مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 7 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2404 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح المعرفـــة > قســــــم الشــــخصيات الســــــياســـــــية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


محمد نجيب أول رئيس لمصر.. دعا للديمقراطية فسحقته دكتاتورية العسكر

قســــــم الشــــخصيات الســــــياســـــــية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 11-12-20, 07:50 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي محمد نجيب أول رئيس لمصر.. دعا للديمقراطية فسحقته دكتاتورية العسكر



 

محمد نجيب أول رئيس لمصر.. دعا للديمقراطية فسحقته دكتاتورية العسكر

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مخاوف محمد نجيب من حكم العسكر تحققت (من موقع "ذاكرة مصر المعاصرة" التابع لمكتبة الإسكندرية)
يوما بعد آخر يثبت الحكم العسكري في مصر فشله في إدارة العديد من الملفات المهمة وعلى رأسها أزمة سد النهضة والتفريط في حقوق مصر وأراضيها وتوريط الجيش في السياسة والنشاط الاقتصادي، لتقفز الذاكرة سريعا إلى تحذيرات محمد نجيب أول رئيس للجمهورية المصرية بشكلها الحديث الذي طالب بإبعاد العسكر عن الحكم والسياسة فكان مصيره العزل والتشويه وتقييد حريته.
إن قصة نجيب الذي تحل ذكرى وفاته اليوم 28 أغسطس/آب هي قصة حلم مصري في الحرية والديمقراطية انتهى سريعا بعدما وأده العسكر في مهده لتقع مصر في براثن الدكتاتورية العسكرية.
وتحققت مخاوف نجيب التي أوردها في مذكراته ليصبح حكم العسكريين نقطة تحول في تاريخ حكم مصر، لم تستطع بعده أن تعود للحكم المدني الطبيعي.

المولد والنشأة

ولد محمد نجيب في العاصمة السودانية الخرطوم في 19 فبراير/شباط 1901، بحسب السجلات العسكرية، وكان والده يوسف نجيب ضابطا بالجيش المصري في السودان برتبة بكباشي (مقدم)، وجده لأمه الأميرالاي المصري (عميد) محمدبك عثمان الذي قتل في إحدى معارك الجيش المصري ضد الثورة المهدية.
عاش نجيب الابن في السودان حتى أتم دراسته الثانوية، ليشرع بعدها في تحقيق حلمه والسير على خطى والده وخاله عبد الوهاب عثمان ليعود إلى مصر وينضم إلى المدرسة الحربية عام 1917، ويتخرج منها بعد أشهر قليلة أظهر فيها تفوقا واضحا، ليعود للسودان مجددا ولكن كضابط بالجيش المصري هناك.
وفي عام 1923 انتقل نجيب إلى الحرس الملكي في القاهرة، ولم يستمر طويلا بسبب علاقاته بالمناضلين السودانيين وتأييده لهم، وفي عام 1934 نُقل إلى سلاح حرس الحدود في العريش، وبعد معاهدة 1936 كان ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في الخرطوم.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تفوق وشجاعة

كان شغوفا بالبحث العلمي والدراسة إلى جانب عمله العسكري، فحصل على شهادة البكالوريا عام 1923 والتحق بكلية الحقوق وفي عام 1927 أصبح أول ضابط في الجيش المصري يحصل على ليسانس الحقوق.
وواصل نجيب تحصيله العلمي ونال دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1929، ودبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص عام 1931، وحصل على شهادة أركان حرب عام 1939، وقبلها أسس مجلة الجيش المصري عام 1937.
اشترك نجيب في حرب فلسطين عام 1948 وأظهر خلالها شجاعة كبيرة حتى أنه أصيب عدة مرات، بينها ثلاث إصابات خطيرة، ليحصل بعدها على "نجمة فؤاد العسكرية الأولى" ورتبة "البكوية"، ويصبح مديرا لمدرسة الضباط بعد انتهاء الحرب.

الصدام مع القصر

في عام 1950 رُقي محمد نجيب إلى رتبة لواء وكان مرشحا لمنصب وزير الحربية في وزارة نجيب الهلالي لكن شعبية اللواء نجيب وشخصيته المحبوبة لدى الضباط دفعتا القصر الملكي لمعارضة تعيينه وزيرا.
ويتصاعد الصدام بين القصر ونجيب بعد نجاحه في تولي رئاسة مجلس إدارة نادي الضباط في 1 يناير/كانون الثاني 1952 بأغلبية الأصوات رغم إرادة القصر، ما دفع الملك فاروق إلى حل المجلس.

في هذه الأثناء، كان لنجيب دور أهم لا يعلمه الملك ورجاله يقينا وإن كانت تحوم حوله الشكوك، وهو قيادة تنظيم الضباط الأحرار، الذين رأوا في انضمام نجيب إليهم بمثابة "كنز عظيم" كما وصفه عبد الحكيم عامر لجمال عبد الناصر.
لعبت شعبية نجيب وسمعته الطيبة دورا كبيرا في انضمام كثير من ضباط الجيش إلى التنظيم ولاحقا في تأييد الانقلاب العسكري الذي وقع في 23 يوليو/تموز 1952 وأطاح بالملك فاروق وعرف بحركة الجيش المباركة ثم لاحقا باسم ثورة يوليو 1952.

الجيش يحكم

مع شعبية نجيب الجارفة وتشكيله أول وزارة عقب حركة الجيش، ثم توليه رئاسة الجمهورية بعد إعلانها في 1953 بدأت بوادر الخلاف مع ضباط مجلس قيادة الثورة تطفو على السطح، فبينما كان نجيب يرى ضرورة عودة الجيش إلى ثكناته وإبعاده عن السلطة وعودة الحياة النيابية المدنية، كان للعسكر رأي آخر انتهى بعزل نجيب ووضعه تحت الإقامة الجبرية.
في مذكراته الشهيرة "كنت رئيسا لمصر"، يكشف محمد نجيب كيف بدأت الدكتاتورية العسكرية بقيادة جمال عبد الناصر تتغلغل في البلاد وتضرب كل أحلامه وأحلام المصريين في الحرية والحياة السياسية الديمقراطية.

"لقد خرج الجيش من الثكنات وانتشر في كل المصالح والوزارات المدنية فوقعت الكارثة التي لا نزال نعاني منها إلى الآن في مصر، كان كل ضابط من ضباط القيادة يريد أن يكون قويا"، وفق تعبير نجيب في مذكراته.
وبدأ الجيش يُحكم سيطرته على الحياة السياسية في مصر، بمساعدة من رجال قانون لم يجدوا حرجا في تكييف القوانين على هوى ضباط المجلس لينتهي الأمر بالبلاد إلى "هاوية اللاقانون".
وأصبحت السلطة مركزة في أيدي بعض الضباط بزعامة جمال عبد الناصر، والذين كانوا ينفذون قراراتهم رغم معارضة الرئيس محمد نجيب ونفر قليل من أعضاء المجلس، ما دفع نجيب إلى تقديم استقالته في فبراير/شباط 1954.

الإطاحة بنجيب

قبِل مجلس قيادة الثورة استقالة نجيب، وشرع في تشويه صورته، ولكن خروج مظاهرات شعبية حاشدة، واحتجاج أسلحة من الجيش وعلى رأسها سلاح الفرسان على تنحية نجيب أجبرت المجلس على التراجع وإعادة نجيب إلى السلطة.
ولم تمر سوى أيام قليلة حتى بدأت "أزمة مارس" الشهيرة بعد الإعلان عن قرارات لتنظيم العمل السياسي والتمهيد لحل مجلس الثورة، ثم تراجع المجلس لاحقا عن هذه القرارات، ونظم مظاهرات مدفوعة للهتاف ضد الحرية والديمقراطية، قبل أن يوجه عبد الناصر ضربته الجديدة لنجيب بتنحيته عن رئاسة الوزراء وتقليص صلاحياته كرئيس للجمهورية.
وخلال أشهر قليلة تمكن عبد الناصر من السيطرة على المجلس وتنحية معارضيه ووجه الضربة القاضية لنجيب والديمقراطية معا في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1954، حيث صدر قرار بعزل نجيب ووضعه تحت الإقامة الجبرية في قصر زينب الوكيل بحي المرج بالقاهرة، حتى أصدر الرئيس أنور السادات قرارا بإنهاء إقامته الجبرية عام 1971.

تزوير التاريخ

لم يتوقف تنكيل عبد الناصر بنجيب عند حد عزله ووضعه قيد الإقامة الجبرية ولكنه عمل على إزالة اسمه من كتب التاريخ والوثائق الرسمية والسجلات، ومنع ظهوره في وسائل الإعلام، أو الإشارة إليه بوصفه الرئيس الأول للجمهورية المصرية، ولعل ذلك ما دفع نجيب إلى اختيار عبارة "كنت رئيسا لمصر" عنوانا لمذكراته التي كتبها في محبسه.
يصف نجيب في مذكراته ما آل إليه حال مصر بعد أن استفرد العسكر بالحكم وانتشار المعتقلات والفساد والأزمات قائلا "عرفت ساعتها كم كانت جريمة الثورة في حق الإنسان المصري بشعة، وعرفت ساعتها أي مستنقع ألقينا فيه الشعب المصري، لقد فقد حريته وفقد كرامته وفقد أرضه وتضاعفت متاعبه، المجاري طفحت، المياه شحت، الأزمات اشتعلت، الأخلاق انعدمت، والإنسان ضاع".

نهاية الرحلة

توفي الرئيس محمد نجيب في 28 أغسطس/آب 1984، بعد معاناة مع المرض والوحدة، وأقيمت له جنازة عسكرية ليعود اسمه للظهور مجددا ويطلق على بعض المنشآت أشهرها محطة مترو بوسط القاهرة، وآخرها قاعدة عسكرية أسسها الجيش المصري في مدينة الحمّام شمالي البلاد وافتتحت في عام 2017.
ويصبح تاريخ أول رئيس لمصر بعد الملكية شاهدا على دكتاتورية العسكر وبطشهم بمعارضيهم حتى ولو كانوا بالأمس القريب يجلسون على طاولة واحدة، وتظل مقولته الشهيرة "إذا ما خرج الجيش من ثكناته فإنه حتما سيطيح بكل القوى السياسية المدنية، ليصبح هو القوة الوحيدة في البلد" صالحة حتى يومنا هذا.

الجزيرة

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 25-09-21, 06:24 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي محمد نجيب.. حلم الفكاك من العسكر الذي أُجهض



 

محمد نجيب.. حلم الفكاك من العسكر الذي أُجهض


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ماذا لو خاض المصريون اختبار "تطبيق الوجه" (face app) على وجه مصر التي حكمها العسكر مدة ستين عاما تقريبا، وذلك لمعرفة كيف ستكون ملامح البلد لو تمكن محمد نجيب أول رئيس لمصر من تطبيق جميع برامجه وأخرج مصر من حكم قبعة العسكر وأراح كاهلها من ثقل نياشين قادة الجيش.
من المستحيل إعادة عجلة الزمن إلى الوراء، لكن من السهل التعرف على ملامح مصر في بداية الخمسينيات حين تقلد الرئيس محمد نجيب الحكم بعد استبعاد الملك فاروق، وحاول جمال عبد الناصر -الرئيس الذي تلاه- وأنصاره طمس اسم نجيب من التاريخ حتى خُيّل للمصريين طيلة نحو ثلاثين عاما أن أول رئيس لهم قد توفي بسبب انقطاع أخباره.
محمد نجيب حمل تناقضين عجيبين جعلا منه استثناء يهابه خصومه، وهو ما عجّل بهدم جسر العبور الذي بناه لقيادة مصر من مرحلة الملكية إلى مرحلة الجمهورية. التناقض الأول أن الرجل كان يحمل عقيدة عسكرية قوية وإيمانا كبيرا بمبدأ الولاء التام للملك، حيث قدم استقالته بعد حادثة حصار البريطانيين لقصر الملك فاروق سنة 1942 بسبب فشله في حماية الملك، والتناقض الثاني أنه حين تسلمه الحكم أراده حكما مدنيا وواجه قادة مجلس ثورة الضباط الأحرار وأراد إرجاع الجيش إلى الثكنات وإبعاده عن السلطة، وهو ما أدى إلى عزله ووضعه تحت الإقامة الجبرية.

مواجهة الإنجليز بظهر عارٍ

ولد محمد نجيب بالعاصمة السودانية الخرطوم ولم يُعرف تاريخ ميلاده الحقيقي، ويرجّح أنه ولد في السابع من يوليو/تموز 1902، ذلك الشهر الذي أخرج مصر من حكم الملوك إلى حكم العسكر.
كان أبوه "يوسف نجيب" ضابطا خريج المدرسة الحربية، وأمه سودانية وهي ابنة ضابط في الجيش برتبة أميرلاي.
تربى محمد نجيب في عائلة لها مكانة في صفوف العسكر، رغم أن أباه كان قد درس الفنون قبل التحاقه بالمدرسة الحربية، وهو ما قد يكون له تأثير في دخول نجيب إلى المدرسة الحربية، أو ربما سارت الأقدار به إلى ذلك الطريق مثلما قادت والده.
فسقوط والده خلال مباراة كرة قدم وكسر ذراعه وقراره مواصلة اللعب بحضور الحاكم العام الإنجليزي كتشبر كان سببا في تغيير مستقبله، فقد أعجب الحاكم الإنجليزي بروح يوسف القتالية وقال له عند نهاية المباراة "أنت مكانك الطبيعي في المدرسة الحربية"، فساعده لدخول المدرسة بعد إنهاء تعليمه في اختصاص الفنون.
كان محمد نجيب يحب مقارنة نفسه بأبيه، ويرى أن قدره يتقاطع مع قدر والده حين كان شابا. فالوالد لم يكن يخطط للدخول إلى المدرسة الحربية لولا تلك المباراة، والابن تمنى إنهاء دراسته الجامعية في الطب أو الحقوق، لكن مصاريف الدراسة في الاختصاصين كانت ستُثقل كاهل أسرته، لذلك قرر الدخول إلى المدرسة الحربية في القاهرة. يقول محمد نجيب "سنتيمتر واحد كان سيمنعني من دخول المدرسة الحربية"، لكنه تحدى قصر قامته النسبي وسافر إلى القاهرة ليتبع خطا أبيه والتحق بالكتيبة الـ17 مشاة في الجيش، وهي الكتيبة ذاتها التي التحق بها والده في بداية خدمته.
لم تُنسهِ اقامته بالسودان أنه مصري، ويُروى أنه حين كان طالبا في كلية غوردون بالخرطوم وكان عمره 12 سنة تقريبا، علّق على نص إملاء ألقاه أستاذ اللغة الإنجليزية جاء فيه أن مصر يحكمها البريطانيون، فرد نجيب عليه قائلا "إن مصر تحتلها بريطانيا"، فأمر الأستاذ بجلده عشر جلدات في مكتبه.
كان نجيب متأثرا بكتابات مصطفى كامل المناهضة للاستعمار الإنجليزي، وتغذت روحه بحب مصر وبكُره الإنجليز الذين كانوا يسعون في كل مناسبة إلى إذلال المصريين في كلية غوردون.
كان يواجههم في كل مرة يشعر فيها بإهانة له أو لبلاده، فنال الجلد في ثلاث مناسبات، الأولى في مكتب أستاذ اللغة الإنجليزية، والثانية حين طلب من المشرف الإنجليزي في الكلية الاعتذار بعد أن وصف نجيب وزملاءه بالحيوانات، فنال 12 جلدة، والثالثة حين رفض التقاط كرّاس رماه في وجهه أستاذه الإنجليزي لسبب تافه، فنال جزاء ذلك عشر جلدات.
انتقل محمد نجيب إلى القاهرة في يناير/كانون الثاني 1917 من أجل الترشح للدراسة في المدرسة الحربية، لكن سوء الطالع رافقه لغاية شهر مارس/آذار، وكانت المؤشرات تفيد بعدم قبوله في المدرسة الحربية، فأصر على مواجهة الظروف، وابتسم له الحظ في آخر المطاف وساعده في ذلك أمران، سمعة أبيه الطيبة لدى معلميه في المدرسة الحربية، وإتقانه الطباعة على الآلة الكاتبة، وهو ما جعله يغنم بتوصية من السير "ونجنت" لقبوله.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صورة تجمع محمد نجيب مع أبنائه فاروق وعلي ويوسف

الطريق إلى القاهرة


بدأ محمد نجيب أولى خطواته في الجيش المصري في فبراير/شباط 1918 بعد أن انضم إلى كتيبة المشاة الـ17 في سن السابعة عشرة من عمره، وهو العمر نفسه الذي أصبح فيه أباه يوسف نجيب ضابطا.
لكن أمله قد خاب، فقد وجد نفسه يؤدي خدمة "مقاول أنفار" يحمل المعول بدل السلاح، واستحضر نصيحة صديقه إبراهيم أحمد عرابي بعدم دخول المدرسة الحربية لأن الضابط في بلد محتل ليس أكثر من مقاول، ويقول نجيب "لقد تحققت نبوءته أسرع مما كنت أتصور".
رجع محمد نجيب إلى الخرطوم، وكان قد أحس بحاجة إلى العودة إلى الحياة المدنية والخروج من "مأزق الجيش"، وذلك عن طريق مواصلة الدراسة. وفي سنة 1919 التقى هناك صديقه إبراهيم عبود الذي أصبح رئيسا للسودان فيما بعد فقال عبود له "بلدكم فيها ثورة" بعد أن أدرك أن نجيب لم يكن على علم بما يحصل في مصر، وكان عبود يقصد ثورة 1919، فقرر نجيب العودة إلى القاهرة، وفي تلك السنة كانت بداية ما يشبه "عصيانه" للجيش، وفي طريق عودته إلى القاهرة رفض أداء تحية عسكرية لقائد الكتيبة الأولى للجيش المصري الأميرلاي "بيرسي سميث" وقال له "بيننا وبينكم خصومة، والبلد في حالة ثورة ضدكم".
وقف محمد نجيب في صف الثورة ولم يخْش محاكمته أو إنهاء حياته العسكرية، وحمل في العلن صور سعد زغلول أمام الكاميرات التي كانت تصور جلوس مجموعة من الضباط، من بينهم نجيب، على سلالم بيت الأمة مساندةً للثورة وكانوا حينها يرتدون بدلاتهم العسكرية.
انتقل محمد نجيب إلى الحرس الملكي في عام 1923، وخدم في قصر الملك فؤاد الأول، وكان في الوقت ذاته يدرس كي يجتاز الباكالوريا (الثانوية العامة)، وحصل على إجازة الحقوق في مايو/أيار 1927، وعلى شهادة الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي في 1929، وشهادة أركان الحرب في 1939.
لم يتوقف محمد نجيب عن معارضة الإنجليز ووصل به الأمر حد تقديم استقالته بعد حصار الجيش البريطاني لقصر عابدين في 4 فبراير/شباط 1942 حيث اعتبر الأمر تدخلا في شؤون مصر الداخلية، فقد ضغط الإنجليز على الملك فاروق من أجل تعيين مصطفى النحاس على رأس الحكومة دون مشاركة أطياف سياسية أخرى، وقدموا مذكرة للديوان الملكي تفيد بعزل الملك فاروق عن الحكم إذا لم يصدر خطابا بتكليف حكومة الوفد بقيادة النحاس، وأعطيت للملك مهلة قبل السادسة من مساء يوم الرابع من فبراير لتنفيذ ذلك، وعند رفض الملك فاروق حاصرت الدبابات القصر، واستقال على أثر الحادثة محمد نجيب احتجاجا على ذلك، ولأنه لم يتمكن من حماية الملك، لكن الملك فاروق رفض الاستقالة.
شارك نجيب في حرب فلسطين عام 1948، وأصيب بشظايا قذيفتين ليلة 22 ديسمبر/كانون الثاني 1948، وكادت الإصابة أن تودي بحياته خاصة بعد تعرضه إلى إصابات أخرى.
بعد عودته من ساحات القتال في فلسطين، رجع بفكرة أن "العدو الرئيسي ليس اليهود بل الفاسدين في مصر"، وكان يؤمن أن مصر هي أرض المعركة التي تقود لتحرير فلسطين".
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صورة تجمع محمد نجيب مع حركة الضباط الأحرار التي أصبح مديرا لها بعد عودته من فلسطين

الثورة على الملك


كان تعيين محمد نجيب مديرا لمدرسة الضباط بعد عودته من فلسطين سببا في تعرفه على حركة الضباط الأحرار. كان نجيب يتحدث عن الفساد المستشري وكيفية محاربته أمام مجموعة من الضباط الذين يثق بهم، وكان من بينهم عبد الحكيم عامر الذي قال لجمال عبد الناصر بعد ذلك "لقد عثرت في اللواء محمد نجيب على كنز عظيم".
بدأت حركة الضباط الأحرار بالتشكل سنة 1949، بعد أن غزاها السخط من الهزيمة في فلسطين، وكان الضباط الذين أسسوها يبحثون عن قائد ذي رتبة عالية يثقون به وله صيت كبير، فعرضوا قيادة التنظيم على محمد نجيب فوافق، لكن يبدو أن "الضباط الصغار" المؤسسين كانوا يرون في نجيب مجرد واجهة أو جسر لحركتهم، فاستغلوا شعبيته وحب كثيرين له، وهي مكانة أكدها ثروت عكاشة، وهو أحد المنتمين للحركة السرية، في كتابه "الأوراق السرية لمحمد نجيب" حيث يقول "كان اختيار تنظيم الضباط الأحرار لمحمد نجيب سر نجاح التنظيم داخل الجيش، فكان ضباط التنظيم حينما يعرضون على باقي ضباط الجيش الانضمام إلى الحركة كانوا يسألون من القائد، وعندما يعرفون أنه اللواء محمد نجيب يسارعون بالانضمام".
بدأ العام 1952 بأحداث دامية، وكان شهر يناير/كانون الثاني شهرا ساخنا في مصر التي شهدت حريق القاهرة وحادثة الإسماعيلية، حيث أدت تلك الأحداث التي أعقبتها إلى ضعف الملك فاروق وهبوط شعبيته، وأصبح فريسة سهلة لتنظيم الضباط الأحرار من أجل الإطاحة به.
أحس الملك فاروق ووزراؤه بوجود شِق معارض في الجيش وأرادوا قمعها باستمالة محمد نجيب وإعطائه منصب وزير الحربية، وعرض عليه المنصب أثناء مقابلته محمد هاشم وزير الداخلية آنذاك، لكن نجيب رفض العرض، وأخبره هاشم عن كشف ثمانية أسماء من الضباط المنتمين للحركة السرية وأنه سيتم القبض عليهم، وهو ما جعل نجيب يسرع في تنفيذ مخطط إزاحة الملك فاروق في 23 يوليو/تموز 1952 عوضا عن الثامن من أغسطس/آب، وسهّل عملية اعتقال قادة الجيش الموالين للملك فاروق معلومة سرّبها الضابط "علي نجيب" شقيق محمد نجيب بخصوص اجتماع قيادة أركان الجيش في القاهرة، فتوجه ضباط التنظيم لاعتقالهم، وبالتالي تمكنوا من عزل الملك فاروق.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

اللواء محمد نجيب قدّم استقالته في فبراير/شباط 1954 بعد اكتشافه أن مجلس الثورة يعقد اجتماعاته دون حضوره

من الرئاسة إلى المنفى


بعد إجبار الملك فاروق على التنازل عن العرش بدأ الجيش يحكم قبضته على الحياة السياسية في مصر، وشُكّل مجلس لقيادة الثورة، وألغى الألقاب المدنية، وهو ما عجّل بالتصادم بينه وبين حكومة علي ماهر التي قدمت استقالتها، ليتولى المنصب من بعده محمد نجيب الذي أصدر بعد شهرين من الثورة "قانون الأحزاب" و"قانون الإصلاح الزراعي" و"قانون تحديد الملكية الزراعية".
في شهر يناير/كانون الثاني 1952، أعلن نجيب إلغاء العمل بـ"دستور 1923″، وحلّ الأحزاب السياسية، وفي 1953 تشكلت لجنة لصياغة الدستور برئاسة علي ماهر، وأصدرت دستورا مؤقتا منح صلاحيات لمجلس الثورة.
اتخذ نجيب قرارا كارثيا أدى إلى اهتزاز صورة الثورة والجيش لدى المصريين في تلك الفترة، حين صادق على الحكم بإعدام شخصين عقب أحداث مصنع النسيج في كفر الدوار للمطالبة بحقوق العمال، وأعقبت تلك الحادثة حملة اعتقالات واشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين أدت إلى وفاة جنود وعمال في المصنع.
يقول نجيب في مذكراته عن الشخصين المحكومين بالإعدام "التقيت بهما وكنت مقتنعا ببراءتهما، بل وكنت مُعجبا بشجاعتهما، لكن صدقت على حكم إعدامهما تحت ضغط وزير الداخلية جمال عبد الناصر لمنع تكرار مثل هذه الأحداث".
تقلّد محمد نجيب منصب رئيس الجمهورية في 18 يونيو/حزيران 1953 محتفظا بمنصب رئاسة الوزراء، وتخلّى عن منصب وزير الحرب ووزير الدفاع، وكان حينها يسير نحو مصيره القاسي.
كانت البدايات لا تنذر بخير، فقد كانت قرارات مجلس قيادة الثورة تنفَّذ رغم معارضة الرئيس محمد نجيب، لقد كان رئيسا محدود الصلاحيات، وتصادم في أول أيام تسلّم منصبه الجديد مع جمال عبد الناصر الذي كان ينوي كسر تقاليد الجيش بتعيين صديقه عبد الحكيم عامر قائدا عاما للقوات المسلحة، وترقيته من رتبة صاغ إلى رتبة لواء، لكن نجيب رفض ذلك بشدة، لينصاع في الأخير إلى قرار المجلس.
أدت تلك الحادثة إلى وقوف نجيب على حقيقة الوضع، وهو أن السلطة بصدد التركز في يدي بعض الضباط، وأن الجيش سيحكم سيطرته على الحياة السياسية في مصر، وتوصل إلى أن الحل هو إبعاد الجيش عن السلطة وإعادته إلى الثكنات، وهو الموقف الذي عجّل بعزله.
يقول نجيب في كتابه "كنت رئيسا لمصر" "لقد خرج الجيش من الثكنات وانتشر في كل المصالح والوزارات المدنية فوقعت الكارثة التي لا نزال نعاني منها إلى الآن في مصر، كان كل ضابط من ضباط القيادة يريد أن يكون قويا".
قدم نجيب استقالته في فبراير/شباط 1954 بعد اكتشافه أن مجلس الثورة يعقد اجتماعاته دون حضوره، غير أن شعبيته أرجعته إلى منصبه بعد خروج مظاهرات مؤيدة له، لكن الطلقة التي أنهت حياته السياسية هي إعلانه في مارس/آذار عن قرارات لتنظيم العمل السياسي، والتمهيد لحلّ مجلس الثورة، وكان ذلك قرارا انتحاريا في ظلّ ضعف صلاحياته، لكن بعد أيام قليلة من إعلانه تم التراجع عن تلك القرارات، واتخذ مجلس الثورة قرارا بتعيين عبد الناصر رئيسا للوزراء، مع الإبقاء على صلاحيات محدودة في يد الرئيس محمد نجيب.
لم تمض سوى ثمانية أشهر على أولى خطوات نجيب العلنية لإعادة الجيش إلى الثكنات ليتم عزله في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1954 والحكم عليه بالإقامة الجبرية، ليقضي 17 سنة كاملة في قصر زينب الوكيل حتى العام 1971، حين أطلق السادات سراحه.
يقول الرئيس محمد نجيب "ماذا فعلت لأجني كل هذا؟"، فقد تعرض للضرب، وقرأ خبر وفاته في الصحف، وبقي طيلة عقد ونصف حبيس جدران إقامته، وكان ممنوعا من الزيارة، وأُزيل اسمه من كتب التاريخ ومن الوثائق الرسمية، وعند خروجه من مقر إقامته الجبرية كان من الصعب عليه أن يتأقلم داخل محيطه، فالجو كان مشحونا بالهزائم المتتالية، وهو قد تعوّد على العيش محاطا بالكتب والقطط والكلاب التي رافقته خلال عزلته، وكان قد فقد ولديْه وحُرم من حضور جنازتيهما.
يقول محمد نجيب بحُرقة رئيس معزول "لم أكن سجينا عاديا، كنتُ سجينا يعدّون عليه أنفاسه ويتنصتون على كلماته، ويزرعون الميكرفونات والعدسات في حُجرة معيشته، وكنت أخشى أن أقترب من أحد حتى لا يختفي، وأتحاشى زيارة الأهل والأصدقاء حتى لا يتعكر صفو حياتهم، وأبتعد عن الأماكن العامة حتى لا يلتف الناس حولي فيذهبون وراء الشمس، كانت هناك أنات ضحايا الثورة الذين خرجوا من السجون والمعتقلات، ضحايا القهر والتلفيق والتعذيب، وحتى الذين لم يدخلوا السجون ولم يُجربوا المعتقلات، ولم يذوقوا التعذيب والهوان كانوا يشعرون بالخوف، ويتحسبون الخطا والكلمات، وعرفت ساعتها كم كانت جريمة الثورة في حق الإنسان المصري بشعة".
توفي الرئيس محمد نجيب في 28 أغسطس/آب 1984، وقبل ذلك حين توفي كلبه دفنه في حديقة إقامته وكتب على قبره "هنا يرقد أعز أصدقائي"، وذلك بعد أن خذله أصدقاء الثورة.



المصدر : الجزيرة نت - بلال المازني

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 26-09-21, 06:46 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 12-06-23, 09:52 AM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الرئيس اللواء محمد بك نجيب يوسف قطب القشلان (19 فبراير 1901 - 28 أغسطس 1984) سياسي وعسكري مصري، أول رئيس لجمهورية مصر بعد إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية في (18 يونيو 1953)، كما يعد قائد ثورة 23 يوليو 1952 التي انتهت بعزل الملك فاروق ورحيله عن مصر. تولى منصب رئيس الوزراء في مصر خلال الفترة من (8 مارس 1954 ـ 18 أبريل 1954)، وتولى أيضاً منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية ثم وزير الحربية عام 1952.

ولد محمد نجيب بالسودان، والتحق بـكلية غردون ثم بالمدرسة الحربية وتخرج فيها عام 1918، ثم التحق بالحرس الملكي عام 1923. حصل على ليسانس الحقوق في عام 1927 وكان أول ضابط في الجيش المصري يحصل عليها. حصل على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1929 ودبلوم آخر في الدراسات العليا في القانون الخاص عام 1931.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


في ديسمبر 1931 رقي إلى رتبة اليوزباشي (نقيب) ونقل إلى سلاح الحدود عام 1934 في العريش، ثم أصبح ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في الخرطوم بعد معاهدة 1936، وقد أسس مجلة الجيش المصري عام 1937 ورقي لرتبة الصاغ (رائد) في 6 مايو 1938. قدم محمد نجيب استقالته عقب حادث 4 فبراير 1942 الذي حاصرت فيه الدبابات البريطانية قصر الملك فاروق لإجباره على إعادة مصطفى النحاس إلى رئاسة الوزراء، وقد جاءت استقالته احتجاجاً لأنه لم يتمكن من حماية ملكه الذي أقسم له يمين الولاء، إلا أن المسؤولين في قصر عابدين شكروه بامتنان ورفضوا قبول استقالته. رقي إلى رتبة القائمقام (عقيد) في يونيو 1944. وفي تلك السنة عين حاكماً إقليمياً لسيناء، وفي عام 1947 كان مسؤولا عن مدافع الماكينة في العريش. ورقي لرتبة الأميرالاي (عميد) عام 1948.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


شارك في حرب فلسطين عام 1948 وأصيب 7 مرات، فمنح نجمة فؤاد العسكرية الأولى تقديراً لشجاعته بالإضافة إلى رتبة البكوية، وعقب الحرب عين مديرا لمدرسة الضباط، وتعرف على تنظيم الضباط الأحرار من خلال الصاغ عبد الحكيم عامر، وفي 23 يوليو عام 1952 نفذت الحركة خطة يوليو والتي سميت بـ(الحركة التصحيحية) وانتهت بتنازل الملك فاروق عن العرش لوريثه ومغادرة البلاد، وفي عام 1953 أصبح نجيب أول رئيس للبلاد بعد إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أعلن مبادئ الثورة الستة، وحدد الملكية الزراعية، لكنه كان على خلاف مع ضباط مجلس قيادة الثورة بسبب رغبته في إرجاع الجيش لثكناته وعودة الحياة النيابية المدنية، ونتيجة لذلك قدم استقالته في فبراير، ثم عاد مرة ثانية بعد أزمة مارس، لكن في 14 نوفمبر 1954 أجبره مجلس قيادة الثورة على الاستقالة، ووضعه تحت الإقامة الجبرية مع أسرته في قصر زينب الوكيل بعيداً عن الحياة السياسية ومنع أي زيارات له، حتى عام 1971 حينما قرر الرئيس السادات إنهاء الإقامة الجبرية المفروضة عليه، لكنه ظل ممنوعاً من الظهور الإعلامي حتى وفاته في 28 أغسطس 1984.

بالرغم من الدور السياسي والتاريخي البارز لمحمد نجيب، إلا أنه بعد الإطاحة به من الرئاسة شُطب اسمه من الوثائق وكافة السجلات والكتب ومنع ظهوره أو ظهور اسمه تماما طوال ثلاثين عاماً حتى اعتقد الكثير من المصريين أنه قد توفي، وكان يذكر في الوثائق والكتب أن عبد الناصر هو أول رئيس لمصر، واستمر هذا الأمر حتى أواخر الثمانينيات عندما عاد اسمه للظهور من جديد وأعيدت الأوسمة لأسرته، وأطلق اسمه على بعض المنشآت والشوارع، وفي عام 2013 منحت عائلته قلادة النيل العظمى.

نشأته

ولد محمد نجيب بالسودان بساقية أبو العلا بالخرطوم، لأب مصري وأم مصرية سودانية الأصل اسمها «زهرة محمد عثمان»، اسمه الكامل محمد نجيب يوسف قطب القشلان، يوجد تضارب حول تاريخ ميلاده، حيث أن التاريخ الرسمي لدى التسنين الذي قام به الجيش هو 19 فبراير 1901، وعادة لا يكون دقيقاً، أما في مذكراته، فقد ذكر أن أحد كبار عائلته قال له أنه ولد قبل أحد أقربائه بأربعين يوماً، وبالحساب وجد أن تاريخه ميلاده هو 7 يوليو 1902.

بدأ والده يوسف نجيب حياته مزارعاً في قريته النحارية مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية في مصر، وهي بجوار قرية إبيار الشهيرة. ثم التحق بالمدرسة الحربية وتفوق فيها، وبعد تخرجه شارك في حملات استرجاع السودان 1898، تزوج يوسف نجيب من سودانية اسمها سيدة محمد حمزة الشريف وأنجب منها ابنه الأول عباس ثم طلقها، وبعدها تزوج من السيدة «زهرة» ابنة الأميرالاي محمد بك عثمان في عام 1900 وهو ضابط مصري تعيش أسرته في أم درمان واستشهد في إحدى المعارك ضد الثورة المهدية، وقد أنجب يوسف من السيدة زهرة ثلاثة أبناء هم محمد نجيب وعلي نجيب ومحمود نجيب، وأنجب أيضاً ستة بنات. عندما بلغ محمد نجيب 13 عاماً توفي والده، تاركاً وراءه أسرة مكونة من عشرة أفراد، فأحس بالمسؤولية مبكراً، ولم يكن أمامه إلا الاجتهاد في كلية جوردن حتى يتخرج سريعاً.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حياته
تلقى محمد نجيب تعليمه بمدينة ود مدني عام 1905 حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، انتقل والده إلى وادي حلفا عام 1908 فالتحق بالمدرسة الابتدائية هناك، ثم التحق بكلية الغوردون عام 1913.

يقول محمد نجيب في مذكراته: «كنت طالباً في السنة الثانية بالكلية 1914 وجاء المستر سمبسون، مدرس اللغة الإنجليزية، ليملي علينا قطعة إملاء جاء فيها: أن مصر يحكمها البريطانيون، فلم يعجبني ذلك. وتوقفت عن الكتابة. ونهضت واقفاً وقلت له: لا يا سيدي مصر تحتلها بريطانيا فقط ولكنها مستقلة داخلياً وتابعة لتركيا، فثار المدرس الإنجليزي وغضب وأصر على أن أذهب أمامه إلى مكتبه وأمر بجلدي عشر جلدات على ظهري واستسلمت للعقوبة المؤلمة دون أن أتحرك أو أفتح فمي»

بعد أن تخرج من الكلية التحق بمعهد الأبحاث الاستوائية لكي يتدرب على الآلة الكاتبة تمهيداً للعمل كمترجم براتب ثلاثة جنيهات شهرياً، وبعد التخرج لم يقتنع بما حققه وأصر على دخول الكلية الحربية في القاهرة.

التحق بالكلية الحربية في مصر في أبريل عام 1917 وتخرج فيها في 23 يناير 1918، ثم سافر إلى السودان في 19 فبراير 1918. وفي نفس سن والده التحق بذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده ليبدأ حياته كضابط في الجيش المصري بالكتيبة 17 مشاة.

ومع قيام ثورة 1919 أصر على المشاركة فيها على الرغم من مخالفة ذلك لقواعد الجيش، فسافر إلى القاهرة وجلس على سلالم بيت الأمة حاملاً علم مصر وبجواره مجموعة من الضباط الصغار. ثم انتقل إلى سلاح الفرسان فيشندي. وقد ألغيت الكتيبة التي يخدم فيها، فانتقل إلى فرقة العربة الغربية بالقاهرة عام 1921.

حصل على شهادة الكفاءة، ودخل مدرسة البوليس لمدة شهرين، واحتك بمختلف فئات الشعب المصري، وتخرج وخدم في أقسام عابدين، مصر القديمة، بولاق، حلوان. عاد مرة أخرى إلى السودان عام 1922 مع الفرقة 13 السودانية وخدم في واو وفي بحر الغزال، ثم انتقل إلى وحدة مدافع الماكينة في ملكال.

انتقل بعد ذلك إلى الحرس الملكي بالقاهرة في 28 أبريل 1923، ثم انتقل إلى الفرقة الثامنة بالمعادي بسبب تأييده للمناضلين السودانيين، حصل على شهادة الباكلوريا عام 1923، والتحق بكلية الحقوق، ورقي إلى رتبة ملازم أول عام 1924، وكان يجيد اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية وذكر في مذكراته انه تعلم العبرية أيضاً، ورغم مسؤوليته فقد كان شغوفاً بالعلم.

في عام 1927 كان محمد نجيب أول ضابط في الجيش المصري يحصل على ليسانس الحقوق، ودبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1929 ودبلوم آخر في الدراسات العليا في القانون الخاص عام 1931 وبدأ في إعداد رسالة الدكتوراه ولكن طبيعة عمله العسكري، وكثرة تنقلاته حالا دون إتمامها.

وفي عام 1929 تعلم محمد نجيب درساً من مصطفى النحاس، فقد أصدر الملك فؤاد قراره بحل البرلمان لأن أغلبية أعضائه كانوا من حزب الوفد الذي كان دائم الاصطدام بالملك فتخفى في ملابس خادم نوبي، وقفز فوق سطح منزل مصطفى النحاس، وعرض عليه تدخل الجيش لإجبار الملك على احترام رأي الشعب، لكن النحاس قال له: أنأ أفضل أن يكون الجيش بعيداً عن السياسة، وأن تكون الأمة هي مصدر السلطات، كان درساً هاماً تعلم من خلاله الكثير حول ضرورة فصل السلطات واحترام الحياة النيابية الديمقراطية، وهو الدرس الذي أراد تطبيقه بعد ذلك عام 1954.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رقي إلى رتبة يوزباشي (نقيب) في ديسمبر 1931، ونقل إلى السلاح الحدود عام 1934، ثم انتقل إلى العريش. كان ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في الخرطوم بعد معاهدة 1936 ثم أسس مجلة الجيش المصري عام 1937 ورقي لرتبة الصاغ(رائد) في 6 مايو 1938، ورفض في ذلك العام القيام بتدريبات عسكرية مشتركة مع الإنجليز في مرسى مطروح.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


عقب حادث 4 فبراير 1942 وهو الحادث الذي حاصرت خلاله الدبابات البريطانية قصر الملك فاروق لإجباره على إعادة مصطفى النحاس إلى رئاسة الوزراء أو أن يتنازل عن العرش. غضب محمد نجيب وكان وقتها برتبة صاغ (رائد) وذهب إلى حد تقديم استقالته احتجاجاً وغضباً لأنه لم يتمكن من حماية ملكه الذي أقسم له يمين الولاء، وقد شكر المسؤولون في قصر عابدين مشاعره ورفضوا تسلم استقالته.

رقي إلى رتبة قائمقام (عقيد) في يونيو 1944، وفي تلك السنة عين حاكماً إقليمياً لسيناء، وفي عام 1947 كان مسؤولا عن مدافع الماكينة في العريش، ورقي لرتبة الأميرالاي (عميد) عام 1948.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع