مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 25 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2421 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح التــاريخ العسكــري و القيادة > قســـــــم الــقائد والقــــيادة
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


وثائق1971 البريطانية

قســـــــم الــقائد والقــــيادة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 25-02-09, 03:34 PM

  رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (32) ـ حملة التهجير العراقية للإيرانيين تشمل أكرادا عراقيين
سلطات بغداد تجرد المهجرين من ممتلكاتهم وتتلف وثائقهم قبل أن تنقلهم إلى الحدود
حسن ساتي
توشك الطريقة التي ادار بها العراق وايران موضوع علاقاتهما الثنائية في عام 1971 ان تقطع بحتمية وصولهما، والذي حدث، لحرب الثماني سنوات في 1980.

فبغداد صممت عمليات طرد جماعية للايرانيين والعراقيين ـ اكراد خصوصا ـ وكان من الاهداف تسريب جواسيس الى ايران، وصدام حسين (نائب الرئيس العراقي آنذاك) قال ان ايران هي المهدد للسلام، وطهران من جانبها ارهقت بريطانيا بتساؤلات حول بيع طائرات هنتر للعراق، مما اضطر لندن الى اتخاذ سياسة حازمة تجاه حق طهران في مجرد التساؤل او التفكير في ان تتم مشاوراتها حول صفقة سلاح ليس للعراق فقط وانما لأي طرف ثالث.
ومع ذلك، فالعودة الى ما كشفته حلقات سابقة عن اغماض بريطانيا عينيها تجاه احتلال ايران للجزر العربية الثلاث، واستضافتها وزير الدفاع العراقي وتنشيط شهية بغداد في الحصول على سلاح غربي، توحي مجتمعة بأن لحرب الثماني سنوات التي كلفت العروبة والاسلام الكثير، خيوطا اخرى غير تلك التي صنعها قادة البلدين.
* أكثر من دافع لعمليات الطرد
* وثيقة رقم: 18
* التاريخ: 4 نوفمبر 1971
* الى: اتش. جي. اربوث نوت
* الموضوع: العلاقات العراقية ـ الإيرانية. طرد الإيرانيين 1 ـ منهج (امير عباس) هوفيدا (رئيس وزراء ايران في ذلك الوقت) الوارد اليك بتقرير مايكل ويستون بخطاب 2/19/3 بتاريخ 26 اكتوبر (تشرين الاول) جزء، وبلا شك، من تمارين ضغوط روتينية يبدو ان الايرانيين يمارسونها في عدة عواصم كبيرة. ومع ذلك، فلا شك انك تريد ان تعرف كيف سارت القصة وفق برقيتنا رقم 53 وكيف انتهت.
2 ـ وفق رواية زملائنا الايرانيين هنا، فالحملة العراقية اوقفت في حوالي 15 اكتوبر، في مرحلة جابت فيها السيارات بمكبرات الصوت في بعض مستوطنات الايرانيين الرئيسية مثل الكاظمية وكربلاء، واكدت تلك النداءات ان بوسع الايرانيين البقاء في العراق في حال امتلاكهم شهادات ثبوتية واجراءات قانونية. وهكذا، وبرغم ان اعدادا كبيرة من الايرانيين قد طردوا حتى الوقت الذي صدرت فيه تلك النداءات، فإن آخرين من الذين تم تمديد اقاماتهم الى نهاية الشهر تمكنوا من البقاء. (زملاؤنا الايرانيون يروجون لارقام رسمية تقول ان 8000 قد طردوا بالفعل).
3 ـ في هذه الاثناء، اصدر وزير الداخلية العراقي سعدون غيدان تصريحا نشرته صحيفة «الثورة» الاحد 24 اكتوبر انكر فيه الترحيل الجماعي للايرانيين او الاكراد (رغم ان نفس التصريح لسبب او لآخر لم يصدر في النسخة الانجليزية للصحيفة). ويقول الوزير ان كل الذي حدث ان وزارته تريد منع اي دخول غير قانوني اعتمادا على القوانين والمعاهدات الدولية، ولذلك تصرفوا وفق حقوقهم حينما رحلوا الاجانب ممن دخلوا العراق بعد عام 1958 والذين انتهت صلاحية اذوناتهم او الذين لا يملكون تصاريح عمل. واكثر من ذلك، فمن المتوقع ان يغادر الطلاب الاجانب في الدراسات الدينية البلاد بعد انهاء دراساتهم (العراق يتوقع ان تستغرق تلك الدراسات نحو 5 سنوات). خلاصة القول ـ يقول الجنرال سعدون «لم يتم ترحيل اجنبي واحد ممن دخل العراق بصورة غير قانونية قبل 1958».
4 ـ التصريح الاخير هو بالطبع، وبالتأكيد غير صحيح. فأنا شخصيا على علم بالحالة بحكم متابعتي لقضية الطباخ الذي كان يعمل مع ملحقنا الجوي السابق. فقد عاش ذلك الرجل في العراق منذ عام 1917، وامتلك اذونات عمل ومسكنا بصورة نظامية، ومع ذلك فقد شاهد بأم عينيه وثائقه تمزق ليقال له بعدها بأنه معتقل وسيحمل الى الحدود خلال 3 ايام. (في الحقيقة، وبعد ممارستي لضغوط بالنيابة عنه، تم السماح له بالاقامة الى نهاية الشهر ليتمكن من بيع منزله واغراضه).
5 ـ وعلى كل حال، فقد تمكنت السفارة الايرانية اخيرا من التأكد من ان المعلمين الايرانيين بالعراق، وعددهم قليل، اطلق سراحهم.
6 ـ ما زلنا غير متأكدين من اهداف هذه الحملة الكريهة. والسبب الوحيد الذي نستطيع اضافته الى الاسباب التي حملتها برقيتنا المشار اليها هو ان العراقيين ربما خططوا للحملة كقناع يخربون به ومن خلاله احتفالات الايرانيين. وبالتأكيد يبدو ايقاف الحملة واقعة شاذة في توقيتها.
7 ـ نقطة اخيرة، نحن بحيرة من افادة هوفيدا التي حملها خطاب ويستون (بأن العراقيين يقتربون منهم بهدف استئناف المفاوضات حول شط العرب). نحن لم نسمع بذلك، اللهم الا اذا كان هوفيدا قد اعتمد على المذكرة العراقية المشار اليها في برقيتنا اليك رقم 53.
* ايه. سي. دي. ماكري بغداد
* تسريب الجواسيس.. والرد الإيراني
* وثيقة رقم: 17
* التاريخ: 4 نوفمبر 1971
* الى: بي. سميث
* الموضوع: ايران ـ العراق ـ سورية 1 ـ حملت برقيات بغداد بأرقام 1077 و1079 وبرقيتنا رقم 845 تجدد طرد المواطنين الايرانيين من العراق. وليست هناك اي اشارات حالية تجاه توقف تلك العمليات. وفي الحقيقة، واذا كان لنا ان نصدق التقارير الرسمية، فإن هناك تدفقا مباشرا للاجئين وليست هناك مؤشرات بأن تكون هناك نهاية لذلك التدفق في المستقبل القريب. في المقابل، وبرغم عدم وجود رد فعل رسمي (ايراني) معلن، فقد اتجهت الصحافة وبصورة هستيرية متزايدة لشجب النظام العراقي والمعاملة الوحشية وغير الانسانية للمواطنين الايرانيين. وهناك بالطبع المزاعم المتوقعة بالتعذيب، ومصادرة الممتلكات، وبالفصل القسري بين الاسر الى آخر الطروحات العاطفية التي تشكل دعاية مقبولة. ارفق لك صورة (ليست للجميع) من الصفحة الاولى لعدد اليوم من صحيفة «طهران جورنال» التي ستعطيك فكرة عن مبتغى التعليقات.
2 ـ حدثت عمليات الطرد بهذا المستوى في المرة الاخيرة عام 1969 مع ازمة شط العرب، ومن الواضح الآن، ومع هذه المناسبة، وكما اوضح ليوتي في خطابه بتاريخ 6 سبتمبر (ايلول) لادارة الشرق الادنى حول الدعاية العراقية، فإن عمليات الطرد جزء من حملة عراقية حول الجزر وانسحابنا من الخليج فيما اعطت الحركة الجماعية للاجئين فرصة طيبة للعراقيين لتسريب عملاء عراقيين الى داخل ايران. السافاك (جهاز المخابرات الايراني) بالطبع على علم تام بهذا، كما ان المعسكرات التي نصبت على الحدود في بورجيرا، وكما نتصور، هي في الواقع سجون مؤقتة لعمليات الاختبار من قبل السافاك، كما هو الحال مع رئاسة الغوث لمعسكرات (الاسد الاحمر) و(مجتمع الشمس).
3 ـ هناك اشاعات في هذه الاثناء بأن العلاقات بين سورية وايران على وشك التحسن. ففي الماضي، ظلت كراهية العراقيين تسير جنبا الى جنب مع حب السوريين. وادت تلك الاشاعات في يوليو (تموز) الماضي في نفس الوقت الذي اغلقت فيه سورية حدودها مع الاردن. وذهب التقرير الى ان سورية تحاول تحسين علاقاتها مع ايران كنوع من ابداء الصد للاردن. يبدو ذلك نوعا من الهراء، وبرغم اننا لم نستطع ايجاد اي دليل تجاه بذل ايران لأي جهود تجاه سورية، بدا لنا الامر وقتها، كما هو الحال الآن، ان من المعقول لها، اي طهران ان تفعل ذلك. اذ من الواضح ان للايرانيين مصالح في ايجاد حلفاء اكثر في العالم العربي للتوازن مع العراق ولكسب الدعم لسياستهم الخليجية.
4 ـ آخر الاشاعات نبعت من برقية الرئيس السوري الحميمة للشاه في عيد ميلاده، فيما توقعت الصحافة ان تساهم عضوية سورية في اتحاد الجمهوريات العربية في تحسين العلاقات بين طهران والقاهرة. اتش. جي. اربوث نوت

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 25-02-09, 03:35 PM

  رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (33) ـ خبراء الناتو يقيمون أوضاع دول المغرب العربي
* تشاؤم حول مستقبل الحسن الثاني بعد المحاولة الانقلابية * بورقيبة يبدأ تأهيل نويرة للخلافة * الجزائر خجولة من العرب ومنبهرة بالصين
حسن ساتي
مما يلفت النظر في هذه الوثائق هو اهتمام حلف شمال الاطلسي (الناتو) بالمغرب العربي، ولحد وجود وثائق كثيرة في ملف برقم FCO 39/771 تتناول رؤية جماعية غربية حول دول المغرب العربي، وتحديدا المغرب والجزائر وتونس، وليبيا بقدر ادنى.

عناصر لفت النظر تجيء من كسر هذه الواقعة للقناعة السائدة بمهام الناتو التي غطى عليها تصديه للخطر الشيوعي منذ تقسيم برلين، لنجد في هذه الوثائق امعانا من خبراء الناتو في تشريح الواقع الداخلي لهذه الدول.
* وثيقة رقم: 20
* التاريخ: 12 نوفمبر 1971
* الى: غريج
* الموضوع: مؤتمر خبراء الناتو حول المغرب العربي 1 ـ فيما يلي النقاط الرئيسية التي خرج بها الخبراء من مداولات مؤتمرهم حول المغرب العربي.
2 ـ يمكن اعتبار هذا الكيان في حالة احتضار تام.
* المغرب 3 ـ مندوبو اميركا وفرنسا هم الوحيدون المتشائمون حول مستقبل العاهل المغربي الملك الحسن الثاني (رغم ان تشاؤمهم اقل مدى من تشاؤمنا نحن). الآخرون يعتقدون ان على الملك الحسن الثاني ان يستخرج معادلة ما بين الجيش والبربر (الامازيغ) والمعارضة والبرجوازية.
الفرنسيون قالوا ان كرامة البربر (الامازيغ) تضررت من عمليات التطهير في الجيش بعد 10 يوليو بما في ذلك، كما قال مندوب فرنسا، كل المجندين الذين شاركوا (في محاولة الانقلاب.. الاضافة من «الشرق الأوسط») وقال ان عددهم 900. (هل هذا صحيح؟) ومع ذلك، فقد عبر الخبراء عن آمال عريضة حول الاقتصاد.
* تونس 4 ـ يبدو ان الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة قد بدأ تأهيل (الهادي) نويرة كخليفة مرتقب، وبوسع الاخير ان يصبح رئيسا انتقاليا (كرئيس للوزراء) وفق الدستور. ولكن الاسئلة تبقى (المناقشات هنا قدمت اسئلة اكثر من تقديمها اجوبة).
أ ـ الى متى سيستمر نويرة من غير قاعدة سلطة اصلية؟
ب ـ هل سيتمكن الحزب من اقامة امن داخلي؟
ج ـ هل سيتغير وضع تونس على المدى الزمني الطويل؟
د ـ هل سيقدم الجيش على لعب دور سياسي؟ (لا احد يعتقد ذلك).
* الجزائر 5 ـ تشعر الجزائر بحالة من العزلة. ليبيا غازلتها. الدول العربية الاخرى هجرتها في حالة احتاجت اليها فيها الجزائر على خلفية الازمة النفطية. لم يعد بالامكان الرهان على فرنسا. الروس في داخلها بحسابات مصالحهم الخاصة. وهناك الاهمية المصاحبة (وزير الخارجية عبد العزيز) بوتفليقة الى الصين (والتي تجاهلناها ربما تحت ضغوط اخرى). ربما يكون علينا ان نباري الصينيين ونعتمد على انفسنا، وفي ذلك تلبية لحالة ذهنية جزائرية.
المؤسسات الاخرى ظلت صعبة في التعامل معها، والفرنسيون الآن خارج اللعبة. الجزائريون ممتلئون بالتقزز والخجل من رفقائهم العرب (الذين لم يستطيعوا فعل اي شيء تجاه الاسرائيليين) وربما، او حتى، لانفسهم. وهم منبهرون بنقاء الصينيين. هناك تململ داخلي من النظام اكثر من اي وقت مضى، ولكنه بلا تركيز. هم لا يزالون الآن يبيعون اقل من نصف انتاجهم النفطي بسبب ارتفاع كلفته وسعره. الحركة التجارية متوقفة. شركات النفط الفرنسية احاطتهم بأن مزيداً من الانفاق على اكتشاف المزيد من النفط بلا جدوى. هم يدفعون الآن لانفسهم واكتشفوا الحقيقة، ولكنهم متسمرن في اتصالاتهم بالشركات الاميركية والتي ستكلفهم في الالغاء اكثر من الالتزام بالتنفيذ.
6 ـ في نقطة (علاقة الحزب) في البيان السوفياتي ـ الجزائري انتصار للجزائريين ويعولون عليها كثيرا. فيما عدا ذلك، يصبح هدف الزيارة حل عدد من المشاكل الصغيرة نسبيا في العلاقات الاقتصادية الثنائية.
7 ـ لا يزال الحزب غير قادر على صناعة قوة التجذر المطلوبة، والجيش يبذل جهوده لجهة نفوذ في الاقاليم (اكثر من جهد مركزي) وهناك في بعض الحالات خلاف بين الجيش والحزب.
* ليبيا 8 ـ اكد الفرنسيون المصاعب التي واجهوها في تدريب الطيارين. اعيدت دفعة كاملة الى ليبيا، نتيجة لذلك، بلا تدريب. الليبيون اصروا على ان يأخذ طياروهم نفس برنامج التدريب الذي يتلقاه زملاؤهم الفرنسيون، واشتكوا في المقابل من ازدحام البرنامج الى حد بعيد بما هو نظري.
9 ـ اترك لك تقدير المدى الذي ترى فيه حفظ هذه النقاط خارج علم الادارة.
جي. سي. كاي حاشية (تعليق بخط اليد يقرأ): مستر كاي.. اعتقد ان من الافضل ان انتظر عودتك ليكون بوسعنا ارسال ومناقشة هذه النقاط المهمة (بعد ان ناقشنا تقرير المؤتمر).
* زيارة الملك حسين إلى المغرب تغير موقف الحسن الثاني
* وثيقة رقم: 14
* التاريخ: 29 سبتمبر 1971
* الموضوع: تقرير خبراء الناتو حول المغرب العربي. المساهمة البريطانية.
8 ـ لا تزال مشاركة المغرب في الصراع العربي ـ الاسرائيلي سطحية، اعتمادا على موقعه الجغرافي. (سياسة الملك تظل اعطاء الفلسطينيين مساندة خطابية، والضغط لجهة خلق دولة متعددة الاديان والقوميات، ولكن، وبعد زيارة الملك حسين الشخصية للتهنئة بنجاة الملك الحسن الثاني من محاولة الانقلاب، يسمع القليل حول الموضوع اعلاه. فليس لديه قوات في القنال وغير ميال لارسال اي قوات الى هناك). العبارة بين الاقواس مشطوبة بخط اليد على وثيقة مطبوعة بالآلة الكاتبة («الشرق الاوسط»). المغاربة متشككون بعمق تجاه الانظمة العربية التقدمية مثل العراق وسورية على خلفية اعتقاد صحيح بأنهم يثيرون المشاكل في المغرب. والمغاربة زاهدون في تطوير علاقات مع دول افريقيا السوداء (باستثناء موريتانيا والى حد ما السنغال)، وهم يملكون تجاهها ازدراء تقليديا، رغم انهم يقدمون خدمة شفاهية كأعضاء في منظمة الوحدة الافريقية ولمطالب تحرير جنوب افريقيا، وروديسيا، (الاخيرة مشطوبة بخط اليد، «الشرق الأوسط»). 7 ـ لا يزال صوت تونس في العالم العربي بلا انتباه واهتمام. زيارة (محمد) المصمودي الشرق اوسطية في اغسطس (آب) اثمرت المزيد من التعاطف التونسي مع سياسة الحكومة الاردنية تجاه الفدائيين. ما هو اكثر اهمية وصول العلاقات التونسية ـ الليبية الى مرحلة عضوية متزايدة. ذلك التطور تسجله زيارة وزير الزراعة الليبي الى تونس مع عودة بورقيبة من اوروبا وما تلاه من موافقة تونس على المساعدة في تنمية الزراعة بليبيا. (ولكن آفاق الصوت التونسي للتأثير في الشؤون العربية بدا في تراجع) (العبارة الاخيرة مضافة بخط اليد: «الشرق الاوسط»)
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 25-02-09, 03:35 PM

  رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (34) ـ واشنطن تجر لندن إلى مخطط لصناعة القيادات الأفريقية
حسن ساتي
على غرار ما فعل خبراء الناتو في تحليلهم لدول المغرب العربي (الحلقة 33) انفقت وزارتا الخارجية البريطانية والاميركية، برعاية من الوزيرين اليك دوغلاس هيوم ووليام روجرز جهدا كبيرا في دراسات عن القيادات الافريقية، حاضرا ومستقبلا.. وهذه الوثائق تعكس بعض ذلك الجهد.
رؤية أميركية لصناعة القيادات
* وثيقة رقم: 67
* التاريخ: 15 ابريل 1971
* الى: وزير الخارجية البريطاني
* من: وزير الخارجية الاميركي
* الموضوع: القيادات الأفريقية
* عزيزي: اليك ناقشنا خلال زيارة رئيس الوزراء الى واشنطن في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، وباختصار، مشكلة قيادات المستقبل في افريقيا جنوب الصحراء، وتم الاتفاق على انه من المفيد إعداد اوراق من قبل خدماتنا وموظفينا حول القيادة ومشاكل الخلافة في دول افريقية محددة.
اوراقنا جاهزة الآن وقد ارسلناها الى سفارتنا في لندن للنقاش الاولي مع مندوبيكم. في مسودات تلك الدراسات، ركزنا على الاتي:
* تحديد مناطق ذات ضعف محدد تكون فيها المصالح الاميركية والبريطانية حيوية، وتحديد القيادات القادمة، وفحص وسائلنا في تحديد تلك القيادات، والتعرف على ما يجب عمله لتعميق اوضاع قادة المستقبل بالوسائل التالية:
أ ـ الزيارات الرسمية.
ب ـ الزيارات الخاصة، والمؤتمرات.. الخ.
ج ـ المؤسسات الخاصة، لتعريف المشاكل ذات الصلة والتي تحدث تأثيرا على الرموز الموالية للغرب في دول افريقية محددة وبشكل عام العلاقات مع الدول الناطقة بالفرنسية وديون غانا والتوجهات تجاه جنوب افريقيا.
انا على استعداد لارسال السفير السابق وليام ويتمان الثاني الى لندن وهو مسؤول كبير بالمكتب الافريقي للمشاركة في تبادل اعمق لوجهات النظر حول هذا الموضوع، اذا كان مثل هذا الاقتراح قد لامس قناعتك.
المخلص لك وليام. بي روجرز وزير الخارجية. واشنطن
* لندن توافق..
* وثيقة رقم: 69
* التاريخ: 15 ابريل 1971
* الى: وزير الخارجية
* الموضوع: المحادثات البريطانية ـ الاميركية حول القيادة في افريقيا 1 ـ احاط الوزير الاميركي غيرينز في 23 ديسمبر الوكيل الدائم بان وزارة الخارجية الاميركية مستعدة الآن للمضي في تبادل وجهات النظر حول القيادة في افريقيا، على مستوى الحاضر والمستقبل، في عدد من الدول الافريقية، وقد نبعت الفكرة من محادثة مع السيد روجرز وزير الخارجية في كامب ديفيد.
2 ـ احطنا الاميركيين باننا موافقون على تلك الدراسة، وتم الاتفاق على تغطية الدول الاتية: كينيا، اوغندا، تنزانيا، اثيوبيا، موريشوس زامبيا، نيجيريا، غانا، الكونغو كينشاسا، ساحل العاج، السنغال وليبيريا. تم تبادل الاوراق مع الاميركيين ويقضي التصور القائم الان باجراء النقاش حولها بين مسؤولي الخارجية البريطانية وويتمان من الخارجية الاميركية، بالاضافة الى ممثل من السفارة الاميركية في لندن، وغالبا ما يكون جوليوس ووكر وذلك في يومي 27 و28 ابريل.
3 ـ كتب الوزير روجرز لك حول هذا الموضوع، وارفق لك مسودة للرد عليه.
ادارة شرق افريقيا (توقيع بخط اليد)
* وثيقة رقم: 72A
* التاريخ: 14 ابريل 1971
* الى: لي توكيو.
1 ـ قرأت الآن الاوراق الاميركية حول القيادة في افريقيا، تبدو لي انها مواكبة الى حد كبير لاوراقنا. وهناك اختلافات محددة يكون من المفيد طرحها باختصار لتكون نقاطا للتغطية خلال المناقشات.. وهناك ايضا بعض النقاط التي قد يكون من المفيد اخذ اراء حولها من رؤسائنا. وعلى سبيل المثال فان اميركا تفضل المنافسة المفتوحة في الكونغو في حال سقوط موبوتو.
2 ـ هذه هي النقاط التي اثارت انتباهي:
أ ـ هناك خط عام مطروح وسائـد في هذه الاوراق يقول ان من الخطأ للغرب ان يربط نفسه بأي قائد مستقبلي محدد، وبنفس القدر بأي قائد حالي في السلطة، لان استحسان الغرب، او ميله نحو هذا او ذاك يقترب من «قبلة الموت»، وبقدر ما يتعلق الامر بقائد مستقبلي، فمن السهل جدا ان يكون ذلك الحكم خاطئا. وفي الاوراق اشارة حملت نقدا لنا في كينيا لاننا ركزنا كثيرا على قبيلة الكيكوي.
ب ـ لا يوجد اعتقاد بأن موظفي الخدمة المدنية والتكنوقراط في أي من تلك الدول يمكن ان يصبحوا قوة سياسية اساسية، ومع ذلك، فقد اقترحت اوراق كثيرة انهم يستحقون الرعاية والاهتمام لما يمكن ان يولدوه او يحملوه من تأثير. ويمكن اعتبار آراء مؤسسة اريل متسقة، ومقبولة، لجهة وضع الاعتبار للجيل التالي من القادة الكبار للخدمة المدنية.
ومن المثير للنظر ان الاوراق الاميركية حول نيجيريا تقيم وزنا ضئيلا لتأثير قادة الخدمة المدنية هناك، فيما نقيم له نحن وزنا كبيرا.
ج ـ اثارت اوراقنا حول زامبيا نقطة مهمة تقول ان من الاسهل الوصول لارضية مشتركة او اتفاق مع الزامبيين خارج بلادهم. قد نناقش هذه النقطة على خلفية المدى الذي يمكن ان نعتبره بها لملاحظة عامة او الطريق الذي ستوصلنا له. واتساءل هنا، هل هو امر حسن، وانا من المعتقدين بحسنه، ان ندعو قادة المستقبل لزيارات؟ وهذا امر آخر. غالبا ما يكون الافضل فيه ان يتم بطريق غير مباشر عبر مؤسسة اريل.
د ـ هناك تقليل للدور الاساسي الذي تلعبه القوات المسلحة والى مدى اقل قوات الشرطة. ارغب في الحصول على تنوير ملخص من وزارة الدفاع حول ما نقوم به حاضرا في مجال التدريب في هذه البلاد وما هي الاحتمالات القائمة تجاه المزيد. وهل يمكن اعتبار هذا حفلا او مجالا اخر، يكون فيه من الافضل تنفيذ تلك الصلات التبادلية بعيدا عن علم الدولة المعنية؟
هـ ـ اوراقنا تفوقت كثيرا على الاوراق الاميركية فيما يخص قضية تعليم اللغة الانجليزية. ارغب في الحصول على تنوير ملخص من ادارة العلاقات الثقافية حول الاحتمالات المستقبلية في هذا المجال.
3 ـ قد ترغب في وضع هذه الملاحظات غير الرسمية في الاعتبار وانت تطالع دراسة اللجنة التي تحملها الاوراق التي بين يديك.
اتش. سميدلي
* تنبؤ بالحرب الأهلية في الكونغو استأثرت الكونغو كينشاسا (زائير لاحقا) برئاسة الجنرال موبوتو سيسي سيكو ومعها اوغندا برئاسة الجنرال عيدي امين بحصة الاسد في الملف رقم Fco31/744 المخصص للقيادات الافريقية.
وتقول الوثائق عن الكونغو ان نتائج اي رحيل مفاجئ لموبوتو ستكون مأساوية على البلاد ومن الصعب التنبؤ بالعواقب (رحيل موبوتو في 1997 ومجيء خلفه الراحل كابيلا الاب ادخلا البلاد فى حرب اهلية انفجرت في اغسطس 1998 وراح ضحيتها اكثر من 200 الف شخص وجرت اليها خمس دول افريقية دخلتها بجيوشها فيماعرف بحرب افريقيا العالمية الاولى، والدول هي اوغندا ورواندا الى جانب التمرد وزيمبابوي وانغولا ونامبيا الى جانب شرعية كابيلا.. «الشرق الاوسط»).
والاشارة هنا الى ان تنبؤ الوثيقة قد حدث.
اما عن اوغندا، فلم تستبعد الوثيقة ان يتم اغتيال الجنرال امين (ازاحه ابوتي عن السلطة بتدخل من الجيش التنزاني «الشرق الاوسط») وان كانت الوثيقة قد قللت من الاحتمال اعتمادا على شعبية امين خاصة في اوساط اوغندا وقالت ان قاتل امين، على الاقل في تلك الاوساط القبلية سيتم تمزيقه اربا اربا. وتقول الوثيقة حول الدور المنتظر من الغرب انه على الدول الغربية الاستمرار في تمكين اوغندا من ابتعاث وتدريب اكبر قدر من المعلمين، وفي المقابل، تزويدها باكبر قدر تحتاجه من المعلمين الاجانب، وتعترف الوثيقة بأن على بريطانيا ان تتحمل العبء الاكبر لمثل هذا البرنامج، وخاصة في تدريب كوادرها العسكرية.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 25-02-09, 03:36 PM

  رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (35)
رئيس الوزراء المصري محمود فوزي وطني ثقافته غربية والسادات كسب شعبية من تركيزه على القضايا الداخلية
حسن ساتي
لقي د. محمود فوزي رئيس وزراء مصر مساحات واسعة واهتماما ملحوظا في وثائق 1971 البريطانية لم ينافسه فيها غير الرئيس الراحل انور السادات وعلي صبري نائب رئيس الجمهورية الاسبق بحساب لا يزعم الدقة.
الوثيقتان التاليتان تحملان تصويرا دقيقا لشخصية الرجل، وتقطعان بأنه غربي الثقافة ووطني مصري، مثلما تستقصيان شروق شمسه، ثم كسوفها المفاجئ، ومن خلال الشروق والكسوف، وبالتضمين، او قراءة ما بين السطور يكون من السهل الوقوف على بعض الاسباب التي قادت لاحقا لما عرف بأحداث مايو (ايار) في القاهرة وصراع مراكز القوى الذي خرج منه السادات منتصرا، خلافا لتوقعات الحلقة القادمة التي نفردها لنائبه علي صبري كما صورته الوثائق وعلى نحو مغاير لتصويرها د. فوزي.
* شروق شمس د. فوزي وثيقة رقم: 4 التاريخ: 10 مارس 1971 الى: ام. ايه. هولدنج ـ وزارة الخارجية الموضوع: د. محمود فوزي
* عزيزي مالكولم 1 ـ ارفقت في خطابك بتاريخ 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الى باتريك رايت رسما كروكيا لشخصية د. فوزي من اعداد ادارة البحوث. التعليقات التي نملكها حاليا لا تعدو كونها تركيزا اكثر منها عدم اتفاق مع المضمون ولذلك تأخرنا في الرد. لدينا الآن اربعة اشهر اخرى من الخبرة مع د. فوزي كرئيس للوزراء ونحن نراجع هنا تقاريرنا عن الشخصيات. يبدو، لذلك، اننا امام وقت مناسب لنرسل لك بعض الملاحظات على ورقة ادارة البحوث.
2 ـ الورقة صحيحة في تركيزها بأن فوزي ورغم هلاميته ومظهره الناعم يظل دائم الاقناع بأنه وطني مصري. وربما يكون من المضلل القول بأنه «يتخذ» دائما الخط المتشدد للحزب، وربما تكون كلمة «يتبع» اكثر دقة مما يتخذ، ومرة اخرى يكون على المرء ان يفرق بين المناسبات التي يكون فيها فوزي مع دعم تام للسياسة وتلك التي يدافع فيها عن السياسة من باب الواجب او الامتناع عن انتقادها. ولا شك ان فوزي على اتفاق تام مع سياسة ناصر حول انسحاب القوات البريطانية، والتي لم تكن، وبالطبع، وبأي شكل، تطرفا بمقاييس السياسة المصرية، وربما اكسبته الدعم مبدأ في قضية تأميم قناة السويس، رغم التحفظات على الطريقة والتكتيكات.
وهناك اختفاء فوزي عن العيون العامة والتأثير النسبي المتزامن مع تطورات سياسات ناصر وانتقالها من شعارات المعاداة للامبريالية نحو نوع مقبول مبدأ لأي مصري وطني، اي الى نوع معتدل. خلافا لنوع الامبريالية المصرية التي استخدمت الغاز السام في اليمن، من الصعب رؤية د. فوزي يوافق على ذلك.
3 ـ من الصحيح جدا بأن وطنيا مصريا مقنعا ومقتنعا، وعلى وعي سياسي منذ الثلاثينات وربما العشرينات، يمكن ان يميل كثيرا سواء تجاه الشرق او الغرب، ولكن من الصحيح ايضا ان فوزي رجل بثقافة غربية (مقرونة باعجاب وافر ببعض مجالات الثقافة الآسيوية، وليس لدينا شك، انه ومتى ما سمحت الظروف السياسية، فهو ومن داخل وطنه مع الغرب اكثر من كونه مع الكتلة السوفياتية.
4 ـ مرة اخرى، اصابت ورقة ادارة البحوث في التركيز على التأثير المأمول لفوزي في الشؤون الداخلية. وقد تناولنا ذلك في رسالة السفير بتاريخ 27 فبراير (شباط)، والتي ستعلم منها ان كل التقديرات تذهب الى ان الحكومة المصرية تقوم بواجبها جيدا وان فوزي لا يبدي، على الاقل، مهارة منظورة في ادارة مجلس وزرائه المكون من اكثر من 30 من زملائه. ومن الصعب القطع بأي حد يؤثر فيه هو على مسائل السياسة الخارجية. وهناك نفر يؤكد ان التقرير في السياسة الخارجية يعود الى محمود رياض وبقدر كبير من خلال عمله المباشر مع السادات، في مقابل نفر يرى ان لفوزي يداً عليا فيها. وفي الحقيقة لا يوجد خط فاصل للاجابة هنا. هناك في القضايا المصيرية جدل طويل وساخن، وكمثال، مجلس الدفاع الوطني، ومن الصعب القول بمن، اذا كان اي شخص موجود في هذا السياق، يحمل اعباء معظم الاقناع.
5 ـ اخيرا، وكما اسلفنا في اطارات اخرى، من النظر الضيق القول بأن تعيين فوزي رئيسا للوزراء قد جاء كتنازل للرأي العام الريفي. فالرجل مرشح مقبول، ومرحب به بدرجات عدة لدى طيف اوسع من الرأي العام. ويشمل ذلك الطيف اناساً كثيرين من الذين تعبوا من الحكومات التي يقودها رجال الجيش المتقاعدون، كما يشمل كل شخص يملك اسبابه لكراهية، او الخوف من، مرشحين محتملين لرئاسة الحكومة، كعلي صبري او شعراوي جمعة، او حتى، والى ذلك يذهب غالب القول، ذهاب رئاسة الحكومة لقطاعات من القوات المسلحة، وتأييد فوزي يأتي سواء من سمعته كرجل امن ومستقيم او لانهم يعارضون ايا من المرشحين الآخرين لرئاسة الحكومة.
ام. آي. جولدنج القاهرة
* .. وأسباب غروبها وثيقة رقم: 7 التاريخ: 28 ابريل 1971 الى: ام. ايه. هولدنج ـ وزارة الخارجية الموضوع: د. محمود فوزي
* عزيزي مالكولم 1 ـ ربما تكون قد لاحظت كسوف شمس د. محمود فوزي رئيس الوزراء نسبيا في الاسابيع الاخيرة. والملاحظة هي ان ظهوره في الصحافة بدأ يقل ويقل مقارنة بالفترة السابقة وتلك التالية لاعياد الميلاد، وبدا الظهور بعدها حصرا فقط على موقعه كرئيس لمجلس الوزراء وكناتج لاجتماعاته المنتظمة بالرئيس السادات.
2 ـ اعتقد ان هناك سببين ئيسيين لذلك، والسببان يتداخلان مع بعضهما البعض. في المقال الاول، لقي الدكتور فوزي اهتماما عظيما في الأشهر الاولى التالية لتعيينه كرئيس للوزراء بسبب التركيز الذي وضعه هو وزملاؤه على الاوضاع الداخلية بمصر. وقد اتخذت اجراءات عديدة، او وعوداً، في محاولة لتحسين مستوى المصري العادي، ولاظهار ان للحكومة الجديدة اهتماماً جاداً تجاه الذين تحكمهم. ومن المهم للرئيس السادات هنا ان يحصل على ثقة ودعم الشعب المصري بعد الرحيل المرهق لعبد الناصر، والسادات حدد بوضوح هنا ان محاولة مرئية لازالة الفوضى الداخلية تظل احدى وسائله الفعالة لتحقيق مثل ذلك الهدف. ود. فوزي هنا آلة كفؤة وراغبة في تحقيق هذه السياسة وبهذه السياقات.
3 ـ وعلى اية حال، فالتركيز بدأ يتغير خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة. والاشارة هنا الى تحويل عمليات اعادة تجديد وقف اطلاق النار لانتباه الشعب عن المشهد الداخلي تجاه قضية اكبر مثل الحرب والسلام.
وربما تكون نقطة التحول هنا اقتراح السادات حول فتح قناة السويس في 4 فبراير.
ورغم ان اصول الاقتراح لا تزال غامضة نوعا ما، ولكنه يبدو وليد بنات افكار السادات شخصيا، وهناك من يرى ان عقلية فوزي الماهرة موجودة فيه. ومن وقتها، وعلى اية حال، اصبح من الواضح ان الرئيس وليس مجلس وزرائه هو الذي يوجه السياسة الخارجية، تجاه صراع الشرق الاوسط. ويمكن الاشارة هنا الى ان رد مصر على د. يارنغ، والجهود المتواصلة لدفع المفاوضات حول الانسحاب الجزئي لاسرائيل، كلاهما، الرد والجهود، من عمل الرئيس السادات شخصيا.
4 ـ السبب الثاني وراء وضع د. فوزي الحالي وارتباطه بالسبب الاول هو: ازدياد ثقة السادات في وضعه وموقعه كنتيجة لتنامي ثقة المصريين في النظام الجديد. والسلطة ولدت السلطة لدى الرئيس السادات، وقد ظل يمارسها اكثر واكثر وبقناعة في الأشهر الاخيرة، ولكن هذه الممارسة جاءت على حساب، او احدثت اضرارها على الذين تحته، وهناك نقد متنام (رغم انه لم يصل حد العلن بعد) للدور المتقلص الذي يلعبه، ليس مجلس الوزراء فقط، وانما الاتحاد الاشتراكي ايضا. لوحظ هذا على وجه التحديد مع حالة اعلان اتحاد الجمهوريات العربية والذي لم يستشر فيه السادات أياً من الجهازين. 5 ـ ولذلك، فنحن نرى هنا ان مصر تستدير دائرة كاملة تجاه ايام احتكار عبد الناصر للسلطة. فالسادات، وعلى جبهة الصعيد العالمي على الاقل، يشد خيوط صناعة القرار بيديه، وهو يعود خلال هذه العملية الى سياسة التركيز على القضايا الخارجية على النحو الذي ميز فيه ذلك التركيز معالم سنوات عبد الناصر الاخيرة، فيما رحب معظم المصريين بالاهتمام المتعاظم بالشؤون الداخلية في الأشهر القليلة الاولى من حكم السادات. ومع ذلك، تبقى قيد الانتظار معرفة ما اذا كان الضغط سيتعاظم، سواء مباشرة ضد الرئيس السادات، او بطريقة غير مباشرة لصالح نفوذ اكبر لمجلس الوزراء، وذلك لتحويل التوجه الحالي. وستظل وجهة نظرنا، كما عبرنا عنها في رسالتنا 1/1 بتاريخ 21 اكتوبر 1970، ان على الرئيس في مصر ان يمارس الرئاسة شخصيا وحقيقة، ويحكم، او يختفي (بغياب الخيار الاول او عدم حدوثه بالطبع.. الاضافة من «الشرق الأوسط» لايضاح المضمون).

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 25-02-09, 03:37 PM

  رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (37) ـ كيف استخدم السادات قناة هيكل ـ بيرجس في تدشين استدارته نحو أميركا
رياض لم يتحمس لإعادة العلاقات مع واشنطن واختلف مع رئيسه
حسن ساتي
من العجيب ان الملف رقم 979/fco39 الذي خصصته وثائق 1971 البريطانية المفرج عنها بدايات هذا العام، لم يستطع عبر وثائقه القليلة ان يقطع او يصور، كما هو حال الدبلوماسية في مثل هذه المنعطفات، اسبابا موضوعية او مرئية لسيناريو استدارة السادات من قبضة الكتلة الشرقية السابقة الى الولايات المتحدة، مثلما لم تقطع بطبيعة الخلافات التي نشأت بين السادات ووزير خارجيته محمود رياض.

ومع ذلك، فجديد هذه الحلقة يكمن في اشارات، ترقى لوصفها بالطلاسم، بان الصحافي والكاتب المصري محمد حسنين هيكل وبضوء اخضر من السادات قد دشن بدايات تلك الاستدارة من خلال قناة خاصة تعامل بها مع رئيس قسم المصالح الاميركية بالقاهرة بيرجس (العلاقات الدبلوماسية كانت مقطوعة بعد حرب 1967 ونكسة يونيو (حزيران).. الشرق الأوسط).
في المقابل، اكمل السادات بنفسه الاستدارة برسالة شخصية كتبها بنفسه، وهي موضوع الحلقة القادمة، للرئيس نيكسون ردا على رسالة الاخير، رغم ان دبلوماسيا اميركيا قد قطع بان تلك الرسالة كانت ركيكة.
* خلافات رياض والسادات:
* وثيقة رقم: 8
* التاريخ: 9 يوليو 1971
* إلى: آر. إم. ايفانز ادارة الشرق الادنى
* الموضوع: العلاقات المصرية ـ الاميركية 1 ـ قرأنا باهتمام شديد خطاب آلان ايرويك 3/3 بتاريخ 29 يونيو (حزيران) حول زيارة كرافت الاخيرة للقاهرة والايحاءات المختلفة التي صاحبتها او خرجت منها.
2 ـ لم نر اشارة لاستقالة محمود رياض المتوقعة في أي من الصحف التي نتسلمها بالسفارة. ربما تجدر الاشارة، على اية حال، الى ان هنري براندون من صحيفة «صنداي تايمز» قد هاتف منتصف الاسبوع الماضي رامساي ميلهويش ليسأل عن اية تعليقات لدى الاخير حول قصة قال براندون انه قد تلقاها من مصدر جيد مفادها بان محمود رياض سيبعد عن موقعه في القريب. ميلهويش قال، انهم، في الحقيقة، لم يروا اي اشارة اخيرة لهذا الموضوع، وكما يعرف براندون، فهناك قصص في الاونة الاخيرة حول خلافات في وجهات النظر بين رياض والسادات، وفي الحقيقة، وبما ان رياض «قد كان وقتها في موسكو بخصوص معاهدة الصداقة المصرية ـ السوفياتية والتعاون، فمن غير المرجح ان القصة صحيحة. ولكن براندون يصر ان مصدره، ما كان ليمرر هذه المعلومات من دون وجود اساس لها، ولكنه وافق على ان الزمن ربما مضى في لحظة وتجاوزها.
2 ـ ميلهويش حاول اكتشاف مؤلفي هذه القصة، اي استقالة رياض، ولكن براندون وبوضوح غير مستعد لاقحامه في هذا الشأن. من الواضح لي، وبعد قراءة خطاب ايرويك، ان جوكرافت، الذي التزم بان لا ينشر هو شخصيا اي شيء حول الاستقالة، قد قام، في المقابل، بتمرير المعلومات حولها الى بعض اصدقائه الصحافيين. وربما تكون القصة حول الاستقالة قد اتت من مصدر بالخارجية الاميركية، اذا كان ويلي ارسل لواشنطن نوع التقييم الذي احاط به ايرويك في الجملة الاولى من الفقرة السابقة في خطاب ايرويك المشار اليه. وبقدر علمنا، نقول ان براندون لم ينشر اي شيء حول هذا الموضوع.
4 ـ المعلومات الوحيدة الاضافية التي استطعنا حصادها حول قضية بيرجس اتت من محمد سالم، السكرتير الاول المصري هنا، الذي تناول غداء مع ميلهويش. وقد اعاد نفس القصة عن طلب ويلي لنسخة من الورقة بالصورة التي اوردتها مقتطفات ايرويك اللاحقة، ولكنه مضى الى القول، حينما قابل اشرف غربال سيسكو بعد فترة قصيرة لعودة الاخير من القاهرة في 6 يونيو (حزيران)، تحدث سيسكو عن ورقة بيرجس، وان ستيرنر وبراون (مسؤول الشؤون المصرية بالخارجية الاميركية) وكانا يسجلان نقاط المحضر، نظرا الى بعضهما البعض في استغراب تام. غربال على اقتناع ظاهر، بان تلك هي المرة الاولى التي سمعوا فيها بوجود ورقة. ما ازال على عدم تصديقي بان دبلوماسيا مهنيا في خبرة بيرجس يمكن ان يتخذ مبادرة شخصية او فردية من هذا النوع دون ان يحيط، على الاقل، واشنطن. ولكن، ومع ذلك، فالرواية التي سمعناها على كل المستويات (بما فيها ملاحظات بيرجس نفسه الى السير آر. بيومونت، الفقرة 2 من برقية القاهرة رقم 809) تبدو متماسكة. واخيرا فاذا كانت الخارجية الاميركية تقوم بمسرحية خفية، فان لديها طاقما من الممثلين الجديرين بالتصديق والقادرين على اداء ادوارهم بكفاءة.
جون. سي. موبرلي ـ واشنطن
* قناة هيكل وبيرجس
* وثيقة رقم: 9
* التاريخ: 28 يوليو (تموز) 1971
* الى: العيون البريطانية فقط، سري رالموضوع: العلاقات المصرية ـ الاميركية 1 ـ حينما قابلت مكتب وزير الخارجية المصري في 26 يوليو قال لي انه لم ير بيرجس (رئيس قسم المصالح الاميركية) منذ عودته هو ووزير خارجيته من اوروبا الشرقية. طلب مني ان احيط بيرجس انه (اي رياض) قلق تجاه ان يديرا ظهريهما لاي مكاره سببتها واقعة ورقة بيرجس وان يعودا الى قواعد الثقة التي نشأت بينهما مؤخرا.
2 ـ رياض فكر في تبرير الطريقة التي عالج بها المصريون ورقة بيرجس بالقول: انهم والى ان تطرق روجرز للموضوع مع الفرنسيين في باريس، وظهور الموضوع لدى وزارة الخارجية المصرية عبر القنوات الفرنسية، لم يقدما اي مرجع او اشارة رسمية لوجود الوثيقة (أي ورقة بيرجس). رياض اشار لي (في منتهى السرية) ان المصريين تلقوا توجيهات من واشنطن بان ورقة بيرجس ليست من صنع بيرجس نفسه ولا وزارة الخارجية الاميركية وانما من صنع جهة اخرى (غير محددة) في الحكومة الاميركية. قال رياض ان المصريين وفي نقطة ما خلال الازمة تخوفوا من ان يفقد بيرجس منصبه كنتيجة للحادثة وانهم استوثقوا من ان ذلك وبكل تأكيد لن يكون في صالح مصر. رياض ايضا رجع للحديث عن مخاطر اجراء المناقشات الدبلوماسية المعقدة خارج القنوات الرسمية، واعاد التأكيد بان القرارات الرئيسية للسياسة الخارجية في مصر يتم اتخاذها من قبل الرئيس السادات وان اي اختلافات ظاهرة انما تعتبر (توزيعا اوكستراليا) من الرئيس السادات (اشارة واضحة منه لاستخدام بيرجس لقناة هيكل). قلت له ان بيرجس ربما لم يكن يملك الحرية لاختيار القناة التي يستخدمها، ولكني بكل تأكيد سأوصل غصن الزيتون هذا لبيرجس والذي اشعر متأكدا انه سيرحب به. قلت لرياض كذلك اذا كانت النوايا ستتجه لسياسة عفا الله عما سلف، فسيكون من الافضل تجنب التنقيب في الماضي مرة اخرى، لان هناك خطراً، وباستمرار، تجاه ان يقوده ذلك الى تجريم مشترك واعمق بين الجانبين.
3 ـ قابلت بيرجس هذا الصباح، احاطني بانه ظل في انتظار فرصة يذهب بها لوزارة الخارجية وانه قد تسلم ما يعتبر سببا جيدا للقيام بذلك، ويقصد التعليمات التي تلقاها لمناقشة امر يتعلق بقانون البحار، ولذلك سيرى محمود رياض في اقرب فرصة ممكنة. علق بيرجس بالقول ان روجرز لم يكن يعلم بورقته في الوقت الذي التقى فيه بالفرنسيين. بيرجس قال كذلك انه لم يكن يملك اختيارا في شأن استخدام هيكل كقناة نحو الرئيس. على سبيل المثال، فقد استدعى هيكل بيرجس لمكتبه في 15 مايو (ايار) وكشف له فقط، اي هيكل، ولدى وصوله، انهما ذاهبان لمقابلة الرئيس السادات للتو. وقالها السادات صريحة انه يفضل معالجة هذا الشأن عبر هيكل. ولذلك، طلب هيكل ان يرى بيرجس مرة اخرى اليوم. والقضية اذن هي قضية الحكومة المصرية في بحثها في ما بينها عن الطريقة التي يرغبون بها معالجة علاقاتهم الخارجية. بيرجس احاطني كذلك بان احاديث الرئيس السادات آخر الاسبوع قد شجعته وجعلته يشعر بان المفاوضات حول الترتيبات الانتقالية لا تزال قائمة.
4 ـ اعتقد ان حقيقة كون محمود رياض قد تقدم لاعادة فتح خط وزارة الخارجية مع الاميركيين بهذه الطريقة، يمكن ان تعتبر هي الاخرى مشجعة.
5 ـ اخبرني رياض مؤخرا بان غربال (رئيس قسم المصالح المصرية في واشنطن) قد تلقى تعليمات بالبقاء في واشنطن الى حين عودة سيسكو من اسرائيل، وانه سيعود للقاهرة بعدها لتقديم تقاريره.
ايرويك ـ القاهرة
* مواقف لرياض
* وثيقة رقم: 11
* التاريخ: 4 اكتوبر (تشرين الاول) 1971
* الى: وزارة الخارجية
* الموضوع: العلاقات المصرية ـ الاميركية 1 ـ اوردت صحيفتا «الاهرام» و«الجمهورية» (الاولى نسبت الخبر لمراسلها في واشنطن) بأنه، ووفق مصادر بالخارجية الاميركية، فان بيرجس سيتم استبداله بمايكل ستيرنز مسؤول الشؤون المصرية بالخارجية الاميركية، وذلك بعد اسابيع من الشائعات حول تبديل وشيك لرئيس قسم المصالح الاميركية هنا، اي بيرجس. 2 ـ اوردت الصحف كذلك، نقلا عن تقارير وكالات الانباء ان روجرز طلب وخلال لقائه في 29 سبتمبر (ايلول) من محمود رياض اعادة العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وان محمود رياض لم يقدم اجابة.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 25-02-09, 03:37 PM

  رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (38) - الرئيس أنور السادات رد على رسالة نيكسون بلغة ركيكة
«قناة» فرنسية أبلغت القاهرة أن ورقة بيرجس ليست من إعداد وزارة الخارجية الأميركية
حسن ساتي
تبدو هذه الحلقة أخف وطأة في مسألة غموض الاسباب وراء استدارة السادات نحو اميركا، لانها تكشف، وان بصورة ساخرة، ان الرئيس المصري الراحل قد انطلق من فهم خاطئ لرسالة عادية هنأه فيها نيكسون بانتخابه، اي السادات، رئيسا للجمهورية، فرد السادات برسالة كتبها بنفسه، ويقول عنها دبلوماسي أميركي انها كانت ركيكة خلافا لخطابات ناصر التي كان يصوغ الصحافي هيكل مسوداتها.

وتكشف الوثائق هنا، ان مستشاري الرئيس الاميركي نيكسون نصحوه بأن لا يشارك في تأبين عبد الناصر بوفد يرأسه وزير الخارجية روجرز، لان ذلك من وجهة نظرهم سيفسر، لدى اسرائيل بالطبع واللوبي اليهودي، بأنه انحياز للعرب، في وقت كانت فيه الملاسنة بين العرب وواشنطن في أوجها.
* رسالة السادات الركيكة لنيكسون:
* وثيقة رقم: 2
* التاريخ: 5 يناير 1971
* الى: وزارة الخارجية.. عزيزي مالكولم
* الموضوع: العلاقات الأميركية ـ المصرية 1 ـ أتوقع أن يكون سجل المحادثات بين وزير الخارجية الاميركي روجرز ووزير خارجيتنا حول الخطاب الاخير الذي بعث به الرئيس السادات للرئيس نيكسون قد اثار اهتمامك مثلي. روجرز قيم ذلك كمثال واحد للعلاقة الدافئة حاليا وبموضوعية بين القاهرة وواشنطن.
2 ـ سألت مايك ستاينر مدير ادارة الجمهورية العربية المتحدة (مصر) حول هذا الخطاب حينما قابلته يوم 4 يناير. يقول ستاينر ان السادات قد بعث بخطاب من اربع صفحات ردا على خطاب نيكسون الذي هنأه فيه بانتخابه رئيسا للجمهورية. يبدو ان السادات قد كتب الخطاب بنفسه لان لغة الخطاب ركيكة نوعا ما خلافا للغة المميزة والسهلة لخطابات ناصر التي يعدها هيكل. خطاب السادات لم يذهب لجهة التفاصيل، ولكنه اشار الى ان خطاب نيكسون قد حرك (مشاعر السادات بعمق). (علق ستاينر بالقول انه استغرب خروج السادات بهذا الانطباع لأنه شخصيا ـ أي ستاينر ـ هو الذي كتب مسودة خطاب نيكسون وقطع بأن الخطاب لا يحتوي على اي شيء يحرك اي انسان بعمق). الرسالة العامة من خلال خطاب السادات هي ان الجمهورية العربية المتحدة (مصر) تريد وبتأكيد علاقات افضل مع اميركا وانها غلطة اميركا في عدم حدوث ذلك. ستاينر يعتبر الخطاب اشارة مساعدة ومحملة بالآمال ولكن ليس ابعد من ذلك، او اكثر.
3 ـ يقول ستاينر، ردا على سؤالي حول ما اذا كانت هناك اي فرصة لاعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بأنه لا يعتقد بذلك. من جهتها، تبدو وزارة الخارجية الاميركية سعيدة بعودة كاملة للعلاقات الدبلوماسية ولكنها ترى ان المصريين، وبوضوح، غير مستعدين لهذه الخطوة. هناك وفي القاهرة اشارة علنية اخيرة لذلك. (ويبدو انني لم أواكبها). والمصريون فضلوا وبوضوح الاستمرار على نفس قواعد الممارسة حاضرا.
4 ـ قاد ذلك الى مناقشات حول امكانية زيارة روجرز للقاهرة وبنفس القدر عواصم شرق اوسطية اخرى (تحديدا عمان وتل أبيب) في المستقبل القريب ربما تكون قد وقفت على تقارير صحافية قبل اعياد الميلاد تفيد بأن روجرز يحمل الفكرة في ذهنه للقيام بزيارة للشرق الأوسط في فرصة مواتية. حينما سئلوا في الخارجية الاميركية حول ذلك، قال متحدثها الرسمي ان الامر كذلك، ولكنه لا يعدو كونه مثل (ومضة في العيد) حاليا. ستاينر يرى ان روجرز يطمح حقيقة لزيارة المنطقة في وقت ما. وبالتأكيد فان هذه الزيارة لن تتم قريبا لأن سياسة واشنطن الشرق أوسطية وفي معالمها الواضحة تتجه الى ترك الاطراف لحالها او وحدها في المراحل الاولية للمفاوضات المتوقعة مع الوسيط يارنج. ولذلك، فزيارة من وزير الخارجية يمكن ان تحسب لدى جهات كثيرة بأنها لا تتماشى مع تلك السياسة.
5 ـ سألت ستاينر ما اذا كان غياب التمثيل الدبلوماسي الكامل سيقف عقبة في طريق زيارة روجرز للقاهرة. ستاينر لا يرى ذلك، ويقول ان الخارجية الاميركية قد نظرت لهذه النقطة تحديدا ومؤخرا وتوصلت للاستنتاج بأنه لن تكون هناك مشكلة حول فقدان التمثيل الدبلوماسي الكامل، طالما ان المصريين على استعداد لاستقبال روجرز. قلت ان ذلك يدهشني لحد ما، لأن غياب التمثيل الدبلوماسي الكامل كان وراء الاعلان الرسمي من واشنطن بأن روجرز لا يمكنه ان يقود وفدا للقاهرة ابان وفاة الرئيس عبد الناصر. لم ينكر ستاينر هذا ولكنه علق بالقول ان هناك اعتبارات اخرى اكثر اهمية. وقال ان الخارجية الاميركية في حقيقة الامر قد اوصت بقوة في مذكرة للرئيس نيكسون الذي كان موجودا في ذلك الوقت على ظهر احد قطع الاسطول الاميركي بالبحر الابيض المتوسط بأن على روجرز ان يرأس وفدا للقاهرة، وهو (اي ستاينر)، لا يعرف تحديدا لماذا رفض الرئيس نيكسون التوصية، ولكنه خمن بأن مستشاري نيكسون لشؤون الشرق الأوسط الموجودين معه ربما رأوا في الخطوة ايماءة تحمل الانحياز للعرب في لحظة كان سيل الاتهامات جاريا من هنا الى هناك وبالعكس. وفهم ستاينر كذلك ان نيكسون كان معنيا بالترتيبات والاجراءات الامنية في القاهرة اذا ما كان له ان يختار روجرز ليرأس وفدا الى هناك.
إم. آر. ميلهويش السفارة البريطانية ـ واشنطن
* طلاسم ورقة بيرجس:
* وثيقة رقم: 9
* التاريخ: 28 يوليو 1971
* الى: وزراة الخارجية
* الموضوع: العلاقات المصرية ـ الأميركية 1 ـ حينما قابلت محمد رياض مدير مكتب وزير الخارجية المصري في 26 يوليو اخبرني بأنه لم ير بيرجس (رئيس قسم المصالح الاميركية) منذ ان عاد هو ووزير خارجيته من اوروبا الشرقية. طلب مني ان اخبر بيرجس انه (أي رياض) قلق تجاه ان يضعوا خلفهم او يتجاوزوا اي مكاره سببتها واقعة ورقة بيرجس وان يعودوا الى قواعد الثقة والارادة التي سادت بينهما اخيرا.
2 ـ رأى محمد رياض مدير مكتب وزير الخارجية المصري ان يبرر الطريقة التي عالج بها المصريون ورقة بيرجس بالقول: انه وإلى الوقت الذي تحدث فيه روجرز مع الفرنسيين حول الموضوع في باريس، وان الموضوع قد وصل للخارجية المصرية بالقنوات الفرنسية، فانهم لم يصدروا اي مرجعية رسمية تثبت وجود الوثيقة (ورقة بيرجس). رياض اشار لي بمنتهى السرية بأن ورقة بيرجس ليست لا من اعداده ولا من اعداد الخارجية الاميركية، ولكنها من اعداد طرف (غير محدد) من الحكومة الاميركية. وقال ان المصريين خافوا في محطة محددة من القضية بأن بيرجس سيفقد وظيفته كنتيجة للواقعة، فيما تأكدوا (المصريون) بأن ذلك لن يكون في صالحهم. عاد رياض كذلك الى الاشارة لمخاطر اجراء المناقشات الدبلوماسية المعقدة خارج القنوات المؤسسية الرسمية، واعاد التأكيد بأن القرارات الكبرى في سياسة مصر الخارجية يتخذها الرئيس السادات. وفي المقابل، فان اي خلافات تظهر في السياسة لا تعدو كونها توزيعا اوكستراليا من الرئيس (تلك اشارة بديهية الى استخدام بيرجس لقناة هيكل). قلت لرياض ان بيرجس قد لا يكون حرا في اختيار اي قناة يستخدمها، ومع ذلك، فاني وبلا شك سأمرر غصن الزيتون هذا الى بيرجس، والذي شعرت وبكل تأكيد بأنه سيرحب به. قدمت لرياض كذلك الاقتراح الشخصي بأنه واذا كانت النوايا تتجه حقيقة الى جعل مسألة بيرجس ماضيا، فان من الافضل للطرفين ان يتجنبا نبش الماضي مرة اخرى، لأن هناك وباستمرار خطرا في ان يقود ذلك الى تجريم اعمق ومشترك بين الجانبين.
3 ـ رأيت بيرجس هذا الصباح وقال لي انه ظل يتحين فرصة يذهب بها للخارجية المصرية وانه قد وجد مبررا جيدا للقيام بذلك بعد ان تلقى توجيهات لنقاش امر يتعلق بقانون البحار. ولذلك، فانه سيرى محمود رياض في اقرب فرصة. وعلق بالقول بأن وزير الخارجية روجرز لم يكن على علم بوجود ورقة بيرجس في الوقت الذي التقى فيه بالفرنسيين. يقول بيرجس ايضا، بأنه لم يكن يملك خيارا في موضوع استخدام هيكل كقناة نحو الرئيس السادات. وعلى سبيل المثال، فقد طلب هيكل من بيرجس مقابلته يوم 15 مايو (ايار)، وعلى التو كشف له بأنهما متجهان لرؤية السادات. والرئيس السادات قالها بوضوح شديد بأنه يفضل معالجة الموضوع عبر هيكل فيما طلب هيكل من بيرجس رؤيته اخيرا خلال اليوم. القضية في حقيقتها تتعلق بالطريقة التي يريد بها المصريون فيما بينهم معالجة علاقاتهم الخارجية.
قال لي بيرجس ايضا انه تلقى التشجيع من احاديث الرئيس السادات في نهاية الاسبوع وانه قد شعر بأن المفاوضات حول الترتيبات الانتقالية لا تزال مستمرة بصورة حسنة (تبدو الاشارة للترتيبات الانتقالية هنا ذات صلة بقضية مفاوضات الانسحاب الاسرائيلي. «الشرق الأوسط»).
4 ـ اعتقد ان إقدام مدير مكتب وزير الخارجية المصري على اعادة فتح خط الخارجية المصرية للاميركيين بهذه الطريقة يعتبر في حد ذاته امرا مشجعا. 5 ـ أحاطني مدير مكتب وزير الخارجية المصري على هامش المقابلة بأن غربال (رئيس قسم المصالح المصرية بواشنطن) قد تلقى التعليمات بالبقاء في واشنطن الى حين عودة سيسكو من اسرائيل وانه سيعود بعد ذلك للقاهرة لتقديم تقريره.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 25-02-09, 03:38 PM

  رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (39) ـ موت عبد الناصر استدعى تغيير التقييم البريطاني للشخصيات القيادية في مصر
اهتمام واضح بسعد الدين الشاذلي وتساؤل حول دوره في أحداث أيلول بالأردن
حسن ساتي
يوحي عكوف الخارجية البريطانية بالتعاون مع سفارتها بالقاهرة على اعداد قوائم بالشخصيات القيادية في مصر عاماً بعد عام، وملاحقتها لتلك القوائم بالتعديل والحذف والاضافة، بوجود روائح كثيرة تفوح من طرق الاعداد والوصول لبعض الاستنتاجات.

في هذه الحلقة من الوثائق السرية البريطانية لعام 1971 التي افرج عنها هذا العام، يبدو الاهتمام الواضح بشخصيات مصرية من العيار الثقيل، فنجد مكاتبات في شأن سعد الدين الشاذلي واحمد حسن الفقي وهيكل وحسن ابراهيم، فيما حتم موت عبد الناصر ملاحقة القوائم بالتعديل، ولا تخلو القوائم من مفارقات، ومثالها في حذف اسماعيل فهمي (الذي اصبح وزيرا للخارجية في ما بعد) عن قوائم عام 1971.
* تعيين الخولي يثير الفضول وثيقة رقم: 3 التاريخ: 20 يناير (كانون الثاني) 1971 الى: إم. إيه. هولدنغ. ادارة شمال افريقيا الموضوع: د. حسن صبري الخولي.
1 ـ صدر قرار جمهوري بتاريخ 19 يناير يقضي بتعيين حسن صبري الخولي كممثل شخصي للرئيس السادات.
2 ـ قد يعني ذلك ان على الخولي ان يمارس نفس الواجبات كسفير متجول للرئيس السادات كما مارس المهمة مع الرئيس عبد الناصر، على الاقل كما فعل الى نهاية عام 1969. وكما تعلم، فان نجم الخولي قد سطع مطلع عام 1970، ولكنه وفي الجزء الاخير من العام الماضي استعاد نشاطاته القديمة كمبعوث خاص لمصر في قضايا مثل تعاون الفدائيين والحكومة الاردنية (يونيو/ حزيران 1970) وقبول مصر لمقترحات روجرز (يوليو/ تموز 1970). وقد قام الخولي في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الاول) بجولة واسعة في الدول العربية لتوفير الاغاثة والعون لضحايا الحرب الاهلية بالأردن.
3 ـ يوحي تعيينه الحالي بأنه سيظل، على الاقل في الوقت الحالي، شخصية لها بعض الاهمية في مؤسسة الرئاسة.
ام. اي. جولدنغ السفارة البريطانية القاهرة
* موت ناصر يغيّر القوائم وثيقة رقم: 9 التاريخ: 31 مارس (آذار) 1971 الى: السيدة آن. دالاس مكتب الخدمات وادارة الامداد ـ وزارة الخارجية.
الموضوع: الشخصيات القيادية بالجمهورية العربية المتحدة (مصر) لعام 1971.
1 ـ ارفق مع هذا الخطاب مسودة تقرير الشخصيات القيادية بالجمهورية العربية المتحدة. تقرير هذا العام يحتوي على السيرة الذاتية لشخصية واحدة خارج قائمة العام الماضي، ولكننا اسقطنا 15 شخصية واضفنا 15 اخرى (قائمة الاسماء المعنية مرفقة). بالاضافة الى ذلك، وضعنا عن طريق الخطأ سيرة ذاتية لشخصيتين (هما محمد ابو النصير ودكتور احمد مصطفى احمد) وذلك في تقريرنا للعام الماضي.
2 ـ يحتم موت عبد الناصر والتغييرات اللاحقة في الحكومة مراجعة مكثفة لنسبة كبيرة من السير الذاتية المتبقية. ولذلك، افترض ان تصوري قائمة جديدة كلياً للشخصيات القيادية لهذا العام، وليس مجرد اوراق او قوائم معدلة. ونحن متشكرون مقدماً للـ12 نسخة التي تصلنا كالعادة.
مخلصك جي. آر. يونج السفارة البريطانية ـ القاهرة ومرفق طيه القائمة.
حاشية:
(الاسماء معدة على الطريقة الانجليزية والغربية، والاشارة هنا لذكر الاسم العائلي اولاً، ثم بقية الاسماء بدءاً بالاسم الاصلي للشخصية ـ «الشرق الأوسط»).
أ ـ الشخصيات المضافة 1 ـ أباظة، محمد توفيق وجيه 2 ـ عبد القادر، يحيى 3 ـ ابو غازي، بدر الدين 4 ـ أنيس، احمد ابراهيم خالد 5 ـ البدوي، حسن فهمي 6 ـ درويش، احمد السيد 7 ـ فوزي، خالد 8 ـ اسماعيل، حافظ محمود 9 ـ الخواجة، محمود 10 ـ محمود. د. عبد الحليم 11 ـ محمد، محمد احمد 12 ـ نوح، احمد 13 ـ رياض، احمد 14 ـ سالم، ممدوح 15 ـ زندو، احمد ب ـ أسماء محذوفة:
1 ـ ابو بكر، يحيى 2 ـ انور، سامح 3 ـ عوض، د. بدوي عبد اللطيف 4 ـ البكري، توفيق 5 ـ فهمي، اسماعيل 6 ـ حاتم، عبد القادر 7 ـ حفناوي، عثمان مصطفى 8 ـ اسماعيل، مصطفى كامل 9 ـ كامل، مهندس امين حلمي 10 ـ الخشن، دكتور شفيق علي 11 ـ كيرولوس السادس. بابا (توفي) 12 ـ مراد، د. محمد حلمي 13 ـ ناصر، جمال عبد الـ(توفي) 14 ـ سلامة، انور 15 ـ زكي، حسن عباس وثيقة رقم: 1 التاريخ 6 يناير 1971 الى: مالكولم هولدنغ. ادارة شمال افريقيا الموضوع: احمد حسن الفقي.
1 ـ بدأنا في اعداد مسودة جديدة في تقرير عن الشخصيات القيادية بمصر لعام 1970. هل بوسعك رجاء ان تمدني بأي تعديلات قد ترغب حول المذكرة المتعلقة بالفقي، سفير الجمهورية العربية المتحدة (مصر) في لندن؟
2 ـ نحن لا نعتبر تقاعده المحتمل في ابريل (نيسان) سبباً كافياً لاستبعاده من قائمة الشخصيات القيادية. كمال رفعت (وزير العمل السابق) هو الخليفة المحتمل للفقي وفق التوقعات الواسعة هنا، وسيكون كمال ضمن قائمة الشخصيات القيادية لعام 1971.
إم. اي. جولدنغ القاهرة
* دعوة غامضة لعلي صبري:
وثيقة رقم: 2 التاريخ: 11 يناير 1971 الى: إم اي. جولدنغ ـ القاهرة الموضوع: احمد حسن الفقي 1 ـ شكراً على خطابك 1/17 حول تضمين الفقي في قائمة الشخصيات القيادية بعد مراجعتها. لدي المقترحات الآتية:
(أ) ارجو تحويل عبارة (عاد للقاهرة، عانى من جلطة من الفقرة الاخيرة الى نهاية الفقرة 2 وواصل بعدها..) ... جلطة جعلته بلا حركة لمعظم السنة. عاد الى وظيفته في ديسمبر 1970.
(ب) في نهاية الفقرة 4 اضف (مع عودته للندن في ديسمبر 1970 مغتنما فرصة التحسن في العلاقات المصرية ـ البريطانية، يتحفز الى حد ما برغبة في انجاز نجاح كبير قبيل تقاعده في ابريل 1971، استعاد ضغوطه العالية، وكذلك الى حد ما، الزخم المصاحب لأسباب علاقات مصرية ـ بريطانية اوثق في المجالات الثقافية والاقتصادية. قال انه يرغب في الاتجاه للأعمال الحرة بعد تقاعده.
2 ـ قد ترغب في ادخال مرجع ما الى توجهه حول دعوة من حكومة الملكة الى علي صبري لزيارة المملكة المتحدة والمتوقفة اصلاً على قبوله لها، وقد اقدم على الفكرة دون علم وزيره، كل هذا اذا كنت ترى ان لهذا اي تأثير.
3 ـ ما دمنا نتحدث عن الشخصيات القيادية، قد يكون من مصادر الاهتمام تسجيل انني قد قابلت حسن ابراهيم (صفحة 47) خلال حفل اخير بالسفارة المصرية. من الواضح انه الآن في الاعمال الحرة (اظن ان رئاستها بالقاهرة). وقد رفض بقوة فكرة قال بها مصري آخر تتعلق باحتمال عودته للسياسة.
وعلى اية حال، فمجرد وجوده في اي حفل استقبال رسمي بالسفارة، قد يؤشر على انه ضمن الشخصيات المهمة لدى الحكومة.
4 ـ وهناك تصحيح اساسي في شأن الشخصيات القيادية حول هيكل (صفحة 37). المقابلة التي اشير اليها في الصنداي تايمز في الفقرة 2 هي في الحقيقة مقالة مكتوبة بواسطة هيكل (بمساعدة وترجمة من بيتر مانسفيلد الذي كان مراسلاً للصنداي تايمز بالقاهرة).
ام. ايه. هولدنغ الخارجية ـ لندن
* غموض في تقييم الشاذلي وثيقة رقم: 10 التاريح: 10 يونيو 1971 الى: إم. اي. جولدنغ، القاهرة.
الموضوع: الشخصيات القيادية في مصر.
1ـ شكراً على خطابك المثير للاهتمام رقم 1/1 بتاريخ 19 مايو وعرضك باتخاذ مراجعة لشخصيات 1971 القيادية. سحبنا المسودة من قسم الطباعة وارسلها لك مرفقة مع هذا الخطاب.
2 ـ بالنسبة للعقيد الشاذلي، اخشى اننا لم نستطع اكتشاف معلومات اضافية اكثر، رغم كون الاشاعات المختلف عليها حول أدائه في حرب يونيو (حزيران) معروفة لدى وزارة الدفاع البريطانية. ولا هم، ولا نحن، نعرف اي شيء يرقى لدرجة التأكد.
3 ـ وعلى كل حال، لدينا بعض الاوراق حول مشاركة الشاذلي في الحالة الاردنية. (تبدو الاشارة هنا الى احداث سبتمبر (ايلول) 1970 بالاردن المعروفة بأيلول الأسود جراء المذابح التي واجهها الفلسطينيون. الاضافة من «الشرق الأوسط» للتنوير). ارفق لك نسخة من برقية الخارجية رقم 84 للقاهرة بتاريخ 1962 والتي تقدم الخلفية. وكما ترى، فالشاذلي ليس مشتركاً بصورة مباشرة. وفي الحقيقة، فلم يستدع يوماً لتقديم الدليل، كما لم يطالب (بمغادرة لندن). Ir (الكلمة هكذا وتبدو بعض الاحرف المتبقية كما لو انها قد سقطت في التصوير ـ «الشرق الأوسط»). وفي الظاهر انه قرر عدم مطالبته بالمغادرة بما ان هذا قد قاد بصورة حتمية الى طرد من كان وقتها ملحقنا العسكري بالقاهرة. في تلك الواقعة، تم استبدال الشاذلي بالطريقة العادية بعد اكثر من عام. إم. ايه هولدنغ ادارة شمال افريقيا =

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 25-02-09, 03:39 PM

  رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (40) ـ السادات أبلغ السوفيات أن العرب لا يريدون رؤية دولة شيوعية في الشرق الأوسط
موسكو لم تشر إلى إقالة علي صبري لكن العداء للشيوعية سيطر على المباحثات
لندن: حسن ساتي
أرهق الرئيس المصري الراحل انور السادات الغرب كثيرا بزيارته المفاجئة للاتحاد السوفياتي في ظرف عصيب توترت فيه العلاقات بين القاهرة وموسكو على خلفية الحملة التي قادها ضد (مراكز القوى) في مصر وطالت اصدقاء لموسكو، وعلى خلفية دور القاهرة في اجهاض انقلاب السودان الشيوعي في 19 يوليو (تموز) وعودة الحليف جعفر نميري للحكم بعد ثلاثة ايام.

الوثائق التالية وعلى مدى الحلقتين التاليتين ايضا، تكشف ابعاد تلك الزيارة، وكيف كبد السادات فيها بريطانيا واميركا وحلف شمال الاطلسي، عناء لاستقصاء نتائج زيارة اراد لها السادات ان تقوي من موقفة في الصراع العربي ـ الاسرائيلي، فتجاوب معه السوفيات على حياء، ولكن بعد ان شغلوه بالاجابة عن تساؤلاتهم حول العداء للشيوعية والعداء للسوفياتية.
* الحوار في اتجاهين
* وثيقة رقم: 7
* التاريخ: 22 اكتوبر 1971
* الى: ام. شي. ادارة الشرق الادنى، وزارة الخارجية.
* الموضوع: زيارة السادات لموسكو.
1 ـ الآتي عبارة عن تعليقات مبدئية استطعنا الحصول عليها من اعضاء السفارة المصرية هنا حول زيارة السادات الاسبوع الماضي. السفير التقى د. غالب يوم 18 اكتوبر لفترة قصيرة. وارفق لكم نسخة من وقائع اجتماعهما. د. غالب وصف بالضرورة زيارة السادات بانها ناجحة. وهناك شكوك حول توجه السوفيات الميال لضبط النفس تجاه المساعدات العسكرية وما اذا كان ذلك يمثل نوعا من عدم الاتفاق بين السوفيات والمصريين حول حتمية استخدام القوة. وقد اشار غالب بتكرار الى امداد اسرائيل بطائرات الفانتوم، كتبرير لزيادة مصر لقدراتها العسكرية. في المقابل، يبدو تفسير غالب لاشارات السادات لاستخدام القوة كما لو أن الامر لا يعدو كونه ضرورة تمليها السياسة الداخلية. كما بدا غالب مهتما بالتركيز على ان الحكومة المصرية مستعدة للتحلي بالصبر والاستمرار في العمل نحو تسوية سياسية.
2 ـ ابراهيم علام، السكرتير الثاني في السفارة المصرية زار السفارة يوم 20 اكتوبر وقدم الصورة التالية للزيارة: ركز علام كثيرا على ان السادات عاد للقاهرة وهو راض جدا عن زيارته القصيرة لموسكو.. المحادثات، التي حضرها برجينيف، وكوسيجين وبودغورني، بدأت في اليوم التالي لوصول السادات، اي يوم 12 اكتوبر. قدم السادات ورياض في الجلسة الصباحية، على التوالي، صورة للاوضاع في مصر حاليا وفي الامم المتحدة على خلفية ما يدور في الشرق الاوسط. وبعد الغداء الذي اجرى خلاله السادات وبودغورني محادثاتهما (وردت في برقية موسكو رقم 1562، النصوص مرفقة الآن)، تواصلت المحادثات مساء وفيها قدم الروس هذه المرة اسئلتهم وابدوا اهتماما كبيرا بالمشاكل التي اثارتها الاحداث في السودان والتقارير القائلة بأن شيوعيين مصريين تم اعتقالهم مؤخرا. السادات اوضح لهم ان المصريين غير معنيين بالشيوعية كآيديولوجية، ولكنهم معنيون بصورة اساسية بحماية امن دولتهم، وبالتالي، وحين يجدون ان الشيوعيين العرب يعملون ضد ذلك، فالمصريون يتخذون اجراءاتهم ضدهم. واعاد السادات تأكيد دعمه للرئيس نميري، وركز على ان العرب لا يريدون رؤية دولة شيوعية تخرج عليهم في الشرق الاوسط. وابدى السادات رغبة في الوصول لعلاقات صداقة مع الاتحاد السوفياتي.
3 ـ علام اكد ان ردود فعل السادات تجاه الاحداث في السودان واعتقالات الشيوعيين وترت العلاقات بين الاتحاد السوفياتي ومصر في الاشهر الاخيرة، ويعتقد، اي علام، انه وكنتيجة لايضاحات السادات في هذه الزيارة، فان الكثير قد تحقق على طريق تنقية الاجواء، ولذلك فان العلاقات الثنائية عادت الى ما قبل الحالة التي فرضتها احداث السودان.
ولم ينكر علام ان تلك الاحداث اثرت على تدفق السلاح السوفياتي لمصر، وهي قضية مهمة (من المهم ملاحظة ان هذا النقاش حول مشاكل العداء للشيوعية وللاتحاد السوفياتي جاء بعد الغداء الذي ركز فيه بودغورني على المخاطر الكامنة في هذين التوجهين). علام وصف التعامل مع مسألة العداء للشيوعية، والتي ظهرت اخيرا في البيان المشترك (ارسلت منه نسخة لمعظم العواصم)، بانه اكثر اعتدالا من نفس التعاطي مع المسألة والذي صدر به بيان في نهاية زيارة بونوماريف للقاهرة في نهاية يوليو الماضي.
4 ـ بعدها جاءت جلسة المناقشات الطويلة والختامية في 20 اكتوبر وقد استمرت لنحو 6 ساعات. لن نستدرج علام نحو اي تفاصيل حول طبيعة هذه المناقشات لانه لم يكن حاضرا لتلك المحادثات، ولكنه يرجح ان السادات تلقى ما يرضيه في المجالات العسكرية. قرار بقاء الفريق صادق وزير الحربية لثلاثة ايام اخرى بعد الزيارة تم اتخاذه خلال تلك المحادثات. يبدو ان صادق وغريشكو سيبحثان التفاصيل.
5 ـ واصل الروس التعبير عن دعمهم لتسوية سياسية في الشرق الاوسط، ولكنهم لم يظهروا للسادات عدم الرغبة في استخدام القوة. من الواضح انهم لا يملكون اي افكار جديدة حول كيفية الوصول لتسوية سياسية. علام علق بالقول بأن الروس، وحتى قبل زيارة السادات، عبروا عن تفضيلهم لمنبر القوى الاربع واستخدام مهمة يارينغ. وفي نفس الوقت، فهم، اي الروس، على استعداد لان يتركوا السادات يواصل دفع حواره مع الاميركيين، وليس لهم اي اعتراضات على مناقشات في الجمعية العامة للامم المتحدة في نوفمبر. وعلى العموم فعلام لم يقدم انطباعا بان الروس قد توصلوا لأي افكار محددة، لا حول ما يمكن ان يقوم به المصريون من هذه النقطة، ولا على صعيد الطرق والوسائل التي يمكن بها للروس ان يلعبوا دورا اكثر ايجابية. ولذلك، يمكن للمرء ان ينقاد الى تخمين يقول انه واذا ما كان للمصريين ان يصابوا بالاحباط من زيارة السادات لموسكو، فان ذلك قد يعكس جزئيا فشلهم في دفع الروس ليلعبوا دورا اكثر حيوية في الوقت الحالي.
6 ـ سألت عن ابرز العبارات في حديث السادات والتي رجحت لعبارة (القوة والقوة وحدها). علام يقول ان كلمة القوة تعني القوة فقط، ولكنه اعترف بأن فقرات تالية توحي بمقاييس اخرى معنى التهديد. السادات رغب في ان يقولها بوضوح بأن المصريين لن يخافوا من استخدام القوة اذا دعت الضرورة، ولكن اشاراته في الفقرات السابقة في خطاب للتسوية السياسية اوضحت بجلاء ان استخدام القوة يتم فقط بعد فشل جميع الاحتمالات على صعيد الجبهة السياسية.
7 ـ لا نبدو واثقين من الحصول على صورة واضحة لما دار حول المناقشات الاكثر اهمية. وكما هي العادة فسنعلم بأي مناقشات دارت وأي وعود تم اتخاذها، ومتى ستتحقق. وعلى اية حال، وبقراءة ما بين السطور، فالثابت ان السادات زار الاتحاد السوفياتي بعد فترة من التوتر. والمصريون هنا يؤكدون ان كل شيء عاد الى مجراه. والمدهش للمرء هنا هو سيطرة العداء للشيوعية والعداء للاتحاد السوفياتي على عقول السوفيات، في وقت لا تمت فيه اي من المسألتين بأي شكل لتسوية في الصراع العربي ـ الاسرائيلي. بل، وفي مكان ذلك، فهذه توجهات منهم تهدد مصالح السوفيات في الشرق الاوسط على المدى الطويل. فالروس، وكما نعلم، اهتزوا في مايو (ايار) بعمليات التطهير التي قادها السادات، ومن بعد بالاحداث في السودان، وبالاصرار المصري الواضح على دفع الاتهامات ضد علي صبري ومجموعته. علام قال ان الروس لم يشيروا مباشرة الى علي صبري، ولكنهم قالوها واضحة بأن ذلك من شاكلة الظواهر المصرية الداخلية التي يجدون فيها ما يخيف. 8 ـ على الصعيد العسكري، ورغم ان المرء لا يستطيع ان يقطع ما اذا كان العون السوفياتي سيكون دفاعيا ام هجوميا، فالقرار بترك صادق ليومين ونصف يوم بعد مغادرة السادات، يوحي في ضوء ذلك، (وبما ان هناك الان قدرا من الثقة قد عاد للعلاقات الثنائية) بان الروس مستعدون لتقديم وعود ملموسة. نحن نتفق مع برقية القاهرة رقم 1338 بوجود دليل ضئيل في الخطابات والبيان المشترك حول دعم السوفيات سواء لمبادرة السادات او لاستخدام القوة، واذا كان لها ان تنجح، فمن الممكن ان تجلب منافع عاجلة للاميركيين اكثر من جلبها للروس. (الاشارة للمبادرة تعني هنا اقتراح السادات بفتح الملاحة في قناة السويس، الاضافة من «الشرق الأوسط»). اما بالنسبة لاستخدام القوة، فقد شعرنا باستمرار ان على الروس ان يخافوا من اي محاولات من اي من الجانبين لضرب المركب وزيادة احتمالات المواجهة بين القوى العظمى. لا يبدو هناك سبب واضح لاسباب شعور الروس بانهم قادرون على تصور انفجار على جبهة قناة السويس. والمدهش للمرء في المقابل، وحتى في ضوء المعلومات القليلة التي استطعنا الحصول عليها، يكمن في قلق السوفيات وضعهم في الشرق الاوسط وعجزهم الظاهر في ايجاد وسائل تمكنهم من استعادة زمام المبادرة. وايا كانت الوعود التي قطعوها للسادات، فانها ستكون بالتالي او بالضرورة ذات طبيعة تميل (للتحفظ)، وموجهة لتقوية قبضته على الشأن العسكري، وبالتالي اعطائه الاستقرار الداخلي المطلوب ليؤجل مرة اخرى يوم القرار. * ان. اتش. ليفنجستون ـ السفارة البريطانية ـ موسكو
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 25-02-09, 03:40 PM

  رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (41) ـ السادات جدد معاهداته مع السوفيات هروبا من ضغوط واشنطن بتقديم تنازلات
حسن ساتي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حاول البريطانيون جاهدين الوصول الى نتائج ملموسة لزيارة السادات الى موسكو في اكتوبر (تشرين الاول) 1971، وهو العام الذي كان قد اعلنه عاما حاسما للصراع العربي ـ الاسرائيلي وهدد فيه باستخدام القوة.
ويكمن بعض جديد هذه الحلقة من الوثائق السرية البريطانية لعام 1971 التي افرج عنها في وصولهم، اي البريطانيين، الى استنتاجات تخالف الصورة الكارثية التي صورت بها الصحافة الغربية الزيارة، وفي الذهن هنا وبالطبع، الاملاءات المعروفة لمناخ الحرب الباردة وصراع القوتين العظميين.
وهناك الجديد في استقصاء النتائج من ألسنة مصرية، وتحديدا من وزير الدولة محمود رياض، والدبلوماسي د. غالب.
* رواية من رياض
* وثيقة رقم: 100
* التاريخ: 25 أكتوبر 1971
* الى: وزارة الخارجية وللعلم، موسكو، واشنطن، باريس، نيويورك، عمان، تل ابيب، بيروت، طرابلس، الخرطوم، البعثة البريطانية بالناتو.
الموضوع: زيارة السادات لموسكو 1 ـ محمود رياض وزير الدولة بالخارجية اخبرني بالامس ان مجمل زيارة السادات لموسكو يعتبر نجاحا، وان التدهور الذي لحق بالعلاقات المصرية ـ السوفياتية، والذي بدأ في مايو (ايار) باعتقال علي صبري وجماعته، قد ازداد سوءا بأحداث السودان (الاشارة هنا للانقلاب الشيوعي في 19 يونيو (حزيران) والذي اجهض بعد 3 أيام، الاضافة من الشرق الأوسط).
وان تلك العلاقات كانت في حاجة الى اصلاح. وان المصريين قد شكلوا انطباعا بأن حكومتي اميركا واسرائيل قد شعرتا بأن الصداقة السوفياتية ـ المصرية قد اعتراها الفتور، وبالتالي فلن يكون في وسع مصر ان تعتمد على الدعم السوفياتي بنفس درجة الاعتماد في العام الماضي، ومن هنا بدأتا التفكير، اسرائيل واميركا، بأن بوسعهما وباطمئنان وضع ضغوط على الحكومة المصرية لجهة تقديم تنازلات اكثر. ولذلك فان تجديد الصداقة المصرية ـ السوفياتية اصبح ضرورة لمصر عسكريا وسياسيا. ويعتقد رياض ان ذلك قد تحقق. ويقول ان المحادثات قد استصحبت احاديث صريحة جدا، مؤكدا ان مقالة لطفي الخولي بـ«الاهرام» 20 اكتوبر (نسختها سترسل بالحقيبة) قد عكست بدقة المناخ السائد في موسكو.
2 ـ رياض قال بالتحديد ان الاتحاد السوفياتي قد اقترح لغة اكثر قسوة في ادانة النشاطات المعادية للشيوعية في الشرق الأوسط، وبصورة اكبر مما حمله البيان المشترك، رغم انه لم توجد خلال المحادثات اشارة محددة للسودان او شخص او حكومة بعينها. ويقول رياض ان الروس اظهروا انفسهم في حالة من المرونة المعقولة من خلال موافقتهم على تليين المفردات، وقد فهم ان الخرطوم لم تستقبل البيان المشترك بصورة سيئة، رغم ان الحكومة الليبية بدت غير سعيدة به.
3 ـ على صعيد القضية العربية ـ الاسرائيلية، طلب السادات من محمود رياض ان يقدم للروس عرضا لما دار في نيويورك والتزم السادات بتأكيد كل شيء قال به رياض. لم تكن هناك مناقشات اكثر حول الاتفاقية الانتقالية، بأي مستوى في حضوره ولم ير لها اية اشارات في المضابط. المصريون احاطوا الروس بصورة عامة حول الطريقة التي سيتعاملون بها مع قضية الشرق الأوسط خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة (سأرسل برقية منفصلة، حول هذا الشأن).
4 ـ محمود رياض قال ان المفاوضات العسكرية كانت قد دارت بصورة اعمق قبل ذلك خلال وبعد زيارة السدات (علمنا ان وزير الحربية تخلف لثلاثة ايام وان قائد القوات الجوية سيبقى لخمسة ايام بعد مغادرة السادات). وان المؤسسة العسكرية المصرية على رضاء تام بالنتائج.
5 ـ لا تبدو الزيارة لموسكو، ومن تقديمها بهذه الصورة، بالصورة الكارثية التي صورتها بها الصحافة الغربية. اعتقد ان رياض على صواب في قوله ان من المهم للسادات، سياسيا ودبلوماسيا، الحصول على اعادة تأكيد الصداقة السوفياتية ـ المصرية، وقد حقق ذلك بقدر معقول. ومع ذلك تظل وجهة نظري (برقيتي رقم 1338) ان السادات لا بد ان يكون محبطا، ان لم يكن مندهشا، في حصوله، وفقط، من الروس على قبول محدود لسياساته الحالية. اما الاشارة للرضى بالنتائج العسكرية للزيارة، فقد يعني ذلك الغاء الروس لسياسة (السير البطيء) والتي يسود اعتقاد هنا بأنهم قد مارسوها لبعض الوقت في ما يتعلق بامدادات وتسليم الذخيرة وقطع الغيار لمصر.
( السفارة البريطانية القاهرة)
* وأخرى من غالب
* وثيقة رقم: 102W
* التاريخ: 19 أكتوبر 1971
* الى: ليفنجستون. سفارة موسكو.
* الموضوع: زيارة السادات.
1 ـ كنت محظوظا بلقاء د. غالب خلال حفل عشاء البارحة لمدة عشر دقائق. ومع انه تحدث بقدر معقول، الا ان النتائح ليست واضحة او وافية، ولكن ذلك لا يثير دهشة خاصة اننا لم نلتق من قبل. وقد اعتبر، وهذا طبيعي، زيارة السيادات نوعا من النجاح. قلت له ان الذي استوقفني هو التركيز من جانب السوفيات على تسوية سياسية ومعها الطبيعة الدفاعية في الاشارات لموضوع العون العسكري. وتساءلت، هل يعني ذلك ان الحكومة السوفياتية لم تستقبل اشارات السادات الى حتمية استخدام القوة؟
2 ـ د. غالب التفّ، وليس في هذا ما يدهش على هذا السؤال. وقدم اشارات مكررة لقضية امدادات اسرائيل بالفانتوم كتبرير لزيادة القدرات العسكرية المصرية. ولكنه بدا لي كما لو انه يحاول ان لا يذهب بتصريح السادات (حول القوة) الى ما هو اكثر من كونه ضرورة سياسية داخلية. اهتمامه الاساسي كان يكمن في التركيز على استعداد المصريين للتحلي بالصبر والعمل نحو تسوية سياسية.
كرر الطرح المصري المعتاد ان مثل ذلك الاتفاق لا بد ان يرتبط بقوة باطار تسوية نهائية وزعم غالب ان الحكومة السوفياتية قد استشعرت ذلك وربما بصورة اقوى من الحكومة المصرية.
3 ـ اعدت عليه تصريح وزير الدولة البريطاني بوجوب ان تكون هناك اتصالات عربية ـ اسرائيلية مباشرة، وقد قال غالب في هذا الصدد ان المصريين يعتقدون ان تركيز الاسرائيليين على هذا الموضوع يهدف الى اخراج المفاوضات خارج اطار الامم المتحدة حتى يتمكنوا من تجاهل استحقاقات ميثاق المنظمة المتعلق بعدم حيازة الارض بالعدوان العسكري. ولهذا السبب، يرفض الاسرائيليون ان يبدوا استعدادا اكثر تجاه قضية الانسحاب.
4 ـ بدا غالب ناقدا وبقوة لطريقة معالجة روجرز للقضية في اول اجتماع له مع محمود رياض في نيويورك. وقال ان من الخطأ جدا الاعتقاد بأن هناك اختلافا ضروريا في المنهج حول الاتفاقية الانتقالية بين السادات ومحمود رياض، بل ومن المضلل محاولة الايقاع بينهما. وقال في هذا الخصوص، انه لم يتقرر بعد من سيعود الى اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة لقيادة الوفد المصري، هو وعن نفسه سيعود للقاهرة مع نهاية الاسبوع الحالي، وسيصدر قرار ما اذا كان هو او محمود رياض سيعود لنيويورك.
5 ـ أكد ان صادق قد عاد الآن للقاهرة، ومن الطبيعي هنا عدم محاولة استدراجه «لحديث» عن اية تفاصيل حول الاتفاقيات المصرية ـ السوفياتية في المجال العسكري.
6 ـ قلت له اننا خرجنا بانطباع بأن السوفيات وبرغم اصرارهم على حل سياسي، الا انهم لا يظهرون معرفة حول ما يمكن ان يقدموه لهذا الحل في هذه اللحظة، ويبدون ميالين لان يتركوا المهمة للاميركيين لمواصلة جهودهم. د. غالب لم يجاريي في هذا الشأن واعاد ما قاله حول الصبر المصري. وبوسعي ان القي بتخمين هنا، فاذا ما كان هناك اي قدر من خيبة الامل حول عائد زيارة السادات، فقد يكمن في فشلهم في دفع الروس لأن يكونوا اكثر نشاطا في هذه اللحظة.
7 ـ اما بالنسبة لدور الامم المتحدة، فقد ركزت له على ضغوط وزير خارجيتنا القوية على اسرائيل لتقديم تصريح مشجع حول الانسحاب. ما وراء ذلك، لم أر شيئا مفيدا يمكن ان نقدمه.
غالب قال ان تجارة اسرائيل مع بريطانيا مهمة. قلت له، وبقدر ما اسعفني الادب او التأدب، بأنه لا جدال في ان اي حكومة بريطانية يمكن ان تستخدم المعاملات التجارية كوسيلة للضغط السياسي بالطريقة التي يتصورها. * جي. ايه. كيليك نيويورك

 

 


   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع