مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2415 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح المعرفـــة > قســــــم الشــــخصيات الســــــياســـــــية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


نيلسون مانديلا - سياسي ومناضل من جنوب أفريقيا

قســــــم الشــــخصيات الســــــياســـــــية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 08-01-19, 06:40 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي نيلسون مانديلا - سياسي ومناضل من جنوب أفريقيا



 

نيلسون مانديلا


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


سياسي ومناضل من جنوب أفريقيا وأول رئيس أسود لها. رفض الظلم وحارب العنصرية وأمضى أكثر من ربع قرن في السجن، وحين خرج دافع عن سجانيه، وحرص على تجاوز الأحقاد المتراكمة من أجل الوئام الوطني.

المولد والنشأة
ولد نيلسون مانديلا يوم 18 يوليو/تموز 1918 في بلدة "مفيزو" فى منطقة ترانسكاي بجنوب أفريقيا، سمَّاه أبوه "دوليهلاهلا" (المشاكس باللغة الأفريكانية) لكنه سُمِّيَ في مدرسة الإرسالية الابتدائية "نيلسون" بعد أن عجز أساتذته البيض عن نطق اسمه.

توفي والده وهو في التاسعة من العمر، فانتقل إلى العيش مع حاكم شعب "ثامبو" جونجينتابا داليندييبو، الذي كفله ردا لجميل والده الذي زكاه رئيسا لقبيلة "ثامبو" قبل سنوات من ذلك.

الدراسة والتكوين
كان أحد الأطفال الأفريقيين القلائل الذين استطاعوا دخول المدرسة الابتدائية، فأكمل دراسته بمدارس الإرسالية، وسجل نجاحا وتفوقا ملحوظا في دراسته، والتحق بكلية فورت هاري.

لكنه طرد منها مع رفيقه أوليفر تامبو عام 1940 بسبب مشاركته في الاحتجاجات الطلابية على سياسة التمييز العنصري، ولم يستطع إكمال دراسته بشكل منتظم، فأكملها بالمراسلة في جوهانسبرغ، وحصل على "ليسانس" الحقوق.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الوظائف والمسؤوليات
لم يشغل نفسه بالوظائف الحكومية الإدارية، ولم تكن متاحة لمن هم مثله من السود الرافضين للميز العنصري، فافتتح مكتبا للمحاماة سنة 1952 مع رفيقه أوليفر تامبو، كان أول مكتب محاماة لذوي البشرة السوداء في جنوب أفريقيا.


التجربة السياسية
بدأ رحلته مع السياسة في العشرين من عمره، فانضم سنة 1942 إلى
حزب المؤتمر الوطني الأفريقي المعارض لسياسة التمييز العنصري، ونشط فيه، وعمل على تحويله إلى حركة جماهيرية تستقطب مختلف الفئات الأفريقية، وكان أحد مؤسسي "اتحاد الشبيبة" بالحزب.
وحين بدأ الحزب ما عُرِفَ "بحملة التحدي" تنقل مانديلا داخل البلاد محرضا على مقاومة قوانين التمييز العنصري، فصدر حكم بسجنه مع وقف التنفيذ، ومُنِع من مغادرة جوهانسبرغ ستة أشهر، استغلها لإعداد خطة لتحويل فروع الحزب إلى خلايا للمقاومة السرية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وبعد أحداث مذبحة "شاريفيل" سنة 1960 التي أطلق فيها رجال الشرطة النار على المتظاهرين وسقط المئات من القتلى والجرحى، حظرت السلطات كافة نشاطات حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، واعتُقِل مانديلا.
وبعد الإفراج عنه سنة 1961 قاد المقاومة السرية، وسافر إلى الجزائر عام 1962 لترتيب دورات تدريبية لأعضاء الجناح العسكري للحزب، وبعد عودته اعتقل بتهمة مغادرة البلاد بطريقة غير قانونية، والتحريض على الإضرابات وأعمال العنف، وحين بدأت محاكمته تولى الدفاع عن نفسه.
وصف حالته في المحاكمة بالقول "أثناء محاكمتي دخلت قاعة المحكمة بملابس الكوسا المصنوعة من جلد النمر، وقد اخترت هذا الزى لأُبْرِزَ المعنى الرمزي لكوني رجلا أفريقيا يحاكم في محكمة للرجل الأبيض، وكنت أحمل على كتفي تاريخ قومي وثقافاتهم، وكنت على يقين أن ظهوري بذلك الزى سيخيف السلطة من ثقافة أفريقيا وحضارتها".
حكم عليه بالسجن خمس سنوات، وقبل أن ينهيها صدر عليه حكم بالسجن المؤبد سنة 1964، فكانت بداية رحلة نضال وعزيمة وصبر استمرت أكثر من ربع قرن، تحول خلالها مانديلا إلى أيقونة للحرية، ورمز للكفاح والنضال.
لم تلن عزيمته رغم ظلم وظلام السجن، ولم يتخل أو يتراجع عما آمن به، فرفض عرضا من سجانيه بالإفراج عنه مقابل عودته لقبيلته والتخلي عن المقاومة، ورفض عرضا آخر بعد ذلك مقابل إعلانه رفض العنف.
وأثناء فترة سجنه أصبح رمزا دوليا للكفاح ضد العنصرية، فرضخت حكومة جنوب أفريقيا للضغوط الداخلية والدولية وأطلقت سراحه سنة 1990، بعد أكثر من 27 عاما في السجن.
وبعد الإفراج عنه أعلن وقف الكفاح المسلح وقاد المفاوضات مع رئيس جنوب أفريقيا الأبيض فريدريك ويليام ديكليرك لإنهاء الميز العنصري، وتحقيق طموحه الذي عبر عنه في كتابه رحلتي الطويلة في طريق الحرية: "عندما خرجت من السجن كانت مهمتي تتمثل في تحرير الظالم والمظلوم معا".
خرجت جنوب أفريقيا من نظام الميز العنصري وتبنت دستورا جديدا تعدديا، وانتخب مانديلا رئيسا لها سنة 1994 فكان أول رئيس أسود يحكمها.
وفي سنة 1999 قرر التقاعد فلم يترشح لفترة رئاسية ثانية، واشتغل بالأعمال الخيرية من خلال مؤسسة مانديلا الخيرية لمكافحة الإيدز، وصندوق نيلسون مانديلا للطفولة.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الجوائز والأوسمة
حصل على الكثير من الجوائز العالمية والأوسمة والشهادات التكريمية، من أبرزها جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها سنة 1993 مناصفة مع آخر رئيس لنظام الميز العنصري في جنوب أفريقيا فريدريك ويليام ديكليرك، واختارته
الأمم المتحدة سفيرا للنيات الحسنة عام 2005.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الوفاة
توفي نيلسون مانديلا في 5 ديسمبر/كانون الأول 2013 بجنوب أفريقيا بعد صراع طويل مع المرض، فودعه شعبه بالدموع والزهور، وحضر جنازته عدد كبير من قادة العالم، وأعلنت دول كثيرة الحداد حزنا عليه.




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 17-05-22, 08:24 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

وضعوه على قوائم الإرهاب.. الوجه الآخر لنيلسون مانديلا

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حينما يحتل العنف المشهد، وتسيل الدماء، أو في تلك اللحظات التي تبدو بوادر التغيير السياسي والاجتماعي لائحة في الأفق، حينها، تبدو الحالة مثالية لاستدعاء صورة نيلسون مانديلا، وجه مبتسم، يرمز بحضوره للتغيير السلمي، وكقائد للحراك اللاعنيف. صورة حاضرة باستمرار، خصوصا في موجات الاضطراب العنيفة التي تطال الاستقرار في الوطن العربي. لكن، فيما وراء رمزية السلم تلك، يظهر مشهد آخر، تتبدى أول ملامحه بأن مانديلا، صاحب نوبل للسلام، كان مدرجا على قائمة "الإرهاب" الأميركية حتى عام 2008، وهو ما يدفع إلى التساؤل حول نموذج السلام الخالص الذي يتم تسويقه وما ينسحب عليه من انعكاسات على الواقع.
جنوب أفريقيا.. في البدء كان الاستعمار الأوروبي

بدأ الاحتلال الهولندي لجنوب أفريقيا عام 1652م، وأنشأوا لهم مستعمرات معزولة عن بقية السكان، ثم استلم البريطانيون احتلال جنوب أفريقيا من الهولنديين عام 1815م، واستمر الاضطهاد والتمييز العنصري وحُكْم الأقلية البيضاء، حتى وصل ذروته في الأعوام بين 1948م و1991م في نظام الأبارتايد (Apartheid) والذي يعني باللغة المحلية "الفصل".
نظامٌ عَمِل على ضمان كل الامتيازات الممكنة للرجل الأبيض، ومنع الأفارقة من أبسط حقوقهم: التعليم، الصحة، الرفاهية، الحرية، المشاركة في التصويت والانتخابات، كل هذه الأمور كانت حقا حصريا للأوروبيين في الوقت الذي كانت فيه إما ممنوعة وإما مُضيّقا عليها الخناق للأفارقة. وفوق ذلك، منع النظام الأفارقة من التزاوج مع الأوروبيين، كما حرمهم من وظائف ومناصب كثيرة، بالإضافة إلى أنه حظر عليهم الوجود في أماكن الأوروبيين. وبين عامي 1960م و1983م طرد النظام 3.5 مليون أفريقي من بيوتهم ليسكنوا في أحياء فقيرة بعيدا عن الأوروبيين، في واحدة من أكبر عمليات التهجير الجماعي في التاريخ الحديث[1].
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لافتة علقها الاستعمار: للاستخدام بواسطة البيض فقط. (مواقع التواصل )

ولضمان استمرارية الاستغلال، كانت الحكومة تُنفق عشرة أضعاف المصروفات على تعليم الطفل الأبيض عن نظيره الأسود[2]. كان النظام واضحا: الرجل الأبيض له كل شيء، والرجل الأسود ليس له أي شيء. اضطهاد متواصل أدى إلى تجمع السكان الأصليين من الأفارقة في عام 1912م لتأسيس المؤتمر الوطني الأفريقي (African National Congress – ANC) للدفاع عن قضيتهم والمطالبة بحقوقهم، وفي هذا السياق نشأ مانديلا.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لافتة على شاطئ ناتال بثلاث لغات: هذا المكان محجوز للاستخدام للأعضاء ذوي العرق الأبيض فقط (مواقع التواصل )


مانديلا ومرحلة النضال السلمي

في هذه البيئة الاستعمارية، وُلد مانيدلا عام 1918م كابن لزعيم قبيلة ما لبث أن توفي حتى استلم ابنه منه الراية، وانتُخب زعيما للقبيلة ذاتها. ومع تصاعد شعوره بالاضطهاد، بدأ نشاط مانديلا السياسي في الأربعينيات حينما بدأ حضوره لاجتماعات الحزب الشيوعي خلال المرحلة الجامعية[3]، ثم انفصل عن الشيوعيين بعد ذلك وأسس عام 1944م الجمعية الشبابية لحزب المؤتمر الأفريقي، ثم أصبح في 1950م رئيسا للجمعية ذاتها. في ذلك الوقت، انتهج مانديلا نهج المقاومة السلمية ضد الاحتلال الأجنبي مسلتهما أفكار مهتاما غاندي، التي تعتمد على وسائل لاعنيفة للاحتجاج الشعبي، مثل المقاطعات السلبية والمظاهرات وحملات التوعية[4].
عد دراسته الجامعية عمل مانديلا في مهنة المحاماة، واستمر في نضاله السلمي ضد حكومة التمييز العنصري بشتى الوسائل الممكنة: المظاهرات، الإضرابات، الأعمال الاحتجاجية القانونية، وغير ذلك. لكن عام 1960م شهد تحولا كبيرا في فكر مانديلا، إذ ارتكبت الشرطة مذبحة بحق المدنيين العُزّل، والتي اشتهرت فيما بعد بمذبحة شاربفيل، فتحت فيها الشرطة النار على المتظاهرين وبلغ عدد القتلى نحو 70 قتيلا.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لوحة فنية تصور ضحايا مذبحة شاربفيل عام 1960م (مواقع التواصل)

شكّلت هذه الصفحة الدامية منعطفا مهما في مسيرة مانديلا السياسية، فأمام هذا الحدث غير المسبوق في تاريخ مانديلا، أعاد التفكير حول منهجه للتغيير، وانتهت به مراجعته إلى أن طريق غاندي السلمي لن يجدي نفعا مع قوى الاحتلال، ليقرر حينها أن يواجه العنف بالعنف، مستلهما أفكار ماو تسي تونج وتشي جيفارا عن حروب العصابات[5].


بداية فكرة العنف في حياة مانديلا

اقترح مانديلا على رفاقه في الحزب تغيير شكل التنظيم ليصبح مُكوّنا من خلايا عنقودية صغيرة تقودها زعامة مركزية بدلا من التنظيم المناطقي المستقل، لكن الحزب لم يرحب باقتراحه، وبفكرة الاتجاه نحو العمل المسلح عموما[6]. وبسبب خلافه مع الجناح السلمي في حزب المؤتمر الأفريقي، فُصل مانديلا من مناصبه لانحرافه عن النهج السلمي للمقاومة، وهو ما وصفه شخصيا بقوله: "كنت أنا وزملائي نقود حزب المؤتمر الأفريقي إلى طريق أكثر راديكالية وثورية"[7].

وجد مانديلا نفسه أمام تحدٍّ كبير، إذ كيف يطبق أفكارا ثورية في مقاومة السلطة، في الوقت الذي لم يتدرب فيه شخص واحد من المعارضين على السلاح؟ لم ينتظر مانديلا طويلا، حيث سافر إلى عدة دول أفريقية لقراءة تجاربها في التحرر الوطني، لتمثل الجزائر إحدى أهم محطاته التي قدم إليها عام 1961م حيث كانت لا تزال حديثة عهد باستقلال.
تدرب مانديلا هناك على المقاومة العسكرية، وتلقى الخبرات الميدانية والإستراتيجية من قادة المقاومة ومعسكرات الوحدات هناك. تدريب كان الأول والأهم في مسيرة مانديلا، والذي انعكس على طبيعة تكوينه، للحد الذي صرّح فيه خلال إحدى خطبه أمام آلاف الجماهير قائلا: "كنت أول جنوب أفريقي يتلقى تدريبا عسكريا في الجزائر.. رجعت من الجزائر إلى دياري، ولكني رجعت رجلا"[8].
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نيلسون مانديلا (في المنتصف) مع مناضلين جزائريين خلال تلقيه التدريب العسكري بالجزائر (مواقع التواصل )


تنظيم رمح الأمة

عاد مانديلا إلى جنوب أفريقيا متشبثا بطريق واحد: المواجهة المسلحة ضد الاضطهاد الواقع على الأفارقة. لم تكن هذه الرؤية محل اتفاق بين رفقاء مانديلا، لكنه لم ينتظر موافقتهم، لينشئ تنظيما مسلحا سمّاه بـ "Umkhonto we Sizwe" أي (رمح الأمة) عام 1961م، ليشكل التنظيم نواة لمقاومة حكومة الفصل العنصري بواسطة الخلايا السرية والعمل المسلح، لا عبر الوسائل السلمية والدستورية[9].
فكرة تجلّت في البيان الرسمي (المانفستو) التأسيسي للتنظيم الذي صاغه مانديلا: "هناك وقت يمر بحياة الأمم، عندما لا يبقى هناك سوى حل من اثنين: إما الاستسلام وإما القتال، هذا هو الوقت الذي تمر به جنوب أفريقيا الآن. لن نستسلم ولا نملك خيارا آخر سوى أن نرد الضربات بأقصى ما نستطيع دفاعا عن أنفسنا، شعبنا، مستقبلنا، وعن حريتنا"[11].

وبعد سلسلة من العمليات النوعية والاغتيالات والتفجيرات، اعتُقل مانديلا عام 1962م مع العديد من قادة التنظيم، وعندما وقف أمام المحكمة عام 1964م لاتهامه في قضايا تخريب وتآمر ضد استقلال البلاد، صرّح قائلا أمام هيئة المحكمة بكل ثقة: "نعم أنا ارتكبت بعض هذه الأعمال. انتهيت أنا وزملائي إلى أن العنف في هذه الدولة هو أمر حتمي. وسيكون من الخطأ وعدم الواقعية أن يستمر الزعماء الأفارقة في الوعظ بالسلام واللاعنف في الوقت الذي تقابل فيه الحكومة مطالبنا بالعنف.. بدون العنف لن يكون هناك طريق مفتوح أمام الأفارقة لانتصارهم في صراعهم ضد مبدأ تفوق الرجل الأبيض"[10].
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شعار تنظيم رمح الأمة (مواقع التواصل )
"بين مطرقة العمل المسلح وسندان الجماهير الموحدة، سيُسحق العدو"
(مانديلا)

استمر مانديلا في إنشاء الخلايا وتنفيذ العمليات المسلحة ضد الحكومة، حتى أُلقي القبض عليه عام 1962م، وفي آخر المحاكمة حُكم عليه بالسجن المؤبد، ولم يخرج منه إلا في عام 1988م تحت الإقامة الجبرية، ونال حريته الكاملة عام 1990م، وكان من أول التصريحات التي صرح بها مانديلا عقب تحريره هو أن "الأسباب التي بررت قرار تبني الكفاح المسلح لا تزال قائمة"[12].
استمر نضال مانديلا السياسي لينال جائزة نوبل للسلام عام 1993م، وفي عام 1994م رضخت الحكومة للمطلب الشعبي والضغط الدولي بإجراء انتخابات لكل الأعراق، ونجح فيها مانديلا ليُنتخب في 1994م رئيسا لجنوب أفريقيا في أول انتخابات متعددة الأعراق في جنوب أفريقيا.

لماذا هذه الصورة الملائكية عن مانديلا؟!

رغم التاريخ المليء بالممارسات المسلحة لمانديلا، فإن المشهد الدولي يحرص على رسم صورة مغايرة عن مانديلا كداعية للسلام وقديس للحراك اللاعنيف، فلماذا هذا الإصرار على رسم هذه الصورة الملائكية عن الرجل؟!

يقول عزمي بشارة إنه "لا علاقة لمانديلا وتاريخه بالأسطورة التي تُصنع عنه في إطار الاستهلاك الغربي للرموز والصور، الأسطورة المعولمة التي تُحاك عن مانديلا تشبه في صناعتها أسطورة "ليدي ديانا" وغيرها من المشاهير والنجوم، حيث يمكن للعنصريين أن يتعايشوا مع هذه الأسطورة. فهي لا تتضمن مراجعة للذات، ولا تطلب من الدول الغربية نقدا ذاتيا على دعمها للأبارتهايد"(13).
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تبدو إذن الصورة ناصعة البياض التي تُروَّج دوليا لنيلسون مانديلا كزعيم للنضال السلمي ورمز للاعنف والسلام، هي صورة لا ترتبط بالواقع. وأمام هذا التناقض، بين نضال مانديلا الحقيقي وبين صورته التي يُراد نشرها للعالم يظهر التساؤل: لماذا هذه الرغبة الدولية في رسم صورة لاعنيفة للمطالبين بحقوقهم؟ وهل كان من الممكن لمانديلا أن ينتزع حرية شعبه أو أن يحصل على حقوق شعبه بدون استخدامه للكفاح المسلح؟ تبدو الإجابة كامنة في سيرة الرجل ولا يصعب استشفافها من حياة مانديلا نفسه.

المصدر : الجزيرة نت -
إبراهيم السيد

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع