فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 22 )           »          انفجارات بأصفهان.. إيران تنفي وقوع هجوم خارجي وإسرائيل ترفض التعليق (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          لماذا كشفت إسرائيل إصابة مواقع عسكرية حساسة بعد أسبوع من هجوم إيران؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حينما كشفت “إسرائيل” عن خسائرها الحقيقية بالصواريخ العراقية بعد 30 عاما (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مقتل قائد الجيش الكيني و9 ضباط كبار بتحطم مروحية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          بولندا تعتقل "عميلا" لروسيا يشتبه بأنه تواصل مع أجهزة الاستخبارات الروسية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الحرب التقليدية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الحرب غير النظامية في العقيدة العسكرية الأميركية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الحرب غير المتكافئة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طائرات إيران المسيرة.. سلاح الضرورة الذي تحول إلى ورقة رابحة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الكيبوتسات.. رأس الحربة السابقة للصهيونية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تقارير إسرائيلية وأميركية: إسرائيل هاجمت أهدافا في إيران (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ضابط أميركي كبير يحذر واشنطن من تحدي النيجر (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          إليك الطريقة المثلى لتمرين المشي المفيد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          ألمانيا تستدعي السفير الروسي بعد توقيفها شخصين بتهمة التجسس (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح الدراســات والبـحوث والقانون > قســــــم الدراســـــات والتـقـاريــر
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم مشاركات اليوم
 


حرب روسيا على أوكرانيا وانعكاساتها على العالم العربي

قســــــم الدراســـــات والتـقـاريــر


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 14-03-22, 06:23 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي حرب روسيا على أوكرانيا وانعكاساتها على العالم العربي



 

حرب روسيا على أوكرانيا وانعكاساتها على تركيا والعالم العربي (2/1)
6/3/2022

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي عقب محادثاتهما في موسكو في 2020 (رويترز)



تعد حرب روسيا على أوكرانيا إحدى أكبر الأزمات التي تعيشها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، والتي ستكون لها حتما انعكاسات متعددة الأوجه على النظام العالمي برمته نتيجة المسار الذي اتخذته أبعاد الحرب والتوترات التي أعقبتها وطبيعة القوى الفاعلة في صياغة ملامحها الاقتصادية والعسكرية والسياسية، ذلك أن شظايا الحرب ومخلفاتها والعقوبات التي طالت روسيا بما يشبه "قنبلة نووية" اقتصادية ستنعكس آثارها وتتطاير شظاياها لتمس بشكل أو بآخر المنطقة العربية التي تتقاطع مصالح دولها مع الجانبين الروسي والأوكراني.
والأمر نفسه مع تركيا التي تربطها شراكات متعددة ومصالح متشابكة مع طرفي النزاع، أي روسيا وأوكرانيا من جهة، ثم باعتبارها عضوة في حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO)، مما يجعل الحرب الراهنة محملة بعدة انعكاسات مباشرة على تركيا والعالم العربي، وأخرى بعيدة المدى نظرا لمخلفاتها على النظام الدولي.
إن تركيا بالنظر لجغرافيتها السياسية تعد إحدى أهم القوى الإقليمية التي قد تستهدفها ارتدادات الحرب المشتعلة، لطبيعة مصالحها المتشابكة مع روسيا وأوكرانيا من جهة، ثم باعتبارها عضوة في الناتو، بالإضافة إلى طبيعة العلاقات التاريخية والثقافية التي تجمعها مع دول البلقان والقوقاز، والتي تعد بعضها ضمن المجال الحيوي التركي
الحرب الروسية على أوكرانيا والإضرار بالمصالح الجيوسياسية لتركيا

حملت حرب روسيا على أوكرانيا في الواقع جملة من التحديات الراهنة على مستوى العالم، خاصة في أوروبا، ومن ضمنها جغرافيا تركيا التي تعد جسرا بين قارتين، ذلك أن هذه الحرب قد وضعت دولا أوروبية وغربية كبرى أمام معضلة لم تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية، مما جعلها تحدث تغييرا جذريا في عقيدتها العسكرية، مثل ألمانيا التي ضخت 100 مليار يورو و2% من الناتج المحلي الإجمالي، أو تتجه إلى إعادة الاهتمام بقطاع الدفاع كما تقدم بذلك الرئيس الفرنسي هذا الأسبوع.
والأبعد من ذلك ما يمكن أن يحدثه إذكاء نزوع ظل مضمرا بفعل التسويات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية واستمرت مع النظام العالمي الذي أعقبها، وهي نزوعات ستجعل أوروبا والعالم برمته في وضع يختلف جذريا عن وضع ما قبل حرب روسيا على أوكرانيا.
نقول إنه إذا كانت الدول الأوروبية استشعرت الخطر والتهديد من الحرب الراهنة التي قد تنتج حروبا كبرى في المستقبل إذا نتج عنها اختلال في ميزان القوة فإن تركيا بالنظر لجغرافيتها السياسية تعد إحدى أهم القوى الإقليمية التي قد تستهدفها ارتدادات الحرب المشتعلة، لطبيعة مصالحها المتشابكة مع روسيا وأوكرانيا من جهة، ثم باعتبارها عضوة في الناتو، بالإضافة إلى طبيعة العلاقات التاريخية والثقافية التي تجمعها مع دول البلقان والقوقاز، والتي تعد بعضها ضمن المجال الحيوي التركي.
لا شك أن عوامل التأثر ستكون متعددة وبالغة على تركيا، مما استدعى منها التمسك بالحذر في موقفها من الأزمة الجارية، فهي بمقدار إدانتها الحرب الروسية ومطالبة الرئيس التركي الناتو باتخاذ موقف أكثر حزما من الحرب الروسية ودعمها المسبق لأوكرانيا بالطائرات المسيرة -التي أثبتت نجاعتها في تحرير إقليم قره باغ بأذربيجان وصد الهجوم على طرابلس في ليبيا- مما جعلها تغير طبيعة الصراع من مسلح إلى سياسي في مناطق تشهد حضورا روسيا فإنها لم تنهج موقفا عدائيا ضد روسيا بخصوص العقوبات الاقتصادية والتضييق في حركة الملاحة الجوية.
لقد عمدت تركيا من خلال موقفها الرافض -الذي تدين فيه حرب روسيا على أوكرانيا من جهة وتحجم عن التصعيد على خطى دول غربية- إلى ضمان حالة من التوازن ترعى من خلالها مصالحها، ثم من جانب آخر إمكان القيام بدور الوساطة المستقبلية بين طرفي النزاع، وهو النزاع الذي تجد تركيا نفسها معنية به بشكل مباشر بحكم الجغرافيا، إذ إن تعقد الوضع قد يؤدي بالطرفين إلى التماس الخشن في المستقبل، سواء في البحر الأسود الذي عملت روسيا في السنوات الأخيرة على تكثيف حضورها الفاعل والقوي فيه منذ تدخلها العسكري في جورجيا سنة 2008، وفي كل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، ثم لاحقا سيطرتها على شبه جزيرة القرم سنة 2014 وإلحاقها بروسيا.
ولم تختلف إستراتيجية موسكو في إقليمي لوغانسك ودونيتسك عن إستراتيجيتها بخصوص أبخازيا، وفي كل الخطوات التي أقدمت عليها روسيا كانت تجد معارضة ورفضا من المجتمع الدولي والقوى الإقليمية، ومن أهمها تركيا، لكن طبيعة التوسع الذي يستبطنه التفكير السياسي لبوتين من خلال زرع كيانات موالية بداعي القومية الروسية أو تخوفات الأمن القومي على دول الاتحاد السوفياتي السابقة قد تؤدي في حقيقة الأمر إلى صياغة طبيعة صراع المصالح في البحر الأسود ومنطقة القوقاز والبلقان، مما يشكل تحديا مستقبليا لتركيا ودول أوروبا الشرقية.
إنه ليس خافيا أن منطقة القوقاز يُدار فيها صراع خفي بين تركيا وروسيا، وهو ما يجعل الموقف التركي في الحرب الراهنة متأرجحا بين الإدانة والإحجام عن التصعيد، بحيث تشكل حرب روسيا على أوكرانيا وإمكانية تغيير نظام الحكم فيها إضرارا بالشراكة الإستراتيجية التي تجمع بين كييف وأنقرة سيؤدي إلى إعادة رسم معادلات الصراع في المنطقة، مما ينتج عنه التضييق على تركيا في البحر الأسود في ما يخص الغاز المكتشف الذي تترقب تركيا أن يخفف عنها بعضا من تكلفة الاستيراد.
وأبعد من ذلك إمكانية طرح اتفاقية مونترو للمناقشة، والتي تمنح تركيا التحكم في مضيقي البوسفور والدردنيل، بالإضافة إلى محاور أخرى يتداخل فيها الصراع في مناطق تشكل امتدادا لروسيا وتركيا معا، سواء من الناحية التاريخية أو الثقافية أو الاقتصادية، من دول البلقان إلى القوقاز والشرق الأوسط.
إن استمرار المقاومة الأوكرانية أو النزوع إلى خيار التسوية عبر المفاوضات الذي تحتفظ فيه تركيا بدور محوري لطبيعة العلاقة بين نظامي كل من تركيا وروسيا من جهة، ثم بين أوكرانيا وتركيا من جهة أخرى قد تكون فيه حماية للمصالح الأوروبية والتركية على السواء، وغير ذلك يعني إمكانية التماس المباشر في المستقبل بين تركيا وروسيا، وهو ما ينبغي تجنبه في اللحظة الراهنة لتكلفته، حيث إن عنصر القوة الذي نهجته روسيا بوتين مؤخرا لإعادة رسم خريطة الأمن القومي بأوروبا يحتفظ لروسيا بالفارق والتفوق باعتبارها إحدى الدول المؤثرة في مجلس الأمن الدولي ومن القوى العسكرية الكبرى عالميا.
كما أن موقف الناتو قد يختلف من جهة الدعم لتركيا، وتحتفظ ذاكرة الاحتكاك المباشر في شمال سوريا سنة 2015 حين تم إسقاط الطائرة الروسية من طرف الجيش التركي بتردد في موقف الناتو من دعم تركيا، والذي يغذيه السجال الكلامي بينها وبين والغرب، ثم الدور المحدود لتركيا الذي يراد لها القيام به في المنطقة.
أما بالنسبة للضرر الذي يمكن أن يلحق تركيا من الجانب الأوكراني فإن أوكرانيا قد أضحت قبلة لتركيا في استيراد وتصدير المنتجات الزراعية، كما أن تركيا تعد الوجهة المفضلة للسياح الأوكرانيين، حيث بلغ عددهم حوالي مليوني سائح في السنة الماضية، وفي وضع الحرب فإن مشكلة الأمن الغذائي ستتفاقم ومعها قطاع السياحة
التكلفة الاقتصادية والتقنية لتركيا من الحرب الروسية على أوكرانيا

عملت تركيا على تنويع شراكتها مع روسيا على الرغم من تباين المصالح بينهما في سوريا وليبيا ومنطقة القوقاز والبلقان، وتبرز أرقام الشراكة الاقتصادية في الطاقة والمنتوجات الزراعية والعسكرية بالإضافة إلى السياحة طبيعة التبادل الحاصل بين تركيا وروسيا، فقد بلغت قيمة المواد الزراعية التي تستوردها تركيا حوالي 4.5 مليارات دولار في السنة الماضية مقابل صادرات بلغت قيمتها 1.5 مليار دولار.
وفي مجال السياحة بلغ عدد السياح الروس الذين زاروا تركيا سنة 2021 حوالي 30 مليون سائح، وفي سياق الأزمة التي شهدتها الليرة وما ترتب عليها على المستوى الاقتصادي بخصوص التضخم فإنه ستكون للحرب مضاعفات بفعل عزل روسيا عن النظام المالي العالمي "سويفت"، وتضرر قطاع السياحة وارتفاع أسعار الطاقة على المستوى العالمي.
أما بالنسبة للضرر الذي يمكن أن يلحق تركيا من الجانب الأوكراني فإن أوكرانيا قد أضحت قبلة لتركيا في استيراد وتصدير المنتجات الزراعية، كما أن تركيا تعد الوجهة المفضلة للسياح الأوكرانيين، حيث بلغ عددهم حوالي مليوني سائح في السنة الماضية، وفي وضع الحرب فإن مشكلة الأمن الغذائي ستتفاقم ومعها قطاع السياحة، ليس في تركيا وحدها، وإنما في مختلف الدول التي لم تحقق اكتفاءها الذاتي في هذا المجال.
لا يتوقف الضرر على المستوى الاقتصادي، إذ إن أبعاد الشراكة الأوكرانية التركية كانت واعدة لتركيا للخروج من بين كماشتي روسيا من جهة، ومن جهة أخرى بعد إبعادها من المشاركة في صناعة الطائرة "إف-35" (F-35) عقب اقتنائها منظومة الصواريخ "إس-400" (S-400) من موسكو، وتتجلى أهمية الشراكة مع أوكرانيا بالنظر إلى الأهمية التي تحظى بها بفعل إرثها السوفياتي المحوري في صناعة الطائرات والتقنية التي تمتلكها في هذا الجانب، والتي كانت ستكون مفيدة لتركيا في المستقبل لحل معضلة المحركات التوربينية ومحركات الديزل.
لذلك، فإن الحرب الراهنة ستؤثر سلبا على التحالف العلمي الذي نشأ بين البلدين في الصناعة العسكرية والفضاء، بالإضافة إلى تأثيرها الجيوسياسي والاقتصادي، ومعلوم أن أحد الأبعاد الرئيسية للقوة -التي تنسحب على كل المجالات- يتمثل في العلوم والتكنولوجيا، وبدون استقلال علمي وحيازة أسرار التكنولوجيات الحديثة فإن جوانب التقدم الأخرى تبقى قاصرة، كما أن الاستقلال في أبعاده السياسية والحضارية يبقى ناقصا، ولعل ما نشهده الآن من تفعيل روسيا القوة الخشنة بداعي حماية الأمن القومي ما كان ليتم لولا حيازة تكنولوجيا عسكرية متطورة رغم التخلف على المستوى الاقتصادي مقارنة بدول أوروبية صغيرة.
ختاما، إن التغييرات الجيوسياسية والاقتصادية التي تحملها الحرب الروسية على أوكرانيا بمقدار ما تحمل من انعكاسات سلبية على تركيا ودول المنطقة فإنها في الآن ذاته وفي ظل عزل روسيا اقتصاديا مما سيؤثر عليها سلبا على المدى المتوسط والبعيد قد تجعل تركيا ودولا أخرى منفذا لها لتجنب التبعات المباشرة لإستراتيجية الردع الاقتصادي، ولا سيما أن للبلدين تجارب سابقة في التعامل بالعملة المحلية في المبادلات التجارية والاقتصادية لتجنب تبعات العقوبات.
أما من الناحية السياسية والأدوار التي يمكن أن تضطلع بها تركيا في الحرب الدائرة فإن الموقف المتوازن الذي تنهجه بعيدا عن الاستعداء الشامل أو الانحياز الكلي سيجنبها المواجهة المباشرة بسبب التداخلات الحاصلة في أكثر من بلد في جغرافيا المنطقة منذ الفترة العثمانية، كما يجعلها وسيطا فاعلا في التسويات المنتظرة.
ومن ناحية أخرى، فإن الحرب الراهنة ونظرا لتكلفتها الاقتصادية على العديد من الدول -وفي مقدمتها روسيا التي ستحتاج عقودا للتعافي من تبعاتها المادية والقانونية بسبب خرقها القانون الدولي- ستفتح أفقا للقوى الإقليمية بالقيام بأدوار فاعلة في صياغة معالم التكتلات المستقبلية من أجل ضمان حماية لها من داخل تلك التكتلات والأحلاف.
وعن تركيا نشير إلى موقعها في حلف الناتو، هذا إذا لم تتطور الحرب الدائرة إلى مواجهة شاملة عالميا نتيجة أخطاء في التقديرات تعيد صياغة قواعد جديدة للنظام العالمي برمته، والحروب الكبرى عادة هي نتاج اختلالات وحروب صغرى لم تنتج عنها تسويات مرضية للأطراف المتصارعة، أو جنوح المستبدين إلى عقيدة توسعية تتغذى من أركيولوجيا التاريخ وتعصب الهويات ونزعتها الشمولية والتوسل بالقوة المدمرة.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 14-03-22, 06:27 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 


حرب روسيا على أوكرانيا وانعكاساتها على العالم العربي (2)

13/3/2022

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
جنود أوكرانيون يستعدون لصد هجوم في منطقة لوغانسك بأوكرانيا (إف بي آي)



تحمل الحروب عادة أزمات متنوعة لا يتوقف تأثيرها على القوى الفاعلة في الحرب ميدانيا، وإنما يتعداها لتطال الدول التي تربطها مصالح وشراكات مع الدول المتحاربة، وفي ظل طبيعة النظام العالمي الراهن، والتشبيك الحاصل فيه على المستويات الاقتصادي والسياسية وحركة التجارة والسلع والمواصلات، مع العولمة التي أصبح فيها العالم، أشبه بسوق كبير، انهارت فيه الحدود بين الدول والمجتمعات.
بل إن دور الدولة فيه قد ضمر لصالح الشركة والسوق، في سياق يستبد فيه الاستهلاك بنمط العيش الراهن، أو البراديغم الجديد، مما جعل من الاقتصاد والعقوبات الاقتصادية آلية وإستراتيجية بديلة للردع، والذي فضلته الولايات المتحدة الأميركية والغرب ضد روسيا. وسواء الحرب المباشرة وما تحمله من تأثيرات جيوسياسية واقتصادية كما رأينا مع تركيا، أو إستراتيجية الردع الاقتصادي والعزل عن النظام المالي العالمي والعقوبات بديلا عن الحرب التي قد تكون ذات طابع نووي بفعل الترسانة النووية المدمرة التي تملكها العديد من القوى والدول، فإنها جميعا تحمل انعكاسات سلبية في معظمها على النظام العالمي برمته، وبالأخص على العالم العربي الذي يرتبط بالسوق الأوكرانية والروسية معا لتحقيق أمنه الغذائي.


فكيف ستؤثر الحرب على الأمن الغذائي العربي؟ وهل يمكن أن تسفر الحرب الراهنة عن الخروج من القطبية الواحدة والاتجاه نحو تعدد في الأقطاب؟ وهل يعكس التردد في الموقف العربي من الحرب رؤية لمستقبل ما بعد الحرب وفعالية تستعيد فيها الدول حضورها المؤثر والفاعل في التحالفات الإقليمية والدولية بما يضمن مصالحها وقضاياها المصيرية؟
الدول العربية في مقدمة دول العالم التي تعتمد على القمح الروسي والأوكراني الذي يوفر حوالي ربع احتياجات العالم، لا سيما أن تكلفته منخفضة مقارنة بالولايات المتحدة وفرنسا وكندا والأرجنتين وغيرها من الدول التي يمكن أن تسد الخصاص الحاصل في أكثر من بلد
الحرب الروسية على أوكرانيا ومعضلة الأمن الغذائي العربي

تهيمن روسيا وأوكرانيا معا على إنتاج حوالي ربع احتياجات العالم من القمح، أي حوالي 55 مليون طن، مما يبرز طبيعة الأزمة التي ستنتج عن الحرب الدائرة رحاها بين الدولتين، وتأتي معظم الدول العربية في مقدمة الدول التي تسد احتياجاتها بالقمح الروسي والأوكراني، بحيث تعتمد كل من من مصر وتونس والإمارات على القمح الروسي، فتبلغ نسبة الاعتماد التونسي على القمح الروسي حوالي 60%، بينما في مصر تصل حوالي 80%. فيما يعتمد المغرب على البلدين معا، بحيث تزوده روسيا بحوالي 10.5%، وأوكرانيا بحولي 19%، فيما تعتمد السودان على روسيا بحوالي 46%، واليمن بـ31% من روسيا و 6.8% من أوكرانيا، في حين تستورد تونس حوالي نصف احتياجاتها من القمح من أوكرانيا.
ويظهر من الأرقام والنسب السابقة لبعض الدول العربية، أن الدول العربية في مقدمة دول العالم التي تعتمد على القمح الروسي والأوكراني الذي يوفر حوالي ربع احتياجات العالم، لا سيما أن تكلفته منخفضة مقارنة بالولايات المتحدة وفرنسا وكندا والأرجنتين وغيرها من الدول التي يمكن أن تسد الخصاص الحاصل في أكثر من بلد والذي قد يكلف الاستقرار الاجتماعي بفعل ندرة المخزون من الحبوب بالتزامن مع ارتفاع الأسعار، مما يثقل كاهل الطبقات الاجتماعية الهشة التي يتشكل منها الحيز الأكبر للهرم السكاني للمجتمعات العربية، ويرفع تكلفة العيش للطبقة الوسطى التي تعد ضامنة للاستقرار السياسي والاجتماعي، فيزيد من تآكلها واضمحلالها.
إذا استثنينا ما تحمله الحرب وارتفاع أسعار البترول من عائدات مرتفعة للدول العربية النفطية، فإن معضلة الأمن الغذائي تبدو في حقيقتها، إحدى أهم الانعكاسات السلبية للحرب الراهنة على العالم العربي الذي يرتبط بالسوق الأوكرانية والروسية لتأمين نسب مهمة من احتياجاته، وما يثير القلق أن منظمة الأغذية والزراعة "فاو" التابعة للأمم المتحدة، قدمت في تقريرها الأخير، بخصوص حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2021 أرقاما مريبة عن انعدام الأمن الغذائي المعتدل والشديد، إذ "لم يتمكّن حوالي شخص واحد من بين كل 3 أشخاص في العالم (2.37 مليار شخص) من الحصول على غذاءٍ كافٍ في عام 2020، ما يمثّل زيادة بنحو 320 مليون شخص في سنة واحدة فقط" حسب التقرير، ومن هؤلاء "عانى حوالي 12% من سكان العالم من انعدام الأمن الغذائي الشديد في عام 2020، ما يمثّل 928 مليون شخص، أي ما يزيد على 148 مليون شخص قياسا إلى عام 2019″، وهي أرقام موزعة على كل ربوع العالم، لكن دول أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، تأتي في المقدمة، وفيما يخص حال الدول العربية، فإن آسيا الغربية وأفريقيا الشمالية تفاقم فيهما عدد الذين يعانون من النقص التغذوي من 34.4 مليونا سنة 2005 إلى 59.7 مليونا سنة 2020.
يمكن تصنيف موقف غالبية الدول العربية، بأنه موقف محايد بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا، وإذا استثنينا سوريا -بشار الأسد- التي عبرت عن دعمها لروسيا، فإن معظم الدول العربية نأت بنفسها عن الانخراط في موقف مؤيد لأحد الأطراف
في الواقع تقدم لنا المعطيات الواردة في التقرير، وما يمكن أن يتلمس في واقع المجتمعات والدول العربية بخصوص الأمن الغذائي، أن هناك أزمة صامتة قد تنفجر في أي وقت، إذ يعد رغيف الخبز عنوانا سياسيا واجتماعيا عريضا قد يوجه الاحتجاجات المستقبلية، بحيث تشكل موجةُ ارتفاع الأسعار -مع اتساع قاعدة الهشاشة الاجتماعية وعجز الدول عن إدارة الأزمة بفعل الأزمة البنوية التي تعانيها النظم السياسية العربية السلطوية بطبيعتها وغياب إستراتيجيات يتحقق معها الاكتفاء الذاتي في الغذاء- عوامل ضغط تنذر بتوترات واضطرابات اجتماعية وسياسية كبرى.
إن حال الأمن الغذائي في العالم العربي تعيد للأذهان، أحقية السؤال عن السياسات الزراعية، بحيث جنحت العديد من الدول العربية إلى إعطاء أولوية للمنتجات الموجهة للتصدير بالعملة الصعبة، من فواكه وخضراوات على حساب القمح وغيره من المواد الضرورية، والتي اتضح مع الحرب الراهنة وما نتج عنها في ارتفاع أسعار القمح، أن الدول العربية رغم ما تتوفر عليه من إمكانيات تحقق لها الاكتفاء في هذه المنتج الحيوي، أصبحت رهينة لما ستسفر عنه حروب بعيدة عنها من حيث الجغرافيا، لكنها قريبة من معيشها اليومي، مما يعني أن الحاجة ملحة على المديين المتوسط والبعيد إلى وضع استراتيجيات زراعية بديلة يتحقق معها الاكتفاء الذاتي، وانتاج الغذاء وفق سياسات وطنية، بما ينأى بها عن الارتدادات والانعكاسات التي تتولد من رحم الحروب والأزمات في ظل نظام اقتصادي عالمي متشابك ومهيمن عليه، هو في حقيقة الأمر وجه من أوجه الاستقلال، التي لا تختلف عن الأوجه الأخرى التي تتحقق معها السيادة.


حول طبيعة الموقف السياسي العربي من الحرب الروسية على أوكرانيا

يمكن تصنيف موقف غالبية الدول العربية، بأنه موقف محايد بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا، وإذا استثنينا سوريا -بشار الأسد- التي عبرت عن دعمها لروسيا، فإن معظم الدول العربية نأت بنفسها عن الانخراط في موقف مؤيد لأحد الأطراف. وعلى الرغم من تصويت 15 دولة عربية لصالح قرار الأمم المتحدة الذي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا ويطالبها بالانسحاب منها، وامتناع كل من الجزائر والعراق والسودان وغياب المغرب، فإن ذلك التباين يظل شكليا.
لم يكن منتظرا أن تتخلف الدول المحسوبة على الحلف الغربي والولايات المتحدة الأميركية، أن تكتفي ببيانات عامة تعبر من خلالها على حل النزاع بالوسائل السلمية واحترام وحدة أراضي الدول أو غير ذلك مما تم التصريح به، كما هو حال المغرب ودول الخليج، كما يعتبر موقف الجزائر والعراق والسودان بالامتناع عن التصويت، تجنبا لإغضاب الغرب والولايات المتحدة الأميركية، والمواقف الحذرة لكل الدول العربية ترتبط في حقيقة الأمر بطبيعة مصالحها المتشابكة مع كل من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة، ثم من جهة ثانية للدور الروسي الذي أضحت تقوم به في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وعدم فاعلية الولايات المتحدة والغرب في دعم قضاياها الإقليمية، بالإضافة عدم وضوح مآلات الحرب وما يمكن أن تسفر عنه.
ويشكل عنصر الطاقة والغاز والحبوب، أحد الجوانب التي تتقاطع فيها المصالح الاقتصادية للعرب مع روسيا، التي أصبح لها دور محوري في سوريا والأذرع المرتبطة بإيران في المنطقة، مما قد يهدد أمن مجموعة من دول الخليج، وأي موقف اصطفاف ضدها قد تكون له تبعات مكلفة لتلك الدول، لا سيما أن السعودية والإمارات معا قد تعرضتا لهجمات متكررة من جماعة الحوثي. والأمر نفسه في شمال أفريقيا، حيث ينشط مرتزقة فاغنر في ليبيا ومالي، وهو ما يضر بمصالح دول شمال أفريقيا، ونذكر قضية الصحراء المغربية كمثال بالنسبة للمغرب، الذي يمكن أن يؤدي استصدار موقف صريح ضد الغزو الروسي في سياق لم تتضح فيه مآلات الحرب، إلى خلق توتر مع روسيا الدائمة العضوية بمجلس الأمن، والتي يمكن أن تقدم نوعا من الدعم لجبهة البوليساريو الانفصالية في تندوف. لذلك جاءت المواقف العربية حذرة ولو مؤقتا، مما قد يوفر لروسيا ملاذا لها في ظل العقوبات التي طالتها، لا سيما أن دولا أخرى من الجنوب اتخذت المسار نفسه بخصوص الموقف من الغزو الروسي لأوكرانيا.
في الواقع ليست تلك الاعتبارات وحدها التي جعلت المواقف العربية على هذه الشاكلة، إنما نهجها في العقد الأخير على تشبيك مصالحها مع مختلف القوى الدولية المؤثرة، بسبب التراجع الحاصل للدور الأميركي في الشرق الأوسط، والفرنسي في أفريقيا، وفعالية قوى دولية وإقليمية أخرى في المنطقة.
ختاما: تحمل الحرب الروسية على أوكرانيا كما اتضح انعكاسات وتأثيرات على المنطقة العربية، بعضها ذات طابع اقتصادي يعود بالنفع على الدول النفطية، والبعض الآخر اجتماعي محض ذات صلة بالأمن الغذائي، مما قد ينتج عنه بالتزامن مع غلاء الأسعار، جملة من التوترات الاجتماعية في المستقبل في الدول غير النفطية، أما من الناحية السياسية فإن الموقف العربي وموقف مجموعة من دول الجنوب عموما، لا ينفصل عن التحولات الحاصلة في النظام الدولي، وهي تحولات وإن لم تكن بطابع جذري يمكن أن تنهي هيمنة القطب الواحد على النظام العالمي وتفتح الباب أمام تعددية الأقطاب والقوى، فإنها تعيد صياغة طبيعة الصراع الذي أضحى فيه العنصر الاقتصادي أحد أدوات الردع بعيدا في مواجهة الحروب الكلاسيكية، مما يسمح بنوع من التباين في المواقف -كما ظهر مع تركيا التي تعد أهم الدول في حلف الناتو- بخصوص العقوبات الاقتصادية، أو بمواقف الدول العربية على غير عادتها، بحيث اختارت الصمت أو الحديث المحتشم لطبيعة الأثر الذي ستخلفه الحرب عليها اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.


وبكلمة، فإن الحرب الروسية على أوكرانيا رغم بعدها جغرافيا عن المنطقة العربية، فإنها كشفت الأعطاب التي خلفها النظام السياسي العربي على مدى عقود بفعل عدم تحقيقه استقلالا ذاتيا، في الأمن الغذائي كما هو الحال مع باقي المجالات التي تعد الدول العربية رهينة خيارات لا تسهم في صياغتها، بل يمكن القول -بالنظر لعدة أسباب تاريخية وسياسية واجتماعية- إنها في ظل الشروط الراهنة وطبيعة الأسس التي ترتكز عليها سياسات هذه الدول، وافتقادها للشرعية وللمشروع الوطني الديمقراطي ولسلطة القانون وآليات الحكامة في التدبير، ستبقى عاجزة عن تحقيق أبسط المتطلبات التي تحول بين شعوب منطقة غنية بثرواتها ومساحاتها الجغرافية الكبرى، وبين هزات اجتماعية قد تكون بسبب الرغيف والقمح وغلاء الأسعار، وإذا كان الوضع كذلك، فكيف بانخراطها الفعال بما يحمي مصالح دولها وشعوبها في سياقات دولية مشتبكة. لذلك فإنه بدون ديمقراطية ودولة الحق والقانون، سيظل العرب على هامش حركة التاريخ غير مؤثرين في صياغة ملامح تشكله، وسيكونون أول من تصيبهم ويلات الحروب والأزمات ولو كانت بعيدة عنهم جغرافيا، وآخر من يتحقق لهم الوعي بأهمية الاستقلال والتقدم بأبعاده المختلفة.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يحيى عالم
باحث سياسي مغربي في قضايا الفكر العربي الإسلامي والفلسفة

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع