مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2412 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 63 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح الدراســات والبـحوث والقانون > قســـــم الكـتب العســــكريــة والسياســــــــية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


حرب العراق: الحقائق والأوهام

قســـــم الكـتب العســــكريــة والسياســــــــية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 23-07-09, 08:30 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي حرب العراق: الحقائق والأوهام



 

حرب العراق: الحقائق والأوهام

عرض: يوسف كامل خطاب
ماتزال الحرب الأمريكية البريطانية على العراق هي الشغل الشاغل لكثير من الكتّاب والمحللين والباحثين في مختلف التخصصات، وذلك من أجل إبراز الدروس المستفادة منها: عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وإعلامياً ... إلخ، إضافةً إلى حرص البعض منهم على كشف ما سبق تلك الحرب من مبررات كاذبة روّجت لها الدعاية الأمريكية بشأن امتلاك العراق وتطويره لأسلحة الدمار الشامل، وما صاحبها من تضليل وتعتيم على ما ارتكب في العراق من تدمير هائل للممتلكات العامة والخاصة، وإزهاق متعمّد لأرواح آلاف الأبرياء من المدنيين جراء استخدام القوات الأمريكية لأجيال جديدة من القذائف المطوّرة، التي زعمت التقارير الأمريكية أن استخدامها في الحرب على العراق سيؤدي إلى الحدّ من الخسائر البشرية والمادية نظراً لأن توجيهها وتصحيح مسارها يتم عبر أنظمة فضائية خاصة.

الكتاب الذي نعرضه: "حرب العراق: الحقائق والأوهام"، للعميد المهندس الركن (م) سبأ عبدالله باهبري، هو أحد تلك الدراسات الوصفية التحليلية التي تابعت بدقة أحداث الحرب على ا لعراق منذ اندلاعها فجر الخميس 17-1-1424ه 20-3-2003م، وحتى إعلان الرئيس الأمريكي (بوش) انتهاء أعمالها القتالية الرئيسة صباح يوم الجمعة 1-3-1424ه 2-5-2003م، فضلاً عن متابعته لأبرز الأحداث العراقية والإقليمية والعالمية التي رافقت الحرب وأعقبتها، حتى الإعلان عن اعتقال الرئيس العراقي (صدام حسين) صباح يوم الأحد 20 شوال 1424ه 14 ديسمبر 2003م.

عرض الكتاب:
صدر الكتاب في طبعته الأولى نهاية العام الماضي 1424ه-2003م، ويقع في (375) صفحة من القطع المتوسط، تناول فيها المؤلف عبر اثني عشر فصلاً تفاصيل حرب العراق وما سبقها ولحقها من أحداث لعبت دورها في الإعداد لتلك الحرب وخوضها وما ترتب عليها من نتائج، وهو ما سوف يتضح لنا من العرض الموجز التالي لفصول الكتاب ومباحثه.

الفصل الأول: "الدوافع والذرائع والأهداف"
أبرز المؤلف في مدخل هذا الفصل الدور الرئيس الذي لعبه "المحافظون اليمينيون الجدد" من أعضاء الإدارة الأمريكية الحالية المعروفين بتأييدهم المطلق لإسرائيل في كل ما تقدم عليه من مخالفات وجرائم في حق الشعب الفلسطيني في الحرب ضد العراق، حيث قاموا بتحريض القيادة والشعب الأمريكيين بعد أحداث سبتمير ضد الدول العربية بعامة، حيث نشر أحدهم مقالاً في صحيفة (وول ستريت جرنال) بعد يوم واحد من الأحداث (12 سبتمبر) يطالب القيادة الأمريكية بتوجيه ضربات جوية انتقامية إلى معسكرات الإرهاب في كل من: سورية والسودان والجزائر؛ وضد العراق بخاصة، حيث تقدم "بول وولفويتز" نائب وزير الدفاع الأمريكي بدراسة إلى الإدراة الأمريكية بعد ثلاثة أيام فقط من الأحداث (15 سبتمبر) يطلب فيها البدء بتوجيه ضربة عسكرية ضد العراق لا أفغانستان، مبرراً ذلك بأن مهاجمة (بن لادن) في أفغانستان مهمة معقدة وتحتاج إلى وقت، بينما العراق يمثل هدفاً جاهزاً، فنظامه هش وقمعي ويمكن ضربه بسهولة، مؤكداً أن ذلك سيؤدي إلى امتصاص قسط كبير من غضب الشارع الأمريكي!!

وتأسيساً على هذه الوقائع اعتبر المؤلف أن ما أعلنته الإدارة الأمريكية فيما بعد من أسباب الحرب على العراق: كالبحث عن أسلحة الدمار الشامل، والحفاظ على ثروة العراق، وتحرير الشعب العراقي من تسلط دكتاتورية النظام .. وغيرها، لم تكن سوى ذرائع زائفة لتبرير العدوان الأمريكي البريطاني؛ أما الأسباب المنطقية والدوافع الحقيقية للغزو فهي في رأي المؤلف:

أ. تحقيق أمن إسرائيل: خصوصاً وأن العراق استمر في تقديم الدعم المادي لأسر الاستشهاديين الفلسطينيين (25 ألف دولار لكل أسرة) رغم التهديد الأمريكي للدول العربية التي تدعم أسر الاستشهاديين واعتبارها من الدول الداعمة للإرهاب.

ب. السيطرة على الثروة النفطية العراقية، باعتبار أن النفط العراقي وفقاً لما تشير إليه الدراسات المتخصصة هو الأكثر احتياطياً، والأسهل والأسرع والأقل كلفة من حيث الاستخراج (نصف دولار للبرميل مقابل دولارين ونصف في السعودية)، والأقل كلفة من حيث الاستثمار (أقل بدولار إلى دولارين من السعر العالمي)، والأفضل نوعية من حيث اللزوجة.

ج. إنعاش الاقتصاد الأمريكي المتردّي، لدعم فرص إعادة انتخاب الرئيس (بوش)، وذلك بالنظر إلى أن احتلال العراق سيجعل منه منطقة نفوذ تجاري واقتصادي أمريكي يصعب على المنافسين الدوليين اختراقها، حيث ستنفرد أمريكا بعقود إعادة إعمار العراق المدمّر، وإعادة تجهيز وتسليح القوات المسلحة، وإعادة تأهيل قطاع النفط، وبناء أسطول جوي جديد، وإغراق الأسواق العراقية بالمنتوجات الاستهلاكية الأمريكية، الأمر الذي سيصنع حسب تعبير المؤلف "معجزة اقتصادية تنتشل قطاعات الاقتصاد الأمريكي من مآسيها"، ومن ثم تتضاعف فرص إعادة انتخاب الرئيس (بوش).

وإذا كانت هذه هي الدوافع الحقيقية للحرب كما يراها المؤلف فإن الأهداف الحقيقية لها لم تكن تلك التي صرّح بها وزير الدفاع الأمريكي (رامسفيلد) في أول مؤتمر صحفي عقده في واشنطن بعد بدء الحرب، واتسمت في أغلبها بالغموض والريبة وقبولها لعدة تفسيرات؛ وإنما الأهداف الحقيقية غير المعلنة هي:

أ. إجبار الدول العربية على تبنّي النمط الأمريكي من الديمقراطية السياسية.
ب. إخراج آخر قوة عربية كبرى تعارض الاستسلام لإسرائيل من حلبة الصراع.
ج. فرض وجود عسكري طويل المدى في العراق بالقرب من منابع النفط، وكذلك المركز الاقتصادي والبشري العالمي.
د. بناء أسس فكرة الامبراطورية الأمريكية المدعومة بالردع والعقاب العسكري.
ه. إعادة يهود العراق إلى العمل السياسي والاقتصادي كمعبر لفك الحصار الاقتصادي عن إسرائيل.
الفصل الثاني: "مفهوم العمليات العسكرية لدى الطرفين في بداية الحرب"

أوضح المؤلف في هذا الفصل الأسس التي بنى عليها طرفا القتال خططهم العسكرية، حيث تأثّر الطرف الأمريكي بما كانت تروّجه المعارضة العراقية والتقارير الإسرائيلية من أن هناك عداءً مستحكماً بين شعب العراق وجيشه من جهة، وبين النظام وحرسه الجمهوري من جهة أخرى، كما أن هنالك اختلافاً قومياً (عرب وأكراد) ومذهبياً (سُنَّة وشيعة) بين أبناء الشعب العراقي، وذلك من شأنه أن يجعل وصول القوات الأمريكية إلى العراق محل ترحيب وتأييد وتعاون من كل العراقيين الذين سيزحفون معهم صوب بغداد لإسقاط الرئيس العراقي.

وتأسيساً على هذا التقرير وضعت خطة مبدئية بتأثير من المستشارين المدنيين لوزير الدفاع تعتمد على القصف الجوي والصاروخي المكثف المدعوم بغزو بري تنفذه فرقتان مدرعتان فقط وفرقة اقتحام جوي احتياطية؛ وقد لقيت تلك الخطة اعتراضاً شديداً من قِبَل الجنرالات المحترفين؛ إلى أن تم الاتفاق على أن يكون الغزو بما مجموعه (200) ألف مقاتل أمريكي بريطاني، وألف دبابة قتال حديثة، (300) طائرة، و (6) مجموعات حاملات طرائرات، تضم الفرقاطات والكاسحات والمدمرات وسفن الإمداد؛ وارتكزت الخطة الأمريكية التي تم خوض الحرب يوم 20 مارس 2003م على أساسها على المبادئ التالية:

1. الاندفاع السريع نحو بغداد، وترك جيوب المقاومة لقوات النسق الثاني للتعامل معها.
2. مهاجمة القوة الرئيسة للحرس الجمهوري حيثما وجدت عن طريق القوات البرية ثم دعوة القوات الجوية لإبادتها إذا لزم الأمر.
3. تقوم القوات المدرعة بالإجهاز على ما تبقى من القوة العسكرية العراقية المنهكة من القصف الجوي.
4. تحاشي الدخول في حرب مدن، والاكتفاء بمحاصرة المدن من مسافات آمنة من الخارج.

ولم يكن تنفيذ الخطة الأمريكية سهلاً كما تصور الأمريكيون، حيث قوبلت القوات الأمريكية والبريطانية عند دخول العراق بقصف مدفعي مكثّف أجبرها على التوقّف والارتداد واستدعاء نيران المدفعية لإسكات القصف المضاد، لتتقدم بعد ذلك عبر محوريها الرئيسين إلى أهدافها.

ولكن بعد الأسبوع الأول من القتال، وصلت الخطة الأمريكية إلى طريق مسدود، جراء القتال الشرس الذي تعرّضت له من قبل القوات العراقية التي كانت تطلق هاوناتها على الأرتال الخلفية للقوات الأمريكية المتجهة إلى بغداد، مما جعل الرئيس (بوش) يصدر أمره بإعادة النظر في الخطة العسكرية وأسلوب تطبيقها ومعالجة نقاط ضعفها عاجلاً. وبدأ التعديل بتعزيز القوات الموجودة على الأرض بقوات إضافية، والعمل على فتح جبهة جديدة من الشمال حيث تم إسقاط ألف جندي مظلي يوم 27 مارس 2003م في شمال العراق وزُوِّدوا بعربات مدرعة لبدء أعمالهم العسكرية، لتشتيت انتباه وجهد القوات العراقية. واعتماداً على تلك التعديلات ظهر وزير الدفاع الأمريكي يوم 28 مارس 2003م ليعلن في مؤتمر صحفي أن العمليات في العراق تسير وفقاً لخططها الموضوعة.

انتقل المؤلف بعد ذلك إلى الطرف العراقي لعرض مفهوم العمليات العسكرية لديه، وابتدر حديثه بالتعجّب والاستنكار لما تم الإقدام عليه من خطوات تكتيكية وعملياتية، حيث تقوقع الجيش العراقي حول المدن تاركاً الحدود والمطارات والموانئ .. وغيرها من المواقع الاستراتيجية مستباحة للقوات الغازية تستغلها كما شاءت في تسهيل أعمالها العسكرية وحل مشاكلها اللوجستية. كما عاب المؤلف على العراقيين تحييدهم لقواتهم الجوية، حيث ظلت الطائرات العراقية جاثمة في ملاجئها أو مدفونة في حفر عميقة مغطاة بالشباك، كما أنها لم تستخدم دفاعها الجوي وبخاصة الصواريخ والشاشات الرادارية حتى لا تتعرض مراكز الرادار للقصف الجوي من الخصم بمجرد تشغيلها ولم يستثن من ذلك سوى المدافع المضادة للطائرات (عيار 57 مم) التي نشرها الجيش في المدن وعلى سطوح المباني وداخل الأحياء السكنية، ولم يكن لها تأثير على الطيران المحلّق عالياً، وإن كانت سلاحاً مخيفاً لعموديات (الأباتشي) و (الكوبرا)، كذلك تأثرت الخطط والعمليات العسكرية العراقية بالغياب الكامل للمعلومات الاستخباراتية الميدانية، حيث لم يكن لدى العراقيين معلومات استخبارية جوية أو استطلاع إلكتروني أو حتى مفارز استطلاع أرضي.

وإزاء هذا الواقع المزري الذي بدت عليه القوات العراقية، فإنها لم تقم بأي هجوم مضاد ناجح، على الرغم من توافر الأهداف المعادية المغرية؛ الأمر الذي جعل القوات العراقية تبدو من وجهة نظر المؤلف وكأنها كانت تعد عدّتها للهزيمة والاستسلام، لا المقاومة والانتصار.

بدءاً من الفصل الثالث: "الحرب في الأيام العشرة الأولى .. أيام المفاجآت"، مروراً بالفصل الرابع: "الحرب في الأيام العشرة الثانية .. أيام الصراع الدموي"، وصولاً إلى الفصل الخامس: "الحرب في الأيام العشرة الثالثة .. الانهيار الخاطف والهزيمة"، تتبع المؤلف أبرز الأحداث العسكرية التي جرت على مسرح العمليات في العراق، مبيناً ما تم فيها من تحركات للقوات البرية، وأعمال القصف الجوي والصاروخي للمدن العراقية، بما أسفر عنها من خسائر مادية وبشرية على الطرفين.

كما تتبع المؤلف عبر إيجاز تحت عنوان: "أحداث على هامش الحرب" أبرز الأحداث السياسية، الداخلية، والإقليمية، والدولية، التي تمت خلال ذلك اليوم؛ الأمر الذي جعل هذه الفصول الثلاثة بمثابة مذكرات عسكرية وسياسية مفصلة ودقيقة عن الأيام الثلاثين (من 20 مارس وحتى 20 أبريل 2003م) للحرب الأمريكية على العراق يوماً بيوم، وهو ما يجعلها مرجعاً ثرياً ودقيقاً للكتاب والباحثين.

الفصل السادس: "روايات عن سقوط بغداد: مقاومة، واستبسال، وخيانة"
تتبع المؤلف في هذا الفصل جل ما توارد في الصحف العربية والأجنبية من روايات عن سقوط بغداد، الذي كان مفاجأة مذهلة وكارثة مروّعة للشعوب العربية والإسلامية، نظراً للكيفية والسهولة والسرعة التي تمت بها مراسم السقوط والاستسلام.
ورغم تعدد الروايات التي أوردها المؤلف بشأن السقوط، فإنها تصب في سببين رئيسيين:

أولهما: أن عديداً من قادة قوات الجيش والحرس الجمهوري العراقي المدافعة عن بغداد قرروا التخلّي عن القتال والصمود في وجه القوات الأمريكية عندما أيقنوا أن النتيجة الحتمية لهذا القتال هو الانتحار، وأن استمرار الحرب يعني ارتفاع الخسائر البشرية في القوات العراقية إلى الحد الذي يفوق أسوأ التوقعات والتقديرات، وعليه فقد قرروا من تلقاء أنفسهم ترك مواقعهم والعودة لبيوتهم تاركين المدينة إلى مصيرها المحتوم الذي آلت إليه.

ثانيهما: أن السقوط والاستسلام جاء نتيجة خيانة من قِبَل أحد كبار ضباط الحرس الجمهوري (اللواء ماهر سفيان التكريتي) أحد أقارب الرئيس صدام حسين الذي تفاوض مع القوات الأمريكية على تجنّب نسف الجسور المؤدية إلى بغداد، وسحب قواته من كتائب الحرس الجمهوري الخاص من مواقعها على ضفاف نهر دجلة وحول المواقع الحكومية، مقابل تعهّد واضح من (رتبة أمريكية رفيعة المستوى) بضمان أمنه الشخصي مع (20) شخصاً من ضباطه وأفراد عائلته، وعدم تعقبهم إذا انتهت الحرب، والحفاظ على ممتلكاتهم الشخصية، وتركهم يعيشون في أمان بعد انتهاء الحرب.

وأياً كانت أسباب السقوط، فإن النتيجة التي شاهدها الجميع هي تلاشي القوات العراقية من بغداد، رغم أعدادها الكثيفة (كان العدد المخصص للدفاع عنها 170 ألف مقاتل من الحرس الجمهوري، فضلاً عن عشرات الآلاف من فدائيي صدام وملايين المتطوعين في جيش القدس)، تاركة التساؤل الذي لم يزل يبحث عن إجابة: أين ذهبت هذه القوات؟ وكيف ذابت كما يذوب الملح في الماء الساخن؟

على أن ذلك الاستسلام، أو الهروب، أو الخيانة، لم تمنع من وجود حالات استبسالية قام بها بعض العراقيين والمتطوعين العرب الذين دخلوا العراق للدفاع عن بغداد فوجدوا أنفسهم وحيدين بعد فرار القوات العراقية حسب ما جاء في رواياتهم التي أورد المؤلف كثيراً منها.

الفصل السابع: "أيام الحرب الأخيرة: الاضطرابات الأمنية والصراع على مستقبل العراق"
تابع المؤلف في هذا الفصل أبرز الأحداث التي تمت داخل العراق، وكذلك التي تمت على المستويين الدولي والإقليمي، خلال الفترة من 21 صفر إلى 10 ربيع الأول 1424ه 19 أبريل إلى 11 مايو 2003م، وخصوصاً ما يتعلق منها بالجانب السياسي والأمني، فتعرض على المستوى الإقليمي للمؤتمر الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية دول الجوار الست المحيطة بالعراق، بالإضافة إلى مصر والبحرين للتباحث بشأن مستقبل العراق؛ وقد عقد المؤتمر بالرياض في 19 أبريل 2003م واختتم أعماله ببيان تضمن تسع نقاط توضح موقف الدول المجتمعة من الأحداث العراقية وما ينبغي أن يكون عليه عراق المستقبل.

أما على المستوى الدولي، فقد أبرز المؤلف موقف فرنسا المطالب بإدارة الموارد العراقية تحت رعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وهو الموقف الذي يعكس تخوّف فرنسا من انفراد الأمريكيين بإعادة إعمار العراق وإدارة شؤون النفط العراقي وعقوده واستثماراته.

أما عن أبرز الأحداث السياسية والأمنية التي تمت داخل العراق في تلك الفترة وسلط عليها المؤلف الضوء، فهي:
رفض العراقيين لما أُشيع عن فرض حكومة عراقية موالية للأمريكيين يرأسها (أحمد الجلبي) رئيس المؤتمر الوطني العراقي المعارض الذي كان يقيم بأمريكا قبل الحرب والدعوة إلى تشكيل مجالس في المحافظات مكونة من العلماء والوجهاء وشيوخ العشائر لتتولى إعادة الأمن وجمع السلاح وتسيير الأمور، (وهو ما جاء في بيان آية الله العظمى السيستاني؛ الرافض لتدخّل السلطة الأجنبية في شؤون العراق).

وصول رئيس ما يسمّى بالإدارة المؤقتة (الجنرال جاي غارنر) إلى بغداد في 19 أبريل 2003م، لطمأنة العراقيين بأن الإدارة الأمريكية لن تملي عليهم شكل ولا تركيبة أية حكومة عراقية ديمقراطية، وأن القوات الأمريكية ستخرج من العراق بعد الاطمئنان على مستقبله.

قيام الشيعة باستعراض مكانتهم وكثافتهم العددية بالعراق في احتفالية أربعينية مقتل (الإمام الحسين)، حيث احتشد في كربلاء أكثر من مليوني شيعي لأول مرة منذ تولي صدام حسين للحكم قبل 30 عاماً في إشارة واضحة إلى ثقلهم السياسي الذي تجب مراعاته في أية حكومة مستقبلة للعراق.
اجتماع (غارنر) مع أكثر من (250) عراقياً يمثلون المعارضة في بغداد، يوم 28 أبريل 2003م للتشاور في تشكيل حكومة عراقية، وامتصاص النقمة المتصاعدة ضد المخططات الأمريكية.
تعرُّض القوات الأمريكية لإطلاق النار من قِبَل عراقيين مسلحين في عديد من المدن العراقية.

بدء عمليات اعتقال أعوان الرئيس العراقي المطلوبين من قِبَل الإدارة الأمريكية، وعرض قائمة بأسماء من تم القبض عليه منهم تمهيداً لتقديمهم للمحاكمة.

انتشار ظاهرة السطو على منازل رموز النظام السابق، ومنازل العراقيين المتواجدين خارج البلاد، من قبل بعض المواطنين العراقيين، واحتلالها بقوة السلاح بعد إخراج من فيها من النساء والأطفال، بزعم أنها كانت مملوكة لهم قبل عهد صدام حسين؟ كذلك انتشرت ظاهرة الثأر الانتقامي التي لجأ إليها بعض العراقيين ضد العاملين في الأجهزة الأمنية أثناء حكم صدام.
واختتم المؤلف هذا الفصل بالحديث عن إعلان الرئيس الأمريكي (بوش) عن نهاية العمليات العسكرية الرئيسة في العراق في 2 مايو 2003م، وإن لم يعلن رسمياً عن انتهاء الحرب، وذلك لتجنّب بعض الالتزامات القانونية التي تترتب على الإعلان، ولكي تواصل الإدارة الأمريكية ما تصفه بمحاربة الإرهاب.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 23-07-09, 08:33 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الفصل الثامن: "أسباب الانهيار المفاجئ للجيش العراقي"

في هذا الفصل يعرض المؤلف رؤيته الخاصة للأسباب التي أدت إلى التداعي أو الانهيار السريع الذي حاق بالعراق، فيذكر أن من أهمها:

1. العوامل السياسية: حيث واجه العراق الولايات المتحدة، (القطب الدولي الأوحد الذي لا تجرؤ أي من دول العالم على تحدّيه عسكرياً)، دون أن يحظى بدعم من حليف دولي أو إقليمي يناصره في تلك المواجهة، إذ إنه أضحى بعد غزوه للكويت وإخراجه منها بالقوة من الدول المنبوذة، وقد أسهمت المعارضة العراقية المدعومة من الإدارة الأمريكية في إبراز مساوئ النظام العراقي الحاكم، مما جعل دعمه أو الوقوف إلى جانبه جريمة أخلاقية.

2. عوامل تتعلق بطبيعة النظام: فما أن وصل صدام حسين إلى الحكم حتى أحال نظام الحكم إلى نظام عشائري يتولى المناصب فيه أقاربه من تكريت، ثم إلى نظام عائلي يتولى مقاليد الأمر فيه أعضاء عائلته القريبة؛ ولما كبر أبناؤه (عدي وقصي) شرع في تأهيلهم لخلافته، الأمر الذي أوجد الانشقاقات داخل الأسرة القريبة للحفاظ على السلطة والبقاء في الأماكن التي عينوا فيها، وهكذا أضعف النظام نفسه بنفسه كما يقول المؤلف ولم يبق على سدة الحكم سوى المنتفعين والمتملقين الذين لا هم لهم سوى رضا القائد وأبنائه عنهم، مما قوّى شوكة صدام وبطانته حتى أصبحت كابوساً مزعجاً للشعب العراقي، حيث أصبح استغلال النفوذ في استعباد الناس وتسخيرهم باسم النظام الحاكم هو السمة الغالبة، وكان المعترض على هذا الواقع المرير يواجه بالسجن والتعذيب والقتل .. إلى آخر تلك المآسي التي كشف عنها الغزو والاحتلال.

3. عوامل شعبية: كانت هنالك فئتان ستنتفعان حتماً من الغزو الأمريكي للعراق والقضاء على نظامه: إحداهما: فئة المهاجرين من أبناء الشعب العراقي، وبخاصة من عاش منهم في أمريكا تحت اسم المعارضة ووجد من حكومتها الدعم والتأييد المادي على مدى عقدين وأكثر فتشبّع بأفكارهم وأسلوبهم ورؤيتهم، وقد رأى أنصار هذه الفئة في القضاء على النظام العراقي فرصة لحكم العراق برعاية أمريكية، ومن ثم بذلوا جهدهم للتحريض على الغزو والإساءة لسمعة النظام وإبراز سوءاته .. أما الفئة الأخرى فهي أغلبية الشعب العراقي التي يمثلها المواطن البسيط المكدود المكره على على تحمّل ظلم النظام وقسوته، وذلِّ الحصار وجوعته، وهذه الفئة كانت ترى في الحرب على العراق صراعاً بين نظام دولي جديد ونظام عراقي ظالم، وأنه إذا ما انتصر النظام الدولي فسوف يذهب حكم صدام ويرفع الحصار والمعاناة عن كاهل الشعب العراقي المنهك، ومن ثم فإن هذه الفئة لم تتحرك لنصرة صدام أو تأييده رغم ما كان يتعرّض له الوطن من قهر واحتلال.

4. الصفقات السرّية: التي وقعت بين الأمريكيين وكبار القادة في الجيش والحرس الجمهوري العراقي ليقوموا بالاستسلام والفرار من المعركة مقابل مبالغ مالية أو الوجود بمناصب عسكرية في عراق ما بعد الحرب.

5. عوامل عسكرية: وهي السبب المباشر في الانهيار الخاطف وأبرزها:
أ. بدائية منظومة القيادة والسيطرة وتدخُّل الرئيس العراقي في الخطط العسكرية.
ب. تأثير الحصار الاقتصادي والعسكري على كفاءة القوات العراقية تدريباً وتسليحاً وتطويراً.
ج. غياب القوات الجوية العراقية غير المبرر عن مسارح العمليات.
د. محدودية الأسلحة الحديثة المضادة للحرب، وادخار النظام لها للدفاع عن بغداد.
ه. التخبُُّط في الخطة الدفاعية.
و. إساءة تقدير العراقيين للمقدرة الاستخبارية الأمريكية.
ز. إهمال الاستفادة من الموانع الطبيعية داخل مسارح العمليات كالمضائق والأنهار، وترك الجسور والطرق مفتوحة أمام الغزاة دون أية إجراءات لتعطيل القوات وتأخير تقدمها.
ح. تعدُّد منظومات الدفاع، وتشتيت الإمكانات المؤثرة، ونضوب الموارد اللوجستية المحلية وتوزيعها بشكل غير متكافئ بين قوات الجيش والحرس الجمهوري، وفدائيي صدام، وميليشيات البعث، وجيش القدس، وغياب التنسيق بين هذه المنظومات المتعددة.

الفصل التاسع: "دور الإعلام في حرب العراق"
في هذا الفصل يعقد المؤلف مقارنة بين استخدام طرفي القتال لسلاح الإعلام في المعركة، فيؤكد على أن الإعلام العراقي نجح دون أدنى شك في تحقيق أهدافه خلال الأيام الأولى للحرب، ولكنه فشل فشلاً ذريعاً في الاحتفاظ بمصداقيته اعتباراً من اليوم السابع عشر للحرب، فمنذ اليوم ال (18) شرع الإعلام العراقي يغطي الهزائم العسكرية بتأليف روايات لتضليل الجماهير.

أما عن استخدام الأمريكيين لسلاح الإعلام، فبالرغم من حرص القيادة المركزية للقوات الأمريكية على اصطحاب (500) صحفي لتغطية الحرب من مسارح العمليات، فإنها وخصوصاً بعد تعرضها للمقاومة العراقية عند بداية الغزو قيّدت من تحركاتهم وكبّلتهم بأنظمة صارمة فيما يتعلق بنقل أخبار العمليات وعرض ونقل أخبار الخسائر. من جهة أخرى لم تكن الوسائل التي استخدمتها القوات الأمريكية للتأثير على العراقيين إعلامياً وسائل ناجعة، فقد استخدمت على سبيل المثال طائرة مختصة بالبث التليفزيوني (كوماندوسولو)، بالإضافة إلى استئناف البث التلفزيوني من لندن عبر (تلفزيون الحرية) الذي سبق وقف دعمه عام 2002م لأسباب إدارية والبث الإذاعي لمحطة راديو (العراق الحر)، ولم تكن البرامج الموجهة من تلك المحطات عبر ساعات طويلة ذا جدوى على المواطنين العراقيين، حيث لم يكن في بغداد آنذاك كهرباء لتشغيل التلفزيونات.

فإذا ما أضفنا إلى ما سبق أن المؤتمرات الصحفية الأمريكية التي كانت تعقد يومياً في (السيلية) بقطر ووزارة الدفاع والبيت الأبيض بواشنطن كانت تخلو دائماً من المعلومات الحقيقية كما يقول المؤلف أدركنا حجم الفشل الذي مني به الأمريكيون إعلامياً في تلك الحرب، الأمر الذي جعلهم يفقدون ثقة المتلقين حتى داخل بلادهم.

وقد توّج الأ مريكيون فشلهم الإعلامي بجرائمهم ضد إعلام الخصم، حيث قاموا بتدمير مبنى التلفزيون في بغداد ومبنى الإذاعة في البصرة، بل واعتدوا على الإعلام المحايد، حيث قاموا عندما اقتربت قواتهم من أسوار بغداد بقصف مكتبي قناتي "الجزيرة" و "أبو ظبي" من الجو بالصواريخ، مما أسفر عن استشهاد مراسل قناة الجزيرة (طارق أيوب)، كما قاموا بقصف مكتب وكالة (رويترز) البريطانية في فندق فلسطين بنيران الدبابات، مما أسفر عن مقتل المصوّر الأوكراني (تاراس بروتسايول)، والمصور الأسباني (خوسيه كرسو).

واختتم المؤلف هذالفصل بمبحث خاص عن: (الصحاف في ميزان الظروف والأحداث)، أظهر فيه وجهة نظره الشخصية في شخصية وزير الإعلام العراقي، وأسلوب تغطيته للأحداث، والظروف التي اضطرته للتضليل، وما لقيه من سخرية واستهزاء من قِبَل بعض رسامي الكاريكاتير في بعض الصحف العربية.
الفصل العاشر: "المتطوعون العرب: أبطال .. شهداء.. ضحايا"
تناول المؤلف في هذا الفصل قضية المتطوعين العرب، الذين دفعتهم حميتهم العربية وكراهيتهم لأمريكا إلى الذهاب إلى العراق والقتال إلى جانب العراقيين، وقد تعرّض المؤلف إلى أعدادهم، والبلاد التي توافدوا منها، وكيفية دخولهم إلى العراق، وانتقالهم إلى معسكرات التدريب، وتوزيعهم على مدن العراق للمشاركة في الحرب.

وعبر الروايات العديدة التي أوردها المؤلف على ألسنة بعض المتطوعين العرب الذين سردوا تجربتهم في العراق لوسائل الإعلام، وضع المؤلف أمام القارئ الحقائق التالية:
أن الاندفاع إلى العراق أذكته في نفوس هؤلاء المتطوعين شعارات برّاقة وعبارات طنّانة حركت في قلوبهم حب الجهاد.

عند وصولهم إلى العراق وانخراطهم بين صفوف العراقيين، اكتشفوا أنهم ضحية آمال زائفة وأوهام إعلامية، وأن العراقيين أنفسهم لم يكونوا راغبين في وجودهم، بل وطالبوهم بالرحيل بعد سقوط بغداد، بل إن بعضهم تعرّض إلى إطلاق النار عليه من قبل أحد العراقيين، حيث اعتبرهم البعض جواسيس للرئيس العراقي السابق وأجهزة مخابراته.

أن كثيرين منهم استشهدوا وأُصيبوا في أرض المعركة عند احتدام المعارك، في الوقت الذي لم يكن هناك أثر لوجود الجنود العراقيين الذين أخلوا مواقعهم وتركوا أولئك المتطوعين في مواجهة القوات الأمريكية دون أي إنذار.

أن كثيرين منهم تعرّضوا عند عودتهم التي كانت رحلتها مأساة في ذاتها لمضايقات الأجهزة الأمنية في أوطانهم، حيث سحبت منهم أجوزة السفر، وطُلب منهم مراجعة الجهات الأمنية المختصة، التي حققت معهم في أسباب تطوعهم، وأجبرتهم على ذكر أسماء زملائهم، وما قاموا به ... إلخ، وأصبح لهم سجل أمني في بلادهم يجعلهم عرضة للاشتباه والمساءلة بشأن الظواهر الإرهابية، تماماً مثلما حدث من قبل مع العائدين من أفغانستان والبوسنة والشيشان.

الفصل الحادي عشر: "القوات والأسلحة الخاصة الأمريكية"

استعرض المؤلف في هذا الفصل تعريف العمليات الخاصة والقوات التي تقوم بها، وما طرأ على هذه القوات من تطوير جعلها أكثر تميّزاً في تدريباتها البدنية والنفسية والذهنية الشاقة والمضنية، حتى تكون على أهبة الاستعداد لما تكلف به من مهام خطيرة وحسّاسة. وذهب المؤلف يستعرض عناصر القوات الخاصة في الولايات المتحدة، وتاريخ وظروف نشأتها وتأسيسها، وأبرز الأعمال التي أُسندت إليها، فعرض منها: قوات القبعات الخضراء، وجوالة الجيش (رانجرز)، وقوة النخبة في القوات الأمريكية الخاصة (دالتا)، وفرقة النشاطات الخاصة (sa)، وأخيراً القوة الأمريكية الجديدة المعروفة رسمياً ب (وحدة مساندة النشاطات الاستخباراتية) (الثعلب الرمادي) التي شكلتها استخبارات الجيش. ويضاف إلى ما سبق: الفرقة (101) من الجيش الأمريكي المحمولة جواً، والتي تعتبر رديفاً للقوات الخاصة سالفة الذكر، كونها فرقة هجومية في تكوينها وتسليحها؛ واللواء (82) المنقول جواً، وهو ذو كثافة نيران عالية، وتسليح خاص، وقادر على الانتقال فوراً إلى مناطق العمليات الساخنة بكامل أسلحته وقوته ومباشرة الاشتراك في العمليات.

أما القذائف الخاصة التي جرى تصميمها في مختلف فروع القوات المسلحة، فذكر منها المؤلف: قنابل القصف الحر المشترك؛ وقنابل القصف المباشر؛ والقنبلة الموجهة المطورة؛ وأم القنابل، والقنبلة الذكية المضادة للدبابات؛ والقنابل المضادة لشبكات الكهرباء والاتصالات؛ والقنابل الإلكترونية. وقد أورد المؤلف وصفاً لكل قذيفة من تلك القذائف يوضح إمكاناتها والسلاح الذي يستخدمها، وما تم استخدامه منها في حرب العراق.

الفصل الثاني عشر: "نهاية صدام حسين وابنيه عدي وقصي"
بهذا الفصل اختتم المؤلف كتابه مبيناً النهاية المأساوية لولدي صدام حسين (قصي وعدي) اللذين لقيا مصيرهما المحتوم يوم الثلاثاء 22 جمادى الأولى 1424ه 22 يوليو 2003م، إثر قيام أحد أبناء عمهما (نواف الزيدان) بالإبلاغ عنهما عندما لجأا إلى منزله بالموصل، سعياً منه إلى الحصول على المكافأة السخية التي رصدتها الإدارة الأمريكية لمن يدل على مكان جهودهما، فقامت القوات الأمريكية بتطويق المنزل ومهاجمته بالطائرات ومدافع الدبابات والقوات الخاصة في عملية استغرقت 6 ساعات، وأسفرت عن مقتل ابني صدام، وحفيده (مصطفى) ابن (قصي) بعد مقاومة شرسة أحرجت المهاجمين.

أما الرئيس العراقي فقد تم القبض عليه بعد خمسة أشهر تقريباً من مقتل ولديه، حيث أعلن الأمريكيون صباح يوم الأحد 30 شوال 1424ه 14 ديسمبر 2003م عن اعتقال الزعيم الهارب في منطقة تكريت بالقرب من منطقة الدور، مختبئاً في حفرة بالقرب من منزل طيني في إحدى المزارع؛ وتناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية صورة مهيب الأمس وهو يقبع في جحره مهيناً ذليلاً محطماً، معلناً استسلامه للقوات الأمريكية دون مقاومة تذكر، لتعرض صورته على شاشات التلفزة وهو أشعث كث اللحية، يتفقده أحد الجنود الأمريكيين بمفحصه الضوئي وهو مستكين خائر، ليسدل الستار على النهاية التي يصفها المؤلف ببراعة في قوله: "إنها نفس النهاية المؤلمة التي نالها معظم طغاة القرن العشرين، ابتداءً من هتلر، ومروراً بموسوليني وتشاوشيسكو وماركوس وميلوسيفيتش وبوكاسا؛ ومن لم يسلم منهم من القصاص الجسدي مثل ستالين وغيره فإن التاريخ لم يغفر لهم استبدادهم ولاحقهم بلعناته".

تقويم الكتاب:
لاشك أن الكتاب الذي بين أيدينا يعدّ إضافة متميّزة للمكتبة العربية في موضوعه، ويأتي تميّزه في رأيي من عدة اعتبارات، نذكر منها:
أولاً: أنه يعد تسجيلاً دقيقاً وأميناً لأحداث مرحلة هامة من تاريخنا الحديث، فالغزو والاحتلال الأمريكي للعراق سيظل في تصوري هو الحدث الأهم والأبرز في تاريخ أمتنا العربية والإسلامية المعاصر إلى أن يتم جلاء هذا الاحتلال وتعود للعراق حريته الحقيقية في ظل حكومة شرعية منتخبة، لا حريته الصورية في ظل حكومة معينة من قِبَل الأمريكيين.

ثانياً: اعتماد الكتاب في إخراجه الفنّي على كمّ هائل من الصور يجعل منه مرجعاً وثائقياً مصوراً لأحداث الحرب على العراق، وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف قد أجاد في اختيار الصور والتعليق عليها، وأحسن توظيفها في خدمة النص المكتوب، ما جعل الكتاب أقرب إلى (السيناريو) السينمائي لأحداث الحرب، الأمر الذي يدعم الفائدة من قراءته بالمتعة لمتابعة صوره.

ثالثاً: دعم الكتاب بملحق للخرائط التوضيحية التي تبين سير العمليات الرئيسة في المعارك العسكرية خلال أيام الحرب، مما ييسر على القارئ غير العسكري الفهم والمتابعة، ويفيد القارئ العسكري المتخصص في القراءة العسكرية للخريطة. وفي رأيي أن مجيئ ملحق الخرائط في نهاية الكتاب أفقده بعض قيمته، إذ كان الأفضل أن يرد بين طوايا الفصول التي تناولت العمليات العسكرية.

رابعاً: بعض فصول الكتاب تميّزت بعمق التحليل وموضوعيته، وبخاصة الفصل الأول، والفصل الثامن، والفصل التاسع، والفصل العاشر، حيث برزت فيها شخصية المؤلف ومقدرته التحليلية والاستنتاجية، وإن كنت أرى أن المؤلف بدا وكأنه أكثر ميلاً إلى تصديق ما توارد من روايات بشأن الصفقات السرية التي عقدت بين قادة الجيش والحرس الجمهوري العراقي وبين الاستخبارات الأمريكية، حيث اعتبرها أحد الأسباب الرئيسة لسقوط بغداد، ومن المعروف أن هذه الروايات قد انتشرت عبر وسائل الإعلام بعد أن صرّح وزير الدفاع الأمريكي في أكثر من مؤتمر أثناء الحرب بأن هناك مفاوضات تجرى مع كبار القادة العسكريين العراقيين ليوقفوا مقاومتهم ويتركوا أسلحتهم ومواقعهم؛ ومعلوم أن مثل هذه التصريحات تدخل في نطاق الحرب النفسية وزعزعة الثقة بين القيادتين السياسية والعسكرية، فضلاً عن زعزعة ثقة الشعب في جيشه؛ الأمر الذي يجعل هذه الروايات تحتمل التكذيب أكثر من احتمالاتها للتصديق وتتطلب المزيد من التحقيق والتمحيص.

ونختم عرضنا بالقول: إن كتاب: "حرب العراق: الحقائق والأوهام" للعميد المهندس الركن (م) سبأ عبدالله باهبري يعد أحد الكتب الرائدة في تغطية أحداث الحرب على العراق، وهو لن يكون الأخير في موضوعه، ولكنه سيظل متميزاً بين الكتب التي ستتناول هذا الموضوع، نظراً لشموليته وموضوعيته التي أضفى عليها المؤلف خبرته العسكرية؛ ونظراً لحسن صياغته اللغوية ورشاقة أسلوب عرضه التي أبرزت قدرات المؤلف الإعلامية

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
والأوهام, الحقائق, العراق:

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع