البنتاغون يعلن بدء بناء رصيف غزة البحري والاحتلال يتولى حمايته (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          وكالة الأونروا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 3 - عددالزوار : 41 )           »          ما هي السنة الضوئية ؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ليز غراندي ... سياسية أميركية (مبعوثة للشؤون الإنسانية بالشرق الأوسط) (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          رشاد العليمي - سياسي يمني (رئيس مجلس الرئاسة اليمني) (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 1747 )           »          مراسم استقبال حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق لدى وصوله لأبوظبي في زيارة "دولة" بتاريخ 22 إبريل 2024م (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          الولايات المتحدة تناقش بدء انسحاب قواتها من النيجر (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 37 )           »          كتيبة طولكرم .. تنظيم فلسطيني مسلح (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          تدابير مهمة لحماية الهوية من السرقة على الإنترنت (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          سفينة يونانية تعترض طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          فيديو غراف.. 200 يوم من المظاهرات المنددة بالعدوان على غزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          جمهورية بولندا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          جمهورية ليتوانيا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كالينينغراد.. مقاطعة روسية وسط أوروبا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          بولندا تفتح الباب لنشر أسلحة نووية على أراضيها وروسيا ترد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح التــاريخ العسكــري و القيادة > قســـــم التــاريخ العـســــكــري
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم مشاركات اليوم
 


الحديقة السوداء.. دليلك الكامل لفهم الصراع في قره باغ

قســـــم التــاريخ العـســــكــري


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 20-09-23, 07:06 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الحديقة السوداء.. دليلك الكامل لفهم الصراع في قره باغ



 

الحديقة السوداء.. دليلك الكامل لفهم الصراع في قره باغ

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مقدمة التقرير

بعد قرابة ثلاثة أعوام على حرب القوقاز التي اندلعت في سبتمبر/أيلول 2020، وحسمت فيها أذربيجان مصير معظم مناطق إقليم "ناغورني قره باغ" لصالحها، وأنهت السيطرة الأرمينية التي امتدت رُبع قرن تقريبًا؛ تعود الاشتباكات من جديد إلى المنطقة، إثر عملية عسكرية شنتها أذربيجان بهدف نزع سلاح "الانفصاليين في الإقليم". من جانبهم، أعلن "الانفصاليون الأرمن"، اليوم الأربعاء، إلقاء أسلحتهم ووقف إطلاق النار، في حين أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية تعليق "إجراءات مكافحة الإرهاب المحلية" في الإقليم بعد التوصل إلى اتفاق، وفق مقترح طرحته قوات حفظ السلام الروسية. وهو ما يقودنا للتساؤل: لماذا تنشب الاشتباكات قره باغ مجددا؟ وكيف تحول الإقليم إلى عُقدة جيوسياسية في القوقاز؟ وما علاقة تركيا وإيران بالصراع بين أذربيجان وأرمينيا؟

نص التقرير

في عام 1959، على مسرح "البولشوي" الكبير في العاصمة السوفيتية موسكو؛ وقف "خان شوشينسكي" وأطلق العنان لصوته العذب مُلقيا على أسماع الحاضرين "مقام قره باغ"، واحد من مقامات الموسيقى الأذربيجانية (الأذرية) الكلاسيكية، المتأثِّرة بوضوح بنظيرتها الفارسية. ولم يكد شوشينسكي ينتهي من غنائه حتى وقف الجمهور الروسي مصفقا بحرارة لفن شرقي لم يعتد على وجوده في البولشوي، لكن القيادة السوفيتية، في إطار مساعيها لتعزيز الروابط بين الروس والشعوب غير الروسية داخل جمهوريات الاتحاد السوفيتي، قرَّرت تدشين الفعاليات احتفاء بالفن الأذربيجاني في تلك السنة[1]، ومن ثم اتجه شوشينسكي، عملاق الأغنية الأذرية التقليدية حينئذ، ليُطرب الجمهور السوفيتي في موسكو، قبل أن يعود أدراجه إلى مدينته التي يحمل اسمها، ومعقل فن المقام الأذري؛ مدينة "شوشا".

شوشه، أو شوشي بالأرمينية، هي العاصمة التاريخية لإقليم "قره باغ"، والمدينة الأكبر والأكثر ازدهارا في جنوب القوقاز كلِّه -مناصفة مع "تبيليسي" عاصمة جورجيا- حتى بدايات القرن العشرين. هُنا انطلقت أصوات الغناء القره باغي لتمزج اللحن الفارسي بالكلمة الأذرية، وهُنا تداخلت وتعقَّدت خيوط ملوك الأرمن المسيحيين المشرقيين مع "خانات" الأذر من المسلمين الشيعة (خان لفظة مغولية تعني الحاكم)، فتحاربوا تارة وتحالفوا تارة. وهُنا التحمت جيوش الفُرس القبلية القادمة من الجنوب مع نظيرتها الروسية الزاحفة من الشمال على مدار قرنين تقريبا، حتى تفوَّقت الأخيرة في بدايات القرن التاسع عشر، وألقت بظلال إمبراطوريتها على جبال القوقاز كلها؛ ظلال لم تنقشع بعد حتى اليوم.

لم تكن شوشا مسقط رأس شوشينسكي وموطنا للعشرات من مغني وعازفي "المُجام أو المُغام" (mugam) (النطق الأذري لـ "مقام") فحسب، بل هي في الوقت نفسه المدينة التي أسّسها جدُّه الأكبر (الخامس) "بناه علي خان جواشنير". فإثر تفكُّك قبضة الصفويين في إيران مطلع القرن الثامن عشر، نجحت قبيلة "جوانشير" في انتزاع الحُكم من منافسيها الذين عيَّنهم الصفويون ولاة على قره باغ؛ قبيلة "القاجار". وخلال عقود قليلة أصبح حكم إيران بأسرها في قبضة سلالة القاجار، ونشبت نتيجة لذلك عداوة شرسة بينهم وبين حكام قره باغ المتعاقبين؛ عداوة أفضت في الأخير إلى تحالف أولئك الحكام مع روسيا القيصرية. وينضح الانحياز القره باغي لروسيا من قلم "أديكوزَل بِك" في كتابه الشهير "قره باغ نامه" المكتوب في مطلع القرن التاسع عشر، إذ عمل مؤلِّفُه مساعدا لعدد من الوزراء والولاة الروس آنذاك، حتى إنه تقلَّد رُتبة في الجيش الروسي.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الأراضي التي تنازلت عنها إيران لصالح روسيا في معاهدة گولستان بعد حربهما الأولى مُحدَّدة بالأحمر، والتي تنازلت عنها بموجب معاهدة ترکمنتشاي -ولا تزال ترسم حدود إيران مع القوقاز اليوم- بالأزرق


على المنوال نفسه يكتب المؤرِّخ "جمال جوانشير" في كتابه "تاريخ قره باغ"، المكتوب عام 1850 بأمر من حاكم القوقاز الروسي "ميخائيل ڤورونتسوڤ"، عن حضوره الاتفاق التاريخي بين "إبراهيم خان" (ثاني حُكَّام قره باغ) والأمير الروسي "تسيتسيانوڤ" لتدشين تبعية الإقليم لروسيا القيصرية. وقد رفع حُكَّام "قره باغ" رايات الروس مرارا في وجه الفُرس بعدئذ. ففي الحرب الروسية-الفارسية الأولى بين عامي 1804-1813، قاد "محمد حسن أغا"، نجل "إبراهيم خان"، فيلق "قره باغ" الروسي في مواجهة الفرس. وفي الحرب الروسية-الفارسية الثانية بين عامي 1826-1828، نجح أديكوزَل بِك في إقناع "مهدي قولي خان"، الحاكم الثالث لقره باغ، بالانضواء تحت لواء الروس. بيد أن مهدي صار الخان الأخير الذي حظي باستقلالية تُذكر، إذ وُقِّعَت معاهدة "تركمنتشاي" بين الروس والفُرس عام 1828، ورسمت الخط الفاصل والأخير بين القوتين، ومن ثمَّ بدأ فعليا زمن السيطرة الروسية المباشرة في القوقاز؛ فانفتح الباب أمام هجرة الأرمن من إيران إلى جنوب القوقاز، وهجرة أقرانهم من المسلمين الشيعة نحو شمال إيران.

في عشرينيات القرن التاسع عشر، طاف الضابط الإنجليزي "جورج كِبِل" منطقة القوقاز، ومرَّ على مدينة شوشا ليجد ثلاثة أرباع سُكَّانِها من الأذر ورُبعهم من الأرمن، وهي نسبة ديمغرافية تأرجحت بعد السيطرة الروسية والهجرات الأرمينية والأذرية، لينقسم تعداد المدينة بالتساوي بين الأذر والأرمن بحلول منتصف القرن التاسع عشر. وفي ظل الحُكم الروسي، ازدهرت "قره باغ"[4]، وامتزجت الثقافتان الأذرية والأرمينية، تماما كما امتزجت ولاءات ما تبقَّى من النُّخَب السياسية في "قره باغ" بسُلَّم السُّلطة الروسية طوعا أو كرها. وخلال عقود قليلة، تصاعدت دعوات التحديث والتغريب والقومية في أركان مختلفة من القوقاز والشرق الأوسط، وبدأت المشكلات في الظهور بين الأرمن من قاطني الأناضول العثماني والقومية التركية الناشئة هناك؛ ما دفع نحو تزايد الهجرات إلى القوقاز الروسي، قبل أن تأتي الموجة الأكبر والأبعد أثرا خلال حُكم حركة تركيا الفتاة بداية القرن العشرين، وما حدث من تهجير قسري لمئات الآلاف من الأرمن نحو تبيليسي ويرڤان وغيرهما من مدن القوقاز.

كانت قره باغ أحد الأقاليم المتأثرة بتلك الموجة، ولم يكن للإقليم وضع ديمغرافي ثابت، كما يُشير الكاتب المعروف في شؤون القوقاز "توماس دي ڤال"، فقد سكن أهله من المسلمين معظم السهول والمناطق المنخفضة، في حين سكن الأرمن المرتفعات. علاوة على ذلك، كان النشاط الأساسي للمسلمين مُنصبًّا على رعاية الخيول والإبل، ومن ثم تنقلوا على مدار العام؛ فأمضوا الشتاء فحسب في سهول قره باغ، وانتقلوا مع حلول الصيف لمناطق أكثر ارتفاعا. ومع نهاية القرن التاسع عشر، كانت شوشا (المرتفعة) مدينة ذات أغلبية مسلمة أذرية في الصيف فقط، في حين غلب عليها الأرمن في الشتاء. وتخلّل ذلك التفاعل الاجتماعي الطويل بين أهل قره باغ، المنعزلين نسبيا عن بقية التعداد الأرمني إلى غربهم والأذري إلى شرقهم، تداخلٌ ثقافي وصفه الباحث الأرمني "ستفان ليسيتسيان" حين زار الإقليم في بداية القرن العشرين، ووجد تفشيا لأعراف المسلمين بين الأرمن من قاطني المرتفعات، ومعرفة واسعة باللغة الأذرية في صفوفهم وكذلك بالموسيقى الأذرية، بل ووجدهم يُطلقون أسماء مسلمة على أبنائهم ويمارسون تعدُّد الزوجات في بعض الأحيان.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خريطة ديمغرافية روسية لقره باغ عام 1880، تُظهر مناطق الأغلبية الأذرية بالأزرق الفاتح، والأغلبية الأرمينية بالأخضر الزيتوني، والوجود الكردي بالبني.


لم تدُم تلك الحياة البسيطة والمتشابكة طويلا مع حلول القرن العشرين بتحوُّلاته الاجتماعية والتحديثية الكبرى، ولن يدوم كذلك الانسجام المعهود بين الأذر والأرمن بتنامي الحسِّ القومي عند مختلف شعوب القوقاز، التي أدركت أنها تُشكِّل شعبا فقط قبل نحو قرن، أو بالأحرى قرّرت تخيُّل نفسها شعبا متجانسا ذا تاريخ خاص منفصل عمَّن تشابكت معهم لقرون مديدة. لكن ناغورني قره باغ السوفيتية، ذات الأغلبية الأرمينية الواضحة بحلول الثمانينيات من القرن الماضي، شكَّلت عُقدة خاصة، ليس بسبب ثقافتها المميزة واشتباكها الشديد مع أذربيجان فحسب، أو بسبب وقوعها داخل حدود جمهورية أذربيجان كما ارتأى السوفييت لها حين استحوذوا على القوقاز، بل لأنها تُشكِّل جيبا أرمينيا مُحاطا بأغلبيات أذرية من الجهات كافة.
ناغورني.. قره باغ

جلبت التغيُّرات الديمغرافية والدعوات القومية تحوُّلات كبرى في قره باغ. فقد حملت قومية الأرمن -الذين لا يعرفون في لغتهم فرقا بين الأتراك والأذر- ملامح توتر مع جيران الأمس بسبب مظلومية المذابح الأناضولية، في حين شرع الأذر في التململ من الحكم الروسي ومُغازلة آخر ما تبقى من قوة الدولة العثمانية، بالتزامن مع رواج بعض الدعوات المؤيدة لتوحيد الشعوب ذات العِرق التركي؛ دعوات حديثة نسبيا في منطقة شكَّلها أساسا تدافع الفُرس والروس، واشتبك أذريوها الشيعة بدورهم الفارسي القديم ووقوفهم بوجه المد العثماني لقرون. على مدار الحرب العالمية الأولى، وحتى وضعت الحرب الأهلية الروسية أوزارها، وتأسس النظام الشيوعي عام 1922، واختفت السلطنة العثمانية من النظام الدولي في العام نفسه؛ شهدت أنحاء متفرقة من القوقاز مذابح من الطرفين برعاية حلفائهما من الخارج. في باكو، المدينة الحديثة نسبيا والمتنوعة عِرقيا، اصطف قطاع كبير من القوى السياسية الأرمينية مع الاتحاد السوفيتي، وسفك دماء الآلاف من الأذر في المدينة. نحو الجبال، وفي قلب شوشا، تلقّى الوجود الأرميني ضربة موجعة بمذابح مضادة من الأذر أفرغت المدينة تقريبا من سكانها الأرمن، وإن لم تنجح في اقتلاعهم من قره باغ كلها.

لم تتوقف عجلة التناحر تلك حتى أحكم السوفييت قبضتهم، وشرعوا في رسم حدود الجمهوريتين الأرمينية والأذرية. وفي عام 1923، وبينما تضاءل تعداد شوشا برحيل الأرمن؛ أعاد السوفييت تسمية مدينة "خانكندي" الواقعة إلى شمالها بـ "ستفانكرت" تيمُّنا باسم المناضل السوفيتي الأرميني "ستفان شاوميان"، وستصير ستفانكرت منذئذ القلب النابض لإقليم ناغورني قره باغ وعاصمته الجديدة. لكن السوفييت، وعلى عكس التوقُّعات الأرمينية، سيُقرِّرون الإبقاء على الإقليم جزءا من جمهورية أذربيجان مع احتفاظه بالحُكم الذاتي، رُغم غالبية سكانه الأرمينية باستثناء شوشا. تعدَّدت التفسيرات لقرار السوفييت ذاك، لكن التعداد الكردي الذي انتشر في شريط مُحاذٍ لقره باغ من جهة وجمهورية أرمينيا السوفيتية من جهة -كما في الخريطة أعلاه- كان بداية النهاية لمقترح ضم قره باغ لأرمينيا.بالتوازي مع تشكيل مقاطعة ناغورني قره باغ ذات الحُكم الذاتي داخل ثنايا جمهورية أذربيجان، شكَّل السوفييت مُقاطعة قصيرة العمر باسم كردستان لتحوي التعداد الكردي الغالب على المنطقة الفاصلة بين أرمينيا وقره باغ. وتُخبرنا المسوح الديمغرافية التي قام بها السوفييت في تلك المقاطعة أن الأكراد شكَّلوا ثلاثة أرباع سكانها تقريبا، في حين شكَّل الأذر نحو خُمسها، مع قلة من الأرمن تركَّزت في منطقة "لاتشين" المهمة، حيث شكَّلوا فيها 15% من السكَّان. رُغم ذلك، طغت اللغة الأذرية على المقاطعة بالنظر لتحدُّث السواد الأعظم من الأكراد بها، وحين أُلغيت وهُجِّر الأكراد منها، تقرّر ضمها للحكم المباشر لجمهورية أذربيجان؛ ما جعل ناغورني قره باغ فعليا مُحاصرة من الجهات كافة بأذربيجان وبأغلبيات ديمغرافية أذرية، وإن بات التعداد السكاني ضئيلا في الشريط الكردي سابقا.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خريطة توضِّح موقع مقاطعة ناغورني قره باغ ومقاطعة كردستان التابعتين لجمهورية أذربيجان السوفيتية قبل حلِّ الأخيرة عام 1929؛ ما ترتَّب عليه عزل ناغورني قره باغ ذات الغالبية الأرمينية عن أي اتصال بجمهورية أرمينيا.


مرَّت سحابة القبضة الحديدية لموسكو، ودشَّن قائد السوفييت الجديد خروشيف سياسة وُصِفَت بالإصلاحية، مُنِحَت على إثرها الجمهوريات السوفيتية هامشا واسعا من الذاتية، وما إن انفتح الباب أمام النُّخب المحلية لصنع سياساتها الخاصة حتى عاود التوتُّر الأذري-الأرميني في الظهور من بين ثنايا السُّلطان السوفيتي. فعلى مدار السبعينيات والثمانينيات، دارت المعارك السياسية الباردة للحصول على الرضا السياسي والموارد الاقتصادية بين "كارِن دميرتشيان" زعيم جمهورية أرمينيا و"حيدر علييف" زعيم جمهورية أذربيجان. بالتزامن مع تلك المعارك، ازداد التعداد الأذري داخل قره باغ نتيجة وقوعها تحت السيادة الأذرية-السوفيتية، لكن دون أن تقلب الموازين الديمغرافية بالكامل؛ فانخفضت نسبة الأرمن من 95 إلى 75%، وارتفعت نسبة الأذر من 5 إلى 25%، وكانت شوشا معقل الأذر.

مع بدء تصدُّع الاتحاد السوفيتي، اشتعل الصراع الأذري-الأرميني، وباتت قره باغ مجددا على موعد مع أسوأ حروبها. فبينما هيمنت الحركات الاحتجاجية المضادة للشيوعية على شرق أوروبا وجورجيا، تَشكَّل في أرمينيا عام 1988 حراك منصب حول قره باغ وضرورة إلحاق سكانها ببلدهم الأم. لم يفلح دميرتشيان في احتواء غضب الحركة السياسية الوليدة في بلاده، فأعفته القيادة السوفيتية من مهامه، وسرعان ما صار "ليفون بتروسيان"، قائد الحراك الأرميني، أول رئيس لأرمينيا بعيد استقلالها عن موسكو. لم تشهد أذربيجان حراكا مماثلا، باستثناء ظهور "الحركة الشعبية" ذات الميول التُّركية بقيادة "أبو الفضل ألتشيبِك"، بل آلت فيها السُّلطة المستقلة الجديدة إلى زعيمها السوفيتي الأخير "أياز مُطلِّبوف"، في إشارة إلى ركون النخبة الأذرية لأنساق السُّلطة القديمة. كانت السرعة التي فرضت بها الحركة الشعبية في أرمينيا نفسها على جمهوريتها الجديدة مُحرِّكا صلبا نحو تغيير الوضع القائم في ناغورني قره باغ، وعلى النقيض وقفت أذربيجان تحت قيادة مطلبوف بدولة وجيش أكثر تفككا وضعفا. لم يستغرق الأمر سوى بضعة أشهر حتى تحرَّكت أرمينيا، وتوالى سقوط المدن القره باغية الواحدة تلو الأخرى في قبضة الأرمن.

منحت خسائر أذربيجان دفعة للحركة الشعبية وزعيمها ألتشيبِك، وثيق الصلة بالدوائر القومية التركية، والراغب في الانضمام لتحالف مع تركيا والناتو من ورائها، لكن الهزائم توالت بسقوط قره باغ كلها، والولايات الأذرية السبع المتاخمة لها، ودفعت بالرجل سريعا إلى خارج حلبة السياسة في عام واحد. انفتح الطريق في أذربيجان أمام رئاسة "حيدر علييف" القادم من قلب المنظومة السوفيتية، الأعمق أثرا فيما يبدو في أذربيجان، بل وستؤول السلطة بسلاسة لابنه "إلهام علييف" -رئيس أذربيجان الحالي- عام 2003، بعد عشر سنوات من حكم أبيه السلطوي. في مواجهة أذربيجان، وقفت أرمينيا بحُلة جديدة ونخبة قره باغية فتية شكَّلها الحراك الشعبي والعسكري الصلب، ليتوالى عليها رؤساء من قره باغ نفسها، أو من جمهورية أرتساخ كما باتت تُعرَف بعد ضم الإقليم للولايات الأذرية السبع الفاصلة بين الإقليم وأرمينيا. فبعد بتروسيان، سيتولّى "روبرت كوتشاريان" رئاسة أرمينيا بين عامي 1998-2008، وهو أول رئيس لإقليم ناغورني قره باغ، ثم سيتبعه "سرج سركسيان" القره باغي أيضا حتى 2018.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إقليم ناغورني قره باغ، مُحاطا بمنطقة مُظلَّلة هي الولايات الأذرية السبع التي تحتلها أرمينيا لتصبح متصلة بالإقليم، ويشكِّلون معا جمهورية أرتساخ غير المُعترف بها إلا من أرمينيا، ويظهر في الخريطة ممر لاتشين.احتاجت أذربيجان تحت قيادة علييف وابنه إلى سنوات طوال لتُعيد توطيد العلاقات مع روسيا، وتستفيد من العلاقات مع تركيا وإسرائيل والغرب في الوقت نفسه، بدلا من سياسة الاتجاه الغربي الصرف التي مَيَّزت السنوات الأولى من عُمر الجمهورية المستقلة؛ سياسة دفعت باكو ثمنها بانحياز روسي صارخ تجاه أرمينيا طوال سنوات الحرب (والهزيمة) في قره باغ، وهو انحياز لم يكن مُتوقَّعا بالنظر لتمسُّك السوفييت حتى سقوطهم ببقاء قره باغ في أذربيجان. في مايو/أيار 1994، وُقِّع اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجيشين، وبدا هنالك إقرار أذربيجاني فعلي بالوضع الجديد العصي على التغيير. تَشكَّلت أيضا مجموعة "مينسك" الدولية لفتح باب المفاوضات بين الطرفين، لكن دونما التوصُّل لحلول نهائية منذ ذلك الوقت.

على مدار أكثر من رُبع قرن، استمر الوضع القائم بين أذربيجان وأرمينيا، وهو وضع قائم رسم الروس ملامحه، تماما كما رسموا ملامح الوضع القائم الأذري في قره باغ لسبعين عاما تحت راية السوفييت. سيحل العام 2018، وسينتفض الأرمن مجددا، بيد أن انتفاضتهم هذه المرة ستكون بوجه سركسيان نفسه واستغلاله وحاشيته للسلطة، وسيظهر للنور الصحافي والناشط "نيكول باشينيان" ليقفز سريعا لمقعد رئيس الوزراء. غير أن باشينيان الإصلاحي سيجلب معه أجندة لن تُعجِب الروس أصحاب المصالح الراسخة في أرمينيا، وسيكون عدم إعجابهم بالرجل، تماما كما كان عدم إعجابهم بالاتجاه التركي والغربي لجمهورية أذربيجان في مهدها، إيذانا بإرخاء بعض الخطوط الحمراء في قره باغ ومن ثمَّ قلب الطاولة هناك. مثله مثل ألتشيبِك، يؤجّج باشينيان الآن النزعة القومية بلا طائل، مُدركا أنه في مأزق بعد تعثُّر أجندته الإصلاحية، فهو تارة يطلق العنان للتلميح باستعادة أراضٍ أرمينية "تاريخية" داخل تركيا، في إحالة إلى الوجود الأرميني هناك قبل القرن العشرين، وتارة يُصرِّح بأن "قره باغ هي أرمينيا وذلك كل ما عندنا"، في تصعيد لم يصدر عن زعيم أرميني من قبل، ضرب عرض الحائط ما يُعرَف بمبادئ مدريد المتفق عليها في باكو ويرڤان، التي تقضي بأن تُقرِّر المفاوضاتُ الأذرية-الأرمينية مصيرَ قره باغ.

لم يتوقف التصعيد عام 2020 عند التصريحات، بل وصل إلى الإعلان من جانب جمهورية أرتساخ عن نيتها نقل البرلمان من العاصمة ستفانكرت إلى شوشا، معقل الثقافة الأذرية وعاصمة قره باغ التاريخية، في استفزاز واضح للمشاعر القومية في أذربيجان. بل إن التاريخ المُعلن آنذاك لتلك الخطوة (التي لم تتم في الأخير) اختير ليُصادف الذكرى الثلاثين لسقوط شوشا في قبضة القوات الأرمينية (مايو/أيار 2022). وقد سرت أقاويل حينئذ بأن أرمينيا ترغب في نقل العاصمة برمتها إلى شوشا، لا سيما أن بعض الوزارات والمنشآت الحكومية انتقلت هناك بالفعل قبل أن تنجح باكو في استعادتها. بيد أن أيا من تلك المخططات الأرمينية لم تُنفَّذ في نهاية المطاف حين اشتعلت الحرب قبل ثلاثة أعوام، وصارت معظم المناطق التي احتلتها أرمينيا أذربيجانية من جديد، بما في ذلك الهدية الأغلى بالنسبة إلى باكو: مدينة شوشا.

لم يتحدث الأذريون كثيرا في 2020، بل تقدَّموا سريعا بمدافعهم وأسلحتهم التي اشتروها بفضل ثروتهم النفطية، وبميزانية عسكرية سنوية تفوق ميزانية الحكومة الأرمينية كاملة. ويملك الجيش الأذري اليوم طائرات مسيَّرة، تركية وإسرائيلية، وصواريخ مضادة للدبابات، كورية وإسرائيلية، وصواريخ دفاع جوي، روسية وإسرائيلية، علاوة على طائرات السوخوي وصواريخ إسكندر القادمة من موسكو. لم يكن هنالك سبب إذن للحفاظ على خط وقف إطلاق النار المتجمِّد منذ عام 1994 بعد أن بات الوضع الإستراتيجي في صالح باكو، كما أن الجماهير الأذرية عبَّرت في صيف 2020 عن رغبتها بإعادة ترتيب الأوضاع على الأرض حين تحوَّلت جنازة جندي إلى تظاهرة في العاصمة باكو مطالبة الجيش بالتحرُّك. "قره باغ لنا"، "لتبدأ الحرب"، "أعطونا السلاح"، "قره باغ أو الموت"، بتلك الشعارات وقف الأذريون وجها لوجه مع السُّلطة في صيف 2020 قبل أن تُلبي رغباتهم في الأخير.

انشغال روسيا بأوكرانيا.. هل يمنح فرصة لتبديل الموازين؟

لطالما حازت أذربيجان مزايا الرابطة الروسية القيصرية والسوفيتية على السواء رُغم عِلَّاتها، وكان ذلك للمفارقة بسبب تشوُّش اتجاهها القومي وتأخُّر تحديثها مقارنة بجيرانها، وركون مُعظم نُخبها بالتبعية لعقلية "الخانات" إن جاز القول، لا سيما في تفضيل بعضهم للمظلة الروسية الإمبراطورية على مدار قرنين، وهو إرث لم يزل حاضرا فيما يُمثِّله الرئيس علييف نفسه كونه وريثا لتلك المعادلة عن أبيه. بيد أن باكو طيلة الأعوام الماضية، وتحت قيادة علييف نفسه، تداوي الجراح التي أصابتها نتيجة مساوئ تلك المعادلة منذ سقوط المظلة السوفيتية، وتُلملم آثار الضربة العنيفة التي فاجأتها بها أرمينيا بصلابتها العسكرية والمؤسسية النسبية في مطلع التسعينيات. وتجني أذربيجان أيضا ثمار الدعم السياسي الصلب المُقدَّم من تركيا، التي تتصاعد تحرُّكاتها العسكرية والجيوسياسية في جوارها رُغم حداثة ارتباط البلدين، وتجني ثمار العلاقة الوطيدة عسكريا ودبلوماسيا مع إسرائيل، علاوة على مزايا ثروتها النفطية التي أتاحت لها بناء جيشها بعد هزائم التسعينيات، والأهم أنها تجني ثمار تبدُّل الخطوط الحمراء الروسية، المنحازة سابقا ليرڤان، بعد توطيد للعلاقات مع موسكو تحت قيادة علييف.في المواجهة، تقف أرمينيا في أضعف لحظاتها منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، بدون مظلتها الروسية المعتادة، نتيجة البرود بين يرڤان وموسكو منذ صعود باشينيان للسُلطة، وتخبُّط أجندته بين الإصلاح تارة واللعب ببطاقة التعبئة القومية تارة أخرى، ونتيجة أيضا لتحوُّل أهم بعيد المدى في رؤية روسيا لدورها في القوقاز بسبب تراجع الاستقطاب مع الولايات المتحدة في المنطقة. لا يبحث الروس الآن عن حلفاء لهم من بين جمهوريات الاتحاد السوفيتي كما كانوا سابقا، الأمر الذي دفعهم لمواجهة انجراف أذربيجان وجورجيا نحو الغرب بتحالف وثيق مع أرمينيا منذ منتصف التسعينيات، وهو تحالف لم يكن حتميا بالضرورة كما يشي مسار الصراع حول قره باغ في نشأته.

لقد بدأت موسكو منذ حرب 2020 باستعادة موقع أكثر حيادا ونفاذا في آنٍ واحد على خلفية انشغال واشنطن باحتواء الصين، وهو موقع أقرب لدورها القيصري والسوفيتي منه لدورها الضعيف بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وإن ظلَّ ارتكازها العسكري حاضرا في يرڤان. وتحوُّل كهذا -بالطبع- يصُب في صالح باكو، كما كشفت تحرُّكات علييف نحو الاقتراب من موسكو في السنوات الأخيرة، ويضع يرڤان في مأزق إستراتيجي لا فكاك منه. ولعل التصعيد الأخير، الذي بدأ باستفزازات أرمينية وفقا لاتهامات أذربيجان، مثَّل رغبة في استغلال انشغال موسكو بالحرب الأوكرانية لمحاولة تعديل الكفة قليلًا أو استعادة بعض مما فقدته أرمينيا عام 2020.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

(صورة من شوشا عام 2005، حيث قبع مسجد "جوهر أغا" مُهملا، بجانب مبانٍ حديثة مُهدَّمة جراء الحرب، وما يبدو أنه مركبة عسكرية محترقة)


لقد التزمت أرمينيا في أعقاب حرب 2020 باتفاق الهُدنة برعاية روسيا رُغم رفضها لنتائج الحرب، وعلى الأرجح أنها فعلت ذلك بضغط من روسيا. فقد صرَّح باشينيان عام 2020 أن الاتفاق الموقَّع آنذاك "مؤلم بشدة لي ولشعبي"، لكنه حال دون سقوط المزيد من الأراضي في قبضة أذربيجان كما صرَّح حينها "هاروتيونيان"، القائد الأرميني في الإقليم. وقد احتفظت أرمينيا بموجب اتفاق 2020 بالأراضي التي ما زالت تحت سيطرتها (شمالي ستفانكرت)، في حين أقرَّت فعليا بخسارتها شوشا وكل الأراضي إلى جنوبها لصالح أذربيجان.

لقد كانت روسيا أبرز الرابحين في حرب 2020، إذ انتشر ألفان من قواتها في الإقليم بموجب الاتفاق في ستفانكرت وبطول طريق لاتشين الإستراتيجي (تحت مظلة حفظ السلام)، ومن ثمَّ صارت موسكو سياسيا وعسكريا أيضا الحَكَم بين الأذربيجانيين والأرمن، كما أنها تُمسك قره باغ -المنقسمة الآن- من عُنقها. وبينما تتعمَّق الثقة بين روسيا وأذربيجان، تظل أرمينيا حبيسة التحالف الروسي والانحياز الإيراني المحدود لانعدام الخيارات أمامها، ومن ثمَّ فلا خسائر إستراتيجية تُذكَر لروسيا على صعيد العلاقة مع يرڤان التي يصعُب عليها الآن أن تلجأ إلى تحالف مع دولة غربية لا سيَّما مع وجود اهتمام ضئيل بتلك المنطقة في ظل الصراع الأوكراني. وقد سجَّلت أذربيجان نجاحاتها عام 2020 في التوقيت الذي رغب به بوتين بالضبط لإضعاف باشينيان، الذي لعله يحاول استعادة بعض من كرامة جيشه المنهزم قبل ثلاثة أعوام، ولعله يخفق من جديد ويواجه غضبا شعبيا مماثلا لما جرى حينئذ حين اقتحمت الجموع الغاضبة من الهزيمة أبواب البرلمان في يرڤان.

لا تزال الحدود الفعلية بين الجيوش في القوقاز رهينة موازين القوى المتبدِّلة على الأرض بين دول حديثة النشأة لم يمض على تأسيسها سوى ثلاثة عقود، بيد أن إرث المنطقة المتشابك بين الأذر والأرمن، وإمكانية العودة لانسجام الشعبين على أرض قره باغ، سيظل مسألة مُعلَّقة حتى حين. قد يُرسَم خط فاصل دقيق بين شوشا وستفانكرت المتلاصقتين ينتمي شماله فعليا لأرمينيا وجنوبه لأذربيجان كما هو الحال على الأرض هذه اللحظة، أو قد يتوصل الطرفان إلى وضع خاص لإقليم قره باغ برعاية روسيَّة؛ لحماية أغلبيته الأرمينية تحت سيادة أذربيجان على غرار المقاطعة الصربية الواقعة داخل جمهورية البوسنة، أو قد تميل الكفة نحو جمهورية مستقلة تماما إذا تضمّن ذلك عودة الأذر المُهجَّرين من شوشا والولايات السبع، وهو خيار تميل له يرڤان ولا تُحبذه باكو. ولعل التصعيد الأخير محاولة من أحد الطرفين للميل بالموازين نحو السيناريو الذي يُحبِّذه في خضم صراع لم يُحسَم بالكامل، وجمَّدته روسيا عام 2020 بعد انتصار مُرضي لأذربيجان، قبل أن تنشغل بمعركتها الكبرى في شرق أوكرانيا.

بينما تطغى الحسابات الإستراتيجية، ينسى كثيرون أن عُقدة قره باغ تاريخية لا إستراتيجية فحسب، وأن الحلول المطروحة من الطرفين لا تُنصِف مدى التعقيد الذي تُشكِّله قره باغ في تاريخ جنوب القوقاز ومجتمعه، ولا تسعى بجدية لصونه وصون ما تُمثِّله لأهلها وللشعبين الأذري والأرميني. لقد راكمت قره باغ على مر القرون تراثها المُعقَّد الخاص، بيد أنها راكمت أيضا دماء وذكريات تهجير أليمة، وصار الإقليم مسرحا لاصطدام مفهوم "أرتساخ" الأرمينية الخالصة بمفهوم "قره باغ" الأذرية الخالصة، على أرضية "ناغورني قره باغ" الفعلية كما رسمتها موسكو قبل أفول شمسها السوفيتية، ويبدو أن مصير قره باغ سيظل معلقا بالخيوط التي تشدّها العاصمة الروسية وترخيها مع كلٍّ من باكو ويرڤان لوقت طويل، ويبدو أيضا أنها ستبقى "ناغورني قره باغ" لوقت أطول.

في أغنيته الشهيرة، "جبال شوشا المُغطاة بالضباب"، يُغني خان شوشينسكي لجبال قره باغ مُشبِّها إياها بفتاة ترتدي قفطانا أحمر؛ في إشارة إلى الورود التي تغطي وسط الجبال، وتنورة خضراء؛ في إشارة لافتراش الحشائش الخضراء سفوح الجبال. يكسوها الأخضر صيفا والأبيض شتاء جرَّاء سقوط الثلوج، لكنها حازت الاسم التركي-الفارسي "قره باغ" (الحديقة السوداء) لأسباب لا نعرفها حتى اليوم. لعل مَن أطلق عليها تلك التسمية خان مغولي أو شاه فارسي حكمها من بعيد ولم يرها قط، بيد أنه ربما كان بعيد النظر في تسميته تلك بوجه من الوجوه.
__________________________________________________ ___
المصدر : الجزيرة نت -
نور خيري

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع