استراتيجية الدفاع هي ألامر الوحيد الذي يمكن ان يجمع بين الولايات المتحدة وروسيا
أجرى ألكسندر فيرشبو السفير الامريكي السابق في روسيا ونائب وزير الدفاع في الولايات المتحدة أجرى في الاسبوع الماضي بموسكو مشاورات في مواضيع الدرع الصاروخية والاسلحة الهجومية الاستراتيجية وأيران. وأعلن ألكسندر فيرشبو في تصريح ادلى به يوم 5 اكتوبر/تشرين الاول لصحيفة "كوميرسانت" الروسية ان التعاون العسكري بين روسيا والولايات المتحدة يجب ان يصبح عاملا هاما في الامن الدولي، وذلك في اطار اعادة تشغيل العلاقات الثنائية التي تقدم بها الرئيس الامريكي باراك اوباما. واليكم النص الكامل لهذا التصريح:
س: ما هو هدف زيارتكم الى موسكو؟
ج: هذه الزيارة لها طابع عملي. اذ يبدي البنتاغون اهتماما بان يلعب دورا في تعزيز التعاون مع روسيا، وذلك بعد ان تكللت بنجاح المباحاثات بين رئيسينا في موسكو والقمة الرئاسية في نيويورك. وقد اتخذت مؤخرا قرارات هامة جدا في مجال الدرع الصاروخية. لذلك كان السعي الى فهم رد فعل روسيا على تلك القرارات بشكل افضل احد دوافع المباحثات التي اجريتها.
س: هل تستعد الولايات المتحدة لاتخاذ اجراءات عسكرية تجاه ايران بصدد البرنامجين النووي والصاروخي لهذه البلاد؟
ج: لم نستبعد ابدا اي احتمال. لكن الاولوية تعطى في الوقت الحاضر للجهود الدبلوماسية. ويعد لقاء جنيف الاخير فرصة لايران لكي تقنع المجتمع الدولي بانها لا تصنع السلاح النووي.
س: ما رأيكم، هل تعتبر هذه الفرصة الاخيرة لتعرض ايران عزمها على اجراء حوار؟
ج: لا نتوقع ان يساعد لقاء واحد في تسوية كافة القضايا. وتستغرق العملية الدبلوماسية فترة تزيد عن يوم واحد. الا انها لا يمكن ان تدوم الى الابد. وقد اتفقنا مع شركائنا على اننا يجب ان نحقق تقدما قبل نهاية السنة ، والا نضطر الى اتخاذ اجراءات أكثر جدية، بما في ذلك تشديد العقوبات.
س: هل تتوقع الولايات المتحدة بعد ان اعادت النظر في خطط الدرع الصاروخية ان تتخذ روسيا خطوات مقابلة، بما في ذلك بشأن تزويد طهران بمنظومات "أس – 300"؟
ج: يستند الموقف الأمريكي الجديد من موضوع الدرع الصاروخية الى تحليل واقعي للمخاطر، و لا يقصد هذا الموقف باية مقايضة، ولم نكن نتوقع أن تقوم روسيا ردا على ذلك بتنازلات. لكن مسألة التوريدات الروسية المحتملة لمنظومات "أس-300" الصاروخية الى طهران لها قيمة استثنائية، اذ اننا نرى ان هذه المنظومات من شأنها ان تنسف الاستقرار في المنطقة. وكنا ندعو روسيا مرارا الى ضبط النفس.
س: ما هو تعليقكم على المخاوف التي أعرب عنها بعض الساسة والخبراء الروس الذين يعتقدون ان المنظومة الامريكية الجديدة للدرع الصاروخية قد تشكل خطرا اكبر على القوات الاستراتيجية الروسية؟
ج: الوظيفة الرئيسية للمنظومة هي صد الخطر الايراني. ويدور الحديث بالدرجة الاولى حول الخطر الناجم عن الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، التي قد تم نشرها والتي تعتبر قادرة على تهديد، ليست جيران إيران في الشرق الاوسط فحسب، بل وحلفائنا في الناتو من دول جنوب شرق اوروبا. ستتعامل هذه المنظومة في الوقت ذاته مع الصواريخ الايرانية القادمة البعيدة المدى التي قد تهدد شمال ووسط اوروبا . اما الصواريخ التي نقوم بتصميمها وتصنيعها فانها لا تشكل اي خطر على القدرة النووية الاستراتيجية الروسية. كما اننا مستعدون تماما لدراسة امكانات التعاون مع روسيا، علما ان هذه المنظومة تعد جديدة.
س: في اية اتجاهات يمكن ان يتم التعاون بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة في مجال الدرع الصاروخية؟ هل تدرس الولايات المتحدة امكانية الاستخدام المشترك للمحطة الرادارية الروسية في بلدة غابالا والمنظومتين الروسيتين "اس_300" و"اس-400"؟
ج: لقد أكد البنتاغون امكانية استخدام الرادارين الروسيين في أرمافير وغابالا للحصول على معلومات الانذار الراداري المبكر، الامر الذي يكون قد مكن بلدينا من مواجهة الخطر الصاروخي الباليستي. لكن الخبراء هم الذين يجب ان يحددوا طرق التعاون في هذا المجال.
س: تقضي منظومة الدرع الصاروخية الجديدة بنشر عناصرها في القوقاز. اي بلد يقصد به ؟
قد بدأنا المشاورات مع حلفائنا في جنوب شرق اوروبا الذين يمكن ان يشاركوا بالمنظومة في المستقبل البعيد. وقد يكون رادار يدخل في نظام الانذار المبكر ويبعد عن ايران مسافة 1000 كيلومتر. قد يكون ذلك احد العناصر المحورية لهذه المنظومة، مما يمكنه من الرصد الفوري لاطلاق اي صاروخ. كما يعمل على تمكين عناصر المنظومة الاخرى من اسقاطه.
س: هل يمكن ان تصبح جورجيا جزءا من هذه المنظومة؟
ج: لا يمكنني الحديث الآن في موضوع بلدان محددة.
س: لكن موقف روسيا من احتمال نشر عناصر الدرع الصاروخية الامريكية في القوقاز سلبي. ما رأيكم بهذا الشأن؟
ج: اعتقد انه من المهم ان نتذكر ان الحديث يدور حول الدفاع من هجوم محتمل على اراضينا واراضي حلفائنا واراضي روسيا مستقبلا. وتعتبر استراتيجية الدفاع أمرا جوهريا وحيدا يمكن ان يجمع بين بلدينا اللذين يواجهان اخطارا مشتركة.
س: تجري حاليا في جنيف المشاورات الروسية الامريكية في موضوع الاسلحة الهجومية الاستراتيجية. هل يمكن ان توافق الولايات المتحدة على ان تتضمن المعاهدة الجديدة للحد من الاسلحة الهجومية الاستراتيجية على اثبات العلاقة بين الاسلحة الهجومية والدفاعية، كبديل لاتفاقية الحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية – 1؟
ج: اننا نفهم الرؤية الروسية للترابط بين الاسلحة الهجومية والدفاعية، لكننا نعتقد ان المباحثات يجب ان تركز قبل كل شيء على تقليص الاسلحة الهجومية.
س: هل تغير موقف الولايات المتحدة من شروط ابرام المعاهدة المعدلة حول الاسلحة التقليدية في اوروبا؟
ج: ما نزال نهتم بان تعود روسيا الى معاهدة الحد من الاسلحة التقليدية في اوروبا. علما انها اوقفت الالنزام بها من جانب واحد. ويظل هذا الوضع قائما خلال فترة تزيد عن سنة واحدة. والوضع غير مقبول. ونود ان نجد طرقا لاعادة روسيا الى المعاهدة. كما نود المساهمة في دفع عملية ابرام معاهدة الاسلحة التقليدية في اوروبا.
س: متى تبدأ الولايات المتحدة في استخدام ترانزيت الامدادات العسكرية عبر اراضي روسيا؟
ج: لا يمكنني تحديد موعد، علما ان بعض المسائل الخاصة بالشكليات لم يتم حلها. لكننا نأمل بان تبدأ التحليقات بعد قريبا. وصبحت اتفاقية يوليو/تموز مساهمة روسية هامة في عملية الناتو بافغانستان.
س: أكدت لجنة هيدي تاليافيني الدولية المستقلة ان جورجيا هي بالذات التي بدأت الحرب ضد اوسيتيا الجنوبية. الا يمكن ان تؤثر الاستنتاجات التي خرجت بها اللجنة في التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وجورجيا؟
ج: تقوم واشنطن حاليا بدراسة التقرير. وعلى ما أعلم فانه يشير الى مسؤولية كلا الطرفين. اننا كنا ولم نزل نؤيد سيادة واستقلال جورجيا. اما فيما يتعلق بالتقرير فعلينا ان ننتظر رد فعل وزارة خارجية الولايات المتحدة.
المصدر: روسيا اليوم.
استراتيجية الدفاع هي ألامر الوحيد الذي يمكن ان يجمع بين الولايات المتحدة وروسيا
