لمحات حول الكتابة العسكرية الموجزة

هل نحن نكتب كما يجب أن تكون الكتابة العسكرية ؟
وهل هناك أساليب وطرق مفضلة، بل وإلزامية لاحتراف الكتابة العسكرية ؟
حري بنا تعلم العلوم النافعة والأخذ من كل فن بطرف لنكون أقرب إلى الصواب في تطبيق الأساليب العلمية ومفاهيمها في عملياتنا التي نقوم بها في شتى مجالات أنشطتنا الحياتية.

الكتابة العسكرية إحدى طرق الاتصال التي يمارسها الإنسان لإشباع رغباته وتحقيق أهدافه وبلوغ مرامه، وللاحتكاك مع محيطه. والاتصال بطرقه المتعددة والمتنوعة فن من فنون العلاقات الإنسانية وضرورة عصرية للفرد والمجتمع.
إن هذا اموضوع مهم للأخوة العسكريين، والراغبين في توسيع دائرة ثقافتهم ومعارفهم. وإنني واحدٌ من الكثيرين الذين طرقوا هذا الباب مرارً وتكراراً.

ولكنني أعلم أننا بحاجة مستمرة ومتجددة للبحث والدراسة حول ما نعرفه لنستزيد حتى لا تندثر معارفنا ... ونبحث عمّالاً نعرفه حتى نطور ونجدد ونبني ونتقدم ... وهكذا.

ولهذا وغيره من الأسباب أحببت أن أُقدم لكم أيها الأخوة القراء، قليل من الكثير الذي يلزمنا تعلمه وفهمه، حول الكتابة العسكرية.
وبكل بساطة سوف أُناقش مايلي:
- متى يجب أن يكتب الرجل العسكري؟
- ما هو شرط الكتابة العسكرية الجيدة ليسهل فهمها من قبل المتلقي ؟
- ماذا يجب أن نقول لأنفسنا عندما نريد أن نكتب للتأكد من الاعتبارات التالية:
@ احترام وقت المتلقي وعدم اضاعته في تفاصيل لا داعي لها.
@ اختيار التعابير المناسبة لموضوع الكتابة.
@ االعناية بما نكتبه ليتم اعتماده من قبل الرؤساء.
من المعلوم أننا نكتب عندما تكون الكتابة هي الخيار المتاح للاتصال أو لأي اعتبار قد لا تؤديه وسائل الاتصال الأخرى، وفي العسكرية توجد طرق متنوعة للاتصال مثل:
- المقابلة الشخصية والمحادثة الشفهية.
- الاتصال عبر الأجهزة اللاسلكية والسلكية.
- الاتصال عن طريق الكتابات المتنوعة.
ولكل نوع من أنواع الاتصال السابقة خاصيته مثل :
أ) المحادثة الشفهية توفر الفرص التالية:
1- سماع الكلمات وتفهمها.
2- طرح الأسئلة.
3- الحصول على التغذية المرتدة (Feedback).
4- مشاهدة تعابير الوجوه ومدلولاتها.
5- مشاهدة لغة الأجسام وتفهم ما تعنيه.
ب) التحدث عبر أجهزة (الراديو والتلفونات) وتتميز بالأتي:
1- سماع الكلمات.
2- الاستماع إلى نغمات الصوت وما توحي به.
3- وجود الفرص لطرح الأسئلة.
4- الحصول على التغذية المرتدة.
ت) الاتصال عن طريق الكتابة:
عندما تكون الكتابة هي الخيار المتاح، فإن التركيز على تحديد الغرض وإيضاحه أمراً من الأهمية بمكان. وتجب العناية به، بغض النظر عن الاختلافات الكبيرة بين أغراض الكتابات التي من الصعب حصرها في هذه المقالة القصيرة. ولقد أجمع المفكرون على أن تتم الكتابة للوصول إلى نهايتين (غايتين):
الأولى: للبهجة والسرور.
الثانية: للتعلم والتفقه.
@ كما أننا نتحدث دائماً لنبلّغ سامعينا عمَّا نريد نسوق حديثنا
لإقناعهم بأشياء معينة.
ويقول مؤلف أحد المراجع التي استعنت بها لإعداد هذه المقالة: (إذا لا يوجد لديك ما تقول فمن الأحسن لك السكوت)(أو لا تكتب عن ماليس بمفيد) وقد سبقه في ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) وقد قيل ( إذا لم تجد قولاً سديداً تقوله، فصمتكم عن غير السداد، سداد) ومن شروط الكتابة الجيدة:
- الاختصار.Shortness
- الوضوح. Clarity
- المنطقية. Logical
- الأسلوب الجيد. Good Style
- الدقة. Punctuality
وقبل أن أختم هذه الخاطرة القصيرة، فقد رأيت أنه من المناسب ذكر علاقة الملاحظات واللمحات السابقة، بما هو أهم وأشمل وأوسع مجالاً، وهو استخدام القلم، ومتطلبات التعامل السليم مع تلك الأداة الهامة والفاعلة في حياتنا.

وحيث إنه من الصعب الإحاطة بذكر جميع مجالات استخدام القلم وما يترتب عليها، فأٌذكركم أيها الأخوة القراء بما يلي:
قال الله تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بَالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ".
إن ذكر بعض المجالات التالية على ضوء ما سبق، جديرِّ بالملاحظة والتأمل :-
1- تم تدوين وتوثيق العلوم الدينية عن طريق الكتابة بالقلم.
2- وصل الإنسان إلى المخترعات والتقدم العلمي باستخدام القلم.
3- تم تبادل عمليات الاتصال بأنواعها - كما ذكرت سابقاً - بعد أن تعلم الإنسان كثيراً من أسرار هذا الكون واستخدام القلم.
4- تم باستخدام القلم تسجيل التاريخ وعلومه وبقية العلوم وتم نقل ذلك عبر العصور.
إذاً فالكتابة مهمة جداً وتتطلب: حسن النية، والصدق، والاحتراف، ومخافة الله، ومراعاة ما يمكن أن يترتب على ما نكتبه سلباً وإيجاباً. وقد قيل في هذا السياق:
وما من كاتبٍ إلاّ سيبلى ويبُقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بيدك غيرِ شيٍ يسرُّكَ بالقيامة أن تراه
والله أسأل أن يوفقنا جميعاً لقول الحق وفعله
المراجع:
1- سلسلة كتب المرشد لمفاهيم العمل القيادي الإستراتيجية والعملياتية. صفحة (79). العميد الركن- ناصر بن حمود العتيبي.
2- سلسلة كتب العمل بذكاء - كيف تتحدث وتستمع بفاعلية - هارفي أ. روبنز الجمعية الأمريكية للإدارة.
3- SAY IT WITH POWER AND CONFIDENCE. BATRICK J. COLLINS FROMPG 51-69.
4- GUIDE TO EFFECTIVE MILITARY WRITING BY WILLIAM A.MCINTOSH.
5- STRICTLY SPEAKING BY REID BUCKEY.