العثماني على قوات التحالف بقيادة الامبراطورية البريطانيا وقُتل من جانب التحالف ما يقارب 300 ألف جندي واستشهد من الجانب العثماني ما يقارب 250 ألف جندي
وصل الأسطول إلى مياه مضيق الدردنيل ولجسِ نبض القوات العثمانية ألقت المدمرات القنابل على بعض النقاط العسكرية فلم يتم الرد فزادت ثقة قوات التحالف بنفسها وظنوا أن الأمر سوف يكون أسرع وأسهل من المتوقع وبعدها تحركوا لشن الهجوم ولكن حدث ما هو غير متوقع فإن الأسطول قد إصطدم بحقل ألغام مخفي مما تسبب بخسائر كبيرة مما جعلهم يتراجعون لأخذ خطة بديلة. ومن المواقف التي تُذكر في هذه المعركة بأن اسطول التحالف فتح نيرانه ضد المدفعية العثمانية مما تسبب بضرب نقطة عسكرية مهمة للعثمانيين حيث أنهُ قُتل الجميع ودُمرت الرافعة التي تحمل القنابل ولكن فجأة من تحت الانقاض خرج رجل يُدعى العريف سعيد تشابوك ونظر حوله فوجد أن كل شيء قد دُمر فلملم نفسه وقام وأخذ بحمل قنبلة تزن ما يقارب 250 كيلوغرام على ظهره ووضعها في المدفعية وقام بإطلاقها فأصابت أحد أهم سُفن التحالف مما رفع المعنويات عند الجنود العثمانيون وبدؤا بالتكبير لرفع معنويات الجيش بأكمله.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لم تسكت بريطانيا وحلفاؤها على هذا النصر العثماني الذي قام على استدراج وحدات أسطول التحالف إلى مياه المضيق واصطيادها بسهولة وسط حقل الألغام البحرية، فرأت تعزيز الهجوم البحري على الدردنيل بهجوم بري، على أن يكون دور القوات البرية هو الدور الأساسي، في حين يقتصر دور القوات البحرية على إمداد القوات البرية بما تحتاج إليه من أسلحة وذخائر ومواد تموينية، ومساعدتها على النزول إلى البر، وحماية المواقع البرية التي تنزل بها. وكانت القوات البريطانية البرية تتألف في معظمها من جنود أستراليين ونيوزلنديين، وهم معروفون بالبأس الشديد في القتال.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بدأت هذه القوات تصل إلى بعض المناطق في شبه جزيرة جاليبولي حتى إذا اكتمل عددها بدأت هجومها ونزلت بعض قواتها في بعض المناطق، لكن خانها التوفيق في اختيار الأماكن الصالحة، إذ نزلت في أراض تنحدر تدريجيا نحو ساحل البحر، وقد انتهز العثمانيون هذه الفرصة واصطادوا القوات البريطانية والفرنسية المهاجمة وفتحوا النيران فوق رؤسهم ليعلنوا بهذه الخطوة القيامة.
انتهت هذه المعركة التاريخية بانتصار الجيش العثماني على قوات التحالف بقيادة الامبراطورية البريطانيا وقُتل من جانب التحالف ما يقارب 300 ألف جندي واستشهد من الجانب العثماني ما يقارب 250 ألف جندي. إن هذه المعركة وغيرها من المعارك التي خاضتها الدولة العثمانية في تاريخها وتحديدًا اليوم الأخير فيها الذي حسم الأمر هو يوم من أيام الله الذي ينتصر فيه الحق على الباطل وتُرفع فيه رايات العدالة في الأرض، جيوش مجتمعة لم تستطع وتجرؤا على جيش واحد وهم كانوا يفوقون الجيش العثماني بالعدة والعتاد.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


يقول الله تعالى: "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" صدق الله العظيم.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مدونة : بشار الراميني

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 18-03-22, 03:41 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

( مصدر آخر )


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تُعرف هذه المعركة في تركيا باسم چنق قلعة ساواشي(بالتركية: Çanakkale Savaşı)‏ كونها وقعت في منطقة چنق قلعة. وفي بريطانيا، تسمى بمعركة مضيق الدردنيل.
كانت المعركة تهدف إلى غزو إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية ومن ثم الدخول إلى الجزء الشمالي الشرقي من تركيا لمساندة روسيا ضد القوات الألمانية، حيث طلبت روسيا من فرنسا وبريطانيا مساعدتها ضد القوات الألمانية في الجانب الشرقي بعد أن تكبدت القوات الروسية خسائر كبيرة أمام الألمان. والمعركة هي نصر للعسكرية العثمانية حتى يومنا هذا، وكانت خيبة أمل وهزيمة في سجل الجيش البريطاني.[1]
وقد أشرف القائد مصطفى كمال على هذه المعركة من الجانب العثماني، وتعد معركة جاليبولي نقطه سوداء بالتاريخ العسكري البريطاني بعد هزيمتهم بها أمام القوات العثمانية.

خلفية

في 29 أكتوبر 1914، أغارت سفينتان حربيتان ألمانيتان سابقتان، العثمانيتان يافيز سلطان سليم وميديلي، اللتان لا تزالان تحت قيادة الضباط الألمان، على البحر الأسود، حيث قصفوا ميناء أوديسا الروسي وأغرقوا عدة سفن. في 31 أكتوبر، دخل العثمانيون الحرب وبدأوا حملة القوقاز ضد روسيا. قصف البريطانيون حصونًا في غاليبولي لفترة وجيزة، وغزوا بلاد ما بين النهرين ودرسوا إمكانية إجبار الدردنيل.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

استراتيجية الحلفاء والدردنيل

قبل تصور عملية الدردنيل، كان البريطانيون يخططون للقيام بغزو برمائي بالقرب من الإسكندرونة على البحر الأبيض المتوسط ، وهي فكرة قدمها في الأصل بوغوس نوبار في عام 1914. وقد طُورت هذه الخطة من قبل وزير الدولة للحرب، المارشال إيرل كتشنر لقطع العاصمة من سوريا وفلسطين ومصر. كانت الإسكندرونة منطقة بها سكان مسيحيون وكانت المركز الاستراتيجي لشبكة السكك الحديدية للإمبراطورية؛ وكان الاستيلاء عليها سيقسم الإمبراطورية إلى قسمين. أمر نائب الأدميرال السير ريتشارد بيرس، القائد العام لجزر الهند الشرقية، النقيب فرانك لاركين من السفينة إتش إم إس دوريس بالسفر إلى الإسكندرونة في 13 ديسمبر 1914. وكان الطراد الروسي أسكولد والطراد الفرنسي ريكوين هناك أيضًا. كان كتشنر يعمل على الخطة في أواخر مارس 1915 وكانت بداية المحاولة البريطانية للتحريض على ثورة عربية. تخلوا عن إنزال الإسكندرونة لأنه عسكريًا كان سيتطلب موارد أكثر مما يمكن أن تخصصه فرنسا وسياسيًا لم ترغب فرنسا في أن يعمل البريطانيون في مجال نفوذهم، وهو الموقف الذي وافقت عليه بريطانيا في عام 1912.


بحلول أواخر عام 1914، على الجبهة الغربية، انتهى الهجوم المضاد الفرنسي البريطاني في معركة مارن الأولى وعانى البلجيكيون والبريطانيون والفرنسيون من العديد من الضحايا في معركة إيبرس الأولى في فلاندرز. انتهت حرب المناورة واستبدلت بحرب الخنادق. أغلقت الإمبراطورية الألمانية والنمسا-المجر طرق التجارة البرية بين بريطانيا وفرنسا في الغرب وروسيا في الشرق. كان البحر الأبيض في شمال القطب الشمالي وبحر أوخوتسك في الشرق الأقصى محاطين بالجليد في الشتاء وبعيدا عن الجبهة الشرقية؛ حوصر بحر البلطيق من قبل البحرية الإمبراطورية الألمانية وكان مدخل البحر الأسود عبر الدردنيلتحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية. بينما ظل العثمانيون على الحياد، كان ما يزال من الممكن إرسال الإمدادات إلى روسيا عبر الدردنيل ولكن قبل دخول العثمانيين في الحرب، أغلِقت المضائق؛ في نوفمبر بدأ العثمانيون في حفر المجرى المائي.


واقترح وزير العدل الفرنسي، أريستيد بريان، في نوفمبر مهاجمة الإمبراطورية العثمانية، لكن ذلك رُفض، وفشلت أيضًا محاولة البريطانيين رشوة العثمانيين للانضمام إلى جانب الحلفاء. في وقت لاحق من ذلك الشهر، اقترح ونستون تشرشل، اللورد الأول للأميرالية، هجومًا بحريًا على الدردنيل، استنادًا جزئيًا إلى تقارير خاطئة عن قوة القوات العثمانية. أراد تشرشل استخدام عدد كبير من البوارج التي عفا عليها الزمن، والتي لم تتمكن من العمل ضد أسطول أعالي البحار الألماني، في عملية الدردنيل، مع قوة احتلال صغيرة مقدمة من الجيش. كان من المأمول أن يؤدي الهجوم على العثمانيين إلى دفع بلغاريا واليونان (الممتلكات العثمانية سابقًا) إلى الحرب إلى جانب الحلفاء. في 2 يناير 1915، ناشد دوق روسيا الأكبر نيكولاس بريطانيا للمساعدة ضد العثمانيين، الذين كانوا يقودون حملة القوقاز. بدأ التخطيط لمظاهرة بحرية في الدردنيل لتحويل القوات العثمانية عن القوقاز.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

محاولة إخضاع المضائق

في 17 فبراير 1915، حلقت طائرة مائية بريطانية من إتش إم إس آرك رويال طلعة استطلاعية فوق المضيق. بعد يومين، بدأ الهجوم الأول على مضيق الدردنيل عندما بدأت فرقة عمل أنجلو-فرنسية قوية، بما في ذلك المدرعة البريطانية إتش إم إس الملكة إليزابيث، قصفًا بعيد المدى لبطاريات المدفعية الساحلية العثمانية. كان البريطانيون يعتزمون استخدام ثماني طائرات من آرك رويال لتحديد موقع القصف، لكن الظروف القاسية جعلت جميع هذه الطائرات، باستثناء واحدة، من طراز شورت تايب 136، غير صالحة للخدمة. أدت فترة من سوء الأحوال الجوية إلى تباطؤ المرحلة الأولية ولكن بحلول 25 فبراير قُلصت الحصون الخارجية وأزيلت الألغام من المدخل. بعد ذلك، هبطت قوات المارينز الملكية لتدمير المدافع في كوم كال وسد الباهر، بينما تحول القصف البحري إلى البطاريات بين كوم كيل وكيفيز.


محبطًا من تنقل البطاريات العثمانية، التي أفلتت من قصف الحلفاء وهددت كاسحات الألغام المرسلة لتطهير المضيق، بدأ تشرشل في الضغط على قائد البحرية، الأدميرال ساكفيل كاردين، لزيادة جهود الأسطول. وضع كاردين خططًا جديدة، وفي 4 مارس أرسل برقية إلى تشرشل، تفيد بأن الأسطول يتوقع وصوله إلى اسطنبول في غضون 14 يومًا. زاد الشعور بالنصر الوشيك من خلال اعتراض رسالة لاسلكية ألمانية كشفت أن الذخيرة في حصون الدردنيل العثمانية تنفد. عندما نُقلت الرسالة إلى كاردين، اتُفق على أن الهجوم الرئيسي سيبدأ في أو في حوالي 17 مارس. وُضع كاردن، الذي يعاني من الإجهاد، على قائمة المرضى من قبل المسؤول الطبي وتولى الأمر الأميرال جون دي روبيك.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

18 مارس 1915

في صباح يوم 18 مارس 1915، بدأ أسطول الحلفاء، المكون من 18 سفينة حربية مع مجموعة من الطرادات والمدمرات، الهجوم الرئيسي على أضيق نقطة في الدردنيل، إذ يبلغ عرض المضيق 1.6 كيلومترًا. على الرغم من بعض الأضرار التي لحقت بسفن الحلفاء التي اشتبكت في الحصون بنيران الرد العثمانية، فقد صدرت أوامر بكاسحات ألغام على طول المضيق. في الحساب الرسمي العثماني الساعة 2:00 بعد الظهر. انقطعت جميع أسلاك الهاتف، وانقطعت جميع الاتصالات مع الحصون، وخرجت بعض البنادق... ونتيجة لذلك تباطأ نيران المدفعية للدفاع إلى حد كبير. اصطدمت البارجة الفرنسية بوفيت بلغم، ما تسبب في انقلابها في دقيقتين، مع 75 ناجيًا فقط من إجمالي طاقم مكون من 718. انسحب كاسحات الألغام، التي يديرها مدنيون، تحت نيران المدفعية العثمانية، تاركين حقول الألغام سليمة إلى حد كبير. اصطدمت إتش إم إس إيريزستبل إتش إم إس إنفليكسبيل بألغام وغرقت إيريزستبل، وأنقِذ معظم أفراد طاقمها الناجين؛ أصيب إنفليكسبيل بأضرار بالغة وسُحبت. ساد التباس خلال المعركة حول سبب الضرر. ألقى بعض المشاركين باللوم على الطوربيدات. أرسِل إتش إم إس أوشين لإنقاذ إيريزستبل ولكنه تعطل من قذيفة مدفعية، وضرب لغمًا، وسُحب، وغرق في النهاية.


أبحرت البارجتان الفرنسيتان سوفرين وجالتا عبر خط ألغام جديد وضعه سرا عامل الألغام العثماني نصرت قبل عشرة أيام وتضررت أيضًا. أجبرت الخسائر دي روبيك على إطلاق استدعاء عام لحماية ما تبقى من قوته. أثناء التخطيط للحملة، كانت الخسائر البحرية متوقعة وأرسِلت بوارج عفا عليها الزمن بشكل أساسي، غير صالحة لمواجهة الأسطول الألماني. شعر بعض كبار الضباط البحريين مثل قائد الملكة إليزابيث، العميد البحري روجر كيز، أنهم اقتربوا من النصر، معتقدين أن ذخيرة المدافع العثمانية كادت أن تنفد، لكن مناظر دي روبيك، اللورد البحر الأول جاكي فيشر وساد آخرون. انتهت محاولات الحلفاء لفرض المضيق باستخدام القوة البحرية، بسبب الخسائر وسوء الأحوال الجوية. بدأ التخطيط للاستيلاء على الدفاعات التركية برًا، لفتح الطريق أمام السفن. حاولت غواصتان متحالفتان اجتياز مضيق الدردنيل لكنهما فقدتا بسبب الألغام والتيارات القوية.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أسباب الحملة

كان موقف روسيا في بدايات الحرب حرجاً للغاية بعد الهزائم المتكررة التي أنزلتها بها القوات الألمانية، وأرادت بريطانيا أن تفتح الطريق أمام الأساطيل البريطانية والفرنسية إلى البحر الأسود، وكانت منطقة المضايق هي التي تفصل بريطانيا وفرنسا عن روسيا وتحول دون إمدادها بالذخائر والأسلحة التي كانت في أشد الحاجة إليها بعد أن استنفذت احتياطاتها من الذخائر، وانعدمت قدرة مصانعها على تلبية أكثر من ثلث حاجتها من الذخائر.
وكانت بريطانيا غير راغبة في خروج روسيا من الحرب وتخشى ذلك، ولم يكن أمامها هي وحلفائها سوى بسط السيطرة العسكرية على منطقة المضايق، ضماناً لإرسال الذخائر والأسلحة إلى روسيا وحثها على مواصلة الحرب.
وفي الوقت نفسه كان الاستيلاء على المضايق يشد من أزر القوات الروسية ويرفع من معنوياتها التي انهارت أمام شجاعة القوات الألمانية وانتصاراتها المتتالية.
وفوق ذلك وعدت بريطانيا روسيا في حالة سيطرتها على منطقة المضايق بأنها ستهدي إليها مدينة إسطنبول؛ لحثها على الثبات والصمود، ولم تكن هناك هدية أعظم من أن تكون المدينة التاريخية تحت عرش الامبراطورية الروسية وهو الذي دام عقودا طويلة يحلم بمدينة إسطنبول.
ويضاف إلى هذه الاعتبارات أن نجاح حملة الدردنيل يجعل في متناول بريطانيا وحلفائها المحاصيل الوافرة من القمح التي تنتجها أقاليم روسيا الجنوبية، وأن رُسُو الأسطول البريطاني أمام إسطنبول يشطر الجيش العثماني شطرين، ويفتح الطريق إلى نهر الدانوب.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الهجمات البحرية

وفي (ذي الحجة 1332 هـ=نوفمبر 1914 م) اقترب الأسطول البريطاني من مياه الدردنيل وهو يمني نفسه بانتصار حاسم وسريع، والمعروف أن مضيق الدردنيل هو أول ما تقابله السفن القادمة من البحر المتوسط والمتجهة نحو البحر الأسود، وخلال ذلك تمر بالدردنيل ثم بحر مرمرة ثم البوسفور ثم مدخل البحر الأسود.
وقبل أن تتوغل بعض السفن البريطانية في مياه مضيق الدردنيل، ألقت بعض المدمرات قنابلها على الاستحكامات العسكرية العثمانية، ولم تتحرك هذه القوات للرد على هذا الهجوم ووقفت دون مقاومة، الأمر الذي بث الثقة في رجال الأسطول البريطاني، وأيقنوا بضعف القوات العثمانية وعجزها عن التصدي لهم، وتهيئوا لاستكمال حملتهم البحرية.
وبعد مضي شهرين أو أكثر من هذه العملية توجهت قطع عظيمة من الأسطول البريطاني إلى الدردنيل، وهي لا تشك لحظة في سهولة مهمتها، واستأنفت ضرب الاستحكامات العسكرية الأمامية مرة أخرى، ثم اقتحم الأسطول البريطاني المضيق في جسارة، وكم كانت المفاجأة مروعة له، حين اصطدم بحقل خفي من الألغام في مياه الدردنيل، وأصيب بأضرار بالغة بسبب ذلك، وكان لهذا الإخفاق دوي هائل وصدى واسع في جميع أنحاء العالم.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
البارجة البريطانية ماجيستيك في معركة الدردنيل

الهجمات البرية

لم تسكت بريطانيا وحلفاؤها على هذا النصر العثماني الذي قام على استدراج وحدات الأسطول البريطاني إلى مياه المضيق واصطيادها بسهولة وسط حقل الألغام البحرية، فرأت تعزيز الهجوم البحري على الدردنيل بهجوم بري، على أن يكون دور القوات البرية هو الدور الأساسي، في حين يقتصر دور القوات البحرية على إمداد القوات البرية بما تحتاج إليه من أسلحة وذخائر ومواد تموينية، ومساعدتها على النزول إلى البر، وحماية المواقع البرية التي تنزل بها.
وكانت القوات البريطانية البرية تتألف في معظمها من جنود أستراليين ونيوزلنديين، وهم معروفون بالبأس الشديد في القتال، ويقود هذه القوات سير إيان هاملتون، وكانت القوات الفرنسية بقيادة الجنرال جورو تعزز البريطانيين.
بدأت هذه القوات تصل إلى بعض المناطق في شبه جزيرة غاليبولي في شهر (جمادى الآخرة 1333 هـ = أبريل 1915 م)، حتى إذا اكتمل عددها بدأت هجومها على منطقة المضايق، ونزلت بعض قواتها في بعض المناطق، لكن خانها التوفيق في اختيار الأماكن الصالحة، إذ نزلت في أراض تنحدر تدريجيا نحو ساحل البحر، واشتركت في الإنزال كتيبة يهودية وأخرى يونانية.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قبور الشهداء

وقد انتهز العثمانيون هذه الفرصة واصطادوا القوات البريطانية والفرنسية المهاجمة، وكانوا قد أكملوا استعدادهم لمواجهة هذا النزول المتوقع، وأظهروا بسالة فائقة وشجاعة نادرة أعادت إلى الأذهان أمجاد العسكرية العثمانية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
(قبور شهداء معركة جناق قلعة (حملة جاليبولي في تركيا


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نصب تذكاري لشهداء المعركة

وبينما كان القتال يدور في ضراوة بالغة أحرز الجنود المهاجمون نصرا على الأتراك (في 25 من رمضان 1333 هـ = 6 من أغسطس 1915 م) بعد أن وصلت إليهم إمدادات كثيرة، ونجحوا في أخذ الأتراك على غرة، غير أن قائد القوات المهاجمة لم يستثمر هذا النصر الخاطف بأن يبدأ في التوغل نحو شبه جزيرة غاليبولي، وظل متباطئا دون تطوير هجومه، الأمر الذي جعل القوات العثمانية تنجح في صد المهاجمين، واسترداد ما تحت أيديهم وتكبيدهم خسائر فادحة بعدما وصلتهم إمدادات سريعة.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الانعكاسات السياسية

وقد أدى انتصار العثمانيين في حملة جاليبولي إلى تأخير سقوط إسطنبول عاصمة الدولة العثمانيين في أيدي قوات لسنتين، وتكبيد بريطانيا وحليفاتها مائة وعشرين ألفاً من القتلى والجرحى، وأخفقت في تحقيق هدفها الرئيسي وهو الاستيلاء على المضايق، وكان الفشل مزدوجا في البر والبحر.


المصدر : وكيبيديا




 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 29-09-23, 06:10 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي عركة جناق قلعة.. يوم هزم العثمانيون بريطانيا وفرنسا وحطموا أساطيلهما



 

معركة جناق قلعة.. يوم هزم العثمانيون بريطانيا وفرنسا وحطموا أساطيلهما

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في عام 1914، وقعت الحرب العالمية الأولى التي استمرت أربع سنوات سقط فيها ما يقارب العشرين مليون قتيل، بالإضافة إلى عشرات الملايين من الجرحى والمُشرَّدين في القارة الأوروبية، فضلا عن امتداد شرارة الحرب إلى آسيا وأفريقيا الشمالية. ورغم أن السبب المباشر لنشوب الحرب العالمية الأولى كان حادثة اغتيال ولي عهد النمسا "فرانز فرديناند" مع زوجته بواسطة طالب صربي في يونيو/حزيران عام 1914 أثناء زيارتهما لسراييفو في البوسنة، فإن الدارسين رصدوا جملة من الأسباب الفعلية مهَّدت لنشوب الحرب، أبرزها توتر العلاقات الدولية في مطلع القرن العشرين بسبب توالي الأزمات والحروب والصراعات على تركة الدولة العثمانية.

أحد هذه الأزمات هي أزمة منطقة البلقان وتصارع الدول الأوروبية للسيطرة عليها وطرد الخلافة العثمانية منها، فقد سيطرت النمسا على البوسنة والهرسك عام 1908، واشتعلت حربا البلقان الأولى والثانية في السنوات التالية مباشرة، وهناك كذلك الصراع بين فرنسا وألمانيا وإيطاليا على النفوذ في شمال أفريقيا. وأدَّت كل هذه الأحداث إلى نمو النزعة القومية داخل أوروبا وتطلُّع بعض الأقليات إلى الاستقلال وتأزُّم العلاقات بين الدول.

يُضاف إلى ذلك تزايد التنافس الاقتصادي والتجاري بين الدول الإمبريالية لاقتسام النفوذ حول العالم والسيطرة على الأسواق لتصريف فائض الإنتاج الصناعي والمالي والتزوُّد بالمواد الأولية، فضلا عن دخول الدول الإمبريالية في تحالفات سياسية وعسكرية أدَّت إلى سباق تسلُّح بين الدول المتنافسة التي رفعت من نفقاتها العسكرية. وبعد حادثة اغتيال ولي عهد النمسا، وجَّهت النمسا إنذارا لصربيا في 23 يوليو/تموز 1914 تطلب فيه الموافقة على 10 مطالب في غضون يومين. ورغم أن صربيا وافقت على معظم هذه المطالب، فإن النمسا عدَّت عدم الوفاء بها كاملة بمنزلة رفض للمطالب جميعها، فأعلنت الحرب على صربيا بعد أيام رغم المساعي الدولية لحل الخلاف.

كانت الدولة العثمانية رغم دخولها في طور الضعف منذ القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بمنزلة أكبر نُقطة توازن سياسي وإستراتيجي بين الممالك والدول الأوروبية التي حكمت العالم القديم من جهة، مثل روسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والنمسا وإيطاليا، وبين الممالك الصغيرة التي ارتبطت بهذه الإمبراطوريات الكبيرة مثل بلغاريا واليونان ورومانيا من جهة أخرى. ولكن حين اشتعل الصراع في القارة الأوروبية، لجأت كلٌّ من فرنسا وإنجلترا إلى استقطاب الإمبراطورية الروسية القيصرية، وبناء على وعود فرنسية-بريطانية بدعم الروس والتقسيم العادل لثروات وأراضي الدولة العثمانية، تطلَّعت روسيا إلى احتلال مضايق البوسفور والدرنديل، فضلا عن احتلال إسطنبول (القسطنطينية) العاصمة التاريخية للإمبراطورية البيزنطية الأرثوذكسية التي أسقطها العثمانيون قبل ذلك بخمسة قرون. وقد كان الروس ولا يزالون يرون أنفسهم الورثة الشرعيين لهذه الإمبراطورية الدينية التاريخية. ومن جهتها، لم يكن للنمسا حليف حتى تلك اللحظة، ولذا سرعان ما طلبت معونة ألمانيا التي استجابت لها، وكذلك فعلت بلغاريا التي تحكم علاقتها بصربيا عداوة تاريخية من عداوات أولاد العم التقليدية، ومن ثمَّ تشكَّل رويدا "المحور" الذي خسر الحرب في الأخير، بعد أن دفع العثمانيين إلى التورُّط معه فيها.

تورط العثمانيين في الحرب

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

العسكريون الثلاثة"طلعت باشا" و"أنور باشا" و"جمال باشا" من اليسار لليمين (مواقع التواصل)


رغم كل هذه الصراعات في قلب القارة الأوروبية، ظلَّت الدولة العثمانية تنأى بنفسها عن هذا الصراع الدامي، لا سيما وقد خرجت من حربَيْ البلقان الأولى والثانية بهزائم مُفجعة. غير أن توجُّهات العسكريين الثلاثة "طلعت" و"أنور" و"جمال"، الذين حكموا الدولة العثمانية بعد انقلابهم على السلطان "عبد الحميد الثاني" عام 1908 وسيطروا على الحُكم فعليا، سرعان ما أدخلت الدولة العثمانية حربا أخرى، وعالمية هذه المرة. فحين اندلعت الحرب العالمية الأولى، وأعلنت ألمانيا الحرب على روسيا في أغسطس/آب 1914، كانت جمعية الاتحاد والترقي واقعة تحت تأثير "الإعجاب بالألمان" ونموذج دولتهم، ورأى زعماء الاتحاد والترقي أن مستقبل الدولة العثمانية مُعلَّق بانتصار ألمانيا. ولذا، بعد انتصار الدول المتحالفة، وقعت الكارثة وضاعت الأراضي العربية، بل وقُسِّمَت أيضا أراضي الأناضول بين عدد من الدول الغربية.

تورَّطت الدولة العثمانية إذن، واشترك الأسطول العثماني بجوار الألماني في ضرب الموانئ الروسية الواقعة على البحر الأسود، وأراد الضباط الثلاثة بذلك أن تتفكك الدولة الروسية صاحبة العداء التاريخي مع العثمانيين، وأن يستغلوا هذا التفكك في إعادة بناء الوحدة مع الممالك والإمارات التركية التي احتلها الروس منذ القرن الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين في القوقاز ووسط آسيا. يُضاف إلى ذلك دور الروس الكبير في دعم تمرد الأرمن واليونان والبلغار والصرب على العثمانيين طوال عقود، وهو ما حفَّز الضباط في إسطنبول أكثر على الانحياز للألمان. ورغم أهمية كل هذه المسوغات، فإن واقع الدولة العثمانية وعجزها المالي والحربي والعسكري دلَّ على شيء آخر، وأوجب عليهم التريُّث وإعادة بناء ما استنزفته الحروب السابقة.

إزاء هذه التطورات، وإثر تعرض الموانئ الروسية للقصف من قِبَل العثمانيين والألمان، سارعت روسيا بدورها إلى عقد تحالف مع بريطانيا وفرنسا، وبدأت الحرب العالمية الأولى تأخذ أشكالا أكثر دموية، وامتدت في قارات العالم الثلاث، والحق أن الحكومة البريطانية وهي تحارب الألمان في الجبهة الغربية من أوروبا واجهتها مشكلات غير متوقعة ولم تكن لديها فكرة عن كيفية معالجتها. فعندما بدأت الحرب لم يخطر لأحد في بريطانيا أن الجيوش المتحاربة ستحفر خنادقها عبر أوروبا الغربية، ولذا حين بدأت حرب الخنادق والأسلاك الشائكة لم يدرِ أحد كيفية اختراق العدو. ومع انتهاء عام 1914 وبداية عام 1915، ازداد استياء مجلس الوزراء البريطاني من إدارة الحرب، وبدا أن إستراتيجية اللورد "كيتشنر" وزير الحرب والرجل الستيني المخضرم بتركيز كل القوات في أوروبا الغربية لا تعطي أي أمل بالنصر في المستقبل المنظور، بل على العكس تُطيل أمد الحرب وتزيد الخسائر البشرية.


البحث عن ثغرة في جبهة تركيا

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

(مواقع التواصل)


توقَّع فريق كبير من الساسة البريطانيين والفرنسيين عند بدء الحرب أنها ستنتهي في غضون أيام أو أسابيع، ولكن إزاء تجمد الموقف وحالة الاستنزاف الحاصلة في الغرب مع امتداد المعركة لأشهر حتى بدايات عام 1915، انقسم أعضاء الحكومة البريطانية مدنيين وعسكريين إلى عدة آراء، فمنهم فريق قاده "جورج لويد" وزير الذخائر -الذي صار رئيس وزراء بريطانيا فيما بعد- ورأى الدخول في تحالفات مع دول البلقان للهجوم على دول المحور من أضعف مناطق تابعة لهم (المنطقة الشرقية في أوروبا ومنها الدردنيل) ثم احتلال إسطنبول. وقد رفع "موريس هانكي"، سكرتير مجلس وزراء الحرب وأكثر الموظفين المدنيين نفوذا آنذاك، مذكرة بتاريخ 28 ديسمبر/كانون الأول 1914 إلى مجلس الوزراء جاء فيها: "ربما كان بالإمكان ضرب ألمانيا بصورة أشد فاعلية وبنتائج أكثر ديمومة بالنسبة للسلام العالمي، عبر حلفائها وخصوصا عبر تركيا".

عارض فريق آخر هذا المقترح، وعلى رأسه وزير الحرب "كيتشنر" ووزير البحرية "تشرشل" -الذي صار رئيس وزراء بريطانيا الأشهر في الحرب العالمية الثانية- ووزير الخارجية "إدوارد غراي"، إذ رأى الثلاثة استحالة الاستيلاء على إسطنبول بواسطة الأسطول البريطاني وحده، وأنه لا بد من اشتراك قوات برية. بيد أن اشتراك قوات برية في مثل هذه المعركة المقترحة لم يحظَ بتأييد "كيتشنر" مع إيمانه بضرورته؛ بسبب تركز معظم القوات البرية في الجبهة الغربية لحماية الشواطئ البريطانية والأراضي الفرنسية من أي هجوم ألماني مُباغت.

في بدايات عام 1915، وتحت إلحاح وضغط من روسيا القيصرية بضرورة مهاجمة بريطانيا الدردنيل، وبسبب هجوم العثمانيين على جنوب القوقاز؛ وافق وزير الحربية "كيتشنر" على شن الهجوم مُضطرا خشية أن تنسحب روسيا من الحرب؛ إذ لو انسحبت لاستطاع الألمان أن يركزوا جميع قواتهم في الجبهة الغربية ويُلحِقوا الهزيمة بالفرنسيين والبريطانيين، ومن ثمَّ صدرت الأوامر بالسيطرة على الدردنيل واحتلال إسطنبول. وقد أصرَّ "كيتشنر" على أن يكون



الهجوم بحريا فقط، لكنَّ فريقا من العسكريين والمدنيين في الحكومة رأوا استحالة نجاح مثل هذا الهجوم، فأرسل "تشرشل" يستوضح رأي قائد سفن الأسطول البريطاني المرابطة قُرب الدردنيل الأميرال "ساكفيل كاردِن"، فسأله في برقية: "هل تعتبر اقتحام الدردنيل بسفن الأسطول وحدها أمرا عمليا؟"، وأضاف أن السفن الأقدم هي التي ستُستخدم وأن أهمية هذه العملية تسوِّغ تحمُّل خسائر جسيمة.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قائد سفن الأسطول البريطاني الأميرال "ساكفيل كاردِن" (مواقع التواصل)


جاء رد الأميرال "كاردِن" كالآتي: "إن الدردنيل لا يمكن الاستيلاء عليه بهجوم واحد، لكن يمكن اقتحامه بعمليات مطولة وباستخدام عدد كبير من السفن". في نهاية المطاف قرر "كيتشنر" بعد استطلاع آراء ضباط البحرية والمخابرات المطلعين على الأوضاع، والخبراء في الجغرافيا العثمانية، أن يُرسِل الفرقة 29 البرية (آخر فرقة عسكرية برية ترابط في بريطانيا)، علاوة على قوات أسترالية ونيوزيلندية وصلت مصر آنذاك للمشاركة في الهجوم المرتقب على الدردنيل وإسطنبول.

استغل البريطانيون دخول العثمانيين الحرب، فأرسلوا قواتهم لاحتلال العراق وأعلنوا الحماية على مصر، وقد أدَّى هذان الحدثان إلى خلخلة كبيرة في الهيمنة العثمانية على مناطق أساسية ومهمة في الشرق الأوسط. ولذا، فور تعيينه واليا على سوريا بعد وقت قصير من بدء الحرب، حدَّد "جمال" باشا لنفسه منذ وصوله إلى دمشق مهمة تنظيم قوة بهدف إخراج القوات البريطانية من الأراضي المصرية. وقد نُفِّذ الهجوم المُخطَّط له في يناير/كانون الثاني 1915 في ذروة استعدادات البريطانيين لمعركة الدردنيل، أو كما يسميها الأتراك معركة "جناق قلعة". واجتاز نحو 80 ألف مقاتل من الجنود العثمانيين صحراء سيناء حتى بلغوا قناة السويس، لكنهم تلقوا هزيمة قاسية أجبرتهم على العودة بعد عام آخر. وقد أدَّى فشل هذه الحملات في النهاية إلى احتلال البريطانيين فلسطين، واحتلال الفرنسيين سوريا ولبنان، وخروج العثمانيين من الحجاز وغرب الجزيرة العربية.

في معركة جناق قلعة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

(مواقع التواصل)


اتفق البريطانيون والفرنسيون تحت طلب مباشر من حلفائهم الروس على التحرك والهجوم البحري بجوار فرقة برية بريطانية، بعدما أجمع صناع القرار البريطانيون على أن تكون المعركة بحرية برية على عدة مراحل. وأيَّد الفرنسيون هذه الخطة التي شُرِع في تنفيذها في فبراير/شباط 1915 عن طريق العديد من الطرادات البحرية البريطانية والفرنسية، فضلا عن الغواصات التي بلغت 5 غواصات بريطانية وغواصتين فرنسيتين، كما قَبِلَ الفرنسيون أن تكون العملية بقيادة الأميرال "كاردِن".

على الجانب المقابل، ارتكزت الخطة العثمانية على عدة مهام، أولها زيادة عدد الألغام في المضيق، وثانيها دعم وزيادة المدفعية في البطاريات الموجودة على الشاطئ الشرقي-الآسيوي للمضيق بمناطق "كوم قلعة" و"أورهانيه" و"أرَن كوي" و"يَني كوي"، وكذلك في الناحية الأخرى من فم المضيق في "غاليبولي" الأوروبية، وثالثها زيادة عدد القوات البرية إلى أكثر من مئة ألف، إذ أدرك العثمانيون أن البريطانيين قادمون بقوات برية قوية مدعومة من الأستراليين والنيوزيلنديين. أما آخر التدابير التي اتخذها العثمانيون في حراسة مضيق الدردنيل فكانت من خلال السفن والطرادات العسكرية التي وُضعت في مواجهة العدو البريطاني والفرنسي من خلف خطوط الألغام البحرية. ونستطيع أن نتتبَّع من خلال التوثيق التاريخي الذي أشرفت عليه وزارة الدفاع التركية فيما بعد بعنوان "الحركات البحرية التركية في الحرب العالمية الأولى"، تناغم هذه العناصر الأربعة في تكبيد الإنجليز والفرنسيين خسائر فادحة في المعدات والأرواح على مدار شهرين ونيف من القتال.

إزاء الضغط العصبي والنفسي في أرض الميدان، توعَّكت صحة قائد الأسطول البريطاني الأميرال "كاردن"، وأرسل برقية عاجلة إلى وزير البحرية "تشرشل" في لندن تُخبره بأن الطبيب المعالج نصحه بالركون إلى الراحة مدة أربعة أسابيع. وعلى الفور أصدر "تشرشل" قراره إلى مَن يليه في الرتبة الأميرال "جون دي روبيك" لقيادة الأسطول، واتفق الجميع على أن يُنفَّذ الهجوم الأوسع على المضيق والقوات العثمانية في 18 مارس/آذار 1915 حالما تتحسن الأحوال الجوية في المضيق.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الأميرال "جون دي روبيك" (مواقع التواصل)


صحيح أن محاولات الأسطول البريطاني ومدفعياته الثقيلة ذات المدى البعيد أثَّرت كثيرا في بطاريات ومدفعيات العثمانيين الثابتة على جانبَيْ المضيق وألحقت بها خسائر كبيرة، وخاصة في منطقة "كوم قلعة" التي تضررت بشدة من قصف البحرية البريطانية، لكن الهجمات تواصلت من الجانبين على هذا المنوال حتى بلغت ذروتها في يوم 18 مارس/آذار 1915، حين شنَّ أسطول ضخم مؤلَّف من سفن إنجليزية وفرنسية هجومه في محاولة أخيرة لعبور المضيق، ومن ثمَّ السيطرة على إسطنبول.

قبل هذا الهجوم بليلة واحدة، لغَّم العثمانيون المناطق القريبة والموازية للساحل في المضايق، ولم تلتقط المخابرات الجوية البريطانية تحرُّكهم ذاك. ولهذا السبب، دخل أسطول كبير من البوارج الحربية البريطانية والفرنسية واصطدم بهذا الخط الطويل من الألغام، فغرقت العديد من السفن، وعند استعراض الأميرال الجديد "دي روبيك" نتائج المعركة في ذلك اليوم قال: "أظن أني انتهيتُ".

إزاء هذه التطورات ظهر على سطح الأحداث الجنرال "إيان هامِلتون" قائد القوات البرية في هذه الحملة، وقد أرسل "دي روبيك" إلى "تشرشل" يستحثّه على ضرورة اشتراك القوات البرية وإتمام عملية الإنزال في غاليبولي لاحتلال مراكز البطاريات والمدفعية بغية إتمام عملية الولوج البحري للأسطول حتى تتمكن من الوصول إلى إسطنبول واحتلالها. ولكي تعيد القوات البحرية والبرية ترتيب أوضاعها، اضطر الأسطول المنهزم في معركة 18 مارس/آذار إلى الانسحاب إلى مصر لتجميع قواته، حتى تستكمل القوات البرية للحلفاء أوضاعها وتجهيزاتها بحلول أواخر إبريل/نيسان من العام نفسه.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الجنرال "إيان هامِلتون" قائد القوات البرية في الحملة (مواقع التواصل)


في 25 إبريل/نيسان 1915، تمكنت قوات الحلفاء من تنفيذ عملية الإنزال، واستطاعت أن تتمركز في 6 مناطق جنوب شبه جزيرة غاليبولي، ولكن سرعان ما قابلتهم إرادة الجنود العثمانيين ومقاومتهم، فأجبرتهم على التراجع وأفشلت مخططات استيلائهم على غاليبولي. ونجحت القوات العثمانية أيضا في صد خُطوط الإمداد الإضافية للحلفاء، وأجبرتها على الانسحاب هي الأخرى. وقد أبلوا في ذلك بطولات خارقة، لعل أشهرها بطولة الجندي التركي الشهير الأونباشي "سيد تشابوك" الذي تمكَّن من حمل قذيفة مدفعية بلغت ربع طن بعد قصف بريطاني عنيف دمَّر البطارية التي كان متمركزا فيها هو وزملاؤه، وكان لهذه القذيفة دور كبير في إغراق أهم مدمرات الأسطول البريطاني واندحاره إلى الوراء.

لا تزال مقابر شهداء العثمانيين من الأتراك والعرب والأكراد وغيرهم ممن شاركوا في صفوف القوات العثمانية شاهدة على بطولاتهم الكبرى في صد قوات الحلفاء البحرية والبرية رغم إمكانياتهم المادية الضعيفة، بل ولو استمرت المعركة أكثر من ذلك ولم ينسحب الأسطول البريطاني لربما نفدت أسلحة العثمانيين واضطروا إلى إخلاء مواقعهم؛ كما قال المؤرخ "ديفيد فرومكين" في كتابه المهم "سلام ما بعده سلام". ولقد علمت المخابرات الحربية البريطانية هذه الحقائق ومدى ضعف إمكانيات العثمانيين في حينها، وكانت السبب في تقدمهم لاحتلال المضيق ومن ثم إسقاط العاصمة إسطنبول، لكن جنود الميدان سطَّروا نصرا عظيما في تلك المعركة في الأخير، وسرعان ما مهَّدوا الطريق لحرب الاستقلال التي استرجعت تركيا على إثرها معظم الأراضي الأناضولية التي خسرتها في الحرب العالمية الأولى بعد بضع سنوات.


المصدر : الجزيرة نت -
محمد شعبان أيوب

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع