الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 61 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أوكرانيا: روسيا تجهّز 100 ألف جندي لهجوم محتمل في الصيف (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حل "المسألة الشرقية".. دور الكيان الاستيطاني ومصير السيطرة الاستعمارية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 46 )           »          بلينكن يلتقي مجلس الحرب الإسرائيلي ويحذر من الهجوم على رفح (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 44 )           »          مجلس الأمن يصوت اليوم على مشروع قرار أميركي بوقف إطلاق النار في غزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح القــوات البــريــة > قـســـــــم الإدارة و اللـــــوازم
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


طعام الجنود في الحروب.. التاريخ المثير لمُقرمشات "البُقسماط" التي نحبها

قـســـــــم الإدارة و اللـــــوازم


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 13-02-23, 07:49 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي طعام الجنود في الحروب.. التاريخ المثير لمُقرمشات "البُقسماط" التي نحبها



 

طعام الجنود في الحروب.. التاريخ المثير لمُقرمشات "البُقسماط" التي نحبها

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


25/6/2022

البُقسماط الذي يُعرف اليوم في الأقطار العربية والإسلامية بأسماء مختلفة، مثل البقصم والشبلور والكماج والشابورة والقرشلة وأزماط وغيرها، كان طعاما واسع الانتشار لا غنى عنه طيلة تاريخ الحضارة الإسلامية. وقد وَرَدت كلمة "بقسماط" مرارا في مصادر التاريخ الإسلامي، لا سيَّما في أوقات الحروب والاضطرابات الأمنية، فضلا عن أوقات الأفراح والأعراس والمواسم الشخصية لعامة الناس، أو الرسمية لعلية القوم من الحكّام والولاة ومشاهير القادة في تاريخ الإسلام، وكان لهذا التردُّد أثره اللافت في وجوب تتبُّعها تاريخيا وحضاريا، وأصلها اللغوي والمُعجَمي، وأهميتها في تاريخ الغذاء والطعام قديما، وهو بحث طريف ولافت.


البقسماط والأزمات التاريخية

كان البقسماط هو الطعام الأساسي في أوقات الأزمات والحروب في المجتمعات العربية والإسلامية، إذ يكاد من حيث أهميته يأتي تاليا بعد الخبز، ولهذه الأهمية كان سعره يرتفعُ ارتفاعا مبالغا فيه في أوقات الأزمات والقلاقل، فإذا قلَّ وندر الحصول عليه صارت نُدرَته سببا في وقوع الكوارث والمجاعات ومن ثمَّ الموت. على سبيل المثال، في عصر الحروب الصليبية بين الأيوبيين والصليبيين، بيع رطل البقسماط (450 جراما) بدِرهَمين فضة (4 دولارات أميركية تقريبا بأسعار اليوم)، وفي بعض الأحيان بلغ "رطل البقسماط أربعة دراهم" كما أخبرنا "بهاء الدين بن شداد" في "النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية"، وهو كاتب سيرة السلطان "صلاح الدين الأيوبي"، أي إن سعره ارتفع وبلغ تقريبا ما يُكافئ 8 دولارات أميركية(1).
بيد أن الأزمات وصلت إلى ما هو أفدح من ذلك، ومن ثمَّ كانت أسعار البقسماط تتصاعد بوتيرة جنونية، ففي عام 792هـ/1390م أثناء الحرب الأهلية المملوكية بين الأتراك والشراكسة، "أبيعت البقسماطة بخمسة دراهم فضة، وأبيع الفرس بعشرين درهما، والجمل بعشرة دراهم، وذلك لكثرة الدواب وقِلَّة العلف" كما يذكر المؤرخ "جمال الدين بن تغري بردي" في "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة"، وهذا يعني أن البُقسماطة الواحدة التي لا تزيد عن 50 جراما أو 100 بحد أقصى بلغ سعرها في تلك الأزمة الفادحة حوالي 10 دولارات أميركية تقريبا(2).
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نظرا لأهميته الحيوية، تصدَّق الأغنياء ورجال الدولة بالبقسماط على الفقراء في أزماتهم الغذائية، وعلى الحُجَّاج في طرق حجِّهم الوعرة والطويلة نحو مكة المكرمة، وقد رأينا قاضي قضاة الحنابلة في مصر ذات مرة "ينأى عن الحج، وفرَّق جميع ما كان هيَّأه من الزاد، وتصدَّق بالبقسماط" الذي كان قد أعدَّه، وعاد عن قراره بسبب تهديد السلطان المملوكي "الأشرف برسباي" بعزله لاختلاف وقع بينهما لسفره دون إذنه(3).
ويبدو أن البُقسماط كان هدية ملوكية جليلة ومهمة في طريق الحاج، ففي عام 738هـ/1338م قدمت زوجة السلطان المغربي "أبي الحسن علي بن عثمان بن يعقوب المَرِيني" إلى مصر في طريقها إلى الحج، وكانت دولة بني مَرِين من الدول الكبيرة التي نشأت في أعقاب دولة الموحِّدين في المغرب، وحازت مكانة سياسية كبرى في دعم الأندلس وتأمين غرب البحر المتوسط؛ وقد جاءت زوجة السلطان بهدية عظيمة إلى سلطان مصر "الناصر محمد بن قلاوون" وأمرائه، وقدَّرها العلامة المؤرخ "المقريزي" بقيمة 100 ألف دينار (25 مليون دولار أميركي اليوم) من الخيول والملابس والذهب والفضة والجواهر وغيرها، وقابل "الناصر محمد" هذه الهدية بما يليق بها طيلة مدة إقامة الوفد الرفيع في مصر، فلما انتقلوا إلى طريق الحج "هيَّأ كل ما تحتاج إليه في سفرها من أصناف الحلاوات والسكر والدقيق والبقسماط"، كما أخبرنا المقريزي في تاريخه.
ومثلما عانت مصر والشام من الأزمات السياسية التي أثَّرت على الأوضاع الاقتصادية والغذائية وارتفاع أسعار البقسماط، كان تعسُّر طريق الحجاج، وانعدام الإمداد الغذائي من خلال السفن لقوافل الحج؛ سببا في وقوع كوارث مُهلِكة، وهو ما حدث في موسم حج عام 704هـ/1303م. حينئذ، واجه الناس عطشا مع غرق سفن الغذاء التي أُرسلت إليهم، "فانقطعت جماعة كثيرة وماتوا، واشتد الغلاء إلى أن بيعت الويبة من الشعير بأربعين درهما، والبقسماطة باثني عشر درهما، وكانت سنة شديدة" كما ذكر المؤرخ "بدر الدين العيني". ولا شك أن بلوغ سعر البقسماطة الواحدة 12 درهما (أي 24 دولار أميركيا بسعر يومنا هذا) يكشف لنا عن حجم الكارثة التي وقعت في موسم ذلك الحج، والسبب في وفاة المئات من الحُجَّاج جوعا وعطشا


البقسماط غذاء الجيوش

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ويبدو أن تجارة البُقسماط راجت في ذلك الوقت حتى صار لها تجارتها وتُجَّارها، بل رأينا خانا (وكالة وفندق)



باسم "خان البُقسماط" في أحد أحياء دمشق كما ذكر "النعيمي الحنبلي" وغيره من مؤرخي تلك الحقبة. وقد أكَّد "قُتيبة الشهابي" في "معجم دمشق التاريخي" أن هذا الخان من جملة الخانات التي أُنشئت في عصر المماليك في محلَّة مسجد الأقصاب في سوق الفاكهة بدمشق، وكانت عائدات هذا الخان/الوكالة تُصرف في شؤون المدرسة الصابونية التي اهتمت بالقرآن الكريم وعلومه في المدينة ذاتها.
وفوق ذلك، فُرِِّق البقسماط على الجيوش الغازية، لكل عسكري وزن معلوم؛ نظرا للأهمية التموينية للبُقسماط لإمداد وتغذية الجيوش، فضلا عن سهولة تخزينه، وطول مكثه، وصعوبة وصول العفونة إليه، لا سيما في تلك الأزمان التي كانت طرائق حفظ الطعام فيها لا تزال متواضعة مقارنة بأزمنتنا هذه. فحين رأى السلطان العادل الكبير "أبو بكر بن أيوب" صراع الأخوين "العزيز عثمان" و"الأفضل علي" (وهُما أبناء أخيه صلاح الدين الأيوبي)، قرر القضاء عليهما وإقصاءهما سياسيا، وإعادة توحيد الدولة الأيوبية تحت سلطانه، وقد نجح في إقصاء "العزيز عثمان" من الشام، وشرع "يُهيِّىء القِرب والبقسماط وكل ما يحتاج إليه لدخول الرمل (صحراء سيناء)، فعلم الناس من ذلك أنه كان مباطنا لبعض العسكر المصري، وتحققوا أنه يملك مصر"(5).
اللافت أن البقسماط كان الخيار الأول لإمداد الجنود وتغذيتهم أثناء عبور صحراء سيناء في أوقات مختلفة. فقد قام الجد "أبو بكر بن أيوب" في عبور سيناء قادما من بلاد الشام للاستيلاء على مصر مُعتمِدا على البقسماط في تغذية جنوده، ثمَّ أعاد حفيده السلطان "الصالح نجم الدين أيوب" الكَرَّة حين أراد الهجوم على أقاربه أيوبيِّي الشام المتواطئين مع الصليبيين في فلسطين، ولهذا السبب "أخذ الملك الصالح في تهيئة أسباب السفر، وتقدَّم إلى الأمراء بأن يعملوا الأزواد لدخول الرمل (صحراء سيناء) من البقسماط وغيره"، كما أخبرنا "ابن واصل الحموي".
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وظلت للبقسماط مكانته المتقدمة في تغذية العساكر إلى فترة العثمانيين المتأخرة، ففي ظل صراع كبار الأمراء المماليك في عصر العثمانيين كان "البقسماط" الطعامَ الأثير للجيوش، حتى إن "مراد بِك"، أحد أهم رجلين في أواخر زمن مصر العثمانية قُبَيل الغزو الفرنسي، اعتمد مع قواته على البقسماط مثلما فعلت الجيوش الإسلامية منذ مئات السنين من قبله. ولمَّا دخل الفرنسيون فلسطين بقيادة نابليون بهدف إسقاط مدينة عكا في حدود عام 1799م، "وجدوا في الرملة ومدينة اللد مقدارا كبيرا من مخازن البقسماط". وقد أخبرنا الجبرتي في "عجائب الآثار" أن "محمد علي باشا" حين قرر إرسال الحملة العسكرية المصرية على السودان عام 1820م بقيادة ابنه "إسماعيل باشا" "وجَّه الكثير من اللوازم إلى الجهة القبلية (صعيد مصر)، وعمل البقسماط والذخيرة ببلاد قبلي والشرقية".
وفي الحياة اليومية استُخدم البقسماط مُقوِّيا ومُغذِّيا لا يحتاج إلى العناء في تحضيره أو شرائه. فقد دخل محافظ القدس المملوكي الأمير "جَقمَق" يوما المسجد الأقصى لحضور مجلس علم مع كبار أعيانها، وكان رجلا طائشا كثير الهَزل عامّيّا في تعامله، "فشَرَع يتقلق من الجلوس ويقول أنا الآن ما أفطرت وقد دُخت، ثم أمر بإحضار بقسماطة، فأُحضر له فشرع يأكل منه، فقدّر أن البقسماط كان يابسا فعسُر عليه أكله، وشرع يُعالجه (يمضغه)، والناس ينظرون إليه"


صناعة البقسماط والخُشْكُنانك

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لكن ما هو البُقسماط الذي نراه متواترا ذكرُه هكذا في مصادر التاريخ الإسلامي؟ هل هي المقرمشات اللذيذة الجافة التي يُحبُّها كثير من الناس اليوم على الطاولة مع الشاي في الصباح أو المساء؟ يبدو أن البُقسماط كان كعكا أو خبزا من الدقيق على هيئة مُربَّعة أو هلالية الشكل، وكان يُترَك لفترة في الأفران حتى يتحمَّص. وقد عُرِف في العراق وإيران باسم "خُشْكُنانك" أو "خُشْكانَكه"، وهي كلمة فارسية دخلت إلى العربية لكثرة استعمالها في العراق، فنجد لدى المحدث والمؤرِّخ العراقي "ابن الجوزي" أخبارا متواترة عن عمل وتوزيع الخُشكُنانك في الأعراس والاحتفالات الشخصية والرسمية، ففي عام 568هـ عمل الخليفة العباسي "ختان إخوته، وإخوة الخليفة وأقاربه، فتفرَّقت الخِلَع وعشرون ألف خُشْكُنَانكه"، كما أخبرنا ابن الجوزي(8).
ومن طرائف الأخبار أن الأمير "عماد الدين زِنكي"، مؤسس الدولة الزنكية، أراد أن يختبرَ أمانة أحد علماء دولته وكبار مشاوريه، فـ"أعطاه يوما في تسليمه خشكُنانكه وقال له: احفظ هذه. فبقيت نحوا من سنة وهي لا تُفارقه سفرا وحضرا؛ خوفا أن يطلبها منه، فلما كان بعد ذلك قال له: أين الخُشكُنانكه؟ قال: فأخرجها له من مِنديل ثم قدَّمها بين يديه، فاستحسن ذلك منه"، وبعدئذ، عيَّنه الأمير أمينا لمخازن الأسلحة والمال في بعض قلاعه المهمة. ونلحظ في هذا الخبر أن الخُشكُنانكه لا يمكن إلا أن تكون نوعا من الخبز أو الكعك المُحمَّص، فلو كانت فطيرة كما يذكر بعض المؤرخين والمُعجميين لأصابتها العفونة والتلف بعد مرور وقت ضئيل، وكان بقاؤها لعام كامل دليل على أنها نوع من المقرمشات أو "البقسماط". وقد أكَّدت لنا العديد من المواقف والأخبار أن الخُشكنانك كان كعكا يابسا يُخبَز بالسكر أو بالحشو أحيانا، ولهذا السبب لم يفسد بطول طريق ولا بشدة رطوبة أو حرّ.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إذا كان "عماد الدين زِنكي" قد أودع خشكُنانكه لدى بعض أصحابه العلماء ليختبر أمانته؛ فإن حفيده الملك الصالح "إسماعيل بن نور الدين" قد قُتل مسموما على يد أحد الأمراء المُقرَّبين منه؛ لأنه "أطعمه خُشكُنانكه.وقد مكث التابعي والزاهد والعالم الشهير "سُفيان الثوري" في مكة المكرمة مجاورا لبيت الله الحرام، وكان يهرب من القضاء والاقتراب من الخلفاء العباسيين الأقوياء آنذاك مثل الهادي والمهدي، ولهذا السبب كان يبيت جائعا لأيام عدة، ويبدو أن أخته في العراق رقّت لحاله فبعثت مع صديق له اسمه "أبو شهاب الخرَّاط" "جرابا فيه كعك وخشكُنانك، "فأتيتُ مكَّةَ فسألتُ عنه، فدلُّوني عليه فأتيتُه، وكان صديقا لي فسلَّمتُ عليه فلم يحفل بي، وكان مُتكِئا فما قعد كما أعرف منه، فقلت: إن أختك بعثت معي بجراب فيه كعك وخشكنانك، فاستوى جالسا وقال: عجِّل عليَّ به، فقلت: أتيتُك وأنا صديقك، فسلَّمتُ عليك، فلم تردَّ عليَّ ذاك الرد، فلمَّا أخبرتُك بجراب كعك وخشكنانك ما يساوي شيئا جلستَ وكلَّمتني، فقال: يا أبا شهاب، اعذرني، فوالله لي أربعةُ أيام أو ثلاثة أيام ما ذقتُ طعاما، فعذرتُه والله".
كان الخُشكُنانك كعكا أو بقسماطا شائعا لدى عامة الناس ومشاهيرهم وقادتهم، فإذا كان "عماد الدين زِنكي" قد أودع واحدة لدى بعض أصحابه العلماء ليختبر أمانته، ونجح في الاختبار بعد عام كامل؛ فإن حفيده الملك الصالح "إسماعيل بن نور الدين محمود بن زنكي" قد قُتل مسموما عام 577هـ/1182م على يد أحد الأمراء المُقرَّبين منه؛ لأنه "أطعمه خُشكُنانكه وهو في الصيد".
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لفت المستشرق الهولندي "رَينْهارت دُوزي" أنظارنا إلى أن الكلمة أصلها لاتيني من "بكسماذيا"، ويوناني من "بكسماذيون" أو "بكساماديون"، وقد حُرِّفت الكلمة في اللهجة الأمازيغية إلى بشماط، كما وجدنا اللفظة ذاتها مستخدمة عند العلَّامة "المقريزي" في بعض مصادر مصر المملوكية في القرن التاسع الهجري. واللافت أننا وجدنا استعمال القاموس التاريخي المغربي لكلمة "بقسماط" في "الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى"، إذ أكَّد المؤلف لنا أيضا أن البقسماط كان طعاما متداولا في بلاد المغرب، ففي معرض كلامه عن خبزة إسبانية تُسمى "الكليطة"، لم يعرِّفها إلا بأنها "خبزة صغيرة تُشبه البُقسماط". علاوة على ذلك فإن "أكمَجيك غاليتا (EKMECİK GALETA)" (أي "خبز الغاليتا") لا تزال تُستخدم حتى اليوم للدلالة على البُقسماط في اللغة التركية، ولا شك أنها كانت متداولة في القاموس اليومي العثماني القديم، فقد احتك العثمانيون باليونان طيلة قرون حتى استحوذوا عليها، ولا شك أنهم عرفوا البقسماط منهم إذا سلّمنا بالرواية القائلة إنها مقرمشات يونانية قديمة(11).
وهكذا كان لمقرمشات البقسماط أو الخُشكُنانك التي تتعدَّد أسماؤها اليوم تاريخٌ قديم يعود إلى اليونانيين والفُرس والعرب والأتراك العثمانيين، وقد كان لهذه المقرمشات اللذيذة دور مهم حاضر في تغذية المجتمعات الإسلامية، بل كان الطعام الأساسي في أوقات الأزمات في الحروب والأسفار الطويلة الصعبة كطريق الحج، والحق أن البحث في تاريخ الطعام والغذاء في الحضارة الإسلامية لهو بحثٌ طريف يحتاج إلى مزيد بيان وتجلية.
_________________________________
المصدر : الجزيرة نت - محمد شعبان أيوب

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع