تفجير قندهار.. ارتفاع عدد الضحايا وسط إدانات دولية وطالبان توجّه رسالة للمجتمع الدولي
طالبان سيطرت في 15 أغسطس/آب الماضي على أفغانستان بالكامل تقريبا، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أميركي اكتملت نهاية الشهر ذاته.
التفجير أوقع عشرات القتلى والجرحى (الأناضول)
16/10/2021
أكد مراسل الجزيرة ارتفاع عدد ضحايا الهجوم على مسجد شيعي وسط قندهار، وفيما تبنى "تنظيم الدولة الإسلامية" العملية، توالت الإدانات، وسط دعوات حركة طالبان للمجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته تجاه أفغانستان.
وقال مراسل الجزيرة في قندهار ناصر شديد إن عدد القتلى بلغ 45 شخصا، بينما تجاوز المصابون 100 شخص، حسب مصادر طبية وأمنية. وبيّن أن التفجير كان مفاجئا وفي منطقة قبلية عشائرية.
وقال شديد إن تبني تنظيم الدولة لعدة هجمات يلقي بظلاله على الحكومة الحالية ويضيف لها تحديات خطيرة، حيث إن التفجيرات التي تبناها التنظيم كانت في مناطق متفرقة (شمال-جنوب-شرق-غرب).
وفي وقت سابق نقل شديد عن أحد المصادر قوله إن 3 انتحاريين فجروا أنفسهم دخل المسجد.
ويعد المسجد المستهدف أكبر مسجد للطائفة الشيعية في قندهار، كما أنه التفجير الأول الذي يحدث في هذه المدينة التي تعد معقل حركة طالبان، ويعيش فيها 5% من الشيعة.
وقالت وكالة رويترز إن تنظيم الدولة تبنى في بيان نشرته وكالة "أعماق" التابعة له التفجير الذي وقع أمس الجمعة في مسجد "فاطمية"، وهو أكبر مسجد للطائفة الشيعية في مدينة قندهار.
من جهتها، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن التنظيم نشر عبر قناته في تطبيق "تليغرام" بيانا قال فيه إن اثنين من عناصره فجرا نفسيهما في المسجد.
وكان تنظيم الدولة تبنى تفجيرا استهدف مسجدا للهزارة الشيعة قبل أسبوع في منطقة خان آباد بولاية قندوز (شمالي أفغانستان)، وقتل فيه 60 شخصا، وجرح أكثر من 100.
التفجير استهدف مسجدا في منطقة قبلية (الأناضول)
قلق ودعوات
وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان محمد نعيم إن الهجوم على مسجد الشيعة في قندهار مفجع ووراءه أشخاص يتبنون أفكارا متطرفة، مضيفا أن الجناة لن يستطيعوا تحقيق أهدافهم، وأن طالبان "لن تسمح بالتعرض لأي مواطن بسوء ولكل مواطنينا حق ممارسة عبادتهم".
ودعا نعيم المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه أفغانستان بالاعتراف بالنظام فيها، مضيفا أن هذا الاعتراف سيُقوّي النظام ويساعده على مواجهة المشاكل الداخلية.
وأكد نعيم أن الحركة ملتزمة بتعهدها بمنع استخدام أراضي أفغانستان للاعتداء على أي دولة.
من جهته، صرح قائد شرطة قندهار مولوي محمود بأن مسلحين من الطائفة الشيعية هم من أشرفوا على أمن المسجد، لكن من الآن فصاعدا ستتولى طالبان مسؤولية حمايته.
وشهدت أفغانستان مؤخرا عددا من الهجمات والتفجيرات التي تبنّى معظمها تنظيم الدولة، من بينها هجوم على قاعة للحفلات في مدينة أقجه (في ولاية جوزجان شمالي البلاد)، بتفجير أدى إلى مقتل عروس وجرح 5 آخرين.
ردود وإدانة
وفي ردود الفعل، أدانت وزارة الخارجية الأميركية الهجوم على مسجد شيعي في أفغانستان، معتبرة أنه من حق جميع الأفغان العيش وممارسة العبادة بسلام.
وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس -في إحاطة عبر الهاتف- إن الولايات المتحدة انخرطت بجهود دبلوماسية مع حلفائها وشركائها لتحديد التوقعات تجاه طالبان وأي حكومة مستقبلية في أفغانستان وبخاصة حول المرور الآمن لمن يريدون مغادرة البلاد.
ولفت برايس إلى أن جهود بلاده مستمرة في تسهيل إجلاء الأميركيين وحملة الإقامة الدائمة من أفغانستان.
وأشار برايس إلى أن لدى الولايات المتحدة توافق في المصالح مع دول مثل روسيا عندما يتعلق الأمر بأفغانستان، لكنه لم يؤكد مشاركة بلاده في الدورة المقبلة من اجتماع الترويكا الذي سيعقد في موسكو بعد أيام.
من جانبه، أدان مجلس الأمن الدولي بشدة الهجوم، وذلك في بيان أصدره مجلس الأمن في وقت متأخر مساء أمس الجمعة بتوقيت نيويورك، وذكر البيان أن هذا الهجوم يأتي في أعقاب عدة هجمات أخرى ضد المؤسسات الدينية في أفغانستان، بما في ذلك هجوم الأسبوع الماضي على مسجد "جوزار السيد آباد" في قندوز.
يذكر أن طالبان سيطرت في 15 أغسطس/آب الماضي على أفغانستان بالكامل تقريبا، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أميركي اكتملت نهاية الشهر ذاته.
المصدر : الجزيرة + وكالات