ظهر مصطلح "كارتل دي لوس سوليس" (كارتل الشمس) أول مرة في أوائل تسعينيات القرن الـ20، بعد اتهامات بالاتجار بالمخدرات ضد الجنرال المسؤول عن مكافحة المخدرات في الحرس الوطني الفنزويلي، ويشير الاسم إلى شارة الشمس على زي الجنرالات.
وتعود جذور نشاطات هذا "الكارتل" إلى أواخر ثمانينيات القرن الـ20 وأوائل التسعينيات، بعد تفكيك كارتل ميديلين الكولومبي، إذ بدأ بعض الضباط الفنزويليين بتوفير طرق بديلة لتهريب الكوكايين، وتعزز دوره أثناء حكم
هوغو شافيز (2013/1999) نتيجة غياب الرقابة الأميركية واستقلالية الجيش الفنزويلي، ما أتاح لضباط الرتب المتوسطة والدنيا السيطرة على نقاط الدخول والخروج وتسهيل تدفق المخدرات.
ويصف خبراء أميركيون الكارتل بأنه ليس منظمة رسمية، بل هو نظام من الفساد واسع الانتشار، يمتد تأثيره -بحسب الادعاءات الأميركية- إلى أعلى مستويات الحكومة، بما في ذلك الرئيس مادورو وعدد من وزرائه وكبار المسؤولين العسكريين.
وتقول مصادر إن مسؤولين سابقين، مثل رئيس جهاز الاستخبارات السابق هوغو كارفاخال والجنرال كليفر ألكالا ورئيس الأمن السابق ليمسي سالازار، قدموا عام 2014 معلومات للسلطات الأميركية تؤكد تورط الكارتل في تهريب الكوكايين واستخدامه سلاحا لإغراق الولايات المتحدة بالسموم، مع دعم شبكات أخرى مثل "كارتل سينالوا" المكسيكي وتنظيم "تي دي أراغوا" الفنزويلي.
وتصاعدت الاتهامات عام 2020 حين وجهت وزارة العدل الأميركية لائحة تهم رسمية ضد الرئيس مادورو وعدد من كبار وزرائه وقادة المؤسسة العسكرية، وعرضت مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار أميركي لمن يقدم معلومات تؤدي إلى اعتقاله أو إدانته.
وقد رفعت إدارة الرئيس الأميركي
جو بايدن قيمة المكافأة إلى 25 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو، ثم أُعلن في أغسطس/آب 2025 عن زيادتها إلى 50 مليون دولار.
تنفي الحكومة الفنزويلية بشكل قاطع جميع الاتهامات الأميركية بضلوع مسؤولين في الدولة فيما يُعرف بكارتل الشمس، معتبرة أن الملف يُستخدم ذريعة سياسية لإسقاط حكومة مادورو.
وتؤكد
كراكاس أن الكارتل "كيان مختلق" يُوظف لتبرير الضغوط والتدخل الخارجي، مشيرة إلى أن
واشنطن لجأت إلى الأسلوب نفسه في حالات سابقة بكولومبيا
وبنما.
ووصفت الخارجية الفنزويلية الاتهامات بأنها "افتراء سياسي وكذبة دنيئة" تهدف إلى شرعنة إجراءات غير قانونية ضد البلاد. كما اتهم وزير الخارجية إيفان جيل بينتو الولايات المتحدة باختلاق "تصنيفات واهية" لتشويه سمعة فنزويلا، مجددا التأكيد أن "كارتل دي لوس سوليس غير موجود".
ويرى مادورو ومسؤولون آخرون أن واشنطن توظف ملف تهريب المخدرات أداة لتغيير النظام الفنزويلي والسيطرة على الموارد النفطية للبلاد.