الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أوكرانيا: روسيا تجهّز 100 ألف جندي لهجوم محتمل في الصيف (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حل "المسألة الشرقية".. دور الكيان الاستيطاني ومصير السيطرة الاستعمارية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 47 )           »          بلينكن يلتقي مجلس الحرب الإسرائيلي ويحذر من الهجوم على رفح (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 44 )           »          مجلس الأمن يصوت اليوم على مشروع قرار أميركي بوقف إطلاق النار في غزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جناح المواضــــيع العســـــــــكرية العامة > قــســــــم الـمـواضيـع العســـــــكــريــة العامة
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


من مبادئ الحرب في السيرة النبوية

قــســــــم الـمـواضيـع العســـــــكــريــة العامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 12-12-10, 08:25 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ثعلب الصحراء
مشرف قسم الدراسـات

الصورة الرمزية ثعلب الصحراء

إحصائية العضو





ثعلب الصحراء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي من مبادئ الحرب في السيرة النبوية



 

من مبادئ الحرب في السيرة النبوية


المبدأ الأول: الوفاء بالعهد وحسن معاملة الوفود
حرص رسول الله ([) على شيمة الوفاء بالعهد، وألاّ تُقتل رسل الأعداء، ولايٌُحبسوا، كما حرص على النبذ إلى من عاهده على سواء إذا خاف منه نقض العهد، وثبت عنه أنه قال لرسولي (مسيلمة الكذاب) ــ لما قالا عنه: نقول فيه أنه رسول الله ــ: «لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما».


وقال عليه الصلاة والسلام: «من كان بينه وبين قومه عهداً فلا يحلن عقداً ولا يشدنه حتى يمضي أمده أو ينبذ إليهم على سواء» (قال الترمذي: حديث حسن صحيح). ولما أسرت قريش حذيفة بن اليمان وأباه أطلقوهما وعاهدوهما ألاّ يقاتلاهم مع رسول الله، وكانوا خارجين إلى بدر، فقال رسول الله ([): «نفي إليهم بعهدهم ونستعين الله عليهم».

وثبت عنه ([) أنه صالح أهل مكة على وضع الحرب بينه وبينهم عشر سنين، ودخل حلفاؤهم من بني بكر معهم، وحلفاؤه من خزاعة معه، فَعَدَت حلفاء قريش على حلفائه فغدروا بهم، فرضيت قريش ذلك ولم تنكره، فجعلهم بذلك ناقضين للعهد برضاهم وإقرارهم لحلفائهم على الغدر بحلفائه.

والأمثلة كثيرة على احترامه عليه الصلاة والسلام لمبدأ الوفاء بالعهد، ومن ذلك ما حدث في يوم فتح مكة، حين أعلن النبي ([) أن من أغلق بابه، أو دخل دار أبي سفيان، أو دخل المسجد، أو وضع السلاح، فهو آمن، كما حكم بألاّ يُجهز على جريح ولا يُتبع مدبر، ولا يُقتل أسير، كما حكم لخزاعة أن يبذلوا سيوفهم في بني بكر إلى صلاة العصر، ثم قال: «يا معشر خزاعة ارفعوا أيديكم عن القتل». وأمر أصحابه أن يتفرقوا في مداخل مكة فلا يدخلوها من مدخل واحد، وذلك بغية تفويت فرصة القتال على أهل مكة إن أرادوا ذلك، إذ يضطرون إلى تشتيت جماعاتهم وتبديد قواهم في جهات مكة، فتضعف لديهم أسباب المقاومة، وفي ذلك حقن للدماء ما أمكن، وحفظاً لمعنى الأمن والسلامة في البلد الحرام، ولم يغنم الرسول ([) منها مالاً،، ولم يََسْبِ فيها ذرية، وهكذا كان إعطاء الأمان لقريش على لسان زعيمها إن هي استسلمت بمثابة «الضربة النفسية القاضية»، على إرادتها القتالية، فدخل المسلمون مكة بغير قتال يُذكر.

وأوجب الإسلام حسن معاملة الوفود القادمة في أكثر من شخص، اقتداء بما قام به الرسول ([) مع وفد ثقيف من حسن سياستهم ومعاملته معهم، كما أن اللَّه سبحانه وتعالى أمر بحسن استقبال المستأمَن والمحافظة عليه، ثم إبلاغه مأمنه عندما يريد ذلك امتثالاً لقوله تعالى في سورة التوبة: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بَأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمونَ).

هذا وقد أمر الله تعالى نبيه بإعلام العدو بشن الحرب عليه في حالة الخوف من نقض العهد وتوقّع الغدر: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الخَائِنِينَ), أي أعلمهم قبل حربك إياهم أنك قد فسخت العهد بينك وبينهم حتى تصير أنت وهم على سواء في العلم بأنك لهم محارب، فيأخذوا للحرب عدَّتها وتبرأ من الغدر (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبٌّ الخَائِنِينَ)، أي الغادرين بمن كان منه أمان وعهد بينه وبينه أن يغدر به ويحاربه قبل إعلامه إياه أنه قد فاسخه العقد، فإن قال قائل: وكيف يجوز نقض العهد بخوف الخيانة؟ والخوف ظن لا يقين؟ قيل: إن الأمر بخلاف ذلك، وإنما المقصود إذا ظهرت أمارات الخيانة من عدوك وخفت إيقاعهم بك، فألق إليهم مقاليد السلم وآذنهم بالحرب.

واستدل العلماء والأئمة بصلح الحديبية على جواز عقد هدنة بين المسلمين وأهل الحرب من أعدائهم إلى مدة معلومة، سواء كان ذلك بِعوَض يأخذونه منهم أم بغير عِوض، أما إذا كانت المصالحة على مالٍ يبذله المسلمون فهو غير جائز عند جمهور المسلمين لما فيه من صغار لهم، ولأنه لم يثبت دليل من الكتاب أو السنّة على جواز ذلك، قالوا: إلاّ إن دعت إليه ضرورة لا محيص عنها، وهي أن يخاف المسلمون الهلاك أو الأسر فيجوز، كما يجوز للأسير فداء نفسه بالمال.

وذهب الشافعي وأحمد ــــ يرحمهما الله ـــ وكثير من الأئمة إلى أن الصلح ينبغي أن يكون لمدة معلومة، وأنه لا يجوز أن تزيد المدة على عشر سنوات مهما طالت، لأنها هي المدة التي صالح النبي ([) قريشاً عليها عام الحديبية، والشروط الصحيحة في عقد الهدنة تكون صحيحة ما لم تخالف نصاً في كتاب الله أو سنّة نبيه، وتكون باطلة إذا عارضت حكماً شرعياً ثابتاً. (المغني: ابن قدامة، ج (9)، ص 290).

المبدأ الثاني: الحرب خدعة
كان الرسول ([) إذا أراد غزوة وَرَّى بغيرها، ومع قيامه بالأسباب على ما أوجب الله، واحترامه للقوانين الطبيعية التي تنظّم حياة البشر، ومع ذلك فقد استطاعت بعض قبائل العرب أن تخدعه، وأن تستدرج طائفة من القرَّاء من أفضل آصحابه ليقتلوهم عن آخرهم في بئر معونة «فما دلّت على مصارعهم إلاّ الطيور تُحلِّق في الجو مرفرفة على أشلاء الشهداء». ولئن كان الحذر والحيطة من سنن النبوة، فإن الإعداد واستنفاذ الجهد فيه من آكد هذه السنن، وبماذا تحسب محمداً ([) انتصر على الناس؟ لقد أنضج رجاله بالإيمان كما ينضج الصيف بلهبه أطايب الثمار، فلما أرسلهم إلى أنحاء الدنيا طوَّفوا بها كزئير العاطفة المكتسحة المهتاجة. لقد استخدم الرسول عليه الصلاة والسلام عمليات الخداع والتمويه والمفاجأة بمهارة فائقة، رجّحت كفة المسلمين في معارك عديدة، وكان لها تأثيرها النفسي والمادي على أعدائه.

التأثير النفسي للمفاجأة والخداع
المفاجأة، هي إحداث موقف لا يكون العدو مستعداً له، وتقع آثارها أول ما تقع في المحيط النفسي، فتشتت تفكير من يتعرَّض لها وتوقعه في الحيرة والارتباك وتفقده المبادأة، وتحصر سلوكه في نطاق «رد الفعل»، وهو أمر له تأثيره الشديد على إرادته القتالية، وكذلك الأمر بالنسبة للخداع (المبادأة، أو المبادرة، ومعناها «حرية العمل»، والذي يملك المبادأة يحرم خصمه من حرية العمل ويحصر أعماله في نطاق رد الفعل، وإحراز المبادأة من أهم عوامل النجاح والنصر في السياسة والحرب على حدٍ سواء).
واستراتيجية الردع الإسلامية تعتمد على الاستغلال الأمثل لهذين العنصرين للإفادة من آثارهما في الإخلال بالتوازن النفسي للعدو، وقد عبَّر القرآن الكريم عن ذلك كما يلي:

1. بذكر رباط الخيل في قوله تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ)، فإن «الخيل» تعبير يشير إلى سرعة الحركة والمبادأة.

2. وبذكر كل ما يعدو ويغير ويثير الغبار ويرسل الشرر من أدوات الهجوم، (ومنها الخيل وما يقوم مقامها حديثاً، مثل: الدبابات، والمدرعات)، وهو ما يُفهم من قوله تعالى: (وَالعَادِياتِ ضَبْحَاً فَالمُورِياتِ قَدْحَاً فَالمُغِيرَاتِ صُبْحَاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعَاً فَوَسَطْنَ بِِهِ جَمْعَاً)، ففي هذه الآيات يقسم الله تعالى بخيل الجهاد المسرعات التي يُسمع لأنفاسها صوت هو الضبح من شدة الجري، ويتطاير الشرر من تحت حوافرها من شدة قرحها للأرض الحجرية، والتي يهجم بها فرسانها على العدو في وقت الصباح، فتدخل وسط جمع الأعداء فتشتته.

وقد جرت سنّة الرسول القائد ([) على استخدام المفاجأة والخداع ضد أعدائه، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «الحرب خدعة»، ونذكر فيما يلي بعض الأمثلة لعمليات الخداع والتمويه التي تناقلتها كتب السيرة النبوية مستنبطة من مسيرة سرايا الرسول ([) وغزواته:

1. استخدام أسلوب جديد في القتال لم يعهده الأعداء من قبل، مثل: حفر الخندق حول المدينة في غزوة الخندق، وقد كان ذلك مفاجأة للمشركين عبّروا عنها بقولهم: «والله إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها».
2. استخدام أسلوب جديد في القتال، ومن ذلك استخدام المنجنيق والدبابات في حصار الطائف.
3. إجراء تحركات الجيش ليلاً كما حدث في غزوة خيبر، حيث وصل جيش المسلمين موضع خيبر ليلاً، وأكمل تطويقها في الليلة نفسها، فكان ذلك مفاجأة تامة لليهود حين خرجوا من بيوتهم في الصباح لأعمالهم فقال قائلهم: محمد والخميس (الجيش) معه.
4. خداع العدو بإخفاء اتجاه الهجوم والمقصودين به، ثم تغيير الاتجاه بالحركة السريعة نحو الهدف المقصود لأخذ العدو على غرة، وهو ما عبّر عنه كعب بن مالك ([) بقوله: «ولم يكن رسول الله ([) يريد غزوة إلاّ وَرَّى بغيرها». ومن ذلك أن الرسول ([) أجرى ــ قبل غزوة الفتح ـــ عملية لخداع قريش بأن بعث سرية أبي قتادة الحارث بن ربعي في ثمانية نفر إلى بطن إضم ليظن أن رسول الله ([) توجه إلى تلك الناحية، ولأن تذهب بذلك الأخبار». (وبطن إضم تبعد عن المدينة حوالي ستين كيلومتراً).
5. وقد كان الرسول ([) حريصاً على اتخاذ كل تدابير السرِّية والأمن، لكي يحقق المفاجأة في الفتح حتى لقد تعذّر على قريش معرفة (هوية) الجيش الكبير الذي عسكر على أربعة فراسخ من مكة، فقد أوقد عشرة آلاف مسلم نيرانهم، ورأت قريش تلك النيران تملأ الأفق البعيد، فأسرع أبو سفيان بن حرب، وبديل بن ورقاء، وحكيم بن حزام بالخروج باتجاه النيران حتى يعرفوا مصدرها وأهداف أصحابها ونواياهم، فلما اقتربوا من موضع عسكر المسلمين قال أبو سفيان لبديل: «ما رأيت كالليلة نيراناً قط ولا عسكر»، فرد عليه بديل: «هذه والله خزاعة (القبيلة التي اعتدت عليها بنو بكر حلفاء قريش) حمشتها الحرب»، لكن أبا سفيان لم يقتنع بهذا الجواب، فقال: «خزاعة أقل وأذل من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها».
6. المباغتة: وهي إحداث موقف لا يكون العدو مستعداً له، وقد تكون في الزمان، أو المكان، أو الأسلوب، أو السلاح، أو أساليب استخدامه. ومن المباغتة في المكان غزوة بني لحيان، فقد تحرّك الرسول ([) بقواته شمالاً باتجاه الشام حتى لا تعرف قريش وبنو لحيان باتجاه حركته الحقيقي.

التأثير النفس لإظهار القوة
يُفهم من حديث الرسول ([) «نُصرتُ بالرُّعب مسيرةَ شهر»، أن إظهار القوة للأعداء وإخافتهم يحقق النصر عليهم، ويُفهم أيضاً أن الأعداء كانوا يرهبونه ويخافونه مع بعدهم عنه»، بحيث لو أراد حربهم لقطع المسافة التي هي بينه وبينهم في شهر بسير الإبل، وقد استخدم الرسول ([) التأثير لإظهار القوة في عدة عمليات نذكر منها :

أولاً: عمليات إحباط تدابير العدوان
كان من النتائج الاستراتيجية لغزوة بدر الكبرى في رمضان عام 2 هــ، أن أصبح طريق تجارة قريش إلى الشام محفوفاً بالمخاطر، وخصوصاً أن أكثر القبائل العربية القريبة من المدينة، قد بدأت ترى ما يتهدد مصيرها، ذلك لأن طريق الساحل إلى الشام هي الطريق المعبّدة المعروفة، وتجارة قريش في مرورها بها في مرحلة الصيف إلى الشام تفيد هذه القبائل فائدة اقتصادية لا يُستهان بها.

وقدّرت هذه القبائل حجم الخطر الذي يهددها إذا اضطرت قريش إلى العدول عن طريق الساحل، بسبب سيطرة المسلمين عليه، إذ إن ذلك سوف يعرّضها دون شك إلى ما لا طاقة لها به من شظف الحياة في هذه البقاع شديدة الشظف بطبيعتها، أضف إلى ذلك أن انتصار المسلمين في بدر وإجلائهم ليهود بني قينقاع من المدينة في شوال عام 2 هــ قد أدخل الرعب في قلوب هذه القبائل.

من أجل ذلك، أخذت هذه القبائل تفكّر في التعرُّض للمسلمين والإغارة على المدينة ومحاربة المسلمين، وقد بدأت هذه الأعمال قبل أن يمضي شهر واحد على إجلاء يهود بني قينقاع.
ثانياً: ولما عاد المسلمون من عمرة الحديبية آخر السنة السادسة، توجهّوا في محرم من السنة السابعة إلى خيبر، شرع اليهود يوثّقون صلاتهم بغطفان والأعراب الضاربين حولهم، ليؤلفوا جبهة أخرى ضد الإسلام، فلم يفت المسلمين قبل مسيرهم أن يفصموا الجبهة المؤلفة ضدهم من يهود وغطفان، فأوهموا غطفان أن الهجوم متجه إليهم، وأن قوة المسلمين توشك أن تلتف بهم، قال ابن إسحاق: «بلغني أن غطفان لما سمعت بمنزل الرسول ([) من خيبر جمعت له، ثم خرجوا ليظاهروا يهود عليه، حتى إذا ساروا مرحلة خلفهم في أموالهم وأهليهم حسناً، فظنوا أن القوم خالفوهم إليهم فرجعوا على أعقابهم وأقاموا في أهليهم وأموالهم، وخلّوا بين رسول الله وبين خيبر»، وهكذا، نجحت الخطة في عزل يهود خيبر عن حلفائهم المشركين.

وعندما كان الإسلام دعوة تغالب النظام السائد، كانت مخاصمته تتخذ طريق المجاهرة والتهجّم دون مبالاة، فلما استقر له الأمر وتوافرت لأبنائه أسباب القوة، سلكت عداوته المسارب التي تسلكها الغرائز المكبوتة، فأمسى الكيد له يقوم على المكر والدس إلى جانب الوسائل الأخرى التي يجاهر بها الأقوياء، وائتمار الضعفاء في جنح الظلام لا يقل خطورة عن نكاية الأقوياء في ميادين الصدام، بل إن المرء قد يألم لإشاعة ملفقة أكثر مما يألم لطعنة مواجهة، وفي الحروب الفاجرة تستخدم جميع الوسائل التي تصيب العدو، وإن كان بعضها يستحي من استخدامه الرجل الشريف.
المبدأ الثالث: التأثير النفسي للعنف في القتال

يقول رجال الاستراتيجية: «إن الفن الأساسي في القتال يكمن في معرفة أساليب تقوية الرباط النفسي، والمحافظة عليه في قواتنا، مع محاولة تدميره وسط قوات العدو، والعامل النفسي عامل كبير الأهمية، فهو الذي قاد إلى إيجاد التركيبات المادية والمعنوية المختلفة التي تخلق ما أسماه (نابليون) بالحدث الذي يؤدي ظهوره إلى هبوط مفاجئ في معنويات العدو».

وتوجيهات الإسلام في القتال توجّه المجاهدين إلى استخدام العنف والشدة، وهو ما يبدو واضحاً في قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) (سورة الفتح، الآية: 29).

(يَا أَيُّها الَّذينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ) (سورة التوية، الآية: 123).
(يَا أَيُّهَا النَّبِيّ جَاهِدْ الكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاْغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِير) (سورة التوبة، الآية، 73).

(فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا) (سورة محمد، الآية: 4).

(فَاقْتُلوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ واقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدْ) (سورة التوبة، الآية: 5).

(فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذْكَّرُون) (سورة الأنفال، الآية: 57).

(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُم اللَّهُ بَأَيْديكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُركُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبَ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ واللَّهُ علِيمٌ حَكِيمٌ)سورة التوبة، الآيات: 14 ــــ 15).

المصادر:
1. سيرة ابن هشام، طبعة الحلبي، القاهرة.
2. تفسير الطبري، ص 1.
3. فقه السيرة النبوية، محمد سعيد رمضان.
4. زاد المعاد، ص 1.
5. فقه السيرة، الشيخ محمد الغزالي.
6. المغني لابن قدامة، ص 2.
7. تيسير القرآن الكريم للقراءة والفهم المستقيم، الشيخ عبدالجليل عيسى ، طبعة القاهرة.
8. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ص 6، طبعة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، 1402هــ.

 

 


 

ثعلب الصحراء

يقول ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي عن رومل : "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة ، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل ، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة".
لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع