أفغانستان.. واشنطن تؤكد أن مطار كابل آمن وترجح إتمام الإجلاء قبل الموعد النهائي للانسحاب

[الباسل]

أفغانستان.. واشنطن تؤكد أن مطار كابل آمن وترجح إتمام الإجلاء قبل الموعد النهائي للانسحاب


طائرة عسكرية أميركية تجلي عدد من الأشخاص بمطار كابل الدولي (رويترز)


23/8/2021

أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن مطار كابل أصبح آمنا، وفي حين رجح مستشار الأمن القومي الأميركي إتمام عمليات الإجلاء قبل حلول موعد الانسحاب النهائي من أفغانستان نهاية الشهر الجاري، تتزايد الدعوات الغربية لتمديد المهلة.
فقد قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، اليوم الاثنين، إن مطار كابل بات آمنا، وإن عملية تسهيل الدخول إليه تتطلب التنسيق بشكل دائم مع حركة طالبان، مشيرا إلى أن عملية التنسيق مع طالبان تسير على ما يرام.

وأضاف أن واشنطن تابعت رفض طالبان تمديد عمليات الإجلاء، مؤكدا ألتزام بلاده بموعد 31 أغسطس/آب موعدا نهائيا للانسحاب من أفغانستان.
وتابع أن تركيز القوات الأميركية منصبّ على إنهاء عمليات الإجلاء من كابل بحلول نهاية الشهر الجاري، لكنه أشار إلى أن البنتاغون سيوفر خيارات إضافية للرئيس جو بايدن في حال تطلب الأمر ذلك.
وتأتي تصريحات كيربي على الرغم من تسجيل إطلاق نار كثيف وقع مساء اليوم في محيط المطار بهدف تفريق الحشود المتجمعة هناك، وذلك بعد ساعات من إطلاق نار وقع صباحا وأسفر عن مقتل عنصر أمن أفغاني.

سوليفان تحدث عن مشاورات يومية بين واشنطن وحركة طالبان (رويترز)


قبل موعد الانسحاب

من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اليوم إن تقدما "هائلا" تحقق في عمليات الإجلاء التي تنفذها القوات الأميركية منذ سيطرة حركة طالبان على كابل الأحد قبل الماضي.
وأضاف سوليفان -في مؤتمر صحفي- أن بلاده تعتقد أنها ستتمكن من إتمام عمليات الإجلاء بحلول 31 أغسطس/آب الجاري، وأن لديها الوقت المناسب لإجلاء كل أميركي يريد مغادرة أفغانستان قبل هذا التاريخ.
ووصف عمليات الإجلاء بالمعقدة والخطيرة، قائلا إن بلاده تتشاور مع حلفائها وشركائها بهذا الشأن.
كما قال إن الجانب الأميركي يتشاور مع طالبان بشأن كل الجوانب المتعلقة بعمليات الإجلاء وعمليات القوات الأميركية داخل مطار كابل، وتحدث عن مشاورات يومية بين الجانبين عبر قنوات سياسية وأمنية.
بيد أنه أعلن أن بلاده لا تثق بحركة طالبان، موضحا أن الرئيس بايدن لا يعتزم حتى الآن التحدث إلى قيادة الحركة.
وكانت طالبان أعلنت رفضها تمديد وجود القوات الأجنبية في البلاد، وقالت إنه ستكون هناك عواقب لذلك.
وعبر الرئيس الأميركي جو بايدن عن أمله في ألا تضطر بلاده لتمديد مهلة خروج القوات الأميركية من أفغانستان التي ستنتهي في 31 أغسطس/آب الجاري.

بأسرع وقت

ووفي وقت سابق اليوم، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن مهمتها الآن هي إجلاء أكبر عدد من الناس بأسرع وقت ممكن وتأمين مطار كابل في الوقت نفسه، مشيرة إلى أن القوات الأميركية أجلت حتى الآن 42 ألف شخص من أفغانستان، بينهم 16 ألفا في الساعات الـ24 الماضية.
في السياق، نقلت شبكة "سي إن إن" (CNN) عن مسؤول في الخارجية الأميركية، اليوم، أن واشنطن لن توقف جهود إجلاء الأفغان الراغبين بالمغادرة بغض النظر عن موعد الانسحاب النهائي للقوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان.
ويفترض أن أكثر من 30 طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية من طراز "سي-17" (C-17) قد هبطت اليوم في مطار حامد كرزاي الدولي بكابل لإجلاء نحو 20 ألف شخص، وفق ما شبكة سي إن إن عن مصدر مقرّب من إدارة عمليات الإجلاء بالمطار.
كما أفاد المصدر بأنه بدءا من اليوم سيُسمح فقط للمواطنين الأميركيين وحاملي البطاقة الخضراء (الإقامة الدائمة) ومواطني دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" (NATO) بالمرور من بوابات المطار.
وتخطط الولايات المتحدة لإجلاء ما بين 10 آلاف و15 ألفا من رعاياها، وما يصل إلى 65 ألفا من أفغانستان، ولكن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أكد السبت الماضي أن من المستحيل إجلاء كل هؤلاء بحلول الموعد النهائي للانسحاب.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، اليوم، إن هناك حاجة لتمديد عمليات الإجلاء إلى ما بعد نهاية الشهر الجاري، كما أن رئيس الوزراء بوريس جونسون سيسعى إلى إقناع بايدن بتمديد مهمة القوات الأميركية في أفغانستان إلى ما بعد الموعد الذي نص عليه اتفاق السلام المبرم بين واشنطن وحركة طالبان في فبراير/شباط 2020 بالدوحة.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اليوم أن بلاده تجري مباحثات مع شركائها في حلف الناتو وحركة طالبان بشأن إبقاء مطار كابل مفتوحا بعد 31 غسطس/آب لإجلاء أكبر عدد ممكن من الأفغان الذين يحتاجون إلى الحماية.

إطلاق نار بالمطار

في الأثناء، تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها ودول أخرى عمليات الإجلاء وسط أجواء متوترة في مطار كابل مع تكرر مشاهد الحشود وحوادث إطلاق النار في محيط المطار.
وقال الجيش الألماني إن جنديا أفغانيا قتل وجرح 3 في اشتباكات مع مسلحين مجهولين قرب مطار كابل صباح اليوم.
ولاحقا، أكد الجيش الأميركي مقتل عنصر أمن أفغاني، وقالت القيادة الأميركية الوسطى إنه لم يصب أي من عناصر التحالف في تبادل إطلاق النار عند البوابة الشمالية لمطار كابل.
وفي حين قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها لا تخطط لاستقدام قوات إضافية إلى مطار كابل، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية -في تغريدة عبر تويتر- أن قواتها نشرت أكثر من ألف موظف بريطاني لمساعدة من وصفتهم بالمستضعفين في المطار بغية دعمهم بالطعام والماء وحليب الأطفال والحفاضات والأكياس الصحية.
وكانت طالبان نشرت أمس الأحد كتيبة من قواتها الخاصة في محيط المطار لتأمين المنشأة التي شهدت في الأيام القليلة الماضية حالة من الفوضى والتدافع قتل فيها ما لا يقل عن 20 شخصا. وحمّلت الحركة الولايات المتحدة مسؤولية الفوضى في مطار كابل.
وقد أجلت بريطانيا حتى الآن أكثر من 7 آلاف شخص، في حين أجلت القوات الألمانية نحو 3 آلاف عبر أكثر من 20 رحلة جوية.
كما نسقت الولايات المتحدة نقل حوالي 5 آلاف تم إجلاؤهم إلى قاعدتها العسكرية في رامشتاين بألمانيا.
وأجلت فرنسا أكثر من ألف شخص، وإيطاليا حوالي 1600 شخص، والدانمارك 650 شخصا.
ونفذت دول أخرى، بينها أستراليا والهند وأوكرانيا، عمليات مماثلة تم خلالها إخراج مئات الأشخاص من أفغانستان.

امتنان ألماني لقطر

وتسهم القوات القطرية في عملية إجلاء الرعايا الغربيين والأفغان المسجلين في قوائم المغادرة من مطار كابل.
وقد أُرسلت طائرات عدة نقلت حتى الآن أعدادا كبيرة من العاصمة الأفغانية إلى الوجهة التي يقصدونها.
في السياق، قالت الخارجية الألمانية اليوم إن الوزير هايكو ماس أكد لنظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني امتنانه لدعم قطر المستمر في تسهيل العبور الآمن للألمان والأجانب.
وأضافت الوزارة أن قطر لعبت دورا قياديا حقيقيا في تأمين العبور الآمن للمواطنين الألمان والأجانب من كابل.
من جهتها، قالت الخارجية الأردنية اليوم إن الأردن يوافق على عبور 2500 مواطن أفغاني عبر أراضيه في طريقهم إلى الولايات المتحدة.
بدورها، سهّلت الكويت عملية إجلاء 850 مواطنا أميركيا وموظفا دبلوماسيا إلى الولايات المتحدة، وفق ما قال السفير الأميركي لديها أمس.
واستقبلت إسبانيا 314 أفغانيا تم إجلاؤهم على متن طائرتين عسكريتين، وتستخدم قاعدة "توريخون دي أردوز" العسكرية (شمال شرق مدريد) كمحطة عبور لبعض عمليات الإجلاء بالتعاون مع الولايات المتحدة.
وقال بايدن أمس إن مراكز العبور خارج أفغانستان تتيح مواقع آمنة لأميركا لاستكمال الفحوص الأمنية الخاصة بمن يتم إجلاؤهم.

المصدر : الجزيرة + وكالات