جمهورية بولندا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          جمهورية ليتوانيا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          كالينينغراد.. مقاطعة روسية وسط أوروبا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بولندا تفتح الباب لنشر أسلحة نووية على أراضيها وروسيا ترد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الجيش الإسرائيلي يعلن حصيلة جديدة لإصابات جنوده في غزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          بايدن يلتقي مشرعين معارضين للحرب الإسرائيلية على غزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مقتل 10 في تصادم مروحيتين عسكريتين في ماليزيا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          هل قرر المجلس العسكري في مالي البقاء في السلطة؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          عبد المجيد الزنداني ...سياسي وداعية إسلامي يمني (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          حزب الله يهاجم مواقع عسكرية ويسقط مسيرة إسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          ألم المستقيم.. الأسباب والعلاج (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          "الجزيرة 360" تروي قصة اختفاء أميركي يقاتل مع الروس في دونيتسك (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          جنود وتدريبات وقواعد عسكرية.. روسيا تثبت أقدامها في القارة السمراء (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          تعرف على أبرز الطائرات المسيرة الإيرانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          القوة النارية الإيرانية.. بين العقيدة الهجومية ونقاط الانتشار (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح التــاريخ العسكــري و القيادة > قســـــم التــاريخ العـســــكــري
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم مشاركات اليوم
 


الثورة الليبية.. يوميات الغضب الذي أطاح بملك ملوك أفريقيا

قســـــم التــاريخ العـســــكــري


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 17-02-22, 08:23 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الثورة الليبية.. يوميات الغضب الذي أطاح بملك ملوك أفريقيا



 

الثورة الليبية.. يوميات الغضب الذي أطاح بملك ملوك أفريقيا


16 فبراير 2022
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لم يكن يوم الرابع عشر من شهر فبراير/شباط/شباط 2011 يوما عاديا في ليبيا، كما لم يكن كذلك في كثير من بلدان العالم، ولكنه كان مختلفا في ليبيا عن العالم كله، فرغم اللون المشترك، كانت القواسم كلما تقاربت تباعدت، وكلما تشابهت بلغت الغاية في الاختلاف والتلاغي.
في بلدان وعواصم وقرى كثيرة اكتسى العالم باللون الأحمر، تبادل العشاق الورود الحمراء، ورسمت العذارى والفتيات على الصدور والخدود أقواس الحب، ومجمسات القلوب المفعمة بالهوى، إنه يوم الحب الذي يحتفل به كثيرون حول العالم.


أما في ليبيا، فقد كان الدم القاني واللهب الأحمر، يكتبان فصلا مؤلما من آخر فصول الأربعين القذافية التي استمرت منذ طلع هذا الشاب الكث الرأس الغريب الأطوار على تاريخ ليبيا، فأزاح الملك محمد إدريس السنوسي، ودخلت معه ليبيا دورة تاريخ مفعمة بالتناقضات، فرض فيها على الليبيين أن يعيشوا في جلبابه الغريب، تحت سطوة تيارات فكره واجتهاداته المتناقضة والمتضاربة التي شملت كل شيء، من السياسة للتعليم للفكر، وتفسير الدين، وممارسة الهوى والتعبير عن العواطف.
حملت ليبيا في عهد القذافي اسم الجماهيرية الشعبية الاشتراكية العظمى، كان الاسم طويلا يحتاج من يقرأه إلى رشفة ماء أو طول نفس قبل أن يدلف إلى متتاليات ألقاب العقيد الذي حمل اسم ملك ملوك أفريقيا في آخر طبعات سيره الحثيث نحو العظمة والتتويج.
في سنواته الأربعين تاه الشعب الليبي، بين ما يريد مما لا يستطيع التعبير عنه، وما يراد منه مما يأتي كل مرة بثوب وأسلوب جديد، انتقالا من القومية والثورة العابرة للحدود، إلى المهادنة والمبالغة في شراء ود كثير من دوائر الغرب، ثم إلى التوجه نحو أفريقيا، قبل أن تندلع المواجهة بين الشعب وقائد الثورة وجيشها.
رأى "الأخ القائد" في الثوار المطالبين بالحرية، ثورة شباب "مهولس"، وخروج "جرذان وصراصير" من حجورها، ثم دعا الليبيين إلى الغناء والرقص، وسرعان ما تراقصت أشباح الموت على الجثث المحروقة.
كان معمّر عبد السلام بومنيار القذافي قد اعتبر أن ليبيا ليست مثل تونس التي انهار نظامها تحت هدير شباب ثورة الياسمين، وتداعى صوت الهدير إلى مصر فردد مبارك أن مصر ليست مثل ليبيا، ومضى مَثلُ الثورة في الآخرين، لا يقف أمامها حاكم، ولا يصمد تحت سيل جراح أبنائها جيش ولو بالغ في القسوة والاعتداء.
بنغازي.. منطلق الثورة ومهد اللهب ووكر المعارضة
في أواسط فبراير/شباط 2011، وعلى ضفاف عيد الحب، انطلقت الثورة من مدينة بنغازي، وامتد لهبها ليصل إلى طرابلس بعد ستة أشهر من الحرب الدامية والكر والفر والقتال غير المتكافئ الذي انتهى بالسيطرة عليها في 20 أغسطس/آب، وطي صفحة القذافي، لتنفتح بعد ذلك صفحات متناقضة ومتصارعة بين الثوار أنفسهم، وبين الثوار وبقايا النظام القديم، وبنيهم وبين قادة وأنصار الثورة المضادة التي رعتها أنظمة ولوبيات دولية، ومنعت بها نسائم الثورة من الالتحام بالديمقراطية، وأدمت خطى السائرين إلى الحرية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
شرارة الثورة الليبية التي انطلقت من بنغازي يوم 14 شباظ/فبراير 2011


كان يوم 14 فبراير/شباط يوم الزفرة للشعب المصدور، ولا بد للمصدور أن ينفث كما يقول المثل العربي، فجاءت أولى نفثات الثورة عبر بيان عام أبان عن وصول الاحتقان الشعبي إلى أقصى مداه، ووقعت عليه 213 شخصية من مختلف الفصائل والقوى السياسية والتنظيمات والهيئات الحقوقية الليبية، يطالبون فيه بتنحي الزعيم الليبي معمر القذافي، ويؤكدون على حق الشعب الليبي في التعبير عن رأيه بمظاهرات سلمية دون أي مضايقات أو تهديدات من قبل النظام.
وفي اليوم الموالي انطلقت دعوات للغضب والثورة عبر صفحات الفيسبوك، وانطلقت الجماهير الغاضبة، فتلقّت الرصاص بالأحضان، وسقط 15 شهيدا من أبناء مدينتي بنغازي والبيضاء. كانت بنغازي يومها أقرب إلى معقل قويّ للمعارضة، بل منذ عقود لم يكن البنغازيون يتقاسمون مع القذافي مشاعر الهوى والمودة الراسخة.
وإلى جانب أولئك الشهداء الخمسة عشر، أوقف الأمن القذافي العشرات، وخرجت المظاهرات في اليوم الموالي تطالب بالإفراج عنهم، وترفع السقف عاليا مطالبة برحيل القذافي.
وفي اليوم الموالي أيضا 16 فبراير/شباط، أطلقت قوات الأمن، والقوات المرتزقة التي تمثل جزءا كبيرا ومهمّا من قوة وغطرسة القذافي الرصاص الحي على المحتجين في مدن بنغازي ودرنة وأجدابيا. وتواصلت سلسلة القتل والأيام الدامية، وتناثرت جثث القتلى، وتعالت ألسنة اللهب من العمارات والمنازل، فقد كان المرتزقة يمارسون شهوة القتل بدموية غير مسبوقة.
وفي يوم 18 من فبراير/شباط بدأت شقوق صغيرة تظهر في جدار نظام اللجان الثورية، وبدأ الحديث عن استقالات في صفوف مسؤولين ليبيين احتجاجا على مواجهة المظاهرات السلمية بالقمع الدامي.
وفي يوم 19 من نفس الشهر، وصل شعاع المظاهرات إلى العاصمة طرابلس، وتداعت الهيئات الحقوقية الدولية إلى استنهاض العالم، متحدثة عن سقوط أكثر من 100 قتيل بنيران الأمن الليبي والمرتزقة القذافية.
تصدعات الجدار.. استقالات أركان حكم العقيد
في العشرين من فبراير/شباط سيطر المتظاهرون على مدينة بنغازي، فأصبحت مدينة محررة لا سطوة فيها للقذافي على الأرض، بينما كانت السماء تمطر بين الحين والآخر لهبا دافقا وموتا زؤاما.
في ذلك اليوم خرج سيف الدين القذافي مهددا وموعّدا ومحذرا من سير البلاد إلى الحرب الأهلية، ولكن تهديدات سيف الإسلام وتحذيراته لم تطفئ اللهب، بل دفعت بشعبة قوية من النظام إلى التصدع والخروج من عباءة القذافي إلى صف الثورة أو الرفض للعنف الرسمي على الأقل، وكان وزير العدل الحاج مصطفى عبد الجليل أبرز هذه الرموز التي استقالت من حكومة القذافي، ثم التحق به في نفس اليوم وزير الدولة لشؤون الهجرة والمغتربين علي الريشي، ومندوب ليبيا في الأمم المتحدة، وسفراؤها في بريطانيا والصين والهند وإندونيسيا.


أعطت تلك الاستقالات دفعا للثورة، ومزيدا من الحماس للثوار، ومست النظام في مقتل ليخرج القذافي في اليوم الموالي، ويعلن عن استمراره في الحكم، وتصديه للعدوان، وتفنيده لما أشيع من فراره إلى فنزويلا.
وفي اليوم الموالي أعلن وزير الداخلية اللواء الركن عبد الفتاح يونس العبيدي استقالته وتأييده للثوار، وهكذا بدأت أركان النظام في التصدع، لكن النظام لم يكن في أي يوم من الأيام مؤسسيا ولا قائما على هيكلة نفوذ واضحة، ونتيجة لذلك ولعوامل أخرى، استطاع المقاومة عدة أشهر، قبل أن ينهار ويذوب في "المجاري".
ومع الأيام الأخيرة من شهر فبراير/شباط، امتدت المظاهرات لتشمل عددا من مدن الشرق الليبي، ليخرج القذافي متهما تنظيم القاعدة بأنه وراء تلك الأحداث، وأن الإرهابيين الدخلاء على ليبيا هم من يقودون الثورة.


تجميد أصول القذافي.. عندما قرعت الثورة أبواب العالم
في الخامس والعشرين من فبراير/شباط الألم واللهب، تحدثت الأمم المتحدة عن سقوط أكثر من ألف قتيل من أبناء الشعب الليبي بنيران كتائب ومرتزقة القذافي، كما أعلن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" تجميد أصول القذافي في البنوك والمؤسسات المالية الأمريكية، ثم انطلق مسار آخر من تعاطي العالم مع الثورة الليبية، ومع نظام القذافي النازف والمنهار، حيث فرض مجلس الأمن عقوبات منوعة عليه، شملت حظر بيع السلاح لليبيا وتجميد أصولها، ومنع السفر لعدد من أركان النظام، وبالتوازي مع ذلك أعلن الثوار تأسيس المجلس الوطني الانتقالي برئاسة وزير العدل المستقيل مصطفى عبد الجليل.


وبعد يومين من تلك الخطوة، أخذ الاتحاد الأوروبي دوره في حصار ليبيا القذافية، فقرر حظر بيع الأسلحة والذخيرة للنظام، وتجميد أصول مالية للقذافي وخمسة من أفراد عائلته المسيطرة على المال والسلاح والنفوذ في بلاد "أسد الصحراء" عمر المختار.


"فجر الأوديسة".. بين رصاص الثوار ولهب القوات الدولية
ومع انقضاء شهر فبراير/شباط بدأ مسار جديد من حيوية الثورة، بعد أن استطاعت احتلال موقع ليبيا على مستوى التمثيل العالمي، خصوصا مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة طرد ليبيا القذافية من مجلس حقوق الإنسان المكون يومها من 47 عضوا.
وفي السابع من شهر مارس/آذار 2011، وبضغط ودور فعال من فرنسا بدأ حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، طلعات مراقبة جوية للأجواء الليبية على مدار الساعة، كانت فرنسا حريصة على إسقاط القذافي، ليتبين لاحقا أن تحرير الشعب الليبي لم يكن أهم أهداف فرنسا الساركوزية يومها، بل كان الهدف الأساسي إعدام ما أمكن من أدلة العلاقة الوطيدة بين الرئيس "نيكولا ساركوزي" والعقيد القذافي.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عملية "فجر الأوديسة" العسكرية التي أقرها مجلس الأمن في 17 مارس/آذار بإنشاء منطقة حظر جوي فوق ليبيا


وفي العاشر من مارس/آذار اعترفت فرنسا بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي، ورد القذافي بقطع علاقاته مع أصدقائه السابقين في باريس.
وتمهيدا للانطلاق الفعلي لعملية "فجر الأوديسة" العسكرية، أقر مجلس الأمن في 17 مارس/آذار إنشاء منطقة حظر جوي فوق ليبيا، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين الليبيين، وهو القرار الذي امتنعت عن التصويت له الصين وروسيا والهند والبرازيل وألمانيا.
وبعد يومين من فرض الحظر الجوي، انطلقت في التاسع عشر من مارس/آذار عملية "فجر الأوديسة"، بتضامن عسكري من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وذلك لمنع النظام الليبي من استخدام قوته الضاربة في استهداف المدنيين الثائرين عليها.
رد القذافي في اليوم الموالي على المواقف الدولية الجديدة، بقوله إنه سيفتح مخازن السلاح أمام الشعب الليبي، استنادا على ميثاق الأمم المتحدة الذي يمنح ليبيا حق الدفاع عن النفس.
وبعد خمسة أيام من إطلاق "فجر الأوديسة"، وافق حلف الناتو على تولي قيادة العمليات العسكرية لدعم منطقة الحظر في الأجواء الدولية، وتوسع بذلك الحلف الدولي ضد القذافي الذي كان يمعن بين الحين والآخر في إظهار قوته واتهام معارضيه بأنهم تابعون للقاعدة، وأنهم "جرذان وصراصير"، ومراهقون تحت سطوة حبوب الهلوسة.
وقبل نهاية مارس/آذار 2011، أعلنت دولة قطر في اليوم الثامن والعشرين منه اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي لتكون أول دولة عربية وثاني دولة على مستوى العالم تعترف بالثوار، وبعد يومين آخرين فر وزير الخارجية الليبي موسى كوسا إلى بريطانيا، وهنالك أعلن استقالته من نظام العقيد.


نبرة التهدئة وتلطيف الأجواء الدولية.. رسالة إلى أوباما
في السادس من إبريل/نيسان بدأ القذافي يخفض من لهجة العنف، ويميل إلى تلطيف الأجواء مع المجتمع الدولي الذي يقود غضبه يومها حلف الناتو، راسل القذافي في ذلك اليوم الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، ودعاه إلى وضع حد للحملة على النظام، ومهد لذلك بأن الثوار أعضاء في تنظيم القاعدة.
لم يجد القذافي آذانا أمريكية مصغية، فتحول إلى أفريقيا التي كان يقود اتحادها ويحمل بين حكامها لقب ملك ملوكها، حيث أعلن في 11 إبريل/نيسان، القبول بوساطة الاتحاد الأفريقي، لكن الثوار رفضوها لأنها لا تحمل نصا صريحا على خروج العقيد وعائلته من دائرة الحكم والنفوذ في ليبيا.


وفي الأيام التالية تواصلت الاشتباكات، واستمر اللهب والدماء في التوقيع على أرض ليبيا المحترقة، وحاول القذافي مجددا إسماع صراخه للغرب، فدعا حلف الناتو في 29 إبريل/نيسان إلى إنهاء الهجمات، والبدء في مفاوضات مفتوحة مع نظامه، متهما القوات الدولية بقتل المدنيين، وتدمير البنية التحتية التي شيدها نظامه في أربعين سنة.
وفي اليوم الموالي أعلن نظام القذافي عن مقتل نجله سيف العرب بعد أن استهدفه طيران الناتو بغارة شعواء حطمت منزله في طرابلس، وهكذا وصل الضرب المؤلم والموت المحلق إلى الدائرة الضيقة للعقيد.


تمديد الحملة.. تجري رياح الناتو بما لا تشتهي سفن العقيد
في الحادي عشر من مايو/أيار 2011 سيطر الثوار على مطار مصراتة التي كانت قبل ذلك تحت حصار خانق من كتائب القذافي، وكانت تلك خطوة مهمة في الطريق الدامي إلى العاصمة طرابلس.
وفي 22 من الشهر نفسه، أعلنت الأمم المتحدة فتح مكتب لها في بنغازي التي أصبحت عمليا عاصمة للثوار، ومنطلق لهبهم المستعر تجاه قوات القذافي.
وفي اليوم الأول من يونيو/حزيران أعلن الناتو تمديد حملته لمدة 90 يوميا، وبدا جليا أن رياح الناتو جاءت بعكس ما اشتهت صرخات القذافي ونداءاته، ولم يبق أمامه غير الانسحاب أو استمرار المواجهة، فاختار البقاء وإطلاق النار على كل متحرك.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
القذافي كان يأمل أن يخلفه نجله سيف الإسلام القذافي، قبل أن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن


وفي تلك الأثناء أعلن وزير النفط الليبي شكري غانم، استقالته من حكومة القذافي، وقفز ناجيا بجلده من الزورق المحترق الذي يقوده القذافي في اتجاهات متناقضة.
كانت المؤشرات كلها تدل على أن أيام القذافي معدودة، فحجم مقاومته في تراجع، وتآكل نظامه في تسارع، ولأجل ذلك رأت وزيرة الخارجية الأمريكية حينها "هيلاري كلينتون" في تصريح لها يوم 9 يونيو/حزيران، أنه من الضروري البدء في خطة جديدة لإدارة وصياغة نظام ليبيا ما بعد القذافي.
وفي 27 من الشهر نفسه أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس المخابرات عبد الله السنوسي، وكانت التهمة هي ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية.
لم ترُق تلك التطورات لكثير من أنصار وأصدقاء القذافي من الحكام والزعماء الأفارقة فرأى رئيس جنوب أفريقيا "جاكوب زوما" أن الناتو أساء التفويض الدولي الممنوح، وتوسع في الاغتيالات والتدمير.


مقتل قائد الثورة.. خسائر في الطريق إلى طرابلس
في 14 يوليو/تموز ومع اشتداد الحصار والضغط على القذافي، بدأ الرجل مسارا آخر، حينما دعا أنصاره بقوة إلى الزحف نحو بنغازي وتحريرها من الإرهابيين، وجدد في خطابه المطول تأكيده أنه باق في ليبيا ولن يغادرها تحت أي ظرف.
في اليوم الموالي أعلنت واشنطن ولندن اعترافهما بالمجلس الوطني الانتقالي ورئيسه مصطفى عبد الجليل، وسرعان ما توسعت دوائر الاعتراف، كما توسعت عمليات الكر والفر والتقدم والتأخر، قبل أن تشهد الثورة منعطفا في مسارها، حين أصابت نيران مجهولة في ظروف غامضة جسد قائد قوات الثوار اللواء عبد الفتاح يونس، فأردته قتيلا في الثامن والعشرين من يوليو/تموز، مع اثنين من مرافقيه.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أنصار القذافي يرفعون صوره انتصارا له ضد الثورة العارمة التي لم تبق ولم تذر


لم يكن مقتل عبد الفتاح يونس العبيدي حدثا عاديا، بل كان منعطفا هاما في مسار ثورة الليبيين، وعلى إثر هذا الحادث أعلن رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل في 9 أغسطس/آب حل المكتب التنفيذي للمجلس المكون يومها من 14 عضوا.
ورغم مقتل قائد الثوار، فقد استمرت العمليات العسكرية بنفس الوتيرة، إذ سيطر الثوار في الرابع عشر من الشهر نفسه، على مدينة الزاوية غرب طرابلس وعلى الطريق مع تونس، قاطعين بذلك آخر طريق متاح للقذافي وزمرته مع الخارج، وهو ما مهد للزحف نحو العاصمة طرابلس.
واصل القذافي خطاباته واستنهاضه لأنصاره الذين كانوا يقتربون من تأليهه، ويمنحون خطاباته وكلماته أقصى ما يمكن، وما لا يمكن أن تتحمل، فدعا الشعب في خطاب بثه التلفزيون الليبي في 15 أغسطس/آب إلى التصدي للثوار، وتوعد الناتو بالهزيمة، لكن ذلك الوعيد كان في الوقت الضائع، فالثورة قد أحكمت خناقها على العاصمة، ولم تبق غير أيام حتى يسقط أطول نظام سياسي عمرا في التاريخ المعاصر.
هروب القذافي.. حلقة أخيرة في أنابيب الصرف الصحي
بينما كان القذافي يلقي إحدى أواخر خطبه من العاصمة طرابلس كان الثوار يضعون اللمسات الأخيرة على خطة الانقضاض عليها، ويحكمون الطوق على مختلف الطريق الرئيسية المؤدية إليها، قبل أن يبدأوا في العشرين من الشهر ذاته بالتسلل بسرعة وتوغل إلى أحيائها التي شهدت انتفاضات واسعة ضد حكم ابن الأربعين سنة في السلطة.


ورغم ذلك واصل القذافي حرب الخطب، وبينما كان الثوار يسيطرون في يوم 21 أغسطس/آب على معظم أحياء العاصمة، ألقى القذافي ثلاث خطب في أقل من أربع وعشرين سنة، متوعدا الثوار بالويل والثبور، ولكن الوقت قد ضاع أمام الرجل الذي حكم ليبيا طيلة أربعة عقود، وفي اليوم ذاته وقع سيف الإسلام القذافي في قبضة الثوار، واستمر سجنه في رحلة قاربت 8 سنوات، بينما فر ابنه الساعدي وأفراد آخرون من عائلته إلى النيجر، وانتقل آخرون على أجنحة الخوف واللجوء إلى الجزائر.
وبعد سيطرة الثوار على طرابلس بدأت مطاردة القذافي، وهي المطاردة التي استمرت لنحو شهر، قبل أن تتمكن طائرات الناتو من قصف قافلة من خمسين سيارة يقودها المعتصم القذافي، حاولت السيارات الناجية الفرار وكانت إحداها تقل القذافي الذي حاول الهروب والاختفاء في أحد أنابيب الصرف الصحي، ولكن حشدا من الثوار كانوا له بالمرصاد وأمسكوا به في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011، حيث طويت صفحة العقيد بغلاف دموي ينهي أربعين سنة من حكم توصف كثير من محطاته بالدموية.
لم تنته يوميات الثورة الليبية بمقتل العقيد، وإنما تسارعت وأخذت أوجها متعددة، فقد بدأت الثورة كالعادة تأكل أبناءها، وبدأ مسار جديد من الثورة المضادة، ودخلت ليبيا صفحة جديدة من علاج جراح الأربعين سنة، و10 أشهر من الثورة.


أمين حبلا - الجزيرة الوثائقية

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 17-02-22, 08:28 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 17-02-22, 08:29 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 17-02-22, 08:31 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع